السنغال تدخل في لعبة المصالح الجيوسياسية
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
نشر الأكاديمي السنغالي المتخصص في القانون المقارن والكاتب في الشؤون الأفريقية عبد الرحمن كان مقالا تناول فيه رغبة بلاده في ترسيخ علاقتها الدبلوماسية مع روسيا التي تحاول تحقيق أهدافها الجيوسياسية المتمثلة في مواجهة النفوذ الغربي في المنطقة، وذلك بعد زيارة وزيرة التكامل الأفريقي والشؤون الخارجية للسنغال عاصمة روسيا في أغسطس الماضي، كما سبق أن تلقّى عمدة مدينة اتياس السنغالية تمويلًا من حاكم سيفاستوبول الروسي بعد زيارته إلى روسيا في يوليو 2024.
ووفقا للمقال الذي نُشر عبر شبكة “الجزيرة”، فإن ذلك يحصل في الوقت الذي تعاني فيه روسيا نفورًا دبلوماسيًا من الدول الغربية، وتحاول السنغال في الوقت نفسه ترتيب أوراقها الدبلوماسية لتقوية علاقتها مع الدول المعادية لروسيا.
وتطرق المقال إلى آليات التوازن للسياسة الخارجية السنغالية تجاه الدول المعادية لسياسات النفوذ الروسي في منطقة الغرب الأفريقي، كما يتناول تحديات المرحلة الراهنة للسنغال، مثلما تشير إلى مدى قدرة السنغال على الصمود الدبلوماسي في ظلّ الأزمة المتصاعدة بين مالي وأوكرانيا من ناحية وبين دول “آيس” و”إيكواس” من ناحية أخرى، وهل تتبنّى السنغال خيار التقارب الروسي السنغاليّ من أجل تحقيق التكامل الأفريقي والدولي من خلال تعزيز الوجود الروسي في المنطقة.
ويوضح الكاتب أن السنغال تربطها بروسيا علاقات دبلوماسية قديمة، ويتجلى عمق العلاقات بين البلدين في اللقاءات رفيعة المستوى، مثل اجتماع الرئيس بوتين مع الرئيس السنغالي السابق عام 2023، حيث أكّد على أهمية السنغال كشريك موثوق به في أفريقيا، بالإضافة إلى اتخاذ السنغال موقفًا محايدًا في الأمم المتحدة بشأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا، واختارت الامتناع عن التصويت في تصويتين متتاليين لصالح روسيا التي كانت تعيش في عزلة دبلوماسية.
وحافظت القيادة السنغالية الجديدة على هذه العلاقة من خلال استقبال رئيس الجمهورية باسيرو ديوماي فاي في يوليو 2024، ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وأفريقيا، حاملًا رسالة من الرئيس بوتين موجهة إلى نظيره السنغالي من أجل التعاون بين الدولتين، وتلتها زيارة وزيرة التكامل الأفريقي والشؤون الخارجية للسنغال ياسين فال، التي التقت بنظيرها الروسي سيرغي لافروف في موسكو بتاريخ 29 أغسطس 2024، وهدفت الزيارة إلى تعزيز الشراكة والارتقاء بالتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وفي الآونة الأخيرة، تعمل روسيا على الانخراط الدبلوماسي مع السنغال، الأمر الذي أفضى إلى توقيع عمدة مدينة اتياس السنغالية، باباكار جوب، اتفاقية شراكة مع حاكم سيفاستوبول الروسي، حيث أقام في ولايته لمدة (8) أيام في شهر يوليو 2024، استجابة لدعوة السلطات الروسية لتوقيع اتفاقية شراكة بين المدينتين، وأكد (جوب) حصوله على تمويل لمدينته بمبلغ يزيد عن مليار فرنك أفريقي، ومن المتوقع أن تصل بعثة روسية إلى اتياس قبل نهاية عام 2024؛ للتحضير العام من أجل تنفيذ المشاريع المحددة. وتؤكد هذه المساعي احتفاظ السنغال بعلاقاتها الدبلوماسية مع روسيا.
