تعد مشاركة الأميركيين من ذوي الإعاقة في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر المقبل، قضية محورية تتطلب اهتمامًا خاصا سيما مع تصدر الرعاية الصحية قائمة القضايا المهمة. 

ومع إزدياد  أعداد الناخبين من ذوي الإعاقة، تبرز الحاجة لتوفير بيئة انتخابية شاملة وداعمة. ومع ذلك، يشير  ناخبون إلى أن العديد من الحواجز التي تعوق مشاركتهم لا تزال قائمة، من بينها نقص في الوصول إلى مواد الحملات الانتخابية، إلى ضعف البرامج المتعلقة بكيفية تأثير قضايا مثل جائحة كورونا على حياتهم، فضلا عن قلقهم بشأن تصريحات "تمييزية" بحقهم، مما يزيد من شعور التهميش الذي تعاني منه هذه الشريحة.

تقرير جديد من جامعة روتجرز Rutgers الأميركية أوضح أن حوالي 40.2 مليون ناخب مؤهل للمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة هم من ذوي الإعاقة. ويمثل هذا الرقم نحو ما يقرب ثلث الناخبين في انتخابات تعتبر الرعاية الصحية من القضايا الرئيسية فيها.

يقول تقرير لوكالة أسوسييتد برس، أن شريحة الناخبين من ذوي الإعاقة تتزايد أعدادها مع تقدم سكان الولايات المتحدة في السن، لكن الناخبين والناشطين يقولون إن الحواجز التي تجعل الناس يشعرون بالتهميش من العملية الانتخابية لم تُعالج.

وتتراوح هذه الحواجز من مواد الحملة غير المتاحة، إلى قلة ذكر المرشحين ترامب وهاريس، لكيفية تأثير قضايا مثل جائحة كورونا على هذه الشريحة.

يقول دوم كيلي، مؤسس ومدير منظمة "New Disabled South" التي تركز على حقوق ذوي الإعاقة إنه "يجب أن يعاملونا كما لو كنا طريقهم نحو النصر، لأننا كذلك، بصراحة. أنت تفوز أو تخسر بسبب ذوي الإعاقة، وإذا لم تأخذ مجتمعنا على محمل الجد، فسيظهر ذلك في نتيجة حملتك"، بحسب تعبيره.

ليزا شور وزوجها دوغ كروز يقودان برنامج أبحاث الإعاقة في جامعة روتجرز وشاركا في كتابة التقرير الجديد، الذي يظهر أيضًا أن هناك 7.1 مليون ناخب من ذوي الإعاقة في الولايات المتأرجحة مثل أريزونا، جورجيا، ميشيغان، نيفادا، كارولينا الشمالية، بنسلفانيا وويسكونسن.

شور قالت إن الأشخاص ذوي الإعاقة أقل احتمالاً لتلقي المعلومات حول البرامج التي وضعتها الحملات الانتخابية ويمكن أن يواجهوا صعوبات عديدة عند التصويت شخصيًا أو عبر البريد، وإن كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى انخفاض المشاركة.

مات ميلز هو مؤيد سابق لترامب، (41 عامًا) من مقاطعة براون في جنوب ولاية أوهايو، يعاني من متلازمة اعتلال الأعصاب المتعددة، وقد تلقى عمليتي زرع كلى منذ عام 2017. هذا العام، سيصوت لمصلحة هاريس بسبب "سجلها المثبت" في الدفاع عن سياسات الرعاية الصحية التي يفضلها.

ومع ذلك يعتقد ميلز أن الناخبين من ذوي الإعاقة يُؤخذون "كأمر مسلم به"، وأضاف "عندما لا نرى تمثيلًا لنا، نستمر في التعرض للضغط ونشعر بالتعب والإحباط" بحسب تعبيره.

يعيش جيم بيت وبتريشيا فينسنت-بيت في كونكورد، بولاية نيو هامبشاير، وكلاهما يعاني من الشلل الدماغي. يقول الزوجان إنهما تم تجاهلهما من قبل المرشحين السياسيين على مر السنين عندما يحاولان التحدث معهم، لكنهما أيضًا واجها بعض المرشحين الذين كانوا مرحبين.

ومع ذلك، فإن ما يقلقهما أكثر هو السياسات التي تؤثر على حياتهما اليومية، وتشير فينسنت-بيت، (53 عامًا) إلى أنه "مجرد أنني سأتحدث أو أكون لطيفة مع الأشخاص ذوي الإعاقة لا يعني أن سياساتهم مفيدة".

