الانتخابات الأمريكية تحدد اتجاهات الهجوم الإسرائيلي على إيران.. «الاحتلال» يحدد بنك أهداف عسكرية واستخباراتية.. وتوقعات بتوجيه الضربة قبل 5 نوفمبر
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت مصادر أمريكية مطلعة أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الهجوم الإسرائيلي المنتظر على إيران، يستهدف "مواقع عسكرية في إيران بدلًا من المنشآت النفطية أو النووية".
وفي الأسبوعين اللذين أعقبا إطلاق آخر وابل من الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، وهو الهجوم المباشر الثاني خلال ٦ أشهر، كانت منطقة الشرق الأوسط تترقب الهجوم الذي وعدت به حكومة نتنياهو، وسط مخاوف من أن تتحول "الحرب السرية" المستمرة منذ عقود بين البلدين، إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
كما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه "لن يدعم ضربة إسرائيلية على المواقع النووية أو النفطية" في إيران.
وعندما تحدث بايدن ونتنياهو، مؤخرا في أول مكالمة بينهما منذ أكثر من ٧ أسابيع، بعد أشهر من تصاعد التوترات بين الطرفين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه يخطط لاستهداف "البنية التحتية العسكرية" في إيران، وفقًا لمسئول أمريكي وآخر مطلع على الأمر، طلبا عدم كشف هويتهما.
وأشارت المصادر، إلى أن الهجوم الإسرائيلي سيتم "بشكل محسوب" لتجنب ظهور "تدخل سياسي في الانتخابات الأمريكية"، في إشارة إلى أن نطاق الضربة الإسرائيلية قد يكون له تأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.
على نحو مماثل، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسئولين أمريكيين قولهم، إن إسرائيل أكدت لإدارة بايدن أن الهجوم المخطط له على إيران "لن يستهدف منشآت نووية ونفطية".
وكان البيت الأبيض يسعى للحصول على هذا التعهد، لتجنب المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط وتجنب زيادة محتملة في أسعار النفط.
وأضاف المسئولون، أن التعهدات جاءت في مكالمة بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، وكذلك في محادثات في الأيام الأخيرة بين وزير الدفاع لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف جالانت.
وأوضح المسئولون، أن إسرائيل اقترحت أنها ستستهدف أهدافًا عسكرية أو استخباراتية، لكنها امتنعت عن تقديم قائمة بأهداف محددة للولايات المتحدة.
بينما قال مكتب نتنياهو في بيان،أمس الأول الثلاثاء، إن إسرائيل تنصت إلى الولايات المتحدة "لكن تل أبيب تتخذ قراراتها بناء على مصلحتها الوطنية".
وجاء في البيان: "نحن نستمع إلى رأي الولايات المتحدة، لكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناءً على مصالحنا الوطنية".
ورجحت "وول ستريت جورنال"، أن هجوم إسرائيل، الذي من المحتمل أن يأتي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في ٥ نوفمبر المقبل، ربما يشبه هجومًا سابقًا في أبريل، استهدف قاعدة عسكرية إيرانية بعد وقت قصير من إطلاق طهران ٣٠٠ صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل.
ورفض مجلس الأمن القومي الأمريكي، ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، والسفارة الإسرائيلية في واشنطن التعليق على التأكيدات الإسرائيلية، كما لم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلب التعليق.
لكن مسئولين إسرائيليين قالوا، إن عمليتهم ربما تصيب أهدافًا غير متوقعة. ورجح محللون أيضًا أنها ربما تكون أكثر شدة، فيما قال آخرون إن بايدن يجب أن يكون حذرًا من تأكيدات نتنياهو بشأن الهجوم.
وقال ناتان ساكس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط التابع لمؤسسة "بروكينجز" للأبحاث، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن قرار نتنياهو كان "مطمئنًا إلى حد ما لإدارة بايدن"، لكن رد إسرائيل من المرجح أن يهدف إلى إلحاق أضرار جسيمة بطهران.
