عواصم "وكالات"": اقتحم عشرات المستوطنين اليوم المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدَّوا طقوسا "تلمودية"، ونشرت قوات الاحتلال عناصرها في باحات الأقصى، وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين.

ويشهد المسجد الأقصى يوميا عدا الجمعة والسبت، سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين بحماية شرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على الحرم القدسي الشريف وتقسيمه زمانيا ومكانيا.

إضراب مفتوح

قالت هيئة فلسطينية رسمية ، اليوم إن 13 أسيرا فلسطينيا في سجون إسرائيل يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً لاستمرار اعتقالهم الإداري.

وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية ، في بيان أن ستة معتقلين في سجن "ريمون" انضموا يوم الخميس الماضي إلى الأسرى المضربين عن الطعام.

وأوضحت الهيئة أن أربعة أسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام منذ 15 يوما، فيما يواصل أسيران إضرابهما منذ 11 يوما، إضافة إلى أسير شرع بإضرابه منذ سبعة أيام.

وحسب البيان ، يأتي إضراب الأسرى الـ13 "تزامنا مع الخطوات النضالية التي شرع بها المعتقلون الإداريون في سجن (عوفر) وعدة سجون أخرى، واستمرار نحو 60 معتقلا في مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال العسكرية".

ووفق إحصائيات حقوقية فلسطينية ، أصدرت السلطات الإسرائيلية نحو ألفي أمر اعتقال إداري منذ مطلع العام الجاري، علما أنها تعتقل 1132 فلسطينيا إداريا في سجونها من بينهم 18 طفلا وثلاث سيدات.

والاعتقال الإداري يتم من دون توجيه تهمة معينة أو لائحة اتهام استنادا إلى ملفات سرية استخبارية أو بسبب عدم وجود أو لنقص الأدلة ضد المتهم وتعتبره الأمم المتحدة غير قانوني ويخالف القانون الدولي.

بند "حجة المعقولية"

يشعر العرب داخل اسرائيل بقلق بعد تعديل الكنيست بند "حجة المعقولية" الذي يحدّ من صلاحيات المحكمة العليا في إلغاء قرارات حكومية، متخوّفين من أن تنجم عنه خطوات وتشريعات تستهدفهم.

ويرى أستاذ القانون وعضو الكنيست السابق الدكتور يوسف جبارين أن تعديل بند "حجة المعقولية" الذي يشكّل أحد أبرز الإصلاحات القضائية المطروحة، ستكون له إسقاطات واضحة على المواطن العربي الإسرائيلي بعد إضعاف المحكمة العليا في ظل حكومة يمينية متطرفة.

وتثير خطة الإصلاح القضائي معارضة واسعة داخل إسرائيل وتظاهرات احتجاجية متواصلة منذ أن اقترحها في مطلع يناير الائتلاف الحكومي الذي شكّله بنيامين نتانياهو مع اليمين المتطرف والأحزاب الدينية المتشددة.

وشارك العرب في بعض الاحتجاجات في حيفا وغيرها من الأماكن منفصلين عن التظاهرات الحاشدة التي تلوّح بالأعلام الإسرائيلية لا سيما في تل أبيب، بينما حمل العرب لافتات تطالب بالمساواة وترفض الإصلاحات القضائية المطروحة.

ويبدي يوسف جبارين قلقه من أن "صلاحيات استبدادية" للائتلاف الحكومي سيكون لها تأثير على الفلسطينيين داخل إسرائيل و"ستشدّ الخناق على قياداتهم السياسية".

ومن الإجراءات التي يخشى جبارين أن تتخذها الحكومة، في ظلّ تغييب رقابة المحكمة العليا، وصم قيادات عربية بأنها خارج القانون وتجريم العمل السياسي للعرب وفرض الاعتقال الاداري وتقييد حرية الحركة وغيرها.

وتحتلّ إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ العام 1967، وتسعى، لا سيما في ظل حكومات نتانياهو، الى توسيع الاستيطان، وسيساعدها في ذلك، وفق مراقبين، غياب الرقابة القضائية.

ويقول جبارين "من خلال عدم الرقابة الإسرائيلية، ستكون لليمين صلاحيات أكثر وأوسع من ناحية اختصار الوقت لتنفيذ المشاريع".

لكنه يستدرك "هذا لا يعني أن القضاء الإسرائيلي يوفّر أي حماية تُذكر للفلسطينيين في الأراضي المحتلة. على العكس، النظام القضائي شرّع الاستيطان، لكن حتى القليل الذي قدّمته المحكمة العليا ضد المشاريع الاستيطانية يريد اليمين المتطرّف التخلص منه".

ويشكّل عرب إسرائيل، وهم أحفاد الفلسطينيين الذي بقوا في أراضيهم بعد قيام الدولة العبرية عام 1948، حوالى 20% من سكان البلد. ويشكون من تمييز وتقاعس الشرطة عن معالجة العنف والجريمة في مجتمعهم.

في مدينة مجد الكروم في الجليل الأعلى تقول سميرة كنعان خلايلة (57 عاما) "العرب موجودون على الهامش قبل قانون الحدّ من حجة المعقولية، لكن الآن، أي قرار سيلجأ العرب فيه الى المحكمة العليا لن يعود له أي وزن يذكر"، معربة عن تشاؤمها من هذه الحكومة "الأسوأ على الإطلاق. الآتي سيكون سيئا جدا علينا".

ويعتبر مركز "مساواة" الذي يدافع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمع العربي الإسرائيلي أن بند "حجة المعقولية سيعمّق المسّ بحقوق الأقلية العربية والاحتلال، وسيمسّ بحقوق الإنسان ".

