الحمار والفيل.. من سخرية كاريكاتورية إلى رمز لأقوى حزبين في أمريكا
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
يعد شعارا الحمار والفيل، من العلامات البارزة للسياسة الأمريكية، خاصة مع مواسم الانتخابات، ورغم الدلالات الطريفة التي قد يذهب إليها التفكير في اتخاذ الحيوانات شعارات لأهم حزبين في أمريكا، إلا إن لذلك جذورا تاريخية ودلالات أعمق.
ويعود ظهور الحمار والفيل في السياسة الأمريكية إلى القرن التاسع عشر، حيث ارتبط الحمار بالحزب الديمقراطي، بعد موجة السخرية التي طالت الرئيس أندرو جاكسون خلال حملته الانتخابية، والذي ذهب إلى الافتخار به لاحقا وتبنيه ليصبح هوية للحزب، في مقابل الفيل الذي ارتبط بالحزب الجمهوري، بسبب رسام الكاريكاتير الشهور توماس ناست، والذي دائما ما وصف الجمهوريين بالفيل حتى أصبح شعارهم.
نستعرض في التقرير التالي قصة الحمار والفيل شعارا لحزبين في دولة تحكم العالم:
الحزب الجمهوري- شعار الفيل
بدأ الحزب الجمهوري استخدام الفيل شعارا له، في أواخر القرن التاسع عشر، بعد أن قيام الرسام توماس ناس، بوصف الحزب في مجلة هاربرز ويكلي على شكل فيل، ليدل على قوته ونفوذه.
ناست كان يسعى لتصوير الجمهوريين على أنهم أصحاب قوة ونفوذ، بشكل يؤكد ما يريد الجمهوريون تصويره عن أنفسهم، ورغم أن الأمر كان رسما كاريكاتوريا، إلا أنهم سرعان ما تبنوه وأعجبوا بالفكرة وبات شعارا يمثلهم في الانتخابات اللاحقة.
الحزب الديمقراطي- شعار الحمار
أوائل القرن التاسع عشر، بدأ المرشح الرئاسي أندرو جاكسون، بتلقبيه بـ"جاكاس" ويعني الحمار، للتقليل من شأنه والسخرية منه، لكن جاكسون وجد في ذلك فرصة لتحديهم، وقال بتبني الحمار، واعتبره رمزا لحملته، للتأكيد على المثابرة والصبر وقدرة التحمل.
ومثل حال الجمهوريين مع الفيل، رأى الديمقراطيون أن مبدأهم للمثابرة والعمل الدؤوب، يمكن للحمار أن يمثلها، أعجبوا بالشعار وبات رمزا لهم مع الأيام، وهنا مجددا عاد الرسام ناست، لترسيخ هذه الفكرة، وقام برسم العديد من الكاريكاتيرات، التي تصور الديمقراطيين على شكل حمار، في مجلة هاربرز ويكلي، ما رسخ الأمر حتى يومنا هذا.
التأثير الشعبي والإعلامي:
تحولت رمزا الحزبين، إلى جزء من الثقافية الشعبية والسياسية للأمريكيين، وبات الحمار والفيل، عنوانان للإشارة إلى السياسات والقرارات التي يتخذها كل حزب، عبر تصويرهما في الرسوم الكاريكاتورية، بحيث يظهر الحمار والفيل سلبا أو إيجابا عند الحديث عن ما يقوم به الديمقراطيون والجمهوريون.
وترسخ لدى أذهان الأمريكيين وخاصة أتباع الحزب الديمقراطي، أن الحمار رمز للصبر والعمل الجاد، لكنه في المقابل لدى منتقدي الحزب، يصور على أنه حزب عنيد وغير مرن، ومتمزت في قراراته وتوجهاته.
أما الفيل، فبات في ذهنية الجمهوريين يؤشر إلى القوة والهيمنة والصلابة في القرارات، لكن لدى المنتقدين، يصور على أنه يتحرك بصعوبة وقد يدمر كل ما في طريقه في حال اتخذ قرارات خاطئة.
كيف نجح ناست في ترسيخ هذين الشعارين؟
في تلك الفترة التاريخية من عمر الولايات المتحدة، كان رسامو الكاريكاتير، يمتلكون قوة كبيرة في طرح هموم الشارع وتحويلها إلى طريقة سهلة للتأثير عبر الرسومات.
وتمكنوا من تلخيص النزاعات السياسية المعقدة لملايين القراء، عبر تبيسطها وتصويرها في أحيان كثيرة بأشكال حيوانات والتي تحولت لاحقا إلى دلالات سياسية بقيت معنا منذ القرن التاسع عشر.
