الثورة نت:
2025-02-01@16:52:21 GMT

14 أكتوبر.. ولاءات الرفض

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

 

في الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، هُناك حقائق لا بد أن نعود إليها لكي يتعمق في النفوس محتوى هذه الثورة التي كانت البداية لإشعال الثورة ضد المحتل البريطاني، والتي أطلق شرارتها المجاهد الكبير المرحوم راجح غالب لبوزة من جبال ردفان، وبذلك شكلت أكتوبر أول محتوى للقوى الوطنية المناهضة للاستعمار وجعلت هذا المحتل البغيض يبحث عن مرتكزات محلية كعملاء يمكنونه من الاستمرار في الاحتلال، عبر وسائل انتهازية ومصطلحات حديثة، ومن تلك المرتكزات طبعاً ما سُمي – آنذاك – بالمجلس التشريعي، وعقب الإعلان عنه بعد أن أنطوى تحت مظلته أصحاب دعوة عدن للعدنيين بحسب رغبة المُحتل، فخرج المواطنون الشرفاء إلى شوارع عدن يصرخون بملء أفواههم لا للمجلس التشريعي العميل، ما لبثت هذه الفكرة أن انتقلت إلى صنعاء حيث أمر الإمام أحمد والذي كان يستمع إلى صدى كلمات الرفض كونه عائش في تعز، فوجه بتخصيص برنامج الجنوب المُحتل الذي كان يقدمه الأستاذ المرحوم عبدالله حمود حمران، وكان البرنامج بالفعل إضافة هامة حددت معنى الرفض المُطلق لكل هذه الأعمال الاستعمارية المُبطنة وكان صوت حمران يُجلجل من إذاعة صنعاء “لا يا با شراحيل لا للمجلس التشريعي العميل”، القصد هُنا الأستاذ محمد علي باشراحيل الذي نصبته بريطانيا رئيساً لهذا المجلس .


واليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى الخالدة للأسف الشديد نجد أنفسنا بحاجة إلى عدة لاءاتّ لرفض الهياكل المماثلة والأكثر عمالة وخيانة التي صنعها نفس المُحتل وإن كانت بتمويل وأيادٍ أخرى لها وجود في المنطقة مثل السعودية والإمارات، وبالتالي علينا أن نصرخ بملء أفواهنا لا لمجلس القيادة العميل لا للمجلس الانتقالي لا لمجالس المحافظات المناطقية، فكلها مجرد وسائل يحاول مُحتل الأمس البغيض من خلالها إعادة إنتاج نفسه وإن عبر جوقة العملاء والمرتزقة وقوى ما يُسمى بالتحالف العربي، إذاً هنا ندرك المأساة، فلا الرفض الواحدة تحولت إلى عدة لاءات يجب أن نقولها بصراحة ونترجمها على أرض الواقع بتنفيذ توجهات قيادة الثورة الهادفة إلى تحرير كل شبر من أرض الوطن من دنس العملاء والمرتزقة الخونة، فبريطانيا بعد أن غربت شمسها حيث كانت توصف بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس، وبعد أن فشلت في تحقيق ما تتطلع إليه عبر ما سُمي بـ”الربيع العبري” وبالآليات التي أسقطتها الثورة الشعبية في 21سبتمبر 2014م المباركة لتُلغي كل محاولة الفدرلة والتمزيق التي سعت بريطانيا من خلال أذنابها في المنطقة إلى تكريسها على أرض الواقع وإن بمصطلحات حديثة كما هو الحال مع الديمقراطية وما إلى ذلك من المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي نكتشف مع مرور الأيام أنها مجرد آليات لتنفيذ الرغبات الخاصة وإخضاع الشعوب للإرادة البريطانية والهيمنة الأمريكية كآخر صيحات الاستعمار المُبطن الذي يصول ويجول في أرضنا العربية واستطاع أن يلوي أعناق كل القادة والمسؤولين الرخوة ليصبحوا مجرد أدوات لخدمته .
وها هي النتائج تظهر اليوم كما هو الحال في فلسطين المحتلة ولبنان الجريحة، فدولة الكيان الصهيوني التي زرعها المستعمرون في أرض العرب اليوم تُمارس أبشع جرائم الإبادة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني بمباركة للأسف من هؤلاء القادة الذين تحولوا إلى نعال تُسيرهم أمريكا كيفما شاءت، ولعل المفارقة العظيمة هُنا تتمثل في أن طوفان الأقصى المبارك جاء في نفس الشهر الذي انطلقت فيه شرارة الـ14 من أكتوبر وفي هذا تأكيد صريح على واحدية النضال والثورة في الوطن العربي، وأن الجميع يتوقون إلى لحظة الانعتاق من الهيمنة والاستعمار البغيض وهذا ما سيحدث في اليمن إن شاء الله بفضل سواعد الرجال الأبطال الميامين وتوجيه القيادة الحكيمة التي تنطلق من مواقف إيمانية صريحة تؤكد أهمية جهاد الأعداء المحتلين باعتباره موقفاً إيمانياً لا يقبل الشك أو المزايدة .
الرحمة لكل الشهداء اليمنيين والفلسطينيين واللبنانيين والنصر المؤزر إن شاء الله لمحور المقاومة ولكل الشرفاء في وطننا العربي، والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مصر «الشعبية» تفسد مخطط التهجير

