تداعيات قانونية وأخلاقية.. غزو إسرائيل للبنان على محك القانون الدولي
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ غزو إسرائيل للبنان الشهر الماضي، ناقش الخبراء التداعيات القانونية والأخلاقية للحملة العسكرية، وخاصة مبرراتها بموجب القانون الدولي. ومع استمرار الصراع فى إزهاق الأرواح ونزوح مئات الآلاف، يظل السؤال الأساسى مطروحًا: هل غزو إسرائيل للبنان قانوني؟ تبرر إسرائيل أفعالها بالاستشهاد بحقها فى الدفاع عن النفس ضد حزب الله، وهى جماعة مسلحة مقرها لبنان شنت هجمات على الأراضى الإسرائيلية.
تلعب ميثاق الأمم المتحدة دورًا حاسمًا فى تأطير هذا النقاش. بموجب المادة ٢(٤)، يحظر الميثاق استخدام القوة ضد سلامة أراضى الدولة أو استقلالها السياسي. ومع ذلك، تنص المادة ٥١ على استثناء يسمح بالدفاع عن النفس إذا وقع هجوم مسلح.
وتزعم إسرائيل حقها فى الدفاع عن النفس بعد عام من هجمات حزب الله الصاروخية من لبنان. وقال هيو لوفات، خبير القانون الدولى فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية: "الشرعية تعتمد إلى حد كبير على وجهة نظر الناظر". ويدور جوهر الحجة حول ما إذا كان حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس يمكن أن يتجاوز سيادة لبنان.
وفى الدفاع عن موقف إسرائيل، يزعم الباحثان القانونيان أميشاى كوهين ويوفال شانى أن الإجراءات العسكرية لحزب الله، بدعم من حكومة لبنان، توفر أسبابًا كافية لأفعال إسرائيل. وفى مقال نشره معهد ليبر للقانون والحرب، أشارا إلى أن "إسرائيل لديها الحق القانونى فى اتخاذ تدابير الدفاع عن النفس ضد حزب الله، وربما أيضًا ضد الدولة اللبنانية". وتردد هذه الحجج سوابق مماثلة حيث استخدمت دول، بما فى ذلك الولايات المتحدة، القوة العسكرية لتحييد التهديدات فى البلدان التى تؤوى الجماعات المسلحة، مثل العمليات ضد داعش فى سوريا.
التناسب وحدود الدفاع عن النفسفى حين أن الدفاع عن النفس معترف به بموجب القانون الدولي، فإنه يجب أن يلتزم بقيود محددة، وخاصة التناسب وحماية المدنيين. وقال القاضى كاى أمبوس، أستاذ القانون وقاضى محكمة جرائم الحرب فى لاهاي: "لديك الحق فى الدفاع عن النفس، ولكن عليك أن تمارس هذا الدفاع عن النفس بطريقة معينة". ووفقًا لأمبوس، يجب أن يكون استخدام القوة متناسبًا مع التهديد الذي يشكله، ويجب أن يعطى أى عمل عسكرى الأولوية لسلامة المدنيين.
أثارت التقارير الواردة من منطقة الصراع مخاوف كبيرة بشأن نطاق الضربات الإسرائيلية. تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من ١٥٠٠ مدنى قتلوا فى لبنان منذ بدء الغزو. ووفقًا لجانينا ديل، المديرة المشاركة لمعهد أكسفورد للأخلاق والقانون والصراع المسلح، فإن استخدام إسرائيل للمتفجرات الثقيلة فى المناطق المكتظة بالسكان يثير "مخاوف خطيرة للغاية بشأن الامتثال للقانون الدولي". وحتى لو كان مسلحو حزب الله مختبئين داخل المبانى المدنية، فإن ديل يؤكد على أن إسرائيل لابد وأن تزن الضرر المحتمل الذى قد يلحق بغير المقاتلين قبل شن الغارات الجوية.
الضمانات الإنسانيةينص القانون الإنساني، كما هو موضح فى اتفاقيات جنيف، على حماية المدنيين أثناء الصراع المسلح. وبموجب هذه القوانين، تلتزم القوات العسكرية بإصدار تحذيرات قبل الهجمات وتوفير ممرات آمنة للمدنيين. وقد أصدرت إسرائيل تنبيهات إخلاء للسكان فى جنوب لبنان، على الرغم من أن البعض انتقد الوقت المحدود الممنوح للفرار. وقد أدى النزوح الجماعى للمدنيين اللبنانيين ــ ما يقرب من مليون شخص حتى الآن ــ إلى اندلاع أزمة إنسانية. وقد فر العديد منهم إلى سوريا المجاورة، التى لا تزال تعاني من آثار حربها الأهلية. وقال ديل: "فى حين أنه من الصعب إجراء تقييمات قانونية قاطعة للهجمات الفردية من بعيد، فإن نزوح المدنيين والإصابات المدنية تشكل علامات حاسمة فى تقييم شرعية تصرفات إسرائيل".
