بعنوان : التجربة اليونانية "إجراءات إصلاحية مؤلمة ولكن فعالة"، فهل من دروس مستفادة لمصر والدول النامية الأخرى؟ ناقشت أولى جلسات مؤتمر المركز المصري للدراسات الاقتصادية التجربة اليونانية فى الإصلاح الاقتصادى.

وشارك فيها كل من الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وهاري ثيوهاريس عضو البرلمان اليوناني للديموقراطية الجديدة ونائب وزير المالية للشئون الضريبية سابقا بدولة اليونان، والدكتور نيكوس فيتاس، المدير العام مؤسسة البحوث الاقتصادية والصناعية وأستاذ الاقتصاد بجامعة أثينا للاقتصاد والأعمال، وأدارتها الدكتورة عبلة عبد اللطيف.

ويعد هذا المؤتمر  السنوى الأول "منتدى القاهرة"، للمركز والذى يستمر على مدار يومي الأربعاء والخميس 16 و17 أكتوبر، وهو الحدث الدولى الأول من نوعه، والذى يسعى لمناقشة عدد من القضايا الدولية والتحديات العالمية الكبيرة بمشاركة مجموعة متنوعة من المتخصصين في مختلف المجالات التي يناقشها المؤتمر؛ حيث يستضيف عددا من كبار المسئولين والخبراء الدوليين من مصر، الأرجنتين، فرنسا، ألمانيا، اليونان، الهند، إيطاليا، المغرب، جنوب أفريقيا، تونس، الولايات المتحدة، وغيرها من الدول.

ملامح يونانية 


وعرض الخبراء من دولة اليونان أهم ملامح التجربة اليونانية فى الخروج من أزمة الديون، حيث كانت تبلغ نسبتها نحو 130% من الناتج المحلى الإجمالى فى بداية الأزمة، ووصلت أعلى معدلاتها إلى 190% من الناتج المحلى فى فترة الكوفيد، وتراجعت حاليا إلى نحو 45% من الناتج المحلى، ومخطط تراجعها نحو 10% بحلول عام 2026، كما أنه خلال 5 سنوات من الآن لن يكون هناك مصروفات لخدمة الدين، وهو نجاح كبير حققته اليونان فى مواجهة أزمة اقتصادية هائلة استمرت قرابة عشر سنوات، ونجحت فى تخطيها بعد 8 سنوات من الإصلاح، وأوضح الخبراء أن أهم ما اعتمدت عليه التجربة اليونانية لم يكن خفض قيمة العملة – وهو ما وصفوه بالطريق السهل – ولكن كان الاعتماد الأساسى على خفض الإنفاق الحكومي وخفض رواتب الموظفين الحكوميين بنحو 5% وخفض المعاشات وربطها بالمساهمات لمواجهة التضخم، والتحول التكنولوجي خاصة لمنظومة الضرائب، والإصلاح الهيكلى للمؤسسات حيث أن نجاح أى تجربة إصلاح تعتمد على قوة مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى، ويجب أن يتزامن الإصلاح المالي مع الإصلاح الهيكلى. وأوضحوا أن خطط الإصلاح ليست بمثابة "نظام غذائى" يتم اتباعه عدة سنوات ثم يتم إيقافه، ولكنها خطوات يجب أن تتواصل وتستمر، وهناك حاليا خطوات للإصلاح الهيكلى تتم للنظام القضائي فى اليونان. وأشارا إلى أن أهم ما تميزت به تجربة اليونان هو الشفافية واحترام المواطن من خلال نشر البيانات التفصيلية للإنفاق الحكومى فى الجريدة الرسمية وخطط الحكومة فى تنفيذ المشروعات حتى يمكن للمواطن مراقبتها ومتابعتها ووجود مؤشرات واقعية لقياس الأداء، وأيضا الاستعانة بالرقابة الخارجية من المؤسسات الدولية خاصة صندوق النقد والبنك الأوروبي، وهو أمر يجب استغلاله جيدا والاستفادة منه فى تحقيق الإصلاح.

اختلافات بين حالتى مصر واليونان

 

وعلقت الدكتور رانيا المشاط بقولها أن مصر طبقت العديد من الإجراءات التى تم الإشارة إليها، لافتة إلى أن التجربة اليونانية نموذج يدرس لدى صانعى السياسات والباحثين، وهناك اختلافات بين حالتى مصر واليونان، لافتة إلى أن الاقتصاد المصري تأثر كثيرا بتتابع الأزمات الدولية بداية من أزمة كوفيد ثم الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب غزة، وهو ما لم تأثيرات اقتصادية كبيرة حيث تسبب فى الضغط على معدلات النمو.
وأكدت المشاط أن الهدف الرئيسى من خطة الإصلاح الاقتصادي هو استقرار الاقتصاد الكلى، حيث قام البنك المركزى بتخطى مشكلات العملة الصعبة، ولابد أن يصاحب ذلك إصلاحات هيكلية وموازنة السياسات المالية والنقدية، وهو الدرس المستفاد من التجربة اليونانية، وهو ما تعمل عليه الحكومة المصرية بالفعل لاستعادة ثقة المستثمرين.

