المغرب يقدم بدبي رؤية التحول الرقمي في قطاع الصحة ضمن الإستراتيجية الوطنية لتطوير النظام الصحي
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، اليوم الأربعاء، خلال جلسة نقاش رفيعة المستوى نظمتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تحت عنوان “التحول الرقمي في قطاع الصحة: زيادة الكفاءة وسهولة الوصول إلى الرعاية من خلال التكنولوجيات الحديثة”، وذلك على هامش فعاليات ثالث أيام معرض “جايتكس غلوبال” دبي العالمي، عن رؤية المغرب الطموحة للتحول الرقمي في قطاع الصحة، مؤكدا أن الابتكار التكنولوجي أصبح جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية لتطوير النظام الصحي المغربي.
وسجل خالد آيت الطالب، في كلمة ألقاها نيابة عنه عزيز مرابطي، مدير مديرية الأدوية والصيدلة، أهمية هذا الحدث كمنصة استثنائية لتبادل الأفكار والخبرات حول التحديات والفرص التي تتيحها التقنيات الحديثة في تحسين تقديم الخدمات الصحية، مؤكدا أن هذه الفعالية تمثل فرصة ثمينة لتسليط الضوء على أفضل الممارسات في التحول الرقمي، وتأكيد الالتزام المستمر بالمضي قدمًا في تبني التكنولوجيا لخدمة صحة المواطنين ورفاههم.
وأبرز وزير الصحة والحماية الاجتماعية على أن المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تسير بخطى ثابتة نحو إحداث تحول عميق وشامل في النظام الصحي الوطني، مشددا على أن الابتكار التكنولوجي يشكل ركيزة أساسية في هذا الإصلاح، مبرزًا الدور الحيوي الذي تلعبه هذه التقنيات في تعزيز إمكانية الوصول إلى الرعاية، خاصة في المناطق النائية.
وتابع الوزير أن خدمات الطب عن بعد والوحدات الطبية المتنقلة المجهزة بأحدث التقنيات، تساهم بشكل مباشر في تقديم خدمات صحية متخصصة للمرضى في هذه المناطق دون الحاجة إلى التنقل، وهو ما يُعد إنجازا كبيرا نحو تحقيق العدالة الصحية.
وتطرق خالد آيت طالب إلى أحد التحديات الكبرى التي تواجه التحول الرقمي، وهو تحقيق التكامل بين أنظمة المعلومات الصحية، حيث أكد أن النظام الصحي الحديث يعتمد على القدرة على تبادل البيانات بطريقة آمنة وسلسة بين مختلف الأطراف المعنية.
وفي هذا الإطار، أوضح أن المغرب يعمل على تطوير نظام معلومات متكامل يعتمد على “الملف الطبي المشترك”، الذي سيساهم في تعزيز استمرارية الرعاية الصحية ويعتمد أفضل المعايير الدولية في مجال الأمن السيبراني.
كما سلط الضوء على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، مشيرا إلى أن هذه التقنية تُحدث تحولًا ثوريًا في كيفية تقديم الرعاية الصحية. فمن خلال تحسين دقة التشخيصات وتطوير مسارات العلاج، يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الصحية وتقديم خدمات أكثر تخصيصًا للمرضى.
وذكر المسؤول الحكومي أن المغرب يشهد بالفعل مشاريع تجريبية في هذا المجال، تشمل استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الأشعة وعلم الأورام وإدارة الطوارئ.
ولم تغب أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص عن الكلمة، حيث اعتُبرت هذه الشراكة دورا رئيسيا في تبني التقنيات الحديثة.
وأورد الوزير أن التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة يسهم في تعزيز تسريع التحول الرقمي من خلال تعبئة الموارد المالية والعلمية والبشرية الضرورية. كما أشاد بالدور الذي تلعبه الشركات الناشئة المغربية في مجال الصحة الرقمية، والتي تستفيد من الاستثمارات المحلية والدولية لتطوير حلول مبتكرة تُسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية.
وأكد عزيز مرابطي، نيابة عن وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب، على التزام المغرب بتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في تعزيز التعاون التكنولوجي وتبادل الابتكارات مع الدول الأخرى، مشددا على أن تبادل التكنولوجيا وبناء القدرات المهنية في المجال الصحي يُعدان من الأولويات الوطنية لتعزيز قدرة الدول على إدارة نظمها الصحية بفعالية.
وأشار إلى أن التحول الرقمي في قطاع الصحة هو عملية مستمرة تتطلب التكيف مع التحديات التكنولوجية والتنظيمية، معربا عن ثقته بأن مشاركة التجارب والخبرات على المستوى الدولي ستُمكن المغرب من تكييف هذه الابتكارات مع سياقه الوطني، مما يجعل النظام الصحي المغربي أكثر كفاءة ومرونة في مواجهة التحديات المستقبلية.
