دينيس روس لـالحرة: نشر نظام ثاد يحمل رسائل لإيران وإسرائيل
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
وصلت منظومة الدفاع الجوي "ثاد" الأميركية إلى إسرائيل، في خطوة تدفع للتساؤل فيما لو كانت تأتي في خضم دعم الدفاعات الجوية الإسرائيلية أم تحسبا لأي تطور عسكري مع إيران؟
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر، الثلاثاء، وصول الفريق الأميركي مع المكونات الأولية لتشغيل بطارية "ثاد" إلى إسرائيل.
وقال رايدر، في بيان، إنه بتوجيه من الرئيس الأميركي جو بايدن، سمح وزير الدفاع لويد أوستن "بنشر بطارية صواريخ من طراز ثاد والطاقم العسكري الأميركي الخاص بها في إسرائيل، لمساعدتها على تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد هجمات إيران غير المسبوقة ضد إسرائيل في 13 أبريل، ومجددا في الأول من أكتوبر".
وتعد منظومة "ثاد" سلاحا دفاعيا لإسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية، وهو نظام من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية.
وتقول الشركة المصنعة لـ"ثاد"، إنه "النظام الأميركي الوحيد المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي".
وتشكل منظومة الدفاع الصاروخي جزءا أساسيا من أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات للجيش الأميركي، وتضاف إلى دفاعات إسرائيل الصاروخية القوية بالفعل.
وتحتاج بطارية ثاد عادة حوالي 100 جندي لتشغيلها، وفق رويترز، وتحتوي على 6 منصات إطلاق محمولة على شاحنات مع 8 صواريخ اعتراضية على كل منصة، ورادار قوي.
يرى المبعوث الأميركي السابق لمحادثات السلام في الشرق الأوسط، دينيس روس، أن هناك "ترقبا بأن إسرائيل سترد على إطلاق إيران 200 صاروخ باليستي عليها تم اعتراضها عدا 19 (في أكتوبر الحالي)، وهناك توقع بأن إسرائيل سترد".
ويضيف في حديث مع قناة "الحرة" أنه "على عكس ما حدث في الثالث عشر من أبريل عندما قال الرئيس بايدن، بأن على إسرائيل أن تعلن الفوز وألا ترد، نجحنا"، وذكر أنه في الهجوم الإيراني الأخير لم تتضرر البنى التحتية أو العتاد العسكري الإسرائيلي.
لكنه ينوه إلى أن العدد الكبير من الصواريخ التي أطلقتها إيران، والتي رافقها تحذير مسبق سبق وصولها بـ 12 دقيقة، دفع الأميركيين والإسرائيليين إلى التفكير "بجدية" بالموضوع، "فالولايات المتحدة لم تقل لإسرائيل: أعلنوا الانتصار ولا تردوا'، فأميركا تحاول التأثير على طريقة رد إسرائيل، وهي لا تريد أن يتحول هذا إلى ضربة وضربة مضادة".
ويشير روس إلى أن هنالك "ثغرات في النظام الدفاعي الذي يشمل القبة الحديدية و'مقلاع داوود'، بينما نظام ثاد يستخدم لاعتراض كل من الصواريخ قصيرة المدى وتلك التي بإمكانها أن تبلغ الأجواء العليا، وهذا النظام سيصعّب على الصواريخ الإيرانية التغلغل في الأجواء الإسرائيلية".
ويؤكد أن نظام "ثاد" "مصمم لإرسال رسالة للإيرانيين: إن هاجمتم فلن تنجحوا، وفكروا في الرد إذا ضربتكم إسرائيل".
ويرجح روس بأن الإدارة الأميركية "لم تكن لتوافق على نشر الثاد لولا حصولها على ضمانات بشأن الرد الإسرائيلي".
ويضيف "من الواضح أن الإدارة (الأميركية) لا تريد هجمات على منشآت النفط ولا على منشآت الطاقة النووية الرئيسية".