وأوضح ساكس، أن "الهجوم الإيراني الأخير تسبب في أضرار حقيقية، وإسرائيل عازمة على توضيح أن القواعد القديمة لا تزال سارية: إيران يجب ألا تجرؤ على ضرب إسرائيل بشكل مباشر، بدلًا من القواعد الجديدة التي تأمل إيران في تأسيسها، وهي المعاملة بالمثل بشكل منتظم بين البلدين".
بدوره، قال فرانك لوينشتاين، وهو مسئول سابق بالخارجية الأمريكية في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما: "لن تكون هذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها (نتنياهو) ما يريد بايدن سماعه، ثم يغير موقفه عندما يتلقى رد فعل عنيفا من اليمين"، مضيفًا أن المتشددين في الحكومة الإسرائيلية "ما زالوا يدفعون باتجاه شن هجوم على مواقع نووية، أو على الأقل منشآت نفطية".
ويقول محللون اقتصاديون إن أي ضربة إسرائيلية على منشآت نفط إيرانية ربما تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة، بينما قد يؤدي الهجوم على برنامج الأبحاث النووية في إيران إلى إلغاء الخطوط الحمراء المتبقية التي تحكم الصراع بين تل أبيب وطهران، ما يؤدي إلى تصعيد أكبر، ويزيد من خطر التدخل العسكري المباشر للولايات المتحدة.
وقوبلت الخطة المعلنة لنتنياهو لاستهداف المواقع العسكرية بارتياح في واشنطن.
وقال المسئول الأمريكي، إن نتنياهو كان في موقف "أكثر اعتدالًا" خلال الاتصال الهاتفي مع بايدن، مما كان عليه سابقًا، موضحا أن التغيير الظاهر في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي ساهم في قرار بايدن بإرسال منظومة "ثاد" للدفاع الصاروخي إلى إسرائيل حيث أعلن البنتاجون نشر منظومة "ثاد" في إسرائيل، إلى جانب نحو ١٠٠ من أفراد الجيش الأمريكي.
وقال البنتاجون في بيانه إن المنظومة، التي من المتوقع وصولها خلال أيام، هي تأكيد على "التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل".
وأشار المسئول الأمريكي المطلع، إلى أن الضربة الإسرائيلية المرتقبة على إيران ستنفذ قبل الانتخابات الأمريكية في ٥ نوفمبر، لأن عدم اتخاذ إجراء قد يُفسر من قبل إيران "كعلامة ضعف" وقال: "ستكون واحدة من سلسلة ردود".
وقال زوهار بالتي، الذي تولى سابقًا قيادة مديرية استخبارات "الموساد"، إن "نتنياهو يحتاج إلى تحقيق توازن بين دعوات واشنطن إلى التهدئة، وبين المطالب الشعبية في إسرائيل برد ساحق"، مضيفًا: "لقد فقد الإيرانيون كل مظاهر ضبط النفس التي كانوا يمتلكونها".
وأقر المسئول السابق في الموساد، بأنه "دون الأسلحة الأمريكية، لا تستطيع إسرائيل القتال. ولكن إسرائيل هي التي تتحمل المخاطر، وتعرف كيف تؤدي المهمة".
وقالت المصادر إن نتنياهو عقد اجتماعًا مع مجلسه الأمني المصغر لمدة ثلاث ساعات، مساء الخميس الماضي، لمناقشة الخيارات المطروحة على الطاولة، لكنه لم يطلب تفويضًا رسميًا من مجلسه الوزاري للهجوم على إيران، ما أبقى التوقيت مفتوحًا عن عمد.
وفي داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، هناك قلق من أن الضربة لن تكون قوية بما يكفي، أو علنية بما يكفي، لردع إيران عن شن هجوم مباشر آخر على إسرائيل، أو من تطوير أسلحة نووية.
وقالت جايل تلشير، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية، والتي لها اتصالات مع أعضاء كبار في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إن "الجيش الإسرائيلي يريد استهداف القيادة العسكرية الإيرانية، لأنه بذلك لن يؤذي الشعب، ولن يشعل بالتالي حربًا أكبر في المنطقة" وأضافت: "لكن هذا ليس ما يفكر به نتنياهو".
