ستظل اليمن مُعضلة كبرى عند الغرب
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
سامح عسكر
بلد مجهول تماما في الثقافتين الأوروبية والبيضاء، لم يكونوا يتوقعون حصوله على تلك المكانة والأهمية لينشغلوا بدراسته أو يفهموا تعقيداته..
إنهم يعلمون الكثير عن سوريا والعراق ولبنان، ويفهمون تعقيدات وتحالفات واصطفافات هذه البلاد.
مراكز الدراسات الغربية مهتمة بالعراق منذ حلف بغداد، وبسوريا منذ وحدتها مع مصر وميلها لسياسات حلف وارسو، ولمواقع الدول الثلاث جغرافيا بالنسبة لإسرائيل.
إنها بالنسبة للغرب دولة ضعيفة مفككة، وشعبها غائب عن الوعي بالقات، لا يملكون الطموح والقوة للمنافسة والحضور، وإذا كان برغبتهم شيئا من اليمن فعليهم بالعرب لتحقيقه دون بذل الجهد للتواصل مع اليمنيين..
اطلعت على الصحافة الغربية لسنوات، وعلى مجال الفكر، نسبة حضور اليمن فيهما قليلة للغاية، وتناولها محصور على أنها بلد ميلشيات متصارعة، وقبائل متناحرة أشبه بقبائل التبت وأفريقيا، وأنه لا برجى منها خطرا على المصالح الغربية بالعموم والإسرائيلية بالخصوص..
لذلك شكلوا تحالفا عسكريا في باب المندب لمنع اليمنيين من استهداف السفن الصهيونية، وكان بظنهم أن المعركة سهلة ومضمونة، وأن اليمن سيرتدع فورا …لكن ما حدث كان مختلفا.
لن أشرح أسباب عجز الغرب عن فهم اليمن، وكيف أن هذا البلد العربي سيكون مؤثرا على قضية فلسطين، فقد شرحت الكثير منه في الماضي، وسأفرد له دراسة أخرى بالمستقبل..
لكن أكتفي الآن بالقول أنه إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل يريدان السيطرة على اليمن أو ردعه، فلن يحدث ذلك بالقوة العسكرية، ولا بالدعاية والبروباجاندا عن قوة الغرب وعظمته وأسطوريته وما إلى ذلك..
اليمنيون لا يصدقون هذه الدعاية، ويتناولوها باستخفاف وسخرية، وبعقيدة قتالية مشحونة بالتحدي والأمل.
يلزم الولايات المتحدة والغرب دراسة اليمن من نواحي الثقافة المختلفة (الدين والقومية والتاريخ واللغة والاقتصاد والسلوك الاجتماعي.. إلخ) ويكونوا محيطين بالتطور السريع الذي طرأ على الثقافة العربية آخر عقدين بالخصوص.
هذه عملية شاقة جدا يلزمها أموال وزمن، فسيدفعوا المليارات لذلك، ولن يفهموا قبل 10 سنوات على الأقل، وفي اللحظة التي يظنون فيها أنهم فهموا اليمن، سيكون اليمن قد تغير، فيصبح فهمهم متأخرا عن الواقع بسنوات .
هي أزمة غربية بالتأكيد، ربما يراها البعض قضية تافهة لا تستحق، أو أن ما كتبته مجرد ثرثرة..
لكن تأكدوا أنه عندما يفشل الغرب في ردع عدو لهم أقل عسكريا واقتصاديا أو التحكم فيه، فهم لا يفهموه، وأن سبب أساسي من عجز القوى الغربية وإسرائيل في التعامل مع الملف اليمني مؤخرا يعود للغرور والاستكبار المعهود لتلك القوى في نظرتهم للعرب بالخصوص وللجنوب العالمي بشكل عام…
*كاتب مصري
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
سيكون مزارا : «حزب الله» حدَّد مكاناً لدفن نصر الله
بيروت - أفادت مصادر في «حزب الله» اللبناني «الشرق الأوسط»، بأن الحزب حدَّد مكاناً لدفن جثمان أمينه العام السابق، حسن نصر الله، موضحة أنه سيكون في «قطعة أرض تقع على الطريق القديمة المؤدية إلى مطار رفيق الحريري الدولي، على أن يجعل منها مزاراً»، حسب الشرق الاوسط.
وشرحت المصادر بأن «الاستعدادات جارية لتشييع جثماني نصر الله، ورئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، في مأتم شعبي واحد، على أن يدفن الأخير، حسب ما أوصى، في بلدته دير قانون في قضاء صور».
وعلى نحو خاص، أكدت المصادر أن قضية تفجير إسرائيل لأجهزة «البيجر» محل «تحقيق لن يتوقف حتى تبيان الحقيقة، وتحديد المسؤول عن استيرادها».
وقالت المصادر إن أولويات «حزب الله» في المرحلة المقبلة، تتركز على قضايا رئيسية، منها «التقييم الشامل» للمرحلة السابقة، وحصر خسائره من المقاتلين.
Your browser does not support the video tag.