وفيما لو قد يتسبب رفع النشر العسكري الأميركي في المنطقة في زيادة التوتر بالمنطقة، وهو ما حذرت منه الإدارة الأميركية مرارا خلال العام الماضي، استبعد روس ذلك وأوضح أن وضع أصول أميركية في إسرائيل "يذكّر إيران بالمخاطر، فثاد نظام دفاعي، وعلى إيران أن تفكر بذلك، هناك حوالي 100 جندي أميركي يشغلون المنظومة، ولا مصلحة لإيران في حرب مع إسرائيل يمكن أن تجر الولايات المتحدة إليها، ليس بطريقة دفاعية فقط بل هجومية، هذا سيكون تهديدا لإيران، وإيران لا نريد أن تزيد من مخاطر النزاع".
يأتي هذا تزامنا مع تقارير أفادت بأن إدارة بايدن، طالبت إسرائيل بضرورة تعزيز المساعدات الإنسانية التى تسمح بها إلى غزة فى غضون 30 يوما، و"إلا قد تخاطر بفقدان القدرة على الحصول على تمويل الأسلحة الأميركية"، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وطالب وزيرا الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، نظيريهما الإسرائيليين في رسالة بضرورة إجراء تغييرات على تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
يذكر روس أن وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين كانا واضحين بالنسبة للمساعدات الأميركية لإسرائيل، وأنهما اشترطا الاستجابة لطلبات إسرائيل بتحسن في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ويعيد التأكيد على أن نظام "ثاد" هو نظام دفاعي وليس "شيكا على بياض" كما يقول البعض، وقال: "نحن طلبنا من إسرائيل ضمانات قبل نشر المنظومة، فهي وسيلة لاحتواء النزاع".
ويستدرك قائلا: "هناك عدد محدود من أنظمة ثاد، وفكرة بقاء هذا النظام في إسرائيل هو أمر غير واقعي، لأن هنالك متطلبات في جميع أنحاء العالم، لقد أرسلنا الثاد إلى إسرائيل في 2019، وطالما الإدارة الأميركية تعتقد أن إيران تخطط لإرسال المزيد من الصواريخ على إسرائيل، فثاد سيظل هناك".
ويشير إلى أن نشر "ثاد" يوصل "رسالة للإسرائيليين: بأننا نقف إلى جانبكم عندما يتعلق الأمر بمن يريد أن يواجهكم ويريدون التأكد من أنكم لن تتواجدوا، الإيرانيون يعيشون في حلم، فالولايات المتحدة ملتزمة تمكين إسرائيل من الدفاع عن نفسها".
أما الرسالة إلى الإيرانيين هي، بحسب روس "لا تلعبوا بالنار، لا تريدون جر الولايات المتحدة إلى نزاع مباشر معكم".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟
رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه على مدى سنوات، عارضت إسرائيل الاتفاق النووي مع إيران، واستمرت في عرض انتهاكاتها للعالم، لكن مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عرض إجراء محادثات مع طهران، يبدو أن تغييراً قد حدث.
وقالت يديعوت أحرونوت تحت عنوان "هل إيران والولايات المتحدة على الطريق نحو اتفاق نووي؟ موقف إسرائيل والخيارات المتبقية"، أنه بعد أشهر طويلة من التهديدات بإمكانية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وسلسلة من التقارير التي تتحدث عن أن إسرائيل تدرس تنفيذ "هجمات كبيرة" في النصف الأول من عام 2025، يبدو أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض هو الذي غيّر الخطط.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تعد تؤيد بالضرورة إمكانية القيام بعمل عسكري ضد إيران، وأنها بعد سنوات من معارضة الاتفاق، تفضل الدبلوماسية على القوة، وهي في الواقع أكثر دعماً لخيار عسكري موثوق به ضد إيران، ولكن إذا كان من الممكن التوصل إلى ترتيب جيد من شأنه أن يمنع طهران من الحصول على الأسلحة النووية، فإن إسرائيل، بعد سنوات من معارضة الاتفاق، سوف تفضل الدبلوماسية على القوة.
ولفتت يديعوت إلى إعلان ترامب بأنه بعث رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، طلب فيها التفاوض بشأن اتفاق على البرنامج النووي الإيراني، قائلة إنها حصلت على معلومات تفيد بأن طهران، من جانبها، اتصلت بالولايات المتحدة عبر سويسرا لاستكشاف المحادثات الرامية إلى المضي قدماً في الاتفاق النووي مع إدارة ترامب.
