سواليف:
2024-12-26@18:07:33 GMT

العقل زينة

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

#العقل_زينة

د. #هاشم_غرايبه

في مقابلة تلفزيونية، يوضح البروفيسور “أناتولي كليوسف” مؤسس علم جينيولوجيا الحمض النووي (تحديد الأنساب استنادا الى فحص الحمض النووي)، بأنه بات بالإمكان التأكد من الإنتساب الى السلالة بالفحص وبنسبة دقة تقارب 99%، وذلك من فحص الكروموسوم الذكري (XY)، والذي لا يوجد إلا في الذكر.


يسأله المذيع اذاً فهذا موافق لما يقول به (القرآن الكريم) قبل اربعة عشر قرنا من اكتشافكم، في قوله تعالى: “وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ”، و”ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ” [الأحزاب:4،5]، و”وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ” [النجم:45،46]، فيجيبه: نعم لقد ثبت أن جنس المولود يحدده الكروموسوم الذكري، وأكثر من ذلك، فأن الانتساب يكون للأب، ونحن يمكننا تحديد السلالات في الذكور.
فيسأله المذيع بقوله تعالى: لماذا إذا لا يقتنع العلماء بالدين؟، فيرد عليه لا ينبغي لعالم أن يقتنع بالدين فهو يعطيك المعلومة جاهزة، والعلم لا يؤمن إلا بالتجريب والبرهان.
قد يكون في ذلك الحوار تفسير لكون كثير من العلماء الغربيين ملحدين، فهم لا يعرفون الله إلا من خلال الصوره التي رسمتها الكنيسة الأوروبية، على أنه تجسد في الأرض بشكل المسيح الذي ضحى بحياته لتخليص المؤمنين به.
ولما كانت هذه الصورة تتناقض مع عظمة الإله ولا تقنع الإنسان العادي ناهيك عن عقل العالِم، لذلك يرفضون الدين المرتكز عليها، وينسحب الرفض على الإسلام، الذي ترسخ في المفهوم الغربي أنه ليس دينا إلهيا بل ابتداع بشري.
لكن لندع كل ذلك، ولنناقشهم بالأسلوب العلمي الذي لا يقدر العالم الحقيقي على رفضه:
المؤكد بشكل يقيني أن كل مولود دخل الحياة نتيجة تزاوج ذكر بأنثى، ولوعدنا بالتسلسل الى بداية البشرية، سنصل منطقيا الى أن الطفل الأول في هذا الوجود ولد من أب وأم، ألا يجب على العالِم أن يتساءل: ألا يتحتم وجود الأب الأول والأم الأولى قبله!؟.
بحسب ما يؤمنون به بنظرية تطور الإنسان من قرد، والقرد جاء من كائن بدائي قبله، وهكذا حتى يصلوا الى الكائن وحيد الخلية، والخلية الأولى من تفاعل بعض عناصر الموجودة في القشرة الأرضية.
رغم استحالة توافق مليارات الإحتمالات لتكوين (DNA) الذي يعتبرونه السر وراء تحول المركبات الكيميائية الميتة الى (الحيوية)، لنوافقهم جدليا على أن هذا التفاعل نتج صدفة، وكل ما تلاه من تحورات كانت كلها صدف في اتجاه محدد وتصب في نتيجة محددة، لنتقبل كل ذلك بلا جدل رغم استحالته بمنطق العشوائية العلمية، ولنسأل فقط سؤالا قاصما لفكرتهم:
إذا كان الإنسان جنسين: ذكر وأنثى، ومعروف أن وظيفة كل منهما في التكاثر فيزيولوجيا مختلفة كليا، فجميع الأعضاء في الجهاز التناسلي لهما مختلفة لأن وظيفتها مختلفة، فكيف تضافرت آلاف مليارات الصدف في خلال عملية التطور الطويلة (آلاف المليارات من السنين)، وظلت تسير جميعها على نسق متوافق لكلي الجنسين، وفي فترات متوازية تماما، ولم تخرج أي منها عن ذات النسق أو البرنامج، رغم ما يفترض بالصدف أنها عشوائية؟. لنصدق ذلك وأنه في نهاية هذه السلسلة تكوّن ذكر واحد وأنثى واحدة فقط، وفي مكان محدد من العالم، وفي الزمن ذاته.
أليس ذلك مستحيلا؟!، إذ لوتباين المكان والزمان قليلا لما التقيا، ولمات أحدهما قبل أن يتزاوجا.
ولو صدقنا مقولة الصدف، فماذا انتجت الصدف الأخرى، ومن الذي ألغى نتائجها، ولم يبقِ إلا منتج صدفتين، تطابقتا تماما، واحدة ذكر وأخرى أنثى!؟.
أليست فكرة الصدف العشوائية سخيفة، لدرجة لا يمكن لطفل أن يصدقها، فما بالك بعالِم!.
بالمقابل، عندما تجد جميع الحيوانات بما فيها الإنسان، على نسق واحد في الولادة والموت وفي أنظمتها الحيوية فالمنطقي أن تستنتج أن صانعها واحد، ومن غير المنطقي أن تعتقد أنها كائن واحد أصلا، تحور بصدف محضه ومن غير توجيه، لتنتج هذه المخلوقات المتباينة في أدائها لمهامها، لكنها تتكامل مع بعضها في نظام حيوي مترابط منضبط بدقة بالغة.
القضية ليست في أن العقل العلمي يرفض الدين لأنه لا يقبل بالمقولات المفروضة من غير إثبات، فها هو يتقبل التفسير الغارق في خزعبلات الصدفة والطفرة والتحور، والتي ليس عليها دليل تجريبي واحد، ولا منطقي.
إذاً فإلالحاد هو عاهة عقلية اختيارية، آفتها امتطاء العقل للمكابرة وليس اتباعه.

