«طب المستقبل».. حلول «ذكية» لصحة أفضل
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
إعداد: سامي عبد الرؤوف
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تطوير القطاع الصحي في الإمارات من خلال تعزيز الكفاءة، وتحسين جودة الرعاية الصحية، وتسهيل اتخاذ القرارات الطبية. وتستثمر الإمارات بشكل كبير في مبادرات الصحة الرقمية وحلول الرعاية الصحية الذكية، لتقديم أفضل مستويات الرعاية للمرضى والجمهور على مستوى العالم، وكذلك لتصبح الإمارات مركزاً لصناعة واستثمارات الذكاء الاصطناعي الصحي والطبي.
كما تعتزم هذه الجهات زيادة الاستثمار في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي الصحي، مما يشمل التعاون مع مراكز الأبحاث العالمية والشركات التقنية لتطوير حلول طبية جديدة ومبتكرة بهدف توفير بيئة بحثية متقدمة تدعم الابتكار وتطوير تقنيات جديدة تلبي احتياجات الرعاية الصحية المستقبلية.
مسؤولون في القطاع الصحي، التقتهم «الاتحاد»، أكدوا أن السنوات المقبلة ستشهد جلب المزيد من الروبوتات للاعتماد عليها في التوسع بالعمليات الجراحية الروبوتية، وتقديم الخدمات العلاجية، مشيرين في الوقت ذاته إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية من خلال الروبوتات الجراحية التي تساعد في تحسين دقة العمليات وتقليل الوقت اللازم للتعافي.
ومن المتوقع أن توفر أنظمة الذكاء الاصطناعي 150 مليار دولار سنوياً على المستوى العالمي في مجال الرعاية الصحية بحلول عام 2026.
وقال الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع: «تسعى الإمارات من خلال استراتيجية الذكاء الاصطناعي إلى أن تكون رائدة عالمياً في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية، بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحسين جودة الخدمات».
وأضاف: «القطاع الصحي بالدولة يتميز الابتكار في الرعاية الصحية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتعزيز جاهزية المؤسسات الصحية لمواجهة تحديات المستقبل، لتكون في طليعة الجهات الصحية عالمياً في تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي».
وأشار إلى أن الإمارات تستند إلى معايير تدعم تطوير بنية تحتية صحية ذكية، حيث يتم دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب تقديم الرعاية الصحية، مثل إدارة المستشفيات وتحسين تدفق العمل.
وشدد العلماء، على حرص القطاع الصحي على إنشاء وتوفير نظام رعاية صحية ذي جهوزية عالية لتحديات المستقبل، وقد تمكن بالفعل من مواءمة أنظمة الذكاء الاصطناعي مع أعلى المعايير الدولية وذلك لضمان الشفافية، الأمان، والتركيز على رفع مستوى الخدمات الصحية للمرضى.
من جهته، قال الدكتور يوسف محمد السركال، المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية: «تسعى الإمارات إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي في تحسين خدمات الرعاية الصحية من خلال تحليل البيانات الطبية الضخمة، وتطوير التشخيص الطبي الذكي، وتقديم رعاية مخصصة للمرضى».
وأضاف: «في إطار تعزيز الجاهزية لمواجهة التحديات الصحية، مثل الأوبئة، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي المدارة بشكل جيد أن تسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض، وتحليل البيانات المتعلقة بالأمراض، وتقديم توصيات بشأن التدخلات الصحية المناسبة.
ومما يميز تجربة الإمارات في استخدام الذكاء الاصطناعي الصحي والطبي، هو وضعها للإطار الأخلاقي اللازم لحوكمة هذا الاستخدام، وفق ما كشف عنه الدكتور السركال، الذي أشار إلى أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية اتخذت نهجاً شاملاً واستراتيجياً لضمان الاستخدام الأمثل لأنظمة الذكاء الاصطناعي في خدماتها، حيث تم إعداد استراتيجية التحول الرقمي. وأعلن أن المؤسسة تعمل حالياً على إطار حوكمة يتماشى مع المعايير الدولية للتنفيذ الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، مما يضمن الشفافية والأمان والمساءلة على جميع المستويات.