وفيما يتعلق بسياسة السنغال الخارجية وآليات التوازن، يوضح المقال أن السياسة الخارجية السنغالية تقدم نماذج مميزة من التفاعلات الدبلوماسية؛ ولكن المواقف السياسية الحرجة للدول تجاه نظيراتها تتطلب الفطنة السياسية للتعامل معها، وتستدعي حالة روسيا في الوضع الإقليمي والدولي تفعيل آليات التوازن الدبلوماسي تجاه الدول المعادية لسياسات نفوذها في أفريقيا؛ نظرًا لوجود بعض مخاطر الأثر الرجعي للحرب الروسية الأوكرانية في علاقات السنغال مع القوى الغربية ودول الجوار، وبالأخصّ دولة مالي الصديقة.
وظهرت بوادر الارتباك الدبلوماسي للسنغال حين أعلنت جمهورية مالي قرارها قطعَ العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، متهمة كييف بممارسة “العدوان التمييزي” على أراضيها؛ إثر مقطع فيديو نشرته الممثلية الدبلوماسية لأوكرانيا في السنغال، مما أدى إلى استدعاء السفير الأوكراني لدى السنغال إلى وزارة الخارجية السنغالية في أغسطس 2024.
وتعطي السنغال أهمية بالغة لعلاقتها مع مالي الجارة، كما تعمل على التزام الحياد بعدم التدخّل في الأزمة الأوكرانية الروسية، وتسعى إلى تحقيق التوازن الدبلوماسي في ظلّ التوغّل الروسي في مالي؛ تجنبًا لأي أثر سلبي على سياستها الخارجية مع أوكرانيا والدول الغربية. وتعاني السنغال من التعدي الدبلوماسي السلبي بين الدول الصديقة، مما يعني تفعيل آليات لتوازن السياسة الخارجية من خلال:
آلية الحوار: يمكّن الحوار الخارجية السنغالية من تقوية علاقاتها الدبلوماسية مع مختلف الأطراف، وحوار الخارجية السنغالية مع سفارة أوكرانيا في قضية مالي نجاها من الانزلاق الدبلوماسي، ويلزم تفعيله بكثافة في الوضع الروسي؛ كي تتمكن من الحفاظ على مصالحها مع الدول المعادية لروسيا. آلية الحياد: يشكل الحياد عنصرًا أساسيًا في دبلوماسية السنغال، ويتضح ذلك في امتناعها عن التصويت في الأمم المتحدة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان في 7 أبريل 2022، ويسهم الحياد في تقليل الخطأ الدبلوماسي، إضافة إلى تحقيق التوازن في التعامل. آلية تغليب المصلحة: المصالح القوية التي تربط السنغال بمختلف الدول تجعلها مضطرة إلى تغليب مصلحتها في القضايا الدبلوماسية الشائكة من باب الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. آلية التصدّي للمخاطر: تهدف موسكو إلى زيادة نفوذها الجيوسياسي لمواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة، وفي هذه الحالة يأتي التصدي للمخاطر كآلية فعالة في ترتيب الاتفاقيات الدبلوماسية بما يخدم مصلحة الدولة مع مختلف الشراكات الدولية.التقارب الروسي السنغالي وتحديات المرحلة
يشير الكاتب إلى أن روسيا تحاول الاقتراب من السنغال نظرًا لموقعها الإستراتيجي، والتنوع الاقتصادي فيها، بالإضافة إلى الدور الإقليمي والدولي الذي تقوم به في إطار مواجهة التحديات الأمنية، والتي يمكن لروسيا الاستفادة منها لإقامة التحالفات خارج مناطقها التقليدية. وبالمقابل، تستثمر السنغال ورقة استقرارها السياسي كمحاورة فاعلة لروسيا في سياق جيوسياسي عالمي متزايد التعقيد، تمكّنها من تحقيق أهدافها الإستراتيجية.
