سام برس:
2025-03-04@10:49:37 GMT

هل ستظل اليمن التهديد الاكبر للإرهاب؟

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

هل ستظل اليمن التهديد الاكبر للإرهاب؟

بقلم/ الدكتور / علي احمد الديلمي
شاركت الولايات المتحدة في صراع وحرب طويلة مع تنظيم القاعدة والجماعات التابعة لها في اليمن منذ تفجير المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في أكتوبر 2000 م في ميناء عدن والذي كان في ذلك الوقت أحد أهم هجمات القاعدة ضد الولايات المتحدة ومع ذلك لم تكن اليمن ضمن الدول التي تحظي بإهتمام الولايات المتحده في أشراكها في حملة مكافحة الإرهاب الأمريكية حتى عام 2009 وفي السنوات التي تلت ذلك اتحدت عناصر القاعدة في اليمن والمملكة العربية السعودية تحت قيادة تدربت مع أسامة بن لادن لتشكيل القاعدة في اليمن وشبه الجزيرة العربية والتي جندت عمر فاروق عبد المطلب لإسقاط طائرة ركاب في أعياد الميلاد عام 2009 م في طريقها إلى ديترويت بولاية ميشيغان الامريكية ولم تنجح العملية لكن الحكومة الأمريكية انطلقت إلى العمل وشنت حملة عسكرية ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن مستمرة حتى يومنا هذا

عملت الولايات المتحدة على ان تكون اليمن شريك اساسي في مكافحة الارهاب وقد قدمت مساعدات كبيرة لمكافحة الارهاب لكنها كانت تري ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح انه شريك متقلب جدا وبعد احداث الربيع العربي و خروج الرئيس على عبدالله صالح من المشهد السياسي استبدلت الولايات المتحدة شريكها السابق بشريك أكثر مرونة وهو الرئيس السابق عبدربه منصور هادي والذي قدم للامريكان كل التسهيلات وعلى مدار وجوده في السلطة نفذت الولايات المتحدة واحدة من أكثر حملات مكافحة الإرهاب كثافة في اليمن و أغرقت الولايات المتحدة الحكومة اليمنية بالأسلحة ودربت قوات الكوماندوز التابعة لها وتم دمج قوات العمليات الخاصة الأمريكية مع مجموعة من القوات اليمنية ومكنت عملياتها بالمشاركة مع الجيش اليمن من اخراج القاعدة من معاقلها في جنوب ووسط اليمن وقتلت الغارات الجوية الأمريكية سلسلة من كبار عناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية بما في ذلك العولقي وفي أواخر عام 2014 تمكن الحوثيين من دخول صنعاء بسبب ضعف الرئيس السابق هادي وعدم قدرته على التحكم بالمشهد السياسي الداخلي وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في صنعاء وحافظت على وجود عرضي صغير في عدن

في عام 2015 بداءت حرب اليمن بمشاركة دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعوديه من أجل استعادة الشرعية وهي الحرب التي دعمتها الولايات المتحدة من خلال توفير الأسلحة ،وتوفير التزود بالوقود في الجو وتقديم المساعدة في الاستهداف وتحديد الاهداف وبعد مايزيد عن ثمان سنوات من الحرب المدمره في اليمن واثنتي عشرة سنة من حملة مكافحة الإرهاب المكثفة في اليمن أصبحت الولايات المتحدة نفسها متورطة في معركة إقليمية فوضوية بالوكالة ولقد تعرضت الولايات المتحدة لا أنتقادات كبيرة بسبب دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية والذي ساهم في حرب مروعة وعدم استقرار سياسي وأسوأ أزمة إنسانية في العالم ولم يعد من الواضح لماذا تقاتل الولايات المتحدة أو كيف سيعزز استخدام القوة المصالح الأمنية الأمريكية والإقليمية والواضح أن العمليات الأمريكية في اليمن ساهمت في الوضع غير المستقر الحالي في اليمن وأن القوة العسكرية وحدها لن تجلب السلام لليمن والمنطقة أو تؤمن الولايات المتحدة من التهديدات التي سعت إلى مواجهتها في المقام الأول

قام الرئيس الامريكي بايدن من خلال سحب الدعم العسكري المباشر للعمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية في بلادنا وقام بتعيين الدبلوماسي المحترف ليندر كينج كمبعوث خاص لليمن كمؤشر عن نية إدارة الرئيس بايدن في إعطاء الأولوية لحل مسألة الحرب في اليمن وتشجيع جميع الاطراف على توقيع اتفاقية سلام شامل