وأكد أن المؤسسة لا تسعى إلى الريادة فقط في الابتكار، ولكن أيضاً في الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن مؤسساتنا الصحية مجهزة بالأدوات اللازمة للقيادة في الطب الجيني والتحليلات التنبؤية وتقديم الرعاية المستدامة.
وأشار السركال، إلى أن تطور استخدام الذكاء الاصطناعي سيسهم في تحقيق كفاءة أكبر وسرعة في تقديم الخدمات الصحية، وهو ما يتماشى مع أهداف الإمارات في التحول الرقمي الشامل في القطاع الصحي، متوقعاً أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيسيطر على المشهد في الرعاية الصحية في غضون سنوات من الآن. وقال: «من خلال توسيع نطاق أنظمة الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية باستمرار، لا نقوم فقط بتعزيز ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال، بل نُشكل أيضاً مستقبل الرعاية الصحية العالمية».
تقدم واستباقية
ورغم ما حققته الجهات الصحية من تقدم واستباقية في استخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تعمل على مواصلة الخطى بطريقة سريعة فيها جاهزية ورسم للخطط المستقبلية للاعتماد على الذكاء الاصطناعي الصحي بشكل أكبر وأشمل.
مباركة إبراهيم، المدير التنفيذي لقطاع تقنية المعلومات بالإنابة بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، تؤكد وجود خطط واستراتيجيات طويلة المدى لإدخال التقنيات الذكية في كل المجالات والتخصصات الصحية الممكنة.
وقالت: «إذا نظرنا إلى مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، فسنجد أنها أعدت خططاً مستقبلية طموحة لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات جديدة بهدف تعزيز الكفاءة وجودة الرعاية الصحية من خلال التركيز على مجالات الصحة النفسية والجراحات الدقيقة والرعاية التنبؤية».
وأعلنت أنه تم إنجاز خريطة طريق واضحة الأهداف والمشاريع للذكاء الاصطناعي الصحي بالمؤسسة، تتضمن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الرعاية الوقائية والتشخيص المبكر للأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
وأشارت إلى أن الدور المستقبلي للذكاء الاصطناعي الصحي، سيمتد إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة العمليات اللوجستية داخل المستشفيات، مثل جدولة المواعيد، وتحسين تدفق المرضى، وإدارة الموارد البشرية والمالية، مؤكدة أن هذا من شأنه أن يزيد من كفاءة التشغيل ويقلل من التكاليف التشغيلية، مما يتيح توفير خدمات صحية أفضل.
ولفتت إلى سعى المؤسسة لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدعم الصحة النفسية والعقلية، مثل تقديم استشارات افتراضية مخصصة بناءً على تحليل بيانات المستخدمين وتوفير الدعم النفسي اللازم وتقليل الضغط على الأطباء والمعالجين النفسيين. وقالت: «تخطط المؤسسة لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات البحث العلمي والتطوير الطبي، بما في ذلك تحليل البيانات السريرية وتجارب الأدوية، فمن خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن تسريع عملية تطوير العلاجات الجديدة وتحليل البيانات الطبية بشكل أسرع وأكثر دقة».
كما أعلنت أن هناك خططاً مستقبلية لتوسيع استخدام الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية المتقدمة، بالإضافة إلى تحسين الرعاية التمريضية من خلال استخدام روبوتات لمساعدة المرضى في الأنشطة اليومية داخل المستشفيات.
دقة وسرعة
السؤال الذي يشغل بال المرضى والمجتمع، ماذا حقق استخدام الذكاء الاصطناعي حتى الآن لهم في الإمارات، رضوان طفيل – الرئيس التنفيذي لشؤون البيانات لدى مجموعة «بيورهيلث»، يشير إلى أن «خوارزميات التعلّم الآلي» في الذكاء الاصطناعي أدت إلى تحسين دقة وسرعة اكتشاف الأمراض بشكل كبير، مما أدى إلى تدخلات مبكرة ونتائج أفضل للمرضى.