يستفيد زوجها البالغ من العمر 63 عامًا من المساعدة من خلال برنامج الرعاية طويلة الأجل في Medicaid، الذي يساعد في توفير الرعاية الطبية للأشخاص ذوي الإعاقة والأمراض المزمنة. تشعر فينسنت-بيت بالقلق من أن الجمهوريين سيقومون بإجراء تخفيضات في برنامج Medicaid. وكلاهما يخططان للتصويت لصالح هاريس.

الانتخابات الرئاسية.. هاريس تستخدم "أسلوب ترامب" ضده في أجواء مشحونة قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتجلى بوضوح الأجواء المشحونة بين نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس وخصمها الجمهوري دونالد ترامب، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد بين المرشحين.

في عام 2015، عندما خاض ترامب حملته الانتخابية الأولى، قام بتحريك ذراعيه في محاولة واضحة للسخرية من صحفي معاق. وخلال تجمع في سبتمبر في بنسلفانيا، ادعى الرئيس السابق بشكل غير صحيح أن هاريس "معاقة عقليًا". وقد أدانت الجمعية الأميركية للأشخاص ذوي الإعاقة كلمات ترامب باعتبارها تمييزية و"ضارة للأشخاص ذوي الإعاقة".

لكن المتحدثة باسم حملة ترامب، كارولين ليفيت، قالت إن ترامب "ملتزم بضمان أن يتمكن كل ناخب، بما في ذلك الناخبون ذوو الإعاقة، من ممارسة حقهم في التصويت في أهم انتخابات في حياتنا."

ميغان ستون، التي تستخدم الكرسي المتحرك بسبب أعراض كوفيد الطويل، تقول إن هناك المزيد من الأمور المتعلقة بإشراك الناخبين ذوي الإعاقة، وأضافت أن "التركيز على النكات التمييزية أو ما إذا كان الأشخاص ذوو الإعاقة يظهرون بوضوح في فعاليات الحملة الانتخابية من عدمها، يقلل من قيمة ذوي الإعاقة، وهذا هو مستوى التمييز الذي نعيش معه كل يوم." على حد قولها.

ترغب ستون أن ترى كلا المرشحين يركزان على حل مسألة الفترة التي تستغرق لكي يتمكن ذوي الإعاقة من الحصول على الامتيازات  الخاصة بهم، تستغرق حاليا 6-8 أشهر وفقًا للحكومة الفيدرالية، وأيضا الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء لعلاج أعراض كوفيد الطويل، وتقول "أعتقد أن كلا الحملتين تريدان أن تتظاهرا وكأنهما حلا أزمة الوباء وأن الأمور انتهت."

قامت حملة هاريس مؤخرًا بتعيين أنستازيا سوموزا كمديرة للتفاعل مع قضايا الإعاقة. سوموزا، التي تعاني من الشلل الدماغي وتستخدم كرسيًا متحركًا، قالت إن حملة هاريس ستستضيف حدثًا مع رواد أعمال ذوي إعاقة في بيتسبرغ يوم الاثنين. كما أضافت سوموزا أنها تحاول التأكد من وجود خيار افتراضي لجميع فعاليات الحملة.

في عام 2023، التقت نائبة الرئيس مع قادة في مجال الإعاقة لمناقشة قضايا النقل، واقترحت دفع تكاليف الرعاية المنزلية من خلال برنامج ميديكير وإلغاء الحد الأدنى من الأجور للعمال ذوي الإعاقة.

لكن الحملتين الرئاسيتين يمكن أن تقدما المزيد، حسب قول هولي لاثام من حركة #MEAction، التي تدافع عن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن. وأشارت إلى أن الإعلانات والنشرات والفعاليات تحتاج إلى أن تكون متاحة لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة.

مجموعة "Disabled Folks for Kamala"، وهي ائتلاف من المدافعين، أوضحت أن حدث حملة هاريس الافتراضي للناخبين ذوي الإعاقة في 8 أكتوبر "لم يلبِ المتطلبات الأساسية للوصول." وقالت ماريسا ديتكوسكي، التي تعاني من الضمور العضلي، إنها تابعت الحدث وعبّرت عن إحباطها من المشكلات.

حملة هاريس أعربت بدورها عن "أسفها العميق" بسبب الصعوبات التقنية وعدم ظهور مترجم للغة الإشارة في بداية الحدث. وقالت ديتكوسكي، التي تصف هاريس بأنها "الخيار الواضح" في السباق الرئاسي وتضيف "نريد من الناس أن يفكروا بنا أثناء إنشاء هذه المساحات بدلاً من الانتظار حتى بعد ذلك." بحسب تعبيرها.