قدرات عسكرية إيرانية جديدة تثير قلق إسرائيلhttps://t.co/Bv6F6zv48T pic.twitter.com/UuMa2wIQnZ
— 24.ae (@20fourMedia) March 6, 2025 الحوار غير مستبعدكما أشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى توقيع ترامب على تشديد العقوبات ضد إيران الشهر الماضي، بعد أن صرح مصدر إسرائيلي بأنه بعد الهجوم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وضعت إسرائيل خططاً لشن هجوم مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد المنشآت النووية، مستطردة: "الآن، لم يعد الحوار بين إيران والولايات المتحدة أمراً مستبعداً في إسرائيل، وهناك قدر كبير من التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بطهران، وما يجب القيام به لمعالجة انتهاكاتها".
هل غيرت إسرائيل موقفها؟وأوضحت الصحيفة العبرية أن الخيارات المطروحة على الطاولة بالنسبة لإسرائيل قد تكون العقوبات، وإمكانية معقولة للعمل العسكري، بالإضافة إلى حقيقة أن ترامب مستعد للتحدث مع إيران والتوصل إلى اتفاق معها، وهو الاحتمال الذي ذكره حتى قبل الانتخابات الأخيرة، موضحة أنه خلال مايو (أيار) 2018، خلال ولايته السابقة، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، بعد أن قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "الأرشيف النووي"، وقال الرئيس الأمريكي آنذاك: "اليوم لدينا دليل قاطع على أن الوعد الإيراني كان كذبة".
وتقول يديعوت إنه على الرغم من انعدام الثقة العميق، الذي لا يزال قائما لأسباب واضحة، فإن إسرائيل لا تستبعد التوصل إلى اتفاق جديد، إذا حققت هدفها في منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، مشيرة إلى أنهم في إسرائيل لا يعتقدون أن الحل الوحيد هو قصف إيران، إلا أنهم مستعدون لهذه الإمكانية ويستكملون الإجراءات اللازمة لذلك.
وفي الوقت نفسه، تحتاج إسرائيل إلى زيادة التنسيق العسكري وإظهار القوة، مثل التدريب المشترك الذي أجرته هذا الأسبوع طائرات مقاتلة إسرائيلية مع قاذفة أمريكية.
وعلقت: "هذه الأحداث وقعت في الماضي، وهذه ليست المرة الأولى، ولكن الآن، عندما تحدث في عهد إدارة ترامب، فهناك رسالة هنا إلى إيران مفادها أن الدول منسقة فيما بينها وتريد تحقيق نفس الهدف، بغض النظر عن الأسلوب والطريقة، ويبدو أن إسرائيل غيرت موقفها، وأصبحت تفضل الطريق الدبلوماسي".
بزشكيان تحت المجهر.. أزمات إيران تتفاقم في عهد الرئيس الإصلاحيhttps://t.co/wlEH9S8p7A
— 24.ae (@20fourMedia) March 6, 2025 تهديدات ترامبوفي ظل المحاولات على المسار الدبلوماسي، أطلق الرئيس ترامب، من البيت الأبيض تهديداً جديداً تجاه إيران، وقال للصحافيين "الشيء التالي الذي ستتحدثون عنه هو إيران، ماذا سيحدث لها، هذا كل ما أستطيع أن أخبركم به، نحن في المراحل النهائية ضد إيران، سيكون الأمر مثيراً للاهتمام، نحن في اللحظات الأخيرة".
وأضاف ترامب مهددا: "على أي حال، سيكون الأمر كبيراً، إنها فترة مثيرة للاهتمام في تاريخ العالم، ولكن هناك موقف مع إيران حيث سيحدث شيء ما قريباً، قريباً جداً، ستتحدثون عنه قريباً، وآمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام، أنا لا أتحدث من موقع القوة أو الضعف، أنا فقط أقول إنني أفضل أن أرى اتفاق سلام بدلاً من الخيار الآخر، لكن الخيار الآخر من شأنه أن يحل المشكلة".