كما ساعدت على تحليل كميات هائلة من بيانات المرضى لتطوير خطط علاج مخصصة، وتحسين مخرجات الرعاية الصحية. وأسهمت التقنيات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على تعزيز راحة المرضى ورضاهم من خلال توفير وصول أسهل إلى خدمات الرعاية الصحية، وتبسيط المهام الإدارية وتخفيف العبء عن الكوادر الطبية وتحسين تخصيص الموارد، مما أدى إلى تقديم رعاية صحية أكثر كفاءة وجودة بتكاليف مجدية. وذكر طفيل، أن دولة الإمارات تشهد وتيرة نمو متسارعة في جميع المجالات، وهو ما أدى إلى اتباع نهج واضح لتطوير أنظمة الرعاية الصحية بما يتواكب مع متطلبات المستقبل.
أفضل رعاية
وكانت دائرة الصحّة أبوظبي أوّل جهة حكومية تُطوّر سياسة الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية على المستوى الإقليمي؛ لتقديم أفضل رعاية صحية للمرضى، وتعزيز مكانة إمارة أبوظبي الرائدة على الخريطة العالمية في هذا المجال. كما أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع مؤخراً أول مركز للتميز في مجال الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، والذي يهدف إلى تعزيز رقمنة البيانات الصحية وتوظيف التقنيات الذكية في تطوير كفاءة وجودة خدماتها وإرساء منظومة خدمات رقمية متكاملة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز التشخيص وتبسيط إدارة المرضى وتخصيص خطط العلاج، مما يجعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة وفعالية.
ومع استمرار تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستصبح المنظومة الصحية أكثر تكاملاً، وشمولاً وكفاءة وفعالية، وسيمهد زيادة استخدام تحليلات البيانات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء الطبية، الطريق للارتقاء بقطاع الرعاية الصحية وخفض معدلات وفيات المرضى.
إطالة العمر
تعد «بيورهيلث» في طليعة رواد تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، بما يسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً رائداً للرعاية الصحية على المستوى العالمي مع التركيز على تطوير علم إطالة العمر.
ويتمثل أحد الأهداف الجوهرية لمجموعة «بيورهيلث» في تعزيز متوسط العمر الصحي للمجتمعات وتحقيق أسلوب حياة أكثر صحة وسعادة.
وتتعاون «بيورهيلث» بشكل وثيق مع الجهات الحكومية والمؤسسات الصحية الرائدة وشركائها لتصميم حلول مبتكرة لخلق مستقبل أفضل وأكثر صحة.
وأبرمت شراكات مع «فوجي فيلم» و«ديل تيكنولوجيز» للاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي للمساهمة في الكشف المبكر عن الأمراض وتحليل البيانات الطبية وخطط العلاج الشخصية وتحسين دقة التصوير الطبي والمساعدة في التحليلات التنبؤية لتفشي الأمراض وتسريع اكتشاف الأدوية. وتماشياً مع مهمتها في تطوير علم إطالة العمر، أطلقنا تطبيق «بيورا» - وهو تطبيق يعمل بالذكاء الاصطناعي ويدمج بيانات الرعاية الصحية من مصادر متعدِّدة، مثل المراقبة الفورية عبر الأجهزة القابلة للارتداء، ويوفر الاستشارات الطبية عن بُعد، وإدارة الأدوية والالتزام بها، والسيطرة على مرض السكري، والصحة النفسية، واللياقة البدنية والعافية.
ويعد «بيورا» أحد الركائز الأساسية التي تسهم في تحقيق مهمتنا لتسهيل سهولة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية حول العالم.
ونواصل جهودنا الحثيثة في «بيورهيلث» لتسخير التقنيات الرقمية وحلول الرعاية الصحية الذكية، للارتقاء بخدمات الرعاية الصحية المستقبلية.
الاستخدام المسؤول
من بين التحديات التي تواجه الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، الاستخدام المسؤول، وهي مسالة توليها الجهات الصحية في الإمارات اهتماماً كافياً، ومثال ذلك مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، التي تضمن تحقيق الخصوصية وحماية البيانات مع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
فالمؤسسة تلتزم بحماية خصوصية المرضى وبياناتهم من خلال اتباع أفضل الممارسات في إدارة البيانات، وضمان أن البيانات المستخدمة في تدريب الأنظمة ومعالجتها مشفرة ومحفوظة بشكل آمن.
ويشمل ذلك الامتثال للوائح الوطنية والدولية المتعلقة بحماية البيانات الصحية.
الطب الشخصي في الطريق
عن دور القطاع الصحي الخاص في جلب تقنيات الذكاء الاصطناعي في مرافقه الطبية، توقع عامر عمر صالحة، رئيس قسم المشاريع الطبية في المستشفى الأميركي دبي، أن يمثل الذكاء الاصطناعي طفرة نوعية في مجال الرعاية الصحية غير الحكومية، حيث من المتوقع أن يشهد هذا القطاع خلال العقد القادم تحولات جذرية في كيفية تقديم الخدمات الطبية.
وأوضح، أن واحداً من أهم التطورات المنتظرة هو دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التشخيص الطبي وبدقة فائقة، مشيراً إلى أنه مع توفر كميات ضخمة من البيانات الصحية، مثل السجلات الطبية، وصور الأشعة، والفحوصات المخبرية، يتمكن الذكاء الاصطناعي من تحليل هذه المعلومات بسرعة ودقة تفوق القدرة البشرية.
وأعتبر أن هذا التطور سيسهم في تحسين القدرة على اكتشاف الأمراض مبكراً، وخاصة الأمراض المزمنة والخطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. وأفاد أن التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم العميق والشبكات العصبية، ستكون قادرة على تحليل صور الأشعة وصور الرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية بدقة غير مسبوقة، وهو ما سيوفر دعماً قوياً للأطباء في تحديد التشخيص الصحيح واتخاذ القرارات العلاجية المناسبة.
وعلى سبيل المثال، في حالة أورام الثدي، ستتمكن الخوارزميات الذكية من تحديد الأنماط الدقيقة في الصور التي قد لا تكون مرئية للعين البشرية، مما يسهم في الكشف المبكر وتحسين نسب النجاح في العلاج.
وإلى جانب التشخيص، سيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تخصيص العلاج لكل مريض، حيث يرى عامر صالحة، أنه من خلال تحليل الجينات والبيانات الصحية الشاملة لكل فرد، سيتمكن الأطباء من تطوير خطط علاجية مخصصة تأخذ بعين الاعتبار الخصائص البيولوجية والجينية للمريض، وهو ما سيفتح الباب أمام ما يسمى بـ«الطب الشخصي»، الذي يهدف إلى تقديم العلاجات الأنسب لكل مريض بناءً على ملفه الطبي.
ولفت إلى أنه من الممكن استخدام الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب لتحديد أفضل العلاجات الدوائية لكل مريض، مما يقلل من الآثار الجانبية ويعزز من فعالية العلاج.
الرعاية عن بُعد
يمكن للذكاء الاصطناعي الآن التنبؤ بظهور الأمراض المزمنة بدقة تصل إلى 90 %، مما يسمح بالرعاية الوقائية التي كانت غير متاحة سابقاً.
وتتيح أنظمة الذكاء الاصطناعي إدارة كميات كبيرة من البيانات الصحية وتحليلها بسرعة، مما يسهم في تحسين فهم الأنماط الصحية واتخاذ قرارات مبنية على الأدلة. هذا يسهم في تحسين التخطيط الصحي والسياسات العامة، خاصة في مجالات الوقاية وإدارة الأوبئة.
وفي الإمارات، يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، مثل الاستشارات الطبية الإلكترونية، وتحليل البيانات الحيوية للمريض في الوقت الفعلي. وتسهم هذه التقنيات في تسهيل وصول المرضى إلى الخدمات الصحية، خاصة في المناطق البعيدة.
