عين ليبيا:
2025-05-02@12:38:37 GMT

السنغال تدخل في لعبة المصالح الجيوسياسية

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

نشر الأكاديمي السنغالي المتخصص في القانون المقارن والكاتب في الشؤون الأفريقية عبد الرحمن كان مقالا تناول فيه رغبة بلاده في ترسيخ علاقتها الدبلوماسية مع روسيا التي تحاول تحقيق أهدافها الجيوسياسية المتمثلة في مواجهة النفوذ الغربي في المنطقة، وذلك بعد زيارة وزيرة التكامل الأفريقي والشؤون الخارجية للسنغال عاصمة روسيا في أغسطس الماضي، كما سبق أن تلقّى عمدة مدينة اتياس السنغالية تمويلًا من حاكم سيفاستوبول الروسي بعد زيارته إلى روسيا في يوليو 2024.

ووفقا للمقال الذي نُشر عبر شبكة “الجزيرة”، فإن ذلك يحصل في الوقت الذي تعاني فيه روسيا نفورًا دبلوماسيًا من الدول الغربية، وتحاول السنغال في الوقت نفسه ترتيب أوراقها الدبلوماسية لتقوية علاقتها مع الدول المعادية لروسيا.

وتطرق المقال إلى آليات التوازن للسياسة الخارجية السنغالية تجاه الدول المعادية لسياسات النفوذ الروسي في منطقة الغرب الأفريقي، كما يتناول تحديات المرحلة الراهنة للسنغال، مثلما تشير إلى مدى قدرة السنغال على الصمود الدبلوماسي في ظلّ الأزمة المتصاعدة بين مالي وأوكرانيا من ناحية وبين دول “آيس” و”إيكواس” من ناحية أخرى، وهل تتبنّى السنغال خيار التقارب الروسي السنغاليّ من أجل تحقيق التكامل الأفريقي والدولي من خلال تعزيز الوجود الروسي في المنطقة.

ويوضح الكاتب أن السنغال تربطها بروسيا علاقات دبلوماسية قديمة، ويتجلى عمق العلاقات بين البلدين في اللقاءات رفيعة المستوى، مثل اجتماع الرئيس بوتين مع الرئيس السنغالي السابق عام 2023، حيث أكّد على أهمية السنغال كشريك موثوق به في أفريقيا، بالإضافة إلى اتخاذ السنغال موقفًا محايدًا في الأمم المتحدة بشأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا، واختارت الامتناع عن التصويت في تصويتين متتاليين لصالح روسيا التي كانت تعيش في عزلة دبلوماسية.

وحافظت القيادة السنغالية الجديدة على هذه العلاقة من خلال استقبال رئيس الجمهورية باسيرو ديوماي فاي في يوليو 2024، ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وأفريقيا، حاملًا رسالة من الرئيس بوتين موجهة إلى نظيره السنغالي من أجل التعاون بين الدولتين، وتلتها زيارة وزيرة التكامل الأفريقي والشؤون الخارجية للسنغال ياسين فال، التي التقت بنظيرها الروسي سيرغي لافروف في موسكو بتاريخ 29 أغسطس 2024، وهدفت الزيارة إلى تعزيز الشراكة والارتقاء بالتعاون الاقتصادي بين البلدين.

وفي الآونة الأخيرة، تعمل روسيا على الانخراط الدبلوماسي مع السنغال، الأمر الذي أفضى إلى توقيع عمدة مدينة اتياس السنغالية، باباكار جوب، اتفاقية شراكة مع حاكم سيفاستوبول الروسي، حيث أقام في ولايته لمدة (8) أيام في شهر يوليو 2024، استجابة لدعوة السلطات الروسية لتوقيع اتفاقية شراكة بين المدينتين، وأكد (جوب) حصوله على تمويل لمدينته بمبلغ يزيد عن مليار فرنك أفريقي، ومن المتوقع أن تصل بعثة روسية إلى اتياس قبل نهاية عام 2024؛ للتحضير العام من أجل تنفيذ المشاريع المحددة. وتؤكد هذه المساعي احتفاظ السنغال بعلاقاتها الدبلوماسية مع روسيا.

وفيما يتعلق بسياسة السنغال الخارجية وآليات التوازن، يوضح المقال أن السياسة الخارجية السنغالية تقدم نماذج مميزة من التفاعلات الدبلوماسية؛ ولكن المواقف السياسية الحرجة للدول تجاه نظيراتها تتطلب الفطنة السياسية للتعامل معها، وتستدعي حالة روسيا في الوضع الإقليمي والدولي تفعيل آليات التوازن الدبلوماسي تجاه الدول المعادية لسياسات نفوذها في أفريقيا؛ نظرًا لوجود بعض مخاطر الأثر الرجعي للحرب الروسية الأوكرانية في علاقات السنغال مع القوى الغربية ودول الجوار، وبالأخصّ دولة مالي الصديقة.

