لقاءات متعددة وقمة ثلاثية بمصر.. ماذا يحمل الحراك السياسي الساخن للقضية الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
رام الله- خلال أسبوعين عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس سلسلة لقاءات قمة مع قادة تركيا ومصر والأردن، فيما يشارك غدا الاثنين في قمة ثلاثية بمدينة العلمين المصرية مع ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتتزامن اللقاءات عالية المستوى مع إعلان المملكة العربية السعودية تعيين سفير لها غير مقيم لدى دولة فلسطين وقنصل عام في القدس، وذلك على وقع تحرك أميركي لتحقيق اختراق في ملف التطبيع بين المملكة وإسرائيل.
والاثنين الماضي، أشار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في كلمة بمستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته إلى "حراك سياسي مهم في المنطقة"، مضيفا أن "الرئيس محمود عباس يشارك في هذا الحراك بنشاط عالٍ".
وأعرب اشتية عن ثقته بأن "المملكة العربية السعودية تعتبر أن القضية الفلسطينية محط اهتمامها، وعلى رأس أولوياتها في مداولاتها الإقليمية والدولية".
"الحراك السياسي المهم" كما وصفه اشتية يثير جملة من التساؤلات، من بينها: هل من مبادرة أو أفق سياسي يتعلق بالقضية الفلسطينية؟ أم أن تلك التحركات تتعلق بدرء مخاطر متوقعة في ظل حكومة إسرائيلية متطرفة؟ أم بالوضع الفلسطيني في ظل محاولات دفع مسار التطبيع بين إسرائيل ودول عربية؟
أردوغان (يمين) التقى نظيره الفلسطيني محمود عباس (وسط) ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في أنقرة (الأناضول) قمة دوريةووفق ما صرح به سفير فلسطين لدى مصر دياب اللوح لإذاعة فلسطين الرسمية اليوم الأحد، فإن قمة العملين "دورية" وتحظى "بأهمية كبيرة في التنسيق والتعاون التشاور المستمر بين مصر والأردن وفلسطين".
وقال اللوح إن القمة تبحث "كل ما له صلة بالشأن الفلسطيني والتطورات الدولية والإقليمية الحاصلة وانعكاساتها على مجمع الأوضاع في المنطقة والشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
وأضاف أن القمة يتخللها "التفكير في وضع إستراتيجية لمواجهة كل التحديات الماثلة أمامنا وما هو قادم أيضا من تطورات، وكيف نتعامل معها بما يخدم ليس فقط القضية الفلسطينية وإنجاز حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، لكن أيضا هموم ومشاغل تتعلق بالأشقاء".
ووفق السفير الفلسطيني في مصر، فإن عباس "يحمل رسالة الشعب الفلسطيني ومطالبه بإنجاز حقوقه الوطنية الكاملة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
ومنذ عام 2014 لا توجد مفاوضات سياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ولم يفلح اجتماعا العقبة وشرم الشيخ الخماسيان برعاية أميركية في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين في تحقيق الهدوء توطئة لفتح مسار سياسي.
هل من مبادرات سياسية؟لا تتعلق التحركات الأخيرة بأي مبادرات سياسية جديدة، وفق ما صرح به للجزيرة نت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف.
وأضاف "لا توجد أي مبادرات حتى الآن، ونؤكد في تحركاتنا على حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة".
وأشار القيادي الفلسطيني إلى "العديد من التغيرات في المنطقة وما يمكن أن يشكل خطرا من حكومة إسرائيلية فاشية لا تمتلك سوى زعزعة الأوضاع وتصدير أزمتها للدول المجاورة والأراضي المحتلة".
وأضاف أنه خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري ارتقى شهداء أكثر من عام 2022 كاملا "الأمر الذي يستوجب البحث في كيفية الخروج من الصمت الدولي".
وقال إن "التنسيق الفلسطيني مع مصر والأردن والدول الشقيقية يأتي في إطار التأكيد على حماية القضية والثوابت الفلسطينية".
أهون الشرورمن جهته، يرى مدير البحوث في المركز الفلسطيني للدراسات والبحوث خليل شاهين أن الجانب الفلسطيني لا يمتلك زمام المبادرة، وأي تحرك له لا بد أن يسند بموقف عربي.
وأضاف شاهين في حديثه للجزيرة نت إلى أن أطراف القمة الثلاثية في مصر هي المشاركة في اجتماعيْ العقبة وشرم الشيخ، والتي وافقت على المقاربة الأمنية لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى عدم التزام إسرائيل بأي جزء يتعلق بالترتيبات الأمينة التي يرى أنها جاءت لخدمتها، وتدفع باتجاه تحويل السلطة إلى مجرد وكيل أمني لها، دون أن تعطي أي شيء.