وشهدت الجلسة النقاشية التي نظمتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على هامش فعاليات ثالث أيام معرض “جايتكس غلوبال” دبي العالمي، مشاركة واسعة لممثلين حكوميين وخبراء في الصحة الرقمية وصناع القرار، إلى جانب شركاء تكنولوجيين وشركات ناشئة في مجال الصحة الرقمية، بالإضافة إلى منظمات دولية وغير حكومية.
وركزت مداخلات المشاركين على مواضيع حيوية كطب المستقبل الذي يتضمن الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا الحيوية، التطبيب عن بعد، وإنترنت الأشياء الطبية لتحقيق خدمات صحية أكثر ذكاء وسهولة في الولوج. كما تم تسليط الضوء على نظم المعلومات الصحية باعتبارها أساس التحول الرقمي في المغرب، وأهمية الأمن السيبراني وحماية البيانات في هذه النظم، مع مناقشة الصحة الرقمية وفق معايير دولية والدروس المستفادة من التجارب العالمية.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الصحة والحمایة الاجتماعیة التحول الرقمی فی الصحة الرقمیة النظام الصحی خالد آیت فی تعزیز
إقرأ أيضاً:
ندوة تناقش دور التحول الرقمي في استدامة التعليم العالي
انطلقت صباح اليوم ندوة التحول الرقمي نحو الاستدامة في التعليم العالي، التي تنظمها جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بعبري، برعاية سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل، وتهدف الندوة إلى جمع الباحثين ومحترفي الصناعة وأصحاب المصلحة في المجتمع لمناقشة واستكشاف كيف يمكن للتحول الرقمي أن يدفع الاستدامة في التعليم العالي.
كما تسعى الندوة إلى معالجة عدة مواضيع، منها بناء نظم التعلم الرقمية المرنة من أجل مستقبل مستدام، واستغلال التقنيات الناشئة في المبادرات التعليمية الخضراء، إضافة إلى التعاون بين الصناعة والقطاع الأكاديمي في دفع التحول الرقمي المستدام، والآثار الأخلاقية للتحول الرقمي في التعليم العالي.
وقالت أمل العبرية، رئيسة قسم تقنية المعلومات ورئيسة اللجنة المنظمة للندوة: "إن التحول الرقمي في التعليم لا يقتصر فقط على التكنولوجيا، بل يشمل تغيير الثقافة التعليمية، وإعادة التفكير في أساليب التدريس، وتقديم حلول مبتكرة تسهم في تطوير التعليم بشكل يتماشى مع متطلبات العصر، لذلك أولت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية اهتمامًا كبيرًا بتوطين التحول الرقمي في بنيتها الأساسية وبرامجها المختلفة، وتأتي هذه الندوة استكمالًا لجهود الجامعة في هذا المجال، حيث نهدف من خلالها إلى استكشاف دور التحول الرقمي في تعزيز الاستدامة داخل مؤسسات التعليم العالي، سواء من خلال تحسين كفاءة التعليم، أو من خلال دمج الحلول الرقمية التي تسهم في تحسين الوصول إلى التعليم وجودته".
بعدها، بدأت أعمال الندوة، حيث تحدث في البداية الدكتور حسين كاظم من كلية الهندسة بجامعة صحار حول كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة البحث والتدريس وتحسين جودة التعليم العالي، ثم تحدث المهندس إبراهيم بن طالب الوردي، المدير العام المساعد للتحول الرقمي وتمكين القطاعات في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ونائب رئيس الفريق التنفيذي للبرنامج الوطني للتحول الرقمي الحكومي، حول التحول الرقمي والتوجهات العالمية، وكيفية تبني الاستراتيجيات الفعالة في تحقيق التحول الرقمي المؤسسي.
كما تناولت الدكتورة زينب القرشي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط موضوع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي - الطريق نحو التعليم المستدام، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين استراتيجيات التعليم، وتحدث المهندس أسامة بن خلفان العيسري، مدير إدارة محافظ تقنية المعلومات بشركة دليل للنفط، حول دور إدارة المحفظة الرقمية في تمكين التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز.
بعد ذلك، أقيمت جلسة نقاشية بعنوان: "التحول الرقمي في التعليم العالي: بين الابتكار والاستدامة والمسؤولية"، التي أتاحت فرصة أعمق للحوار حول مفهوم التحول الرقمي في التعليم العالي وتأثيره على البحث العلمي والتدريس، ورحلة التحول الرقمي في عُمان، وأثر الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعلم المستدام، بالإضافة إلى التحديات الأخلاقية وضمان الشفافية والعدالة في استخدام التقنيات الرقمية.