وأشارت إلى أن هناك عدد من الأعمدة الأساسية التى ترتبط بالنمو وهى الطاقة، ومرونة الاقتصاد الكلى، وشفافية الإنفاق الحكومى، والتحول للأخضر، وهى أمور هامة للانفتاح على الاستثمارات خاصة فى قطاع مثل الهيدروجين الأخضر وتحلية المياه. 
وأكدت أن الإصلاحات عملية مستمرة حيث تعمل الحكومة على عدد من إجراءات الإصلاح مع البنك الدولى والبنك الأوروبي حيث تشمل حزم التمويل المقدمة من هذه جهات العديد من الإصلاحات للوصول إلى تمويل مستقر فى المستقبل، وضمان تدفقات الاستثمار من القطاع الخاص لاستمرار النمو وهو أحد الموضوعات التى تعمل عليها مجموعة الدول متوسطة الدخل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإصلاح الاقتصادى التخطيط التعاون الدولي إلى أن

إقرأ أيضاً:

لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي.. توقيع مذكرة تفاهم بين جامعتي حلوان وديموكريتوس اليونانية

وقّعت الجامعة مذكرة تفاهم مع جامعة ديموكريتوس اليونانية، وذلك في إطار سعي جامعة حلوان لتعزيز شراكتها الدولية وتوسيع آفاق التعاون الأكاديمي والبحثي.

حيث استقبل الدكتور السيد قنديل، رئيس الجامعة وفد من الجانب اليوناني، برئاسة الدكتور فوتيوس ماريس، رئيس جامعة ديموكريتوس، والدكتورة ماريا ميشالوبولو، نائب رئيس الجامعة، والدكتورة فاسيليكي ديري، عميد كلية التربية الرياضية، إلى جانب نخبة من القيادات الأكاديمية اليونانية، من بينهم الدكتور نيكولاوس بوليزوس، والدكتور إيفانجيلوس درايمبيتاس.

شهد اللقاء حضور نواب رئيس جامعة حلوان، الدكتور حسام رفاعي، والدكتور عماد أبو الدهب، والدكتور وليد السروجي، إلى جانب عدد من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس من مختلف التخصصات، من بينهم الدكتورة أمل عبد الله من كلية علوم الرياضة بنات، والدكتورة سارة البيه، وكيل كلية علوم الرياضة بنات ومنسق البرنامج، والدكتورة صفاء صلاح من كلية التمريض، والدكتور زغلول عباس عميد كلية الخدمة الاجتماعية، والدكتور جمال علي القائم بأعمال عميد كلية التجارة وإدارة الأعمال، والدكتور محمود المسلاوي عميد كلية الهندسة، والدكتورة نهى نبيل وكيل كلية الهندسة بالمطرية لشؤون الدراسات العليا، والدكتور أحمد عبد الحليم وكيل كلية الهندسة بحلوان للدراسات العليا، والدكتورة نجلاء ضياء مدير مركز التسويق بالجامعة.

وتنص مذكرة التفاهم على تعزيز أوجه التعاون الأكاديمي والعلمي بين الجامعتين، من خلال تبادل الأساتذة والطلاب، وتنفيذ مشروعات بحثية مشتركة، وتطوير البرامج التعليمية والتدريبية، بما يُسهم في دعم التفاهم الثقافي وتبادل الخبرات في مختلف التخصصات، وخاصة في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وبدأ اللقاء بكلمات ترحيبية أكد خلالها الدكتور السيد قنديل على عمق العلاقات التاريخية بين مصر واليونان، مشيرًا إلى الروابط الثقافية والحضارية الممتدة بين البلدين، والتي تشكل أساسًا قويًا لتعاون أكاديمي مثمر. وأوضح أن اليونانيين كان لهم دور كبير في نقل الحضارة المصرية إلى أوروبا، وهو ما يعكس التقارب الحضاري بين الشعبين، ويعزز أهمية الشراكات التعليمية والعلمية بين الجامعات المصرية واليونانية.

وأضاف رئيس الجامعة أن توقيع مذكرة التفاهم يمثل خطوة استراتيجية نحو دعم التبادل الأكاديمي وتطوير برامج دراسية مشتركة، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة المصرية للتوسع في التخصصات المستقبلية ذات البعد التنموي.

بحث الجانبان فرص التعاون الأكاديمي وتبادل البرامج الدراسية، وتم طرح مقترحات لتدشين فرع لجامعة ديموكريتوس في القاهرة بالشراكة مع جامعة حلوان، وذلك في ضوء عضوية الجامعة اليونانية في تحالف الجامعات الأوروبية، الذي يضم عددًا من المؤسسات التعليمية المرموقة على مستوى القارة

تستمر زيارة الوفد اليوناني لجامعة حلوان خلال الأيام المقبلة، وتشمل جولات ميدانية لعدد من الكليات، بالإضافة إلى زيارة الجامعة الأهلية والجامعة التكنولوجية، بهدف بحث آليات تنفيذ البرامج الأكاديمية المشتركة.

وتعكس هذه الزيارة التزام جامعة حلوان بتعزيز مكانتها كمؤسسة تعليمية رائدة تسعى إلى التطوير المستمر والانفتاح على التجارب الدولية، بما يدعم جودة التعليم والبحث العلمي، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030.

مقالات مشابهة

  • عضو مجلس الشيوخ يطالب بتخفيف عبء الديون عن البلدان المتضررة من الصراعات
  • “الألفى” تستعرض أمام الدورة الـ58 للسكان والتنمية بالأمم المتحدة التجربة المصرية في تنمية الأسرة
  • لافروف: ألمانيا ستلجأ إلى الديون لتنفيذ خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة التسلح
  • الديون السبب.. تفاصيل نقل ملكية 7 من أصول النقل العام إلى بنك الاستثمار القومي
  • حالات سوء تغذية لدى الأطفال في مخيم ساموس للمهاجرين في اليونان
  • وزيرا الصحة المصري والفرنسي يتفقدان معهد ناصر و57357 للاطلاع على التجربة المصرية
  • هل أخرجت إسرائيل تركيا من سوريا؟
  • جامعتا حلوان وديموكريتوس اليونانية توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي
  • لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي.. توقيع مذكرة تفاهم بين جامعتي حلوان وديموكريتوس اليونانية
  • جامعة حلوان وجامعة ديموكريتوس اليونانية توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الأكاديمي