إنفاذ القانون الدوليإن أحد أكثر جوانب هذا النقاش القانوني تعقيدًا هو مسألة الإنفاذ. ففى حين يوفر القانون الدولى إرشادات للسلوك العسكري، فإن ضمان الامتثال يظل يشكل تحديًا. وقد ترفض دول مثل إسرائيل الالتزام بأحكام المحاكم الدولية، تاركة التنفيذ لهيئات مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومع ذلك، فإن الديناميكيات السياسية غالبًا ما تعيق المجلس عن التصرف بشكل حاسم. وأكد القاضى أمبوس أنه فى حين أن آليات التنفيذ ضعيفة، فإن القانون الدولى لا يزال يعمل كمعيار أخلاقي وقانوني. وقال: "بدون هذه القوانين، كنا سنكون فى وضع أسوأ"، مضيفًا أن مجرد وجود هذه القوانين يجبر الدول على تبرير أفعالها على الساحة العالمية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل لبنان غزو إسرائيل للبنان أحكام القانون الدولي القانون الدولي جيش الاحتلال الإسرائيلي القانون الدولی حزب الله فى حین
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع اللبناني: الدور حالياً للتفاوض من أجل انسحاب إسرائيل
أكد وزير الدفاع الوطني اللبناني ميشال منسى، اليوم الجمعة، أن الجيش اللبناني حاضر في كل الاستحقاقات المعنية بالدفاع عن الحدود اللبنانية في أي ظرف.
وأكد منسى، خلال لقائه نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، أن "الجيش اللبناني حاضر في كل الاستحقاقات المعنية بالدفاع عن الحدود اللبنانية في أي ظرف، وأن الدور حالياً هو للتفاوض من أجل انسحاب العدو الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية التي يحتلها"، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني.
أكد وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى خلال لقائه نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي أن الجيش اللبناني حاضر في كل الاستحقاقات المعنية بالدفاع عن الحدود اللبنانية في أي ظرف، وأن الدور حالياً هو للتفاوض من أجل إنسحاب العدو الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلها.… pic.twitter.com/25REUoGXys
— Ministry of Defense (@LebanonDefense) March 21, 2025وبالنسبة إلى البقاع شرق لبنان، أكد منسى أن "الجيش يقوم بواجبه في الدفاع عن القرى والبلدات وحماية الأهالي، وسنتابع المفاوضات مع الجانب السوري لتثبيت التهدئة ومنع تكرار الحوادث".
وأكد منسى رداً على سؤال أن "قيادة الجيش طوعت لغاية الآن 1500 عنصر، وهي ستكمل الخطة الموضوعة لتطويع 4500 عنصر".
وجرى التداول خلال اللقاء "في الأوضاع العامة والتطورات العسكرية والأمنية في البلاد في ضوء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض المواقع وتواصل الاعتداءات، إضافة إلى الوضع على الحدود اللبنانية - السورية على إثر الأحداث الأخيرة".
وهنأ النقيب القصيفي وزير الدفاع على تسميته على هذه الوزارة، وتمنى له التوفيق في مهمته، معتبراً أنه "الرجل المناسب في المكان المناسب نظراً لخبرته الطويلة من خلال المناصب الكبيرة والمهمات الصعبة التي تقلدها في المؤسسة العسكرية". مطالبات لبنانية بتعزيز انتشار الجيش على الحدود السورية - موقع 24أكدت الأحزاب والفاعليات العشائرية والعائلية في قضاء الهرمل شرق لبنان، من سكان القرى اللبنانية المحاذية للقرى السورية، والسكان المقيمين والمالكين في القرى السورية من اللبنانيين، في اجتماع موسع عقد في الهرمل وقوفها خلف الجيش اللبناني، وطالبته بتعزيز انتشاره في القرى اللبنانية المحاذية لسوريا.
يذكر أن الجيش اللبناني يعزز انتشاره في جنوب لبنان، بالرغم من عدم التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث لا تزال القوات الإسرائيلية متواجدة في عدة نقاط في جنوب لبنان. كما يقوم الجيش اللبناني بتنفيذ تدابير أمنية عند الحدود الشرقية مع سوريا لضبط الأمن بعد الحوادث الأمنية التي شهدتها المنطقة في بداية الأسبوع الحالي.