مقالات ذات صلة الجذور الايدلوجية والعسكرية للصراع..اي السكينين ارحم بنا..؟ 2024/10/16

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

موضوع خطبة الجمعة المقبلة 27 ديسمبر 2024 مكتوبة: «المخدرات ضياع للإنسان»

حددت وزارة الأوقاف المصرية، موضوع خطبة الجمعة المقبلة 27 ديسمبر 2024م تحت عنوان : "المخدرات ضياع للإنسان".

موضوع خطبة الجمعة

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف من هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد بمخاطر الإدمان والمخدرات.

نص خطبة الجمعة مكتوبةالمخدرات ضياع للإنسان

الحمد لله العزيز الحميد، القوي المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من نطق بها فهو سعيد، سبحانه هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلائل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإن العقل شريف جليل مقدس، تجلى عليه الوهاب سبحانه ليكون محلا للإبداع والابتكار والاكتشاف وصناعة الحضارة، فإذا كان صلاح الأجساد بصلاح القلوب، فإن صلاح الأمم والشعوب بصلاح العقول، وقد دعانا القرآن الكريم إلى استثمار أقصى قدرات العقل بما يناسب سموه وجلال قدره، فقال سبحانه: {أفلا تتفكرون}، {أفلا تتذكرون}، {أفلا تعقلون}.

موضوع خطبة الجمعة المقبلة 27 ديسمبر 2024 - صورة أرشيفية

أيها الناس، إن هذا العقل الممجد الذي شرفه الله تعالى ليكون مناطًا للتكليف قد أحاطه الله جل جلاله بصنوف من التقديس والحرمة والسياج والحماية والرعاية؛ ذلك لأن التعدي على العقل وتغييبه وتغطيته ليس تعديا على بنيان الإنسان وتدمير صحته وكينونته فحسب، إنما يمتد خطره ليشمل تدمير الأوطان وضياع الأمم.

أيها الكرام انتبهوا، إن مواجهة المخدرات بكل أنواعها بمنتهى الحسم والصرامة والقوة واجب الوقت علينا جميعا، متعاونين متكاتفين، مزودين بكافة المنطلقات الدينية والحضارية والإنسانية، فلا يقبل عاقل أن يعتدى على عقله بتغييب أو تغطية أو تفتير بسبب مخدر مهلك موبق، ولا يستسيغ إنسان سوي أن يقبل دخول هذا العقل الشريف المقدس في غيبوبة المرض والإنهاك وتدمير الصحة، ويكون معول تدمير للدول واقتصادياتها.

أيها السادة، هذا تحذير إلهي شديد من كل ما من شأنه أن يفرق بين أبناء المجتمع، ويفت في عضده، ويضعف بنيته، ويوهن شبابه، يقول سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}، ألم يحن الوقت بعد أن نطبق مبدأ الوقاية خير من العلاج، ونفعل هذا النهي الشديد {فاجتنبوه} ليكون حائط صد أمام المخدرات والإدمان الذي يهلك العقل ويضيع الإنسان؟! ألا نستمع بقلب واع مجيب إلى نداء الرحمن سبحانه محبا لنا ومشفقا علينا {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، ألم يضع الجناب الأنور صلوات ربي وسلامه عليه هذه القاعدة الصلبة التي تقف حجر عثرة أمام هذا الداء اللعين بصيغة العموم والشمول، فقد «نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كل مسكر ومفتر».

السادة الكرام، إن المخدرات تدمير للنفس، تنكيس للفطرة، سلب للعقول، ضياع للأموال، تمزيق للأرحام، قتل للأرواح، تعد صارخ على بنيان الإنسان، فكم من بيوت خربت، وكم من أموال ضيعت، وكم من أطفال شردت، وكم من شباب أفسد بسبب أم الخبائث ومصدر كل مفسدة ومهلكة، فهل سمعتم عن شاب ضيع ماله وعقله وسرق مال أبيه وأمه، وتعدى عليهم بالسب والضرب بل والقتل، والسبب في ذلك كله إدمانه المخدرات؟! هل قرأتم قصة أب مدمن أضاع ماله وقوت أولاده، وأهلك من يعول بسبب تعاطيه المخدرات؟! هل شعرتم بقلب طفلة مكلوم من فقد أبيها باستهتار من يقود سيارته تحت تأثير الحشيش؟!

***

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فيا أيها الناس، إن هذا الجيل يتوق إلى إسعاف عاجل لقوته وحيويته بأن تغرسوا فيه تربية الضمير، وتغرقوه بأسمى آيات التشجيع والتوجيه، والعناية الفائقة أمام هذا الطوفان الهادر من أنواع المخدرات التي انتشرت كالنار في الهشيم، علموهم أن طريق النجاة والنجاح والتفوق في صحبة صالحة تقود إلى الفضيلة، وتهتم ببناء الجسد والروح والعقل والفكر، وليست صحبة سيئة تقود إلى الإدمان والتردي والهلاك، وأن هناك فارقا واضحا بين حامل المسك الذي يقدم النفع ويغرس الخير والأمل، وبين نافخ الكير الذي يدمر كيان إنسان بمخدر فتاك! فإنما «مثل الجليس الصالح ومثل جليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة».

رسالة للمدمن

وهذه رسالة للمدمن: رفقا بنفسك، لطفا بعقلك، رحماك بأهