مضى العدو الإسرائيلي في توسيع عدوانه على لبنان فأغار على مبنى في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت صباح امس ، الأمر الذي اسقط الكلام الذي نقل الى الحكومة عن ضمانات أميركية بوقف الغارات على بيروت ما دفع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الإعلان أنه لا يبدو أن هناك جدوى من التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب وقف إطلاق النار.

  واستغرب ميقاتي ما حصل، بعدما قام لبنان بما هو مطلوب منه، إذ أعلن ميقاتي نفسه عن «الاستعداد لتعزيز الجيش في الجنوب وسحب كل الذرائع من إسرائيل لمنعها من استهداف المطار».   أما النبطية التي سبق أن تعرّض سوقها الأثري كما الكثير من أحيائها لموجات قصف تدميرية، فكانت الضربة الجديدة التي استهدفتها أمس الأعنف إذ أدّت إلى تدمير مبنى البلدية واستشهاد رئيسها وعدد من الاعضاء لدى وجودهم داخل المبنى. وهو اعتداء خطير على مقر إداري رسمي كما الضربة الأخرى لسرايا النبطية الحكومية التي دمرت معظم المكاتب الشرقية فيها.
  وأعلنت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت أنه "يتعين حماية المدنيين في كل الأوقات". وأفادت في بيان تعليقاً على الهجوم على النبطية أن "انتهاكات القانون الإنساني الدولي غير مقبولة على الإطلاق". وأضافت: "يتعين حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الأوقات كافة"، معتبرة أنه "حان الوقت لأن توقف الأطراف المعنية كلها إطلاق النار فوراً وتفتح الباب أمام الحلول الدبلوماسية".   وكتبت" الاخبار": لجأ العدو إلى توسيع دائرة الاشتباك هادفاً إلى تشتيت قدرات حزب الله وإشغاله على طول جبهة تمتد على مسافة 100 كيلومتر، مع إدخاله محاور شبعا وكفرشوبا ضمن نطاق عملياته العسكرية، ما يشير إلى نيته لتوسيع رقعة المواجهة بشكل غير مسبوق. وفي إحصائية لضربات المقاومة، فقد أطلقت عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية وعلى نقاط تجمع قوات العدو داخل الأراضي اللبنانية، واستهدفت طائرتين مُسيّرتين بصاروخي دفاع جوي، ودمّرت دبابة «ميركافا» قرب رامية. كما تم رصد وصدّ محاولات تسلل إسرائيلية فاشلة في عدة نقاط على طول الحدود.   وبحسب السياق العملياتي، بدا واضحاً أن قوات العدو لا تزال متحفّظة في اتخاذ مبادرة عسكرية تتناسب مع حجم الاستعداد الهجومي الذي تمّ حشده. وتشير التقديرات الميدانية إلى أن جهود العدو الرئيسية لا تزال متأثرة بنتائج عمليات الاستطلاع بالنيران ومحاولات تسلل مجموعات النخبة التي نفّذتها قواته لتقييم قوة المقاومة. وقد لجأ العدو إلى فتح جبهة جديدة في مناطق شبعا والعرقوب، بعد مرور 15 يوماً من القتال ساعياً إلى السيطرة على المعابر التي تشكل نقاط وصل حاكمة بين تلال ووديان. وهو هدف له أهمية استراتيجية كبيرة، إذ يمكّنه من التحكم بمسارات التسلل والإمداد المحتملة للمقاومة. كذلك يريد العدو الاستيلاء على المرتفعات المشرفة على مجرى نهر الليطاني بعمق يراوح بين 2 إلى 3 كيلومترات من الحدود. هذه النقطة تمنحه ميزة تكتيكية هامة من حيث المراقبة والسيطرة على المنطقة المحيطة، عدا أن احتلال التلال الحاكمة يوفر ظروف رؤية وإشراف ممتازة على الجبهة، ما يعزّز قدرته على جمع المعلومات الاستخباراتية وتوجيه الضربات بدقة أكبر.   هذا تماماً ما يحاول العدو فعله على جبهة القطاع الغربي، حيث قام بتجميد معظم عملياته في محاور اللبونة - المشيرفة - رأس الناقورة. وبدلاً من ذلك، تم الدفع باستعداد كبير من اللواءين 646 والرابع المدرّع، بقوة تعادل كتيبة، لشن هجوم عند مثلث رامية - عيتا الشعب – القوزح، بهدف الوصول إلى تلة القوزح، بعد اختبار الدفاعات حول رامية وعيتا الشعب، وتعرّض قواته لخسائر فادحة خلال 72 ساعة من المعارك المتنقلة على مثلث عيتا الشعب – القوزح – رامية. والتقديرات أن اتجاه الهجوم هو السيطرة على تلة دير الكارمليت في القوزح، والتي يبلغ ارتفاعها حوالي 700 متر. إلا أن استبسال المقاومين في الدفاع والاستخدام المكثف للصواريخ الموجّهة والعبوات والالتحام المباشر من مسافة صفر مع القوات المهاجمة، كل ذلك أجبر العدو على الانكفاء فيما تولت أكثر من 8 مروحيات نقل الاصابات إلى مستشفيات الداخل المحتل. ونصب رجال المقاومة كميناً جديداً للقوات المتراجعة عند نقاط خلفية والتحموا معها وأوقعوا في صفوفها أعداداً إضافية من الإصابات رغم تدخل سلاح الجو ومدفعية العدو التي حاولت تغطية انسحاب القوة بمروحة واسعة من النيران.
وبعد تمكن الفرقة 98 من اختراق ثغرة في المنطقة الواقعة غرب الطيبة (مشروع الطيبة) وشرق مركبا، من أجل الوصول إلى منطقة رب ثلاثين، ومن ثم التقدم نحو بني حيان والقنطرة، وصولاً إلى هدفها الرئيسي المتمثل في السيطرة على العوارض الطبيعية المطلة على وادي الحجير، تؤكد المعطيات أنه تم حصر معظم القوات المتقدمة جنوب شرق رب ثلاثين في منطقة تُعرف باسم خلة الفراشات، حيث دارت مواجهات عنيفة بين رب ثلاثين ومركبا حاول العدو التغطية على عجز قواته فيها، بشن عمليات قصف مدفعي وغارات جوية مكثفة على بلدات عديسة والطيبة ورب ثلاثين ومركبا وحولا.
أما على محاور ميس الجبل ومركبا والعديسة وكفركلا، فيبدو أنها أصبحت ثانوية في استراتيجية العدو، بعد الإعلان عن إنهاء اللواء 228 لمهمته. هذا التطور يشير إلى أن الفرقة 91 قد تم إدخالها لتتحول مهمتها إلى تأمين ودعم عمليات الفرقة 98، بحيث تصبح غالبية عمليات الفرقة 91 ذات طبيعة تأمينية، مع بعض العمليات التعرضية الهجومية باتجاه بليدا وميس الجبل، والتي هدفت بشكل أساسي إلى دعم عمليات الفرقة 98.
 