أهمّ عناصر التقارب الروسي السنغالي:
بحسب المقال، تتمثل أهم عناصر التقارب فيما يلي:
عنصر التعاون العسكري: اكتسب التعاون العسكري بين روسيا والسنغال أهمية بالغة، ويعتبر مدخلًا رئيسًا للتقارب بين البلدين، ويمثل توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين عام 2018 خطوة لتعزيز العلاقات الدفاعية. وكان القرار السنغاليّ استباقيًّا لما قد يحدث في المستقبل الجيوسياسي للمنطقة من احتدام النزاع فيها بين القوى الكبرى. عنصر التعاون الاقتصادي: وجدت روسيا في السنغال مكانًا إستراتيجيًا للتأمين الاقتصاديّ في قطاعات مختلفة، الأمر الذي جعلها وجهة جذابة للاستثمارات الروسية. وفي هذا الصدد تمّ افتتاح الغرفة التجارية والاستثمارية الأفريقية الروسية في السنغال في يوليو 2024.أما التحديات الإقليمية والدولية، فتتمثل وفقا للكاتب في:
التحدي الدولي: أثار اهتمام روسيا بالسنغال تساؤلات حول دوافع هذه العلاقة الدبلوماسية المتنامية، والتي يمكن أن تكون لها تداعيات سلبية على المستوى الدولي في ظل العزلة الدبلوماسية التي تعيشها روسيا. التحدي الإقليمي: قررت مالي تعميق شراكتها مع روسيا بعد قطع علاقتها بفرنسا، مما يشكل تحديًا دبلوماسيًا للسنغال في الحفاظ على علاقاتها مع فرنسا ومالي وروسيا في آنٍ واحد.واختتم الأكاديمي السنغالي عبد الرحمن كان مقاله بالقول، إن التقارب الروسي السنغالي يعكس توازنًا دقيقًا في العلاقات الدولية، حيث تسعى السنغال لتعزيز مكانتها من خلال تنويع شراكاتها، مع الحرص على استقلالية قرارها السياسي والاقتصادي في ظل التحديات العالمية المتزايدة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: السنغال الشؤون الأفريقية بوتين روسيا علاقات دبلوماسية موسكو الخارجیة السنغالیة الدول المعادیة الدبلوماسیة مع بین البلدین روسیا فی یولیو 2024 من خلال
إقرأ أيضاً:
من العالم.. لعبة «PUBG» تنتهي بـ«فاجعة» والعثور على جثة قاضية أمريكية
شهدت قرية “الحالة” في مديرية “وادي عمد” بمحافظة حضرموت في اليمن ،جريمة مروعة، “حيث أقدم رجل خمسيني على قتل شقيقين بسبب خلاف نشب بينهما وبين نجله حول لعبة “PUBG” الإلكترونية”.
وذكر موقع “المشهد اليمني”، “أن ماجد (17) وعلي محمد باصليب (20 عاما)، رفضا السماح لنجل الجاني باللعب معهما، مما أدى إلى تصاعد الخلاف”.
وأضاف “أنه وفي لحظة غضب تدخل الأب وأطلق النار عليهما، ليرديهما قتيلين على الفور، ثم سلم نفسه للشرطة”.
وأكدت وزارة الداخلية اليمنية أن “الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المدعو “أ. م. ع. ب” (55 عاما) بتهمة قتل شخصين، وفتحت تحقيقا في الحادثة”.
أمريكا: مقتل 3 أشخاص وإصابة 14 في إطلاق نار بولاية نيو مكسيكو
أفادت الشرطة في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، “بأن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 14 آخرون في حادث إطلاق نار وقع في أحد المتنزهات بمدينة لاس كروسيس”.
وذكر بيان للشرطة أنها “طلبت من المارة مشاركة مقاطع الفيديو وأي معلومات قد تساعد في التحقيق، بينما تواصل البحث عن المشتبه به أو المشتبه بهم في الهجوم، الذي وقع في منتزه يونج بالمدينة، وهو مكان مخصص للموسيقى والترفيه”.
العثور على جثة المدعية العامة الأمريكية السابقة في منزلها
أعلنت الشرطة في ولاية فيرجينيا الأمريكية، “العثور على جيسيكا آبر، المدعية العامة السابقة للمنطقة الشرقية من فيرجينيا، متوفاة في منزلها بمدينة ألكسندريا”.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن الشرطة بيانا قالت فيه “إنه تم تلقي بلاغ عن امرأة فاقدة للوعي في منزل بشارع بيفرلي درايف في ضواحي واشنطن العاصمة، وذلك في الساعة 9:18 صباحًا، حيث عثرت الشرطة على آبر متوفاة داخل المنزل”.
وأكدت الشرطة أن “تحقيقًا جارٍ لتحديد ملابسات الوفاة، فيما سيتولى مكتب الطب الشرعي تحديد سبب الوفاة وطريقتها”.
