يعد شعارا الحمار والفيل، من العلامات البارزة للسياسة الأمريكية، خاصة مع مواسم الانتخابات، ورغم الدلالات الطريفة التي قد يذهب إليها التفكير في اتخاذ الحيوانات شعارات لأهم حزبين في أمريكا، إلا إن لذلك جذورا تاريخية ودلالات أعمق.

ويعود ظهور الحمار والفيل في السياسة الأمريكية إلى القرن التاسع عشر، حيث ارتبط الحمار بالحزب الديمقراطي، بعد موجة السخرية التي طالت الرئيس أندرو جاكسون خلال حملته الانتخابية، والذي ذهب إلى الافتخار به لاحقا وتبنيه ليصبح هوية للحزب، في مقابل الفيل الذي ارتبط بالحزب الجمهوري، بسبب رسام الكاريكاتير الشهور توماس ناست، والذي دائما ما وصف الجمهوريين بالفيل حتى أصبح شعارهم.




نستعرض في التقرير التالي قصة الحمار والفيل شعارا لحزبين في دولة تحكم العالم:

الحزب الجمهوري- شعار الفيل


بدأ الحزب الجمهوري استخدام الفيل شعارا له، في أواخر القرن التاسع عشر، بعد أن قيام الرسام توماس ناس، بوصف الحزب في مجلة هاربرز ويكلي على شكل فيل، ليدل على قوته ونفوذه.

ناست كان يسعى لتصوير الجمهوريين على أنهم أصحاب قوة ونفوذ، بشكل يؤكد ما يريد الجمهوريون تصويره عن أنفسهم، ورغم أن الأمر كان رسما كاريكاتوريا، إلا أنهم سرعان ما تبنوه وأعجبوا بالفكرة وبات شعارا يمثلهم في الانتخابات اللاحقة.

الحزب الديمقراطي- شعار الحمار


أوائل القرن التاسع عشر، بدأ المرشح الرئاسي أندرو جاكسون، بتلقبيه بـ"جاكاس" ويعني الحمار، للتقليل من شأنه والسخرية منه، لكن جاكسون وجد في ذلك فرصة لتحديهم، وقال بتبني الحمار، واعتبره رمزا لحملته، للتأكيد على المثابرة والصبر وقدرة التحمل.

ومثل حال الجمهوريين مع الفيل، رأى الديمقراطيون أن مبدأهم للمثابرة والعمل الدؤوب، يمكن للحمار أن يمثلها، أعجبوا بالشعار وبات رمزا لهم مع الأيام، وهنا مجددا عاد الرسام ناست، لترسيخ هذه الفكرة، وقام برسم العديد من الكاريكاتيرات، التي تصور الديمقراطيين على شكل حمار، في مجلة هاربرز ويكلي، ما رسخ الأمر حتى يومنا هذا.

التأثير الشعبي والإعلامي:

تحولت رمزا الحزبين، إلى جزء من الثقافية الشعبية والسياسية للأمريكيين، وبات الحمار والفيل، عنوانان للإشارة إلى السياسات والقرارات التي يتخذها كل حزب، عبر تصويرهما في الرسوم الكاريكاتورية، بحيث يظهر الحمار والفيل سلبا أو إيجابا عند الحديث عن ما يقوم به الديمقراطيون والجمهوريون.

وترسخ لدى أذهان الأمريكيين وخاصة أتباع الحزب الديمقراطي، أن الحمار رمز للصبر والعمل الجاد، لكنه في المقابل لدى منتقدي الحزب، يصور على أنه حزب عنيد وغير مرن، ومتمزت في قراراته وتوجهاته.



أما الفيل، فبات في ذهنية الجمهوريين يؤشر إلى القوة والهيمنة والصلابة في القرارات، لكن لدى المنتقدين، يصور على أنه يتحرك بصعوبة وقد يدمر كل ما في طريقه في حال اتخذ قرارات خاطئة.

كيف نجح ناست في ترسيخ هذين الشعارين؟


في تلك الفترة التاريخية من عمر الولايات المتحدة، كان رسامو الكاريكاتير، يمتلكون قوة كبيرة في طرح هموم الشارع وتحويلها إلى طريقة سهلة للتأثير عبر الرسومات.

وتمكنوا من تلخيص النزاعات السياسية المعقدة لملايين القراء، عبر تبيسطها وتصويرها في أحيان كثيرة بأشكال حيوانات والتي تحولت لاحقا إلى دلالات سياسية بقيت معنا منذ القرن التاسع عشر.