وظهرت بوادر الارتباك الدبلوماسي للسنغال حين أعلنت جمهورية مالي قرارها قطعَ العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، متهمة كييف بممارسة “العدوان التمييزي” على أراضيها؛ إثر مقطع فيديو نشرته الممثلية الدبلوماسية لأوكرانيا في السنغال، مما أدى إلى استدعاء السفير الأوكراني لدى السنغال إلى وزارة الخارجية السنغالية في أغسطس 2024.

وتعطي السنغال أهمية بالغة لعلاقتها مع مالي الجارة، كما تعمل على التزام الحياد بعدم التدخّل في الأزمة الأوكرانية الروسية، وتسعى إلى تحقيق التوازن الدبلوماسي في ظلّ التوغّل الروسي في مالي؛ تجنبًا لأي أثر سلبي على سياستها الخارجية مع أوكرانيا والدول الغربية. وتعاني السنغال من التعدي الدبلوماسي السلبي بين الدول الصديقة، مما يعني تفعيل آليات لتوازن السياسة الخارجية من خلال:

آلية الحوار: يمكّن الحوار الخارجية السنغالية من تقوية علاقاتها الدبلوماسية مع مختلف الأطراف، وحوار الخارجية السنغالية مع سفارة أوكرانيا في قضية مالي نجاها من الانزلاق الدبلوماسي، ويلزم تفعيله بكثافة في الوضع الروسي؛ كي تتمكن من الحفاظ على مصالحها مع الدول المعادية لروسيا. آلية الحياد: يشكل الحياد عنصرًا أساسيًا في دبلوماسية السنغال، ويتضح ذلك في امتناعها عن التصويت في الأمم المتحدة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان في 7 أبريل 2022، ويسهم الحياد في تقليل الخطأ الدبلوماسي، إضافة إلى تحقيق التوازن في التعامل. آلية تغليب المصلحة: المصالح القوية التي تربط السنغال بمختلف الدول تجعلها مضطرة إلى تغليب مصلحتها في القضايا الدبلوماسية الشائكة من باب الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. آلية التصدّي للمخاطر: تهدف موسكو إلى زيادة نفوذها الجيوسياسي لمواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة، وفي هذه الحالة يأتي التصدي للمخاطر كآلية فعالة في ترتيب الاتفاقيات الدبلوماسية بما يخدم مصلحة الدولة مع مختلف الشراكات الدولية.

التقارب الروسي السنغالي وتحديات المرحلة

يشير الكاتب إلى أن روسيا تحاول الاقتراب من السنغال نظرًا لموقعها الإستراتيجي، والتنوع الاقتصادي فيها، بالإضافة إلى الدور الإقليمي والدولي الذي تقوم به في إطار مواجهة التحديات الأمنية، والتي يمكن لروسيا الاستفادة منها لإقامة التحالفات خارج مناطقها التقليدية. وبالمقابل، تستثمر السنغال ورقة استقرارها السياسي كمحاورة فاعلة لروسيا في سياق جيوسياسي عالمي متزايد التعقيد، تمكّنها من تحقيق أهدافها الإستراتيجية.

أهمّ عناصر التقارب الروسي السنغالي:

بحسب المقال، تتمثل أهم عناصر التقارب فيما يلي:

عنصر التعاون العسكري: اكتسب التعاون العسكري بين روسيا والسنغال أهمية بالغة، ويعتبر مدخلًا رئيسًا للتقارب بين البلدين، ويمثل توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين عام 2018 خطوة لتعزيز العلاقات الدفاعية. وكان القرار السنغاليّ استباقيًّا لما قد يحدث في المستقبل الجيوسياسي للمنطقة من احتدام النزاع فيها بين القوى الكبرى. عنصر التعاون الاقتصادي: وجدت روسيا في السنغال مكانًا إستراتيجيًا للتأمين الاقتصاديّ في قطاعات مختلفة، الأمر الذي جعلها وجهة جذابة للاستثمارات الروسية. وفي هذا الصدد تمّ افتتاح الغرفة التجارية والاستثمارية الأفريقية الروسية في السنغال في يوليو 2024.

أما التحديات الإقليمية والدولية، فتتمثل وفقا للكاتب في:

التحدي الدولي: أثار اهتمام روسيا بالسنغال تساؤلات حول دوافع هذه العلاقة الدبلوماسية المتنامية، والتي يمكن أن تكون لها تداعيات سلبية على المستوى الدولي في ظل العزلة الدبلوماسية التي تعيشها روسيا. التحدي الإقليمي: قررت مالي تعميق شراكتها مع روسيا بعد قطع علاقتها بفرنسا، مما يشكل تحديًا دبلوماسيًا للسنغال في الحفاظ على علاقاتها مع فرنسا ومالي وروسيا في آنٍ واحد.