وفي أبريل الماضي، بعد أن ساعد تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة، إسرائيل، في اعتراض مئات من الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، ردّت إسرائيل بهجوم، وُصف بـ"الدقيق"، على قاعدة جوية في أصفهان، وسط إيران.
وبقي المسئولون الإسرائيليون صامتين بشأن هذا الهجوم، باستثناء وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الرد كان "ضعيفًا".
وفي مطلع أكتوبر، أطلقت طهران ما يقرب من ٢٠٠ صاروخ باليستي على إسرائيل، وهذه المرة دون تحذير.
وأعلن أمير سعيد إيرواني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أن الهجوم كان يهدف إلى "استعادة التوازن والردع".
وقال المسئول السابق في الموساد: "عندما رددنا في المرة السابقة، لم يتلقوا الرسالة، لذا فإن البديل الآن هو بين ضبط النفس أو الانتقام، والإجابة واضحة".
توغل بري
وأطلقت إسرائيل توغلًا بريًا في جنوب لبنان، في بداية أكتوبر الجاري، كما شنت حصارًا وهجومًا على شمال قطاع غزة الفلسطيني. ولكن عندما يتعلق الأمر بطهران، أشارت شخصيات مقربة من فريق نتنياهو إلى ما وصفته بـ"صبر استراتيجي".
وقالت مصادر مطلعة إسرائيلية: "تمامًا كما انتظرنا مع حزب الله في لبنان، ومع حماس في غزة، أعتقد أننا سنضطر الآن إلى الانتظار مع إيران، سننهي الأمر في الشمال، ثم سنتوجه إلى إيران، التي لن تذهب إلى أي مكان".
وقال مسئول دفاعي إسرائيلي سابق مطلع على المناقشات الأمنية الحالية، إن الولايات المتحدة "تمنح إسرائيل وحكومة نتنياهو دعمًا كبيرًا، لكن من أجل حزب الله".
وأضاف أن الولايات المتحدة "ترسل نظام ثاد، وتعد بأنواع مختلفة من الأسلحة التي نحتاجها للقضاء على حزب الله، ولكنها تقول يمكننا التعامل مع إيران لاحقًا".
وفي إطار المشاورات مع الولايات المتحدة، أفاد المسئول الأمريكي المطلع، بأن إسرائيل أبلغت واشنطن بأنها تعتزم إنهاء العمليات في لبنان خلال الأسابيع المقبلة.
وبينما يواصل نتنياهو التشاور مع المسئولين الأمريكيين بشأن الضربة المحتملة ضد إيران، إلا أنه "لن ينتظر الضوء الأخضر من واشنطن"، حسبما قال مسئول إسرائيلي مقرب من نتنياهو.
وأضافت المصادر: "الشخص الذي يقرر الرد الإسرائيلي على إيران يكون نتنياهو". كما إن فريق نتنياهو يشعر بالقلق إزاء الانتخابات الأخيرة في إيران، والتي فاز فيها الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، الذي أشار إلى انفتاحه على استئناف المحادثات النووية مع الغرب.
وإذا تم انتخاب نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، يعتقد نتنياهو أن الاتفاق النووي يعود إلى الطاولة، وبالتالي "الآن هو وقت استراتيجي لتقويض ذلك".
وتواصل شخصيات سياسية بارزة في إسرائيل، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الضغط من أجل هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية.
كما إن أي شيء أقل من ذلك قد يعرض الزخم الذي اكتسبته إسرائيل من حروبها في لبنان وغزة للخطر.
وأضافت المصادر: "لقد تقلصت قدرات وكلاء إيران، حزب الله وحماس، بشكل كبير، تمتلك إسرائيل كل المبررات التي يمكن أن تحتاجها، لدينا القدرة، لدينا فرصة لا تتكرر إلا مرة في العمر".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنيامين نتنياهو الانتخابات الامريكية الولایات المتحدة رئیس الوزراء على إسرائیل أن الهجوم على إیران حزب الله فی إیران هجوم ا
إقرأ أيضاً:
انتخابات نوفمبر وصراع الشرعية: مفترق سياسي حاسم
10 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: شهدت الأوساط السياسية جدلاً متصاعداً حول مصير الانتخابات التشريعية المقبلة في العراق، المقررة نهاية نوفمبر المقبل.