ومن بين الأهداف المستقبلية تعزيز استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في خدمات الصحة الذكية، مثل مراقبة الأمراض المزمنة عن بعد، وتقديم خدمات استشارية طبية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين في الإمارات.
%99 دقة التشخيص
تسعى مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، خلال الفترة المقبلة، إلى تحسين دقة التشخيص الشعاعي من خلال استخدام مجموعة متنوعة من خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لدعم تشخيص العديد من الأمراض مثل سرطان الثدي والأزمة الدماغية وأمراض الرئة.
ويمكن لهذه الخوارزميات تحسين دقة التشخيص من خلال تقليل الحاجة إلى قارئ ثانٍ في الحالات الواضحة، مما يسهم في توفير الوقت والموارد البشرية بنسبة تصل إلى 50 %.
كما تستخدم المؤسسة نظاماً متكاملاً في تحليل الصور الإشعاعية لتحسين الكفاءة وزيادة دقة التشخيص، وذلك من خلال دمج هذه الخوارزميات في سير العمل الخاص بأطباء الأشعة لتشخيص حالات الإصابة بسرطان الثدي.
ويتم ذلك عبر بنية تحتية سحابية مرنة تسمح بالتعاون الفعال بين مختلف الجهات المعنية، مما يعزز تقديم الرعاية الصحية الشاملة والنتائج الإيجابية للمرضى والذي أدى إلى زيادة دقة التشخيص لتصل إلى 99 % بدلاً من 80 % قبل استخدام الذكاء الاصطناعي.
وتعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل متكامل مع الملفات الصحية الإلكترونية، مما يتيح إعداد خطط علاج أكثر دقة وتخصصية.
وانطلاقاً من التوقعات التي تشير إلى أن ينمو استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجال الأشعة عالمياً بنسبة 36 % سنوياً، تعمل مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، على الريادة في تنفيذ هذه التقنيات المتطورة، بما يتماشى مع رؤية الإمارات العربية المتحدة بأن تكون رائدة عالمياً في تبني التقنيات الناشئة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
خدمات المرضى
ساعدت أنظمة الذكاء الاصطناعي الجهات الصحية على تعزيز قدرتها على التنبؤ وإدارة الأزمات الصحية بشكل أكثر فعالية، مما يُعزز من جاهزيتها للتعامل مع تحديات الصحة العامة، مثل الأوبئة.
وهذا التميز في الجاهزية يعزز من سمعتها كجهات صحية مبتكرة ومرنة، قادرة على التعامل مع التحديات المستقبلية بفعالية.
وأسهمت التقنيات الذكية في تحسين تجربة المرضى من خلال تقديم خدمات صحية مخصصة ودقيقة، مثل توفير استشارات طبية معززة بالذكاء الاصطناعي وتحسين مسارات العلاج، مما يؤدي إلى زيادة رضا المرضى، ويسهم في تعزيز سمعة المؤسسة وتوسيع قاعدة عملائها على المستوى الإقليمي والدولي.
وأصبح واضحاً أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الأطباء، بل سيمكنهم من تقديم رعاية أفضل وأكثر دقة للمرضى، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي كأداة قوية ترفع من كفاءة النظام الصحي وتُحدث تحولاً إيجابياً في تجربة المرضى مع الرعاية الطبية. وتشير التنبؤات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيُستخدم بشكل أوسع في الرعاية الصحية المنزلية. فمع تقدم التقنيات القابلة للارتداء وأجهزة الاستشعار الذكية، وسيكون من الممكن مراقبة حالة المرضى عن بُعد، وتنبيه الأطباء عند ظهور أي تغيرات مقلقة في حالتهم الصحية، وهو ما سيسهم في تقليل الحاجة إلى زيارات المستشفى، وتحسين جودة حياة المرضى.
علاوة على ذلك، ستستمر قدرات الذكاء الاصطناعي التنبؤية في التطور، مما يتيح لنا تحديد المخاطر الصحية المحتملة للسكان قبل ظهورها، مما ينقل التركيز من الرعاية العلاجية إلى الرعاية الوقائية.
