أمريكا تسعى إلى إحياء قرار الأمم المتحدة المعطل بشأن حرب لبنان.. القرار الأممي رقم 1701 يبحث مدى تحقيق الدبلوماسية ووقف الصراع
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، تحاول الولايات المتحدة إحياء القرار الأممي رقم ١٧٠١ المعطل منذ فترة طويلة لاستعادة السلام فى جنوب لبنان. هذا القرار الذي مضى عليه عقود من الزمان، والذى كان من المفترض أن ينزع السلاح من الحدود ويحمى إسرائيل من هجمات حزب الله، يُنظر إليه الآن باعتباره حلًا دبلوماسيًا محتملًا لإنهاء الصراع.
تم تبنى القرار الأممى رقم ١٧٠١ فى عام ٢٠٠٦ لإنهاء آخر حرب بين إسرائيل ولبنان، ودعا إلى إنشاء منطقة عازلة خالية من الجماعات المسلحة بين نهر الليطانى فى لبنان والحدود الإسرائيلية. وقد كُلِّفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان (يونيفيل) والجيش اللبنانى بفرض هذه المنطقة العازلة. ومع ذلك، انتهك حزب الله القرار مرارًا وتكرارًا، وحشد الأسلحة وشن هجمات صاروخية عبر الحدود.
أكَّد ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، على أهمية إحياء القرار ١٧٠١: "النتيجة التى نريد أن نراها هى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم ١٧٠١". وهذا يعنى انسحاب حزب الله من منطقة الحدود وإنشاء منطقة محايدة تحرسها قوات الأمم المتحدة والقوات اللبنانية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من نوايا القرار، فقد فشل فى منع حزب الله من اكتساب موطئ قدم فى جنوب لبنان. واستمرت الجماعة فى بناء وجودها العسكرى وشن هجمات على إسرائيل، بما فى ذلك الهجمات الصاروخية تضامنًا مع حماس بعد هجومها على إسرائيل فى عام ٢٠٢٣.
نفوذ حزب الله المتزايد ورد إسرائيليكمُن التحدى الأساسى فى فرض القرار ١٧٠١ فى وجود حزب الله فى المنطقة. وعلى مدى سنوات، كان حزب الله يعمل فى ظل إفلات نسبى من العقاب، حيث قام بتجميع ترسانة كبيرة من الصواريخ بالقرب من الحدود الإسرائيلية. ويرى المسئولون العسكريون الإسرائيليون وجود حزب الله بمثابة تهديد مباشر للأمن القومي. وأشار ديفيد منسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إلى أن "أكثر من ٦٠ ألف من سكان شمال إسرائيل فروا من منازلهم بسبب إطلاق حزب الله للصواريخ".
وأثارت قدرة حزب الله على تجاهل تفويضات القرار مخاوف بشأن دور اليونيفيل. وقد تعرضت قوة حفظ السلام، التى تضم ١٠ آلاف جندى من ٤٦ دولة، لانتقادات بسبب عجزها عن منع حزب الله من عسكرة الحدود. وفى الأيام الأخيرة، وصف المسئولون الإسرائيليون، بما فى ذلك منسر، اليونيفيل بأنها "فشل ذريع" بسبب تقاعسها الملحوظ.
الجهود الدبلوماسية الأمريكيةوإدراكًا لهذه التحديات، انخرط وزير الخارجية الأميركى أنتونى بلينكن وأموس هوكشتاين، مستشار الأمن القومى الكبير فى البيت الأبيض، بنشاط فى المناقشات الدبلوماسية لإحياء القرار. كما أجرى بلينكن محادثات مع مسئولين عرب، مستكشفًا السبل لإضعاف نفوذ حزب الله، الذى تعزز بدعم إيراني.
أحد الحلول المقترحة هو نقل قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وهو الهدف الذى سعت إليه إسرائيل منذ فترة طويلة لكنها ناضلت من أجل تحقيقه. ومع ذلك، تساءل المسئولون الإسرائيليون عما إذا كان من الممكن فرض هذا الاقتراح بشكل واقعي، نظرًا لموقف حزب الله الراسخ. وقد ردد ماثيو ليفيت، الخبير فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، هذا التشكك: "السؤال الحقيقى هو، هل يمكن فرضه؟" كما أكد ليفيت على الحاجة إلى دعم دولى أقوى لضمان قدرة الجيش اللبنانى على نشر قوات ذات مغزى فى المنطقة العازلة.
الجمود السياسى فى لبنانوهناك قضية حرجة أخرى وهى الشلل السياسى فى لبنان. لم يتمكن لبنان من انتخاب رئيس لمدة عامين تقريبًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عرقلة حزب الله. ويأمل المسئولون الأمريكيون أن توفر الأزمة الحالية فرصة للحد من قبضة حزب الله السياسية على البلاد. وأشار إدوارد م. غابرييل، رئيس فريق العمل الأمريكى بشأن لبنان، إلى أن "الجزء الأكبر من الدبلوماسية الأمريكية الآن هو انتخاب رئيس فى لبنان يتمتع بالكفاءة والاحترام الدولي".
وأكد وزير الخارجية بلينكن على أهمية سيطرة لبنان على مستقبله السياسي، قائلًا: "المستقبل السياسى للبنان هو من يقرره اللبنانيون، ولا أحد غيرهم".