وأفادت تحليلات أن التحالف الحاكم، المتمثل في “الإطار التنسيقي”، يصر على إجراء الانتخابات في موعدها، – عدا ائتلاف دولة القانون نوري المالكي – رافضاً أي محاولات للتأجيل أو تعديل قانون الاقتراع، فيما يرى مراقبون أن هذا الإصرار قد يخفي مخاوف من تطورات إقليمية قد تعصف بالاستقرار الداخلي.
وذكرت مصادر أن “هناك انقساماً واضحاً بين الكتل السياسية فالإطار يريد الانتخابات الآن لأنه يخشى تراجع شعبيته فيما التيار الصدري يسعى الى التأجيل رغم انه لم يعلن ذلك”.
وحدّدت الحكومة العراقية، يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 موعداً لإجراء الانتخابات التشريعية في البلاد.
وشدد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، في بيان صحافي، على تسهيل متطلبات تنظيم الانتخابات، وتوفير الظروف الآمنة لإقامة هذا الاستحقاق الديمقراطي المهم.
وجاء قرار الحكومة، بعد ساعات من إعلان الإطار التنسيقي ضرورة إجراء الاقتراع في موعد أقصاه 25 نوفمبر المقبل، مع استبعاد نجاح البرلمان في تعديل قانون الاقتراع بسبب ضيق الوقت.
وقال مصدر إن تحديد موعد الانتخابات يقطع الطريق أمام ما يُشاع بشأن تشكيل حكومة طوارئ في البلاد.
وشهد العراق منذ 2003 ستة قوانين انتخابية، كان آخرها في 2021، مما يعكس حالة عدم الاستقرار التشريعي. وتحدثت مصادر برلمانية عن أن مقترح التعديل الأخير، الذي قدمه النائب رائد المالكي، يواجه معارضة بسبب تبعاته المالية ومخالفته لقرارات المحكمة الاتحادية.
وقال تحليل للباحث علي التميمي ان “التعديل قد يعزز فرص رئيس الوزراء السوداني، لكن الكتل التقليدية تخشى صعوده الشعبي”.
توقعات تشير إلى أن الانتخابات، إن أجريت في موعدها، قد تشهد نسبة مشاركة أعلى قليلاً، ربما تصل إلى 45%، بدعم من حملات توعية “المفوضية”.
اصداء شعبية
وتحدث محمد الجبوري، وهو مواطن من منطقة الكاظمية، عن تجربته في الانتخابات السابقة قائلاً: “في 2021، ذهبت للتصويت لكنني وجدت أسماء مكررة في السجل، ولم أشعر أن صوتي سيحدث فرقاً”. هذه القصة تعكس حالة الإحباط التي يعيشها الكثيرون، حيث أظهرت إحصاءات “مفوضية الانتخابات” أن نسبة المشاركة في انتخابات 2021 لم تتجاوز 41% من إجمالي 25 مليون ناخب مؤهل آنذاك.
ووفق معلومات حديثة، ارتفع عدد الناخبين المسجلين اليوم إلى نحو 30 مليوناً، مما يضع ضغطاً إضافياً على الجهات المنظمة.
و رفع مواطنون لافتات تطالب بتعديل القانون لضمان تمثيل عادل للمستقلين. وذكرت مواطنة تدعى زينب حسين: “شقيقي ترشح مستقلاً في 2021، لكنه خسر بسبب نظام الدوائر الذي يفضل الأحزاب الكبيرة”.
هذه الحادثة تسلط الضوء على الانتقادات الموجهة للقانون الحالي، الذي يعتمد نظام “سانت ليغو” المثير للجدل.
لكن إذا فشلت الحكومة في تهيئة الأجواء المناسبة بعيدا عن التصعيد السياسي والامني، فقد يتكرر سيناريو التأجيل، مما يهدد بمزيد من الاضطرابات.
وأفادت تحليلات أن الإصرار على الموعد قد يكون محاولة لتثبيت الوضع الراهن، لكن دون إصلاحات حقيقية، قد يظل البرلمان رهينة الكتل التقليدية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts