العمليات الفدائية.. إنزال في خطوط العدو
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
عبدالحميد الغرباني
ضرب آخر عمل فدائي مدينة أسدود شمال شرق غزة وأسدود سادس أكبر مدينة ومركزًا صناعيًا هامًا للعدو هذا الوجه الأول لإنجاز عملية الشهيد محمد دردونة ومع معرفة أن الشهيد المنفذ للعملية ينحدر من جباليا في قطاع غزة تتكامل رسائل وأبعاد العملية
إنها تعبير عن خيار فلسطيني آخر أمام مواصلة العدو المجرم فرض سطوته عبر الإبادة والتهجير وشمال القطاع وجباليا تشهد أكبر مخطط لذلك بضوء أخضر أمريكي.
مكاسب هذا النوع من العمليات بطبيعة الحال لا تقتصر على النتائج المباشرة إنما تتجاوزها لما تتركه من أثر وتداعيات بينها رفع مستويات رعب وتوتر أوساط جبهة العدو الداخلية وخلق بيئة قلقة اجتماعيا ومضطربة أمنيا تخلق صورة هشة لأمن العدو وصورة ذهنية لا يطمأن معها أحد.
وبرأي المراقبين والخبراء في الشأن الأمني تمثل عملية أسدود والعمليات المشابهة هزيمة لبنية أمنية استخباراتية سبق وطورها كيان العدو مع ذلك ثبت أنها ليست مانعة وأن الكيان سيبقى بشكل دائم معرض لاختراق من نقطة ما، وهي تعكس فشلا استخباراتيا لدى العدو فلم توجد أي إنذارات مسبقة أو مؤشرات على وقوعها مع ما ينفذه العدو الصهيوني من اعتداءات محمومة تستهدف كل شيء فلسطيني حتى أنشطة الحياة اليومية لدرجة مراقبة مايتنفسه من يعيشون في الأراضي المحتلة.
العمليات الفدائية سلاح ذكي لا يمكن للعدو التنبؤ به وساحة مواجهة وقتال يختاره الفلسطيني كما يحدد زمانه، أكانت بدفع وترتيب منظم من فصائل المقاومة أو كانت فورة غضب فردية تجاه ما يرتكبه العدو بحق المدنيين في عموم أراضينا الفلسطينية المُحتلة ومن هنا يُمكن أن تُشبه بعمليات الإنزال في عمق خطوط العدو.
فيمكن للعمليات الفدائية أن تصبح سلاحا عسكريا أكثر فعالية بيد المقاومة وتبني الفصائل لبعض ما شهدتها الشهور الماضية مؤشر نوايا لضم ساحة جديدة للمواجهة مع العدو بل قد يكون ذلك مقدمة نحو العودة للعمليات الاستشهادية في مراكز المدن المحتلة وما نشهده من دموية وتوحش غير مسبوق للعدو عدوانيته دائمة وإن تفاوتت من مرحلة لأخرى يُشكل استدعاء قسريا لهذه الورقة الفلسطينية وبيد الفصائل أن تجعلها مسارا رديفا للعمليات الميدانية والمواجهة المباشرة بغرض إسكات جرائم العدو المُتنقلة من مدينة لأخرى وكبح جماح حسابات وسياسات العدو الكامنة خلف ضرب واستهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة.
لكن ماذا يعني أن تذهب المقاومة لهذا الخيار بعد عام من الإبادة ؟ العمليات الاستشهادية بحال انتظمت تُمكن المقاومة من فرض معادلات جديدة عبر مسار للمعركة تتحكم به كليا ما يُعيد توازن الرعب والردع مع العدو أو في أدنى حد يجنب استهداف العدو المدنيين للضغط على المقاومة وهناك من لا يستبعد أن الضغط على عصب أمن مجتمع العدو سيؤثر على مفاوضات التهدئة ويرفع ضغوط الجبهة الداخلية ويوسع مروحة المطالبات بإيقاف الحرب والذهاب نحو صفقة تبادل للأسرى.
والمتأمل لتاريخ العمليات الاستشهادية في الفترات الماضية خاصة خلال الانتفاضة الثانية يجد أن هذا السلاح دائما ما أدمى العدو وما النصرُ إلا من عند الله.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم العين غرب مدينة نابلس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اندلعت اشتباكات عنيفة، اليوم الخميس، بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام الاحتلال مخيم العين غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
يستمر الطيران الحربي الإسرائيلي في شن غارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة، فنفذ طيران الاحتلال غارة جوية من على شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وقصفت مدفعية الاحتلال المناطق الجنوبية لحي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية، أن هناك نحو 22 شهيدًا بينهم 10 أطفال في قصف الاحتلال منزلًا لعائلة "العروقي" بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وأطلقت آليات الاحتلال الإسرائيلي النار بكثافة في المناطق الجنوبية لحي الصبرة جنوبي مدينة غزة شمالي القطاع.
كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية كثيفة على مشروع بيت لاهيا، كما نسف الاحتلال مباني سكنية في محيط مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأفاد إعلام فلسطيني، أن هناك نحو 66 شهيدا فلسطينيا و100 مصاب جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي حي سكني بمحيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.