من هو ناست؟


توماس ناست، فنان كاريكاتير أمريكي، من أصل ألماني، ولد في ثكنة عسكرية في بافاريا، وانتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة، ويوصف بأنه أبوالرسوم الكاريكاتورية في أمريكا.

وبسبب قوته في التأثير بالسياسة والمجتمع في ذلك الوقت، كان ناست أول من رسم بابا نويل بشكله الحديث، إضافة إلى أنه صاحب رسمة العم سام التي تمثل الولايات المتحدة حول العالم.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية شعارات الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي امريكا الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي شعار المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القرن التاسع عشر

إقرأ أيضاً:

حزب صوت الشعب يعلن رفضه مخرجات اجتماع «أبوزنيقة»

أعلن حزب صوت الشعب، في بيان رسمي، “رفضه مخرجات اجتماع أبوزنيقة”، داعيا إلى “تشكيل حكومة تكنوقراط موحدة”.

وقال الحزب في بيانه: ” في ظل التحديات السياسية الراهنة، يعلن حزب صوت الشعب رفضه القاطع لمخرجات اجتماع بوزنيقة بين مجلس النواب ومجلس الدولة، ويعتبرها امتدادًا لاتفاقات الصخيرات وجنيف التي ساهمت في شرعنة بقاء الأجسام السياسية المنتهية ولايتها”.

وأضاف: “نؤكد على ضرورة تجاوز هذه الاتفاقات التي لم تُفضِ إلى حلول جذرية، بل ساهمت في تعميق الأزمة السياسية في بلادنا.

وتابع الحزب: “لذلك، نُجدد دعوتنا لتشكيل لجنة تضم ممثلين عن الأحزاب السياسية، النقابات العمالية والمهنية، والمكونات الثقافية والاجتماعية من الأمازيغ، العرب، الطوارق، التبو، ونشطاء المجتمع المدني، وتهدف هذه اللجنة إلى اختيار حكومة تكنوقراط مصغرة وموحدة لمدة 18 شهرًا، تتولى المهام التالية: الإشراف على صياغة دستور جديد خلال مدة لا تتجاوز 6 أشهر، والتحضير والإشراف على انتخابات تشريعية ورئاسية في مدة لا تتجاوز 16 شهرًا”.

وأكد بيان الحزب على أن “هذه المبادرة تأتي في إطار جهودنا لتعزيز الاستقرار السياسي في ليبيا، وضمان مشاركة واسعة من مختلف مكونات المجتمع الليبي في العملية السياسية”.

كما حذر الحزب بعثة الأمم المتحدة للدعم السياسي في ليبيا، والدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، وجميع دول الجوار الإقليمي، من اتخاذ مبادرات سياسية أحادية الجانب لفرض حكومة وصاية دولية على الشعب الليبي.

وأردف الحزب في بيانه: “نؤكد على أن الحلول يجب أن تكون ليبية-ليبية، وبمشاركة جميع الأطراف الوطنية، دون تدخلات خارجية، وندعو كل من يرغب في الانخراط في هذه المبادرة الوطنية إلى التواصل مع تجمع الأحزاب الليبية وحزب صوت الشعب للتنسيق والعمل المشترك، بهدف تحقيق النجاح لهذه المبادرة”.

وختم البيان بالقول: “إننا على يقين بأن ليبيا تستحق قيادة وطنية حقيقية، قادرة على تجاوز التحديات وبناء دولة ديمقراطية مستقرة، تحفظ حقوق جميع أبنائها”.

وفي وقت سابق، نشر مجلس النواب، البيان الختامي للقاء المشترك لأعضاء مجلسي النواب والدولة، الذي عقد بالمملكة المغربية.

مقالات مشابهة

  • رئيس حزب الاتحاد: مساحة الحرية في مصر يجب استغلالها بالشكل الأمثل
  • «مستقبل وطن» يطلق ملتقى شباب صعيد مصر في المنيا بمشاركة 15 ألف شاب وفتاة
  • حزب سياسي جديد ينتظر الضوء الأخضر من الداخلية
  • حزب جديد ينضاف لقائمة الأحزاب المغربية…في انتظار تأشيرة الداخلية
  • واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
  • الأدب السوري.. من سخرية «لوقيانوس» إلى قصص الحرب
  • حزب صوت الشعب يعلن رفضه مخرجات اجتماع «أبوزنيقة»
  • لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟
  • ضغط اعلامي على حزب الله
  • أيّ أبعاد للقاء باسيل - صفا؟