ووفق شاهين، فإن "الحراك الفلسطيني يريد أن يختار أهون الشرور وهو عدم حدوث تطبيع متسارع يكون على حساب الجانب الفلسطيني، خصوصا أن إسرائيل تريد أن تدخل التطبيع من أوسع باب وهو باب السعودية الذي يفتح لها أبواب مزيد من دول المنطقة والعديد من الدول الإسلامية في حال تحققه".
وعلى المستوى الداخلي، يقول المحلل الفلسطيني إن لقاء أنقرة بين الرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هينة ثم لقاءات الفصائل في القاهرة "أتت بنتيجة صفرية وأعادتنا إلى المربع الأول، وبالتالي لا يُتوقع أي جديد على المدى المنظور".
بايدن يبحث عن إنجازأما المحلل السياسي طلال عوكل فيرى أن محور التحركات السياسية الجارية في المنطقة هو "المحاولات الأميركية لإبرام صفقة تطبيع بين السعودية وإسرائيل".
وأضاف أن الرئيس الأميركي جو بايدن يحتاج لهذا الإنجاز، فضلا عن محاولته إعادة السعودية إلى الحضن الأميركي بعد أن أعطت إشارات أن لديها خيارات أخرى نحو روسيا والصين ومصالحها الخاصة.
ويوضح المحلل الفلسطيني أن "الجانب الإسرائيلي ليس مستعدا لدفع ثمن التطبيع، وبالتالي فإنه يبدو أن الصفقة ليست قريبة، لأن الشروط السعودية جادة جدا، وأميركا لا تستطيع أن تناقش كثيرا هذه الشروط".
وتابع عوكل أن السعودية تريد أن تحقق اختراقا تاريخيا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، و"أيضا في ما يتعلق بتنمية القدرات الذاتية والقوة السعودية بحيث تأخذ أبعادا إستراتيجية فوق إقليمية، لأنها قادرة على ذلك".
ويرى أن السعودية جادة أيضا في موضوع الدولة الفلسطينية وترجمت ذلك أمس السبت بتعيين سفير لدى فلسطين غير مقيم وقنصل في القدس "وتريد أن ترسل رسالة بأنها جادة في موضوع تحقيق اختراق في ما يتعلق بعملية السلام، وأنها تعترف بدولة فلسطين".
وعن لقاء العلمين، يرى عوكل أنه يستهدف الضغط على الولايات المتحدة من أجل تنفيذ ما اتفق عليه في شرم الشيخ وقبله في العقبة والضغط على إسرائيل لتقديم خطوات مهمة، منها تسهيلات للسلطة، ووقف الاستيطان وتوغلها في المناطق الفلسطينية.
لكنه مع ذلك يستبعد "وجود طبخة سياسية تحدث اختراقا في المنطقة"، ويشير إلى استبعاد موضوع الدولة الفلسطينية من الحكومة وحتى أحزاب المعارضة الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
«الثقافة الفلسطينية» تُحيي شجاعة أطفال فلسطين: يصنعون من الحجارة أغنيات
ذكرت وزارة الثقافة الفلسطينية، أنه بعد 411 يومًا على حرب الإبادة الجماعيَّة التي أزهقت أرواح أكثر من 18 ألف طفل شهيد، يُطِلُّ من تبقى من الأطفال كرمز حيٍّ للصُّمود، مواجهين بعزيمة لا تلين، التحدِّيات التي يفرضها الاحتلال، ليكونوا شهودًا على مقاومة الظُّلم، باحثين عن نبض الحياة.
وأكدت الوزارة في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يصادف العشرين من نوفمبر من كل عام، أنَّ يوم الطفل العالمي يذكِّر بمعاناة أطفال فلسطين اليوميَّة، داعيةً المجتمع الدَّولي لتحمُّل مسؤولياته تجاه هذه القضية الإنسانية؛ تجاه أطفال فلسطين الذين يكبرون بسرعة بين الحصار والاحتلال؛ بين ركام المنازل ومشاهد الدَّمار، محرومين من الحقوق الأساسيَّة؛ الأمان والغذاء واللَّعب والتَّعليم والثقافة.
وزير الثقافة الفلسطيني: الأطفال يحرمون من كل حقوقهموقال وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان، إنَّ ميثاق حقوق الطفل ينصُّ على حقِّ كل طفل بحياة كريمة وأمان نفسي، غير أنَّ أطفال فلسطين يُحرَمون من هذه الحقوق بسبب الاعتقال والتَّشريد المستمرّ، كما أنَّ واقع أطفال فِلَسطين يتناقض مع مبادئ اتِّفاقيَّة حقوق الطِّفل التي تنص على حمايتهم من كل أشكال العنف، إذ يعيشون تحت نيران احتلال ينتهك أبسط حقوقهم، يحرمهم من أبسط حقوقهم التَّعليميَّة والثقافية؛ الأمر الذي يشكِّل انتهاكًا صارخًا للمادَّة 28 من اتِّفاقيَّة حقوق الطِّفل التي تكفل حقَّ التَّعليم لجميع الأطفال دون أدنى تفرقة.