على الرغم من أن اتفاق السلام في اليمن لا يزال بعيد المنال ستظل اليمن التهديد الاكبر للإرهاب الذي قد يأتي بعد أنتهاء الحرب اذا لم يكن هناك أدوات مدنية وأقتصادية لمساعدة اليمن في الخروج من التطرف العنيف وإعادة دمج المقاتلين وتوفير فرص العمل وإعادة الاعمار ودعم اليمن أقتصاديا

اذا تم التوصل إلى تسوية سلمية في اليمن يبقى السؤال ما الذي يمنع حدوث التدخل في اليمن في كل مرة ينشأ فيها صراع داخلي أو إذا واجهت اليمن صراعات جديدة فما الذي يمكن أن يمنع الجهات الخارجية من التدخل؟

الحقيقة ان أهداف التدخل في اليمن متنوعة ولها اسباب مختلفة لعل اهمها ضعف الحكومة والدولة بشكل عام بالاضافة الى عدم وجود توافق سياسي على حكومة موحدة ووجود اكثر من حكومة وادارة ومحاور لها ارتباطاتها الاقليمية وبالنظر إلى أن الدول الاقليمية وبالذات السعودية وايران سعت إلى تحقيق أهدافها في اليمن سواء من خلال التدخل المباشر او من خلال من يمثلها الا ان عدم قدرتها على تحقيق جميع أهدافها سيكون بمثابة ضربة كبيره لمكانتها الاقليمية كما ان من المحتمل أن يتمكن الحوثيون من البقاء بمفردهم بعد أن سعت إيران إلى تحقيق مكاسب في القوة الناعمة وبغض النظر عن من خسر او كسب من القوي الاقليمية فإن الخاسر الحقيقي في نهاية الصراع سيكون اليمن والكارثة الحقيقية هي أن الحرب قد أدت إلى تدهور الدولة وخلق المزيد من الصراعات تحت مسميات مختلفة كما عملت هذه الحرب على صنع مستقبل خطير ومعقد وغير واضح لليمن

سفير بوزارة الخارجية.

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة القاعدة فی فی الیمن من خلال

إقرأ أيضاً:

سياسي إرتيري: اليمن كسر الهيمنة الأمريكية وأثبت قدرة الشعوب على المواجهة

يمانيون../
أشاد الأمين العام لجبهة الثوابت الوطنية الإرتيرية، إبراهيم قبيل، بالعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية دعمًا لغزة، مؤكدًا أنها شكلت تحولًا استراتيجيًا في موازين القوى الإقليمية.

وفي حديثه لصحيفة “عرب جورنال”، ثمّن قبيل الدور البطولي للشعب اليمني في فرض حصار بحري على الكيان الصهيوني، ومنع وصول أي دعم له، إلى جانب استهدافه مواقع استراتيجية في العمق المحتلّ.

وأشار إلى أن القوات اليمنية نجحت في تعطيل القواعد البحرية الصهيونية في ميناء “أم الرشراش – إيلات”، مما قلّص النفوذ الأمريكي في البحر الأحمر، وأثبت عجز الأساطيل الغربية عن التصدي للضربات اليمنية.

وأضاف قبيل: “لأول مرة يشتكي الكيان الصهيوني باكيًا دولةً عربيةً أمام مجلس الأمن، بعد أن فشلت الولايات المتحدة و”إسرائيل” في وقف الهجمات اليمنية”.

وأكد أن اليمن برهن للعالم قدرة الشعوب على مواجهة القوى الكبرى بقدراتها الذاتية، وأن الدول المطلة على البحر الأحمر قادرة على حماية الممرات المائية دون الحاجة للتدخل الأجنبي.

واعتبر السياسي الإرتيري أن العمليات اليمنية أرسلت رسالة واضحة إلى صُنّاع القرار العالمي، مفادها أن إرادة الشعوب لا يمكن تجاوزها.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعلّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • تقارير: الولايات المتحدة تعلّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • ردا على ازمة أوكرانيا.. روبيو: الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح باستغلالها
  • سياسي إرتيري: اليمن كسر الهيمنة الأمريكية وأثبت قدرة الشعوب على المواجهة
  • زيلينسكي: نعوّل على دعم الولايات المتحدة لإحلال السلام
  • زيلينسكي: نأمل في الحصول على دعم الولايات المتحدة لتحقيق السلام
  • الرئيس الأمريكي يُعلّق على قول الرئيس الأوكراني إن إنهاء الحرب “لا يزال بعيداً للغاية” .. ترامب: هذا أسوأ تصريح لزيلينسكي ولن نتحمله لفترة أطول
  • الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
  • إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأمم المتحدة
  • الولايات المتحدة تعلن تصفية قيادي في القاعدة بسوريا