ووصف المدعي العام الحالي للمنطقة الشرقية من فيرجينيا، إريك سيبرت، وفاة آبر بأنها “خسارة لا تعوض”، مشيدًا “بقيادتها وتأثيرها كمدعية ومحامية”.
وقال: “لقد كانت نموذجًا في الاحتراف والرقي القانوني، وسنظل نستلهم من إرثها لمواصلة العمل وفق معاييرها الرفيعة”.
من جانبه، أعرب المدعي العام لولاية فيرجينيا، جيسون ميياريس، عن “حزنه العميق لوفاتها”، مشيرًا إلى أن “عملها في برنامج “أوقفي إطلاق النار فيرجينيا” ساهم في إنقاذ العديد من الأرواح”، وأضاف: “قلوبنا وصلواتنا مع أسرتها خلال هذا الأسبوع الحزين”.
هذا “وكانت آبر، البالغة من العمر 43 عامًا، قد شغلت منصب المدعية العامة من أكتوبر 2021 حتى يناير2025، إذ تم تعيينها خلال إدارة الرئيس جو بايدن، واستقالت من منصبها في يناير الماضي عقب تنصيب الرئيس دونالد ترامب”، وبدأت عملها في مكتب المدعي العام عام 2009 كمساعدة للمدعي العام، حيث تولت قضايا الاحتيال المالي، والفساد العام، والجريمة العنيفة، واستغلال الأطفال، وخلال فترة عملها، أشرفت على فريق يضم 300 مدعٍ وموظف، وتعاملت مع قضايا فيدرالية بارزة داخل الولاية، كما حصلت على شهادة القانون من جامعة ويليام آند ماري عام 2006.
مصر.. حريق يلتهم معرض “أهلا رمضان” للسلع الغذائية
اندلع حريق هائل في معرض “أهلا رمضان”، بمدينة ملوي جنوب محافظة المنيا في مصر، مخلفا خسائر مادية كبيرة، دون تسجيل إصابات بشرية، ووصف شهود عيان من سكان المنطقة المشهد بـ”الكارثي”، حيث تصاعدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف ليغطي سماء الحي، مما أثار حالة من الذعر بين الأهالي.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، “اندلع الحريق في الساعات الأولى من فجر اليوم (الأحد) في المعرض، والتهمت النيران جميع محتويات المعرض، بما في ذلك السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية التي كانت معدة لتلبية احتياجات الأسر المصرية خلال الشهر الكريم”.
وكشفت التحريات الأولية لرجال البحث الجنائي أن “سبب نشوب الحريق هو ماس كهربائي وجار التحقيق، وتحرر المحضر بالواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة”.
وكانت “الحماية المدنية قد نجحت في السيطرة على حريق مماثل في نفس المعرض يوم الاثنين الموافق 27 فبراير 2023، مما يجعله الحريق الثاني الذي يتعرض له هذا المعرض”.
وفاة معمرة صينية انتظرت زوجها 80 عاما!
توفيت المعمرة الصينية دو هوتشن، “عن عمر ناهز 103 أعوام، في منزلها بمقاطعة قويتشو جنوب غرب الصين”.
هذا وقبل وفاتها، “كانت “دو” تحمل غطاء وسادة قديما استخدمته في يوم زفافها عام 1940، وهو ما يعتبر رمزا لوفائها وحنينها إلى زوجها هوانغ جونفو، الذي كانت تكبره بثلاث سنوات، وبعد زواجهما بفترة قصيرة، انضم هوانغ إلى جيش الكومينتانغ وشارك في معارك في أنحاء الصين، وفي عام 1943، تمكنت دو من العثور عليه والبقاء معه أثناء خدمته العسكرية، وأنجبت ابنهما الوحيد، هوانغ فاشانغ، في يناير 1944، لكن الفرحة لم تدم طويلا، إذ غادر هوانغ المنزل بعد ذلك بوقت قصير ولم يعد أبدا. وكانت آخر رسالة تلقتها دو منه بتاريخ 15 يناير 1952، كتب فيها: “من أجل تعليم فاشانغ، يجب أن تهتمي بدراسته مهما كانت ظروف الأسرة صعبة، سيأتي يوم نلتقي فيه مجددا”.