ويقول مدير المركز جعفر فرح "على الرغم من انتقادنا للجهاز القضائي الإسرائيلي، هناك أمل في المجتمع الفلسطيني في أن تتدخّل المحاكم في القرارات غير المعقولة للحكومة".

"تعميق الفساد المؤسساتي"

ويضيف فرح "إن التآكل المتواصل لقدرة المحاكم في الدفاع عن حقوق الإنسان الفردية والجماعية في مواجهة السياسة الحكومية سيعمّق أيضا الفساد المؤسساتي"، متوقعا سلسلة "انتصارات" يخطّط لها الائتلاف الحكومي.

وقامت نقابة المحامين وغيرها من المؤسسات بالتماسات للطعن في بند "حجة المعقولية" الذي أصبح قانونا، بينما أجّلت المحكمة العليا النظر في القانون الى ما بعد العطلة القضائية في سبتمبر.

وتقول المحامية ليئا تسيمل من جهتها لوكالة فرانس برس "من المؤكد أن هذا التشريع سيؤثّر على المجتمع العربي في إسرائيل لكنه سيؤثر أيضا على المجتمع الإسرائيلي اليهودي بصورة أخرى من ناحية الوزارات والمؤسسات".

وتستدرك مشيرة الى أن المحكمة العليا، حتى عندما كان يمكنها أن تستخدم حجة المعقولية، وقفت أحيانا كثيرة الى جانب الحكومة وقراراتها.

وتشير الى أن المحكمة العليا رفضت في الماضي التماس الطعن بقانون القومية الذي لا يوجد فيه بند مساواة للعرب، رغم حجة المعقولية.

كذلك لم ترفض المحكمة "قانون أملاك الغائبين" الذي ينصّ على أنه بمجرّد أن يكون المواطن العربي غائبا عن منزله لدى وصول قوات الهاجاناه الى بيته، يصبح المنزل ملكا للدولة، ولا يعاد الى صاحبه.

في القدس الشرقية المحتلة في البلدة القديمة وحي الشيخ جراح، تقوم الدولة بإخراج الفلسطينيين من منازل كانت ملكا ليهود في مرحلة ما من التاريخ، رغم عقود إيجار أو بيع قانونية قديمة. وتقبل المحكمة العليا بذلك.

وتتساءل تسيمل "هل هذا معقول؟ بالطبع غير معقول .. لكن المحكمة العليا مرّرت هذه القوانين لصالح الدولة أو الجمعيات الاستيطانية وتجاهلت حجة المعقولية".

كما تشير الى قوانين هدم بيوت عائلات قام أفراد منها بتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين.. "فمن غير المعقول أن تعاقب عائلة من أجل فرد، لكن المحكمة العليا لم تستخدم صلاحياتها القانونية بحجة المعقولية وسارت مع الدولة مبرّرة عمليات الهدم بأنها تخدم أمن الدولة".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المحکمة العلیا حجة المعقولیة عن الطعام

إقرأ أيضاً:

40 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى

القدس المحتلة - متابعة صفا

أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم تشديدات وعراقيل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، أن 40 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، والغائب على أرواح الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.

وأفاد مراسل وكالة "صفا"، بأن قوات الاحتلال فرضت تشديدات وعراقيل عند مداخل مدينة القدس ومحيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى، تزامناً مع توافد المصلين إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة.

وأضاف مراسلنا، أن قوات الاحتلال نصبت الحواجز الحديدية في الشوارع والطرق المؤدية للمسجد، ومنعت العشرات من الشبان من الوصول للمسجد، بعد توقيفهم وتفتيشهم وتحرير هوياتهم.

وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد سرندح، إن "المؤمنين في الأرض وخاصة أهل غزة ولبنان، نالوا أعلى الدرجات بما أصابهم من البلاء والجوع والحرمان مع المعاناة والألم والقتل والتدمير، بلا  مجير ولا نصير بين حرارة الشمس وبرد الشتاء".

وأضاف سرندح، أن "أهلنا في فلسطين وغزة قبضت فلذات أكبادهم، ولم يثنهم ذلك عن الحمد، فهم أهل الحمد والرضا".

وتابع: "نساؤنا في غزة هن الماجدات العفيفات الطاهرات الحامدات، رغم أنف المشككين والمطبعين والمتحررين، وهن عنوان شرف الأمة وعفتها".

وعن الجاحدين، قال سرندح: "أما الجاحدون من يرون مصابنا في غزة، ويشاهدون جرحنا وألمنا في مقدساتنا، وأعرضوا ظلما وعلوا وطغيانا".

وفي الخطبة الثانية، عبّر قائلاً: "نبكي على أهلنا وقلوبنا تعتصر ألماً وحزناً على فلذات أكبادنا، جراء القتل بالسلاح المشبوه، فكم خسرنا من أهلنا، ونشكر رجال السلم المجتمعي على دورهم في حل النزاعات والمشاكل".

مقالات مشابهة

  • مستوطنون إسرائيليون بينهم "بن غفير" يقتحمون الحرم الإبراهيمي في الخليل
  • مستوطنون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
  • 40 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • مستوطنون متطرفون يقتحمون الأقصى
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين
  • 116 مستوطنًا و100 طالب يهوي يقتحمون الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • الأقصى المهدد
  • 105 مغتصبين يهود يدنسون الأقصى المبارك
  • 105 مستوطنين يقتحمون باحات الأقصى