من هو ناست؟
توماس ناست، فنان كاريكاتير أمريكي، من أصل ألماني، ولد في ثكنة عسكرية في بافاريا، وانتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة، ويوصف بأنه أبوالرسوم الكاريكاتورية في أمريكا.
وبسبب قوته في التأثير بالسياسة والمجتمع في ذلك الوقت، كان ناست أول من رسم بابا نويل بشكله الحديث، إضافة إلى أنه صاحب رسمة العم سام التي تمثل الولايات المتحدة حول العالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية شعارات الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي امريكا الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي شعار المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القرن التاسع عشر
إقرأ أيضاً:
اتفاقات نوعية مع الخارج تنتظر والرئيس عون يعطّل الألغام
كتب طوني مراد في" نداء الوطن": تلتقي الأوساط الدبلوماسية الأوروبية والعربية على الإشارة إلى أن الضربة العسكرية لإيران باتت شبه حتمية وقد اتخذ القرار فيها أخيراً، وستكون على الأرجح قبل نهاية آذار المقبل، وقد تواكبها تطورات داخلية، إلا إذا أبدت طهران استعداداً جديّاً وفعليّاً ملموساً لتقديم تنازلات على صعد عدة سواء في ما خص برنامجها النووي أو أجندتها التوسعية وخريطة نفوذها في المنطقة، وهو احتمال طوعي وارد بنسبة محدودة تحت وطأة الضغوط، لأن البديل هو التخلّي قسراً عن تلك الرهانات. وترى الأوساط أن الضربات التي تلقتها إيران في لبنان وغزة وسوريا غير كافية، طالما أن رأس الحربة ما زال يراهن على تعويم أذرعه.يبدو أن "حزب الله" يدرك جيّداً دقائق اللعبة، ويسعى إلى الحفاظ ما أمكن على مواقعه ونفوذه في صلب الدولة اللبنانية، على رغم بعض التباينات في صفوف قيادته بين متماهين كليّاً مع إيران وبين من يسعى إلى نوع من التمايز، إذ من الواضح أن الجانبين يلتقيان على هذه المسألة. من هنا يُفهم استشراس "الحزب" من خلال تركيبة الثنائي، على التمسك بحقيبة المال وحقائب أخرى معينة، وعلى استنفار الموالين له في الإدارات الرسمية والمؤسسات على قضم ما أمكن من مواقع، أو على فرض أمر واقع، تحسّباً للتحوّلات المتوقعة، باعتبار أن ما يمكن أن يحصِّله "الحزب" اليوم قد لا يمكنه تحصيله بعد حين.
يقول عارفون في المعادلة الشيعية إنّ الرئيس نبيه بري يحاول التملّص من الحالة الضاغطة بخلفية دولية على "حزب الله" حكوميّاً، والحالة الضاغطة الموازية التي يمثلها "الحزب"، علماً أن ثمّة تململاً متنامياً وأكثر تجلياً في المناخ المحيط بحركة "أمل" لجهة الانزعاج من رهانات "حزب الله" وما استتبعته من خسائر ونكبات، وتالياً "لم يعد في الإمكان تحمّل المزيد".
من هنا يمكن فهم تمايز "الحركة" في الموقف حيال عراضات الدراجات النارية الأخيرة، على أن هذه العراضات شكّلت "نقزة" كبيرة محليّاً وخارجيّاً، وقد تجلّى ذلك في تقارير دبلوماسية لعدد من السفارات المهمة لعواصمها تلفت إلى محاذيرها وانعكاسها على انطلاقة العهد الجديد وما تعنيه من خطر صدامات داخلية.
يبقى أنه مع تأليف الحكومة العتيدة فإن استحقاقات مهمة تنتظرها، إذا ما كانت التشكيلة على قدر الآمال وتلبّي التطلعات الدولية والعربية إلى إرساء مرحلة مختلفة عما سبق تحت عنواني استعادة السيادة وإطلاق عملية الإصلاح. وفي هذا المجال، تمّ العمل الدؤوب ويتمّ حاليّاً على استكمال مشاريع اتفاقات تعاون مع عدد من الدول العربية والصديقة، ومن بينها اتفاقات مهمّة مع المملكة العربية السعودية، ويبلغ عددها اثنين وعشرين اتفاقاً وينكبّ عليها موظفون في وزارة الخارجية والوزارات والإدارات المعنية، وهي مشاريع اتفاقات لا يمكن أن تبصر معظمها النور إذا لم تكن الحكومة الجديدة أهلاً للثقة.