العمليات العسكرية الإسرائيلية والطريق إلى الأمام
مع تطور الجهود الدبلوماسية، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية فى جنوب لبنان. فى الأول من أكتوبر، شنت إسرائيل "توغلًا محدودًا" بهدف دفع مقاتلى حزب الله بعيدًا عن الحدود. وأكد مسئولون فى وزارة الخارجية حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، حيث صرح ميلر بأن إسرائيل لديها "الحق فى إجراء هذه التوغلات المحدودة" لإضعاف حزب الله.
ورغم استمرار العنف، يظل بلينكن وغيره من المسئولين الأمريكيين ملتزمين بالسعى إلى التوصل إلى حل دبلوماسي. فقد رفضت إسرائيل على الفور الاقتراح الأمريكى بوقف إطلاق النار لمدة ٢١ يومًا بين إسرائيل وحزب الله، والذى طرح فى السادس والعشرين من سبتمبر. ومع ذلك، تواصل الولايات المتحدة استكشاف السبل الدبلوماسية، على أمل تحقيق سلام دائم من خلال التنفيذ الكامل للقرار ١٧٠١.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل حزب الله أمريكا الامم المتحده لبنان القرار الأممي حزب الله فى لبنان ومع ذلک الله ا
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل تقييد دخول المساعدات إلى غزة
أكدت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما زالت مستمرة، في حين تعرضت شاحنة مساعدات للنهب بوسط القطاع، وذلك بعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي سيارة حراسة كانت ترافقها.
وقالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي -مساء أمس الاثنين- إن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تحاول بشتى السبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأوضحت -في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة في ولاية نيويورك الأميركية- أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمكنت في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري من الدخول إلى شمال غزة رغم القيود الإسرائيلية.
من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن قطاع غزة حاليا المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني، حيث أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
وأوضح فليتشر، في بيان، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول إلى المحتاجين في القطاع، "حيث تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة".
وقال إن الحصار الإسرائيلي على شمال غزة "أثار شبح المجاعة"، في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية "مما يخلق ظروفا معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء".
إعلانوأشار إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت أول مجموعة من الأوامر المؤقتة في قضية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة منذ نحو عام، ومع ذلك فإن وتيرة العنف المستمرة "تعني أنه لا يوجد مكان آمن للمدنيين في غزة، لقد تحولت المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية إلى أنقاض".
تدهور مستمر بالضفة
وفيما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية، قال المسؤول الأممي إن الوضع هناك مستمر في التدهور، وإن عدد القتلى في الضفة هو أعلى عدد تسجله الأمم المتحدة.
وأكد أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن تدمير البنية الأساسية مثل الطرق وشبكات المياه، وخاصة في مخيمات اللاجئين"، مضيفا أن عنف المستوطنين المتزايد وهدم المنازل أدى إلى زيادة النزوح والاحتياجات، وأن قيود الاحتلال المفروضة على الحركة تعيق سبل عيش المواطنين الفلسطينيين ووصولهم إلى الخدمات الأساسية وخاصة الرعاية الصحية.
وشدد على أن "الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني يواصلان محاولة البقاء وتقديم الخدمات في مواجهة هذه التحديات والصعوبات المتزايدة"، داعيا المجتمع الدولي إلى الدفاع عن القانون الإنساني الدولي، "والمطالبة بحماية جميع المدنيين، والإصرار على إطلاق سراح جميع الرهائن، والدفاع عن عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الحيوي، وكسر دائرة العنف".
استهداف ونهب
في سياق متصل، أفادت وكالة أسوشيتد برس بتعرض شاحنة مساعدات كانت تحمل شحنة من الدقيق للنهب في وسط قطاع غزة، وذلك بعد استهداف سيارة كانت تحرسها بغارة إسرائيلية.
وأدت الغارة الإسرائيلية لاستشهاد 4 من رجال الأمن كانوا داخل سيارة الحراسة، وفق شهود عيان ومسؤولين في القطاع الطبي بغزة.
وقالت الوكالة إن مراسلها رصد أشخاصا يبتعدون عن المكان، وهم يحملون أكياس دقيق، بعضها كان ملوثا بالدماء، عقب الغارة الإسرائيلية التي استهدفت حراس شاحنة المساعدات.
إعلانوقالت مصادر من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية إنهم يواجهون صعوبة في إيصال المساعدات، بما في ذلك الإمدادات الشتوية الضرورية إلى غزة، جزئيا بسبب عمليات النهب وغياب الأمن لحماية القوافل.
وغالبا ما تستهدف إسرائيل حراس شحنات المساعدات، بدعوى انتمائهم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين تؤكد السلطات في غزة أن ذلك يأتي في إطار سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تستخدم التجويع سلاحا ضد سكان غزة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنها ستوقف تسليم المساعدات عبر المعبر الرئيسي إلى قطاع غزة بسبب تهديدات العصابات المسلحة التي تنهب القوافل. وألقت الوكالة باللوم في انهيار النظام القانوني إلى حد كبير على السياسات الإسرائيلية.