وأضاف «حمدان»: «إنَّ القانون الدولي الإنساني يؤكد ضرورة حماية المدنيِّين في أثناء الصِّراعات، ولكنَّ أطفال فلسطين يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الاحتلال وآليَّاته العسكريَّة، بالإضافة إلى أنَّ استهداف الاحتلال لأطفال فلسطين عبر الاعتقال والتَّعذيب والقتل، والذي يُعَدُّ انتهاكًا صارخًا للبروتوكول الاختياري لاتِّفاقيَّة حقوق الطِّفل بشأن إشراك الأطفال في الصِّراعات المسلَّحة، ووفقًا لاتِّفاقيَّة جنيف الرَّابعة، فيجب توفير الحماية للأطفال في مناطق الصِّراعات، ولكنَّ أطفال فِلَسطين ما زالوا يعانون التَّهجير القسريّ وهدم منازلهم وقتلهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم في العيش بسلام».
وتابع «حمدان»: «إنَّنا في هذا اليوم نناشد الدُّول والمؤسَّسات الدَّوليَّة بتحمل مسؤوليَّاتها القانونيَّة لحماية أطفال فلسطين، كما ندعو الدُّول الأعضاء في الأمم المتَّحدة إلى اتِّخاذ إجراءات حازمة لضمان تطبيق اتِّفاقيَّة حقوق الطِّفل في فِلَسطين، والضَّغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء سياساته التي تستهدف الأطفال، بدءًا من الاعتقال مرورًا بالحرمان من الحقوق الأساسيَّة، وانتهاءً بالقتل؛ كما نناشد الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة لتوحيد جهودها من أجل رفع صوت أطفال فِلَسطين في المحافل الدَّوليَّة، والمطالبة بمحاسبة منتهكي حقوقهم».
وحول رؤية الوزارة وأهدافها فيما يتعلق بالطفل الفلسطيني، أضاف «حمدان»: «وزارة الثقافة الفلسطينيَّة تهدف إلى دعم حقوق الطفل الفلسطيني في الوصول إلى المعرفة والفنون باعتبارها أدواتٍ أساسيَّةً لتنشئة جيل مدافع ومثقَّف، كما أن رؤيتها ترتكز على توفير منصات إبداعية للأطفال، تتيح لهم التعبير عن أفكارهم وأحلامهم بحريَّة وإبداع، حيث تؤمن وزارة الثقافة أنها درع حماية للأطفال الفلسطينيَّة، وتعمل على تطوير برامج معرفيَّة وفنِّيَّة تعزز مناعتهم النفسية والاجتماعيَّة، فضلًا عن إطلاق مبادرات تحفِّز الأطفال على الإبداع الأدبيّ والفنيّ كجزء من رؤيتها؛ لتمكين الأطفال ثقافيًّا وإنسانيًّا».
واستكمل «حمدان» حديثه قائلا: «وزارة الثقافة تبني رؤية متكاملة لدعم الأطفال في فلسطين، لتجمع بين تعزيز هُوِيَّتهم الثَّقافيَّة وحمايتهم من محاولات الاحتلال لطمس معالم طفولتهم، كما تهدف إلى توعية الأطفال بأهميَّة التُّراث الفلسطيني ليبقوا حماةً له ومبدعين في حفظه وتطويره، إذ ترى الوزارة أنَّ الثقافة هي الجسر الذي يربط الأطفال الفلسطينيِّين بماضيهم ومستقبلهم، وتسعى الوزارة إلى تعزيز هذا الرَّابط في يوم الطِّفل العالميّ؛ لأنَّ أطفال فِلَسطين يستحقُّون بيئة ثقافيَّة غنيَّة تنمِّي مواهبهم وتعزِّز قدراتهم على الحلم والابداع والابتكار».
واختتم وزير الثقافة الفلسطيني في رسالة منه للأطفال قائلًا: «في يوم الطِّفل العالمي، ننحني أمام أطفال فِلَسطين الذين يصنعون من الحجارة أغنياتٍ، ومن الألم ألحانًا للمستقبل، ونقول لهم: يا أطفال فِلَسطين، أنتم قصيدةٌ تُكتَب على أرض مقدَّسة، قلوبكم دافئة كالشَّمس، وأحلامكم تعانق أفق الحريَّة رغم القيد والعدوان، ورغم الجراح، ما زلتم الأمل الذي لا يموت، والألوان التي ترسم على جدران الحياة لوحة المستقبل».