فوضى محتملة: ما وراء الاعتماد المفرط على الرواتب الحكومية؟
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
16 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: تعتمد شريحة كبيرة من العراقيين على الرواتب الحكومية كمصدر رئيسي للدخل في ظل ضعف القطاع الخاص وعدم توفر فرص عمل مجزية فيه.
ومع أي تأخر في صرف هذه الرواتب، تظهر مخاوف من تداعيات اجتماعية واقتصادية وحتى سياسية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في البلاد.
أحد هؤلاء هو أحمد العبيدي، موظف حكومي في بغداد، والذي يعيل أسرته من راتبه الشهري.
المختص الاقتصادي قاسم الزبيدي يحذر من أن مثل هذه الأزمات قد تؤدي إلى فوضى اجتماعية شديدة. ويوضح: “القطاع الخاص في العراق غير مؤهل لتوفير وظائف دائمة ومستقرة. ولهذا السبب، يعتمد ما يقرب من 40% من السكان على الرواتب الحكومية. أي تأخير أو تقليص في الرواتب سيؤدي إلى ضغوط هائلة على الأسر العراقية، التي بالكاد تستطيع تدبر أمورها في الوضع الاقتصادي الحالي”.
و تشير “سلوى النعيمي”، مدرسة الاقتصاد إلى أن المشكلة تتجاوز الجانب الاقتصادي، بل تمس الاستقرار السياسي للبلاد. “العراق يعاني من هشاشة اجتماعية نتيجة الظروف الاقتصادية المتدهورة، وأي مساس برواتب الموظفين الحكوميين يمكن أن يشعل اضطرابات واسعة. الرواتب الحكومية ليست مجرد دخل للأفراد، بل هي وسيلة لتأمين الاستقرار العام”، تقول النعيمي.
ورغم تأكيدات الحكومة بتأمين الرواتب لعام 2024، إلا أن التذبذب المستمر في أسعار النفط، والذي يمثل المصدر الرئيسي للتمويل في البلاد، يثير قلقاً مستمراً. فقد يؤدي أي تراجع مفاجئ في الإيرادات النفطية إلى اتخاذ تدابير تقشفية تؤثر على رواتب الموظفين.
والعجز المتوقع في الموازنة قد يدفع الحكومة إلى تقليل الرواتب أو تأخيرها، وهذا سيتسبب في تراجع الثقة في الحكومة، مما يعزز حالة عدم الاستقرار السياسي في البلاد .
لكن عضو اللجنة المالية النيابية النائب مضر الكروي، يرى بأن رواتب موظفي مؤسسات العراق مؤمنة بالكامل خلال 2024.
وقال الكروي، إن “متغيرات أسعار النفط كانت طفيفة، وهي ترتفع حاليا ما يسهم في زيادة الإيرادات المالية لخزينة الدولة مؤكدا بأن رواتب موظفي الدولة مؤمنة بالكامل خلال 2024”.
وعلى الرغم من هذه التحذيرات، تظل الحكومة تراهن على ارتفاع أسعار النفط وعلى اتخاذ خطوات لتحسين إيراداتها من خلال تنويع مصادر الدخل. لكن ما إذا كانت هذه الحلول ستكون كافية لتجنب أزمة اجتماعية شاملة لا يزال سؤالاً قائماً.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الرواتب الحکومیة
إقرأ أيضاً:
الحسيني يزعم وقوف واشنطن وراء اغتيال نصر الله.. وجيش الاحتلال يعلق
نفى رجل الدين الشيعي اللبناني محمد علي الحسيني، مسؤولية دولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن اغتيال الأمين العام الأسبق لحزب الله حسن نصر الله، مدعيا أن الولايات المتحدة هي التي تقف وراء عملية الاغتيال، ما دفع المتحدث باسم جيش الاحتلال للرد.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها الحسيني، وهو أمين عام ما يعرف بالمجلس الإسلامي العربي ويحمل الجنسية السعودية، عبر برنامج "الليوان" الذي يبث على شاشة قناة "روتانا خليجية" هذا الأسبوع.
وقال الحسيني إن "من قتل السيد حسن نصرالله هو الجيش الأمريكي وأنا أتحمل المسؤولية... وليس إسرائيل".
وأعاد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مشاركة تصريح الحسيني عبر حسابه على منصة "إكس"، معلقا بالقول "سيد الحسيني. من قضى على المدعو حسن نصرالله كان جيش الدفاع الإسرائيلي وهذا موثوق بصوت وصورة".
سيد الحسيني. من قضى على المدعو حسن نصرالله كان جيش الدفاع الإسرائيلي وهذا موثوق بصوت وصورة. https://t.co/GMOvtLAya2 — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) March 4, 2025
يشار إلى أن رجل الدين الشيعي أثار جدلا واسعا العام الماضي بعد تنبؤه باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وظهر الحسيني عدة مرات على شاشة قناة "العربية" السعودية خلال العدوان الإسرائيلي، وحذر نصر الله قبل اغتياله من أن "إيران باعته" للاحتلال الإسرائيلي، داعيا إياه إلى كتابة وصيته.
والشهر الماضي، شيع مئات الآلاف جثماني نصر الله وصفي الدين، اللذين اغتالهمها الاحتلال بغارتين عنيفتين على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل أشهر.
وتوافد الآلاف من كل المناطق اللبنانية إلى مدينة كميل شمعون الرياضية؛ للمشاركة في تشييع نصر الله وصفي الدين، حيث شهدت المدينة حضورا غفيرا وغير مسبوق في مدرجاتها وملعبها، وحتى في محيطها.
وشارك في التشييع رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا عن رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، ووزير العمل محمد حيدر ممثلا عن رئيس الحكومة نواف سلام، وفق الوكالة الرسمية.