واختتم الأكاديمي السنغالي عبد الرحمن كان مقاله بالقول، إن التقارب الروسي السنغالي يعكس توازنًا دقيقًا في العلاقات الدولية، حيث تسعى السنغال لتعزيز مكانتها من خلال تنويع شراكاتها، مع الحرص على استقلالية قرارها السياسي والاقتصادي في ظل التحديات العالمية المتزايدة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: السنغال الشؤون الأفريقية بوتين روسيا علاقات دبلوماسية موسكو الخارجیة السنغالیة الدول المعادیة الدبلوماسیة مع بین البلدین روسیا فی یولیو 2024 من خلال

إقرأ أيضاً:

أمم إفريقيا تحت 20 سنة.. منتخبات المجموعة الثالثة تختتم استعداداتها لمواجهات الغد

اختتمت منتخبات المجموعة الثالثة بكأس الأمم الإفريقية للشباب تحت 20 سنة، استعداداتها لخوض الجولة الافتتاحية بالمجموعة.

وانطلقت كأس الأمم الإفريقية للشباب في مصر يوم 27 إبريل وتستمر حتى 18 مايو المقبل.

وتنطلق مباريات المجموعة الثالثة التي تضم السنغال و غانا و الكونغو الديمقراطية و افريقيا الوسطى غدًا الجمعة، على استاد ستاد السويس، حيث يلتقي منتخب السنغال بنظيره إفريقيا الوسطى الساعة السادسة مساءً، ثم يواجه منتخب الكونغو الديمقراطية منافسه غانا في تمام الساعة التاسعة مساءً.

وأدت المنتخبات الأربعة تدريباتها الختامية على ملاعب التدريب بالسويس، فقد خاض منتخب إفريقيا الوسطى تدريباتهم الجماعية بإستاد السويس للبترول، تحت قيادة مديره الفنى ستيفان عبد الله، بينما أدى المنتخب السنغالي مرانه بإستاد الجيش تحت قيادة مديره الفنى سيرين ساليو ضياء، وأدى المنتخب الغانى مرانه على نفس الملعب تحت القيادة الفنية لديزموند أوفي، بينما تدرب منتخب الكونغو الديمقراطية بإستاد بورتوفيق تحت قيادة مديره الفنى جاي بوكاسا ، وشهد مران المنتخبات الأربعة تركيزًا على بعض الجمل الفنية.

وأكد سيرين ساليو، المدير الفني لمنتخب السنغال، أن جميع منتخبات المجموعة تتمتع بالقوة، مشيرًا إلى أن فريقه يتعامل مع كل مباراة على حدة، حيث إن لكل مواجهة حساباتها الخاصة واستعداداتها المختلفة، وأضاف: “نحترم جميع منافسينا، وهدفنا هو تقديم أفضل أداء ممكن في كل مباراة”.

ومن جانبه، أعرب فاليو ديوف، لاعب منتخب السنغال، عن جاهزية جميع زملائه لخوض اللقاء الأول، مؤكدًا رغبة الفريق في تحقيق بداية قوية وحصد الثلاث نقاط.

في المقابل، قال ستيفان عبد الله، المدير الفني لمنتخب أفريقيا الوسطى، إنه سعيد بالتواجد في مصر والمشاركة في بطولة أمم أفريقيا، مشيرًا إلى أنه يتطلع إلى الظهور بشكل جيد في المباراة الافتتاحية، ومعربًا عن ثقته الكاملة في قدرات لاعبيه.
وتعد هذه المجموعة إحدى أقوى مجموعات البطولة، فى ظل وجود منتخب السنغال، بطل النسخة الماضية والمرشح للمنافسة على اللقب.

طباعة شارك كأس الأمم الإفريقية الأمم الإفريقية كأس الأمم الإفريقية للشباب

مقالات مشابهة

  • الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
  • وزير الخارجية الفرنسي: الاتحاد الأوروبي يريد تنسيق عقوبات جديدة ضد روسيا مع الولايات المتحدة
  • أمم إفريقيا تحت 20 سنة.. منتخبات المجموعة الثالثة تختتم استعداداتها لمواجهات الغد
  • الوزير الشيباني: إن أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أ
  • بدر بن حمد يؤكد لوزير الخارجية الباكستاني دعم عُمان للحلول الدبلوماسية
  • وزير الخارجية الأوكراني: نطالب روسيا بالموافقة دون شرط على وقف إطلاق نار حقيقي
  • وزير الخارجية الأوكراني: نطالب روسيا بوقف إطلاق النار
  • مساعد الرئيس الروسي: محاولات لـ الناتو لتوسيع فرض الحصار البحري على روسيا
  • الرئيس السنغالي يجري مباحثات مع مسؤول قطري بارز
  • وزير الخارجية يلتقي المندوب الدائم الروسي لدى الأمم المتحدة