ترامب يواجه جمهورا نسائيا.. وقناة فوكس تحاور هاريس سيكون كل من، دونالد ترامب، وكامالا هاريس، في إطار مغاير لما اعتادا عليه، الأربعاء، في مسعى لإحداث اختراق بين ناخبين لم تعد خطاباتهما تجذبهم.

يعمل مفوض اللجنة الأميركية لمساعدة الانتخابات، بنيامين هوفلاند، مع مسؤولي الانتخابات لضمان أن كل أميركي مؤهل للتصويت يمكنه القيام بذلك بشكل مستقل وسري ودون قيود. واعترف بضرورة زيادة التركيز على التدريب المناسب حول قضايا الإعاقة لموظفي الانتخابات وموظفي الاقتراع، سيما فيما يتعلق بالقلق أو طرق معالجة المعلومات المختلفة، على أمل إنشاء مراكز اقتراع أكثر ملاءمة.

باتي تشانغ (61 عامًا) كفيفة وتعيش في شيكاغو قالت إن هذا الشعور بالإقصاء الذي تواجهه هي وآخرون ممن يعيشون مع الإعاقات لا يقتصر على السياسة فقط، وأضافت "حتى يكون للمجتمع توقعات أعلى للأشخاص ذوي الإعاقة، وحتى يصبح المجتمع نفسه أكثر شمولاً، ستلاحظ  هذا الاقصاء ليس فقط في التصويت، ولكن في كل شيء تقريبًا تواجهه." بحسب تعبيرها.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة للأشخاص ذوی الإعاقة من ذوی الإعاقة حملة هاریس الإعاقة فی قالت إن إلى أن

إقرأ أيضاً:

هاريس تنتقد تهديد ترامب باستخدام الجيش الأمريكي ضد المعارضين

هاجمت كامالا هاريس خصمها "غير السوي"، دونالد ترامب، أمس الإثنين، بعدما هدد باستخدام الجيش الأمريكي ضد المعارضين السياسيين، في وقت أقام كل من المرشّحين تجمّعات انتخابية في ولاية بنسلفانيا الحاسمة لنتيجة الاقتراع.

وبدأ التصويت المبكر في معظم أنحاء الولايات المتحدة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب النتائج إلى حد كبير بين المرشحين، وإلى أن هامش الخطأ في بنسلفانيا وغيرها من الولايات المتأرجحة (التي تصوّت مرة للجمهوريين وأخرى للديموقراطيين)، سيحسم النتيجة على الأرجح.

Kamala Harris slammed Donald Trump for his ominous comments about ‘the enemy within’ the United States and threat to deploy the military domestically, in a renewed effort to paint her Republican opponent as a threat to democracy https://t.co/h5WjAFnBmz pic.twitter.com/OV2hG71uea

— Reuters (@Reuters) October 15, 2024

ومع اقتراب الحملات الانتخابية من مراحلها النهائية، تركّز هاريس حملتها على خطاب الرئيس السابق، الذي تطغى عليه بشكل متنام لهجة استبدادية، ما عرضه لاتهامات باعتماد نبرة فاشية.

وخلال تجمّع انتخابي في مقاطعة إيري الأكثر انقساماً بين المرشحين الجمهوري، والديموقراطية في بنسلفانيا، عرضت هاريس تسجيلاً مصوّراً يظهر لقطات لترامب وهو يدعو إلى سجن المعارضين السياسيين ويكرر الحديث عن "أعداء الداخل".

وتضمن التسجيل مقتطفات من مقابلة أجرتها معه فوكس نيوز، وأشار خلالها ترامب إلى أن الجيش في ظل إدارته سيتمكن من "التعامل بكل سهولة مع الأشخاص المريضين والمخابيل من اليسار المتطرف".

وذكرت هاريس أن ترامب سيضطهد فئات سبق واستهدفها، مثل الصحافيين والمسؤولين عن تنظيم الانتخابات والقضاة الذين "يصرّون على الامتثال للقانون بدلاً من الإذعان لرغباته".

وحذّرت من أن "هذا من الأسباب التي تدفعني للاعتقاد بشدة، بأن من شأن ولاية ثانية لترامب أن تشكّل خطراً كبيراً على أمريكا وأن تكون خطرة"، وتابعت أنه يبدو أن "دونالد ترامب غير مستقر وغير سوي بشكل متزايد ويسعى إلى سلطة من دون أي رقابة".