لا شك أن مشهد رفح اليوم الجمعة، وما جرى من اصطفاف الشعب المصري بكل طوائفه خلف القيادة السياسية هي رسالة ردع قوية للرئيس الأمريكي "ترامب" ولكل أعداء الوطن ممن تسوّل لهم أنفسهم التفكير لحظة في المساس بالأمن القومي المصري أو مجرد الاقتراب من أي شبر من تراب مصر.

إن هبة المصريين التلقائية وزحفهم اليوم بعشرات الآلاف إلى معبر رفح ليعلنوا للعالم رفضهم التهجير القسري للأشقاء الفلسطينيين إلى سيناء هو أكبر رد على ما أعلنه وما زال يردده "البلطجي الأمريكي" بأن سيناء للغزاوية وفي نفس الوقت هي رسالة دعم قوية للرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي، الذي أعلنها أكثر من مرة أن التهجير خط أحمر حتى لا يتم تصفية القضية الفلسطينية.

إن مشهد رفح اليوم كان مرعباً ومزلزلاً وأتصور أنه سيبقى في ذاكرة التاريخ ولن ينساه "ترامب" وأمثاله لأن الاصطفاف الشعبي دائما هو مصدر قوة القرار المصرى والرد على الأرض باعتباره تفويضا للسيد الرئيس في اتخاذ ما يراه مناسبا لحماية الأمن القومي المصري.

ما جرى اليوم هو أكبر دليل على أن المصريين يصطفون ويتوحّدون في الأزمات وأن الجينات الوراثية المصرية للشعب المصري تختلف عن جينات أي شعوب أخرى، لقد نسى المواطن أزماته الداخلية، واصطفّ الجميع خلف القائد والزعيم عبد الفتاح السيسي وجيش مصر العظيم دفاعاً عن تراب الوطن الغالي.

لقد أدرك الشعب المصري أبعاد المخطط "الصهيو أمريكي" ووقف اليوم بجميع أطيافه في مشهد رفح المهيب خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي معلنا وداعما موقفه الوطني الرافض للتهجير القسري ومخطط تصفية القضية الفلسطينية..

فرغم الضغوط الإقتصادية الشديدة التي تتعرض لها مصر الآن والتي تشمل تهديدات بعقوبات اقتصادية وعروضا أخرى مغرية بإسقاط الديون مقابل القبول بالمخططات المطروحة إلا أن المصريين أكدوا مجددا أنهم يرفضون الخضوع أو مجرد المساومة علي أمنهم القومي وحقوق الشعب الفلسطيني.

لقد أثبتت الأحداث الأخيرة وصولاً لـ "مشهد معبر رفح" اليوم أن مصر ليست مجرد دولة في المنطقة بل هي بالفعل قوة مؤثرة وفاعلة ترفض أية إملاءات عليها..

فرغم كل التحديات والضغوطات تظل مصر حصنا منيعا أمام أية محاولات للنيل من سيادتها أو محاولات تصفية القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والحصول علي أراضيه المحتلة لحدود ما قبل 67.

حفظ الله مصر وقائدها وجيشها العظيم خير أجناد الأرض وعاشت دوماً وحدة المصريين.

مقالات مشابهة

  • حب من العيادة إلى المحكمة.. زوجة تقاضي طبيبها لانشغاله بالعمل
  • نائب بـ«الشيوخ»: احتشاد المصريين أمام معبر رفح يؤكد رفضهم لمخططات تهجير أهل غزة
  • الأونروا ليست مجرد مؤسسة
  • بالفيديو .. من هو عاطف نجيب ابن خالة الأسد الذي تسبب باشتعال الثورة السورية؟
  • رسالة للعالم.. مستقبل وطن يثمن الحشد الشعبي الجارف في رفح لرفض التهجير
  • مصر «الشعبية» تفسد مخطط التهجير
  • 8 رسائل من «النواب» بشأن القضية الفلسطينية.. أبرزها الرفض القاطع للتهجير
  • الشيوخ يناقش الأثر التشريعي لقانون سوق رأس المال على نشاطات الاستثمار
  • أحد أعمدة الوطن.. البابا تواضروس: ندعم موقف الرئيس السيسي الرفض لتهجير الفلسطينيين
  • القائد العسكري عصمت العبسي: لقد سقط صاحب صيدنايا صاحب المكابس التي قتل فيها أحبائنا ولم يكن هذا النصر لولا اعتصامنا ووقوفنا خلف القائد أحمد الشرع في لحظة إعلان المعركة.