وبحلول عام 2025، من المتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى أتمتة ما يصل إلى 35 % من المهام الإدارية في الرعاية الصحية عالمياً، مما يسمح للأطباء بالتركيز أكثر على رعاية المرضى.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإمارات القطاع الصحي الرعاية الصحية الروبوتات يوسف السركال مؤسسة الإمارات للخدمات الصحیة استخدام الذکاء الاصطناعی فی تقنیات الذکاء الاصطناعی فی أنظمة الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی الصحی خدمات الرعایة الصحیة على الذکاء الاصطناعی بالذکاء الاصطناعی فی الرعایة الصحیة للذکاء الاصطناعی البیانات الصحیة وتحلیل البیانات تحلیل البیانات الجهات الصحیة یسهم فی تحسین القطاع الصحی فی الإمارات تقدیم رعایة على المستوى مما یسهم فی تحسین جودة رعایة صحیة الصحیة من أدى إلى من خلال فی مجال وهو ما إلى أن
إقرأ أيضاً:
مهرجان الوثبة للزهور يشهد إقبالاً كبيراً من رواد مهرجان الشيخ زايد
إبراهيم سليم (أبوظبي)
واصل مهرجان «الوثبة للزهور» فعالياته لليوم الثاني، وسط إقبال كبير من جانب رواد مهرجان الشيخ زايد التراثي، ويعقد المهرجان بمقر جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، إذ يعد من أبرز الفعاليات التي أطلقتها الجائزة.
وانطلقت مساء اليوم المسابقة الثانية «أجمل تنسيق إبداعي للزهور»، حيث تم توزيع مجسّم موحد لجميع المشاركين في المسابقة، مثل إناء أو هيكل معين، مع اشتراط الالتزام باستخدام المجسّم كجزء أساسي من التصميم، وأن يحتوي التنسيق على مجموعة متنوعة من الزهور، مع مراعاة استخدام زهور بألوان وأشكال مختلفة، ويفضل استخدام الزهور الطبيعية والمحلية التي تظهر التنوع والجمال الطبيعي.
كما تضمنت الشروط أيضاً أن يلتزم المشاركون بإكمال تنسيق المجسّم خلال فترة زمنية محددة، واشترطت اللجنة ألا يزيد عدد المشاركين في كل فريق عن اثنين كحد أقصى، لضمان تنسيق العمل، وتقديم تصميم متكامل، وأن يتم استخدام مواد صديقة للبيئة ومستدامة في تنسيق الزهور، بما في ذلك الأوعية، والديكورات الإضافية، وأي مواد مساعدة أخرى، وألا يتجاوز التصميم حدود المجسّم المقدم أو المساحة المحددة لكل مشارك في العرض، ويظل التصميم قائماً ومستقراً طوال فترة العرض، وأن يتأكد المشاركون من أن الزهور المستخدمة تبقى نضرة طوال فترة العرض.
تنوع وجمال
يسلط المهرجان الضوء على تنوع وجمال واستخدامات الزهور، ويعزز الابتكار والممارسات المستدامة في زراعتها. كما يهدف إلى تعزيز التعاون والمشاركة بين الشركات الحكومية والخاصة والمزارعين وأفراد المجتمع، وتقديم ورش عمل وحلقات نقاشية تعليمية.. وتوفير منصة للمزارعين والشركات لعرض منتجاتهم وتبادل الخبرات، وتحفيز استخدام التقنيات الحديثة في زراعة الزهور.
وأكدت اللجنة المنظمة لجائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي أن المهرجان يستهدف عرض تنوع الأزهار واستخداماتها في دولة الإمارات مع نشر الوعي بفوائدها وأثرها الإيجابي على البيئة.. وتوفير أنشطة متنوعة، مثل الحديقة العطرية، والحديقة المضيئة، وحديقة الطفل لتشجيع التفاعل المجتمعي.. ونشر ثقافة الاستدامة من خلال عرض أحدث التكنولوجيا والممارسات في مجال زراعة الزهور.