ثبات نسب التأييد 

وبينما يندد ترامب بنائبة الرئيس الأمريكي على خلفية سياسات إدارة جو بايدن، وانتمائها العرقي ومستوى ذكائها، سعت هاريس إلى تصوير الرئيس السابق الجمهوري على أنه خيار ينطوي على مخاطر، ويعد أكثر اهتماماً بإشاعة أجواء من الخوف من حل المشاكل.

ووصف ترامب مراراً خصومه السياسيين بأنهم "حثالة"، وتفاخر بعلاقاته مع حكام دكتاتوريين، بينما رفض مرشحه لمنصب نائب الرئيس جاي دي فانس، مراراً الإقرار بأن ترامب خسر الانتخابات.

وقبل 3 أسابيع على موعد الانتخابات، تدور معركة صعبة بين ترامب وهاريس لكسب الأصوات في الولايات المتأرجحة، والتي تعد بنسلفانيا حيث يمثّل العمال عدداً كبيراً من السكان، الأهم بينها. وثمة تحذيرات حيال زخم هاريس التي بقيت نسب التأييد لها ثابتة عند حوالي 49% في الاستطلاعات منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويشعر مساعدوها بالقلق خصوصاً حيال ضعف دعم أوساط الناخبين السود، الذين يشكّلون أحد أسس التصويت الديموقراطي، إذ أنه أقل بـ 15 نقطة عمّا كان عليه بالنسبة لبايدن عندما هزم ترامب بفارق ضئيل في العام 2020.

تأييد لترامب في أوساط السود 

وخلص استطلاع لـ"نيويورك تايمز/سيينا" الأسبوع الماضي، إلى أن هاريس تحظى بدعم نسبته 78% في أوساط الناخبين السود مقابل نسبة دعم بلغت حوالي 90% للديموقراطيين، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث يشكّل الرجال الجزء الأكبر من الناخبين الذين تراجعوا عن تأييد الحزب.

وستقوم هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز، الذي وصف ترامب بأنه "فاشي حتى النخاع" خلال تجمّع انتخابي له في ويسكنسن، بجولة هذا الأسبوع في ميشيغن وويسكنسن وبنسلفانيا.

وفي إيري، تباهت هاريس بـ"أجندة الفرص" التي تميّز برنامجها وتشمل قروضاً للأعمال التجارية الصغيرة وبرامج تدريب للرجال الأمريكيين السود، فضلاً عن مبادرة في مجال الصحة تركّز على الأمراض التي تؤثّر بشكل غير متناسب على المجتمع. وستشارك هذا الأسبوع في فاعليات مع شخصيات إعلامية سوداء شهيرة.

ومن جانبه، تعهّد ترامب الذي يعد أداؤه مع الناخبين السود أفضل من أي مرشح جمهوري منذ عهد ريتشارد نيكسون العام 1960، خلال اجتماع عام مع الناخبين على أطراف فيلادلفيا بخفض فواتير الطاقة للعائلات.

ولدى سؤاله عن الكيفية التي سيتعامل من خلالها مع التضخم، قال ترامب "سنقوم بأمور كثيرة"، قبل أن ينتقل في حديثه إلى أمن الحدود وانتقادات الإعلام له.

وفي إشارة إلى فرصه في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، قال لأنصاره "ارتفعت الأرقام التي نحققها في الاستطلاعات بشكل كبير جداً، في أوساط السود وأصحاب الأصول الأمريكية اللاتينية. يعجبني ذلك".

مقالات مشابهة

  • هل يرفض ترامب الاعتراف بالهزيمة مرة أخرى إذا فازت هاريس؟
  • استطلاع لرويترز: هاريس تتقدّم على ترامب
  • الانتخابات الرئاسية.. هاريس تستخدم أسلوب ترامب ضده في أجواء مشحونة
  • مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.. هاريس تستخدم أسلوب ترامب ضده في أجواء مشحونة
  • هاريس تنتقد تهديد ترامب باستخدام الجيش الأمريكي ضد المعارضين
  • هاريس تنتقد ترامب غير السوي بعد تهديده باستخدام الجيش ضد المعارضين
  • بوشكوف: هزيمة هاريس في انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤدي إلى حرب أهلية
  • ترامب يطالب هاريس باجتياز اختبار القدرات العقلية
  • هاريس تغازل الناخبين السود بالقروض والمخدرات