 
   

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حزب الله يدك مربض مدفعية ‌‏العدو في ديشون ويسقط مُسيرة صهيونية ثانية

الثورة نت/..

أعلن حزب الله اللبناني، مساء اليوم الثلاثاء، عن دك مربض مدفعية ‌‏العدو الصهيوني في ديشون بصلية صاروخية، واسقاط طائرة مُسيرة صهيونية ثانية من نوع هرمز 450.

وقال حزب الله في بيانين له: استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 08:00 من مساء اليوم الثلاثاء، مربض مدفعية ‌‏العدو الصهيوني في ديشون بصلية صاروخية.

وقام مجاهدو المقاومة الإسلامية في وحدات الدفاع الجوي عند الساعة 06:00 من بعد ظهر اليوم، بإسقاط طائرة مسيرة صهيونية ثانية من نوع هرمز 450 وقد شوهدت تحترق في أجواء فلسطين المحتلة.

وأكد حزب الله في بيانيه أن هذه العمليات تأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه.

مقالات مشابهة

  • بيرم: لا ضمانات تؤكد أن إسرائيل ستلتزم بوقف إطلاق النار
  • حزب الله يدك صفد المحتلة بصلية صاروخية ويشتبك مع قوات العدو في محيط بلدة القوزح
  • اعتقال مخرجة أميركية لمشاركتها في مظاهرة يهودية داعمة لفلسطين
  • في محيط بلدة القوزح.. اشتباكات عنيفة بين الحزب والعدو
  • حزب الله يدك مربض مدفعية ‌‏العدو في ديشون ويسقط مُسيرة صهيونية ثانية
  • الأمريكيون جادون..ميقاتي: ضمانات من واشنطن بتخفيف قصف بيروت
  • إعلام إسرائيلي: الفرقة 210 بدأت تنفيذ عمليات محدودة في مزارع شبعا جنوب لبنان
  • ميقاتي للجزيرة: نسعى لوقف إطلاق النار ولدينا ضمانات أميركية لخفض التصعيد
  • ميقاتي يكشف عن ضمانات أميركية بخفض التصعيد وقرار بالتوجه لمجلس الأمن