10 ملايين درهم
أكد المهندس مبارك القصيلي المنصوري، مستشار المدير العام لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، رئيس لجنة المسابقات والمهرجانات بجائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، أن أنشطة الجائزة بدأت في نوفمبر الماضي، بإقامة مهرجان الوثبة الغذائي، وتمت إقامة الكثير من المسابقات الخاصة بالطهي وجرى استخدام المنتج المحلي في مكونات الأطباق المختلفة.
وأشار إلى مشاركة العديد من أفراد المجتمع من الأسر وذوي الهمم وأصغر طباخ والعديد من الفعاليات الأخرى التي جرت خلال شهر نوفمبر.
وفي شهر ديسمبر، تمت أيضاً إقامة مهرجان الوثبة الزراعي، الذي تضمن العديد من الفعاليات منها مسابقة أفضل منتج من التمور، ومسابقة أفضل منتج من مخلفات النخيل. وافتُتح أيضاً مهرجان الزهور في دورته الأولى، وتشمل عدداً من الفعاليات منها أفضل حديقة منزلية، وأفضل مزرعة للزهور، وأفضل باقة إبداعية من الزهور، وغيرها.. كما تستمر الفعاليات في شهر يناير من خلال مهرجان خاص بالثروة الحيوانية. وفي فبراير، مهرجان العسل ومهرجان الفواكه.
وقال المنصوري إن قيمة الجائزة 10 ملايين درهم مقسمة على فئتين، الفئة الرئيسية 5 ملايين و200 ألف درهم، وفئة المسابقات والمهرجانات بميزانية تقدر بـ4 ملايين ونصف مليون درهم.
10 مسابقات مصاحبة
من جانبها، أعربت ميعاد الراشدي، رئيس مهرجان الزهور، عن سعادتها بانطلاق الدورة الأولى من المهرجان الذي يهدف إلى رفع الوعي بأهمية الزهور ودورها البيئي والنفسي، ويقدم العديد من الفعاليات والمسابقات الموجهة لجميع شرائح المجتمع.. ولفتت إلى أن الفعالية شهدت إقبالاً كبيراً وتفاعلاً واسعاً من أفراد المجتمع، وخاصة من قبل الأطفال وذوي الهمم، وتم إجراء المسابقة الأولى الخاصة بأجمل باقة زهور حيث تم توفير الزهور من قبل اللجنة المنظمة.
يشهد مهرجان الزهور إقامة 10 مسابقات مصاحبة تقدم جوائز نقدية يصل مجموعها إلى 346 ألف درهم لـ37 فائزاً، بالإضافة إلى منح شهادات مشاركة لبقية المشاركين.. وتفتح المسابقات باب المشاركة أمام مختلف الفئات من زوار المهرجان والمزارعين المحليين في الدولة وأصحاب الهمم والأطفال والأُسر المنتجة والشركات الكبرى المتخصصة في تنسيق الحدائق.
ومن أبرز المسابقات المصاحبة للمهرجان مسابقة أجمل باقة زهور، التي تتيح إمكانية المشاركة لزوار المهرجان من خلال تزويدهم بالأزهار والأدوات الخاصة لتنسيق الباقات، بهدف تشجيع الإبداع والابتكار، وتعزيز الاهتمام بالجمالية الخاصة بالزهور.
فيما تركّز مسابقة أفضل مزرعة زهور في الإمارات على تكريم المزارع المحلية في الدولة التي تتميز بتصميمها الإبداعي، وتنوع الزهور فيها، إضافة إلى استخدام ممارسات وأنظمة ري مستدامة.
أما مسابقة أفضل تصميم لحديقة صحراوية، فتستهدف شركات تنسيق الحدائق، وتشجع على استكشاف طرق جديدة ومبتكرة للزراعة التجميلية، وتعزيز الإبداع في استخدام الموارد الطبيعية المحدودة. بينما تهدف مسابقة أفضل منتج مصنوع من الزهور إلى دعم الأُسر المنتجة وتحفيزها على المشاركة بمنتجات تم تصنيعها من الزهور للاستخدامات التجميلية أو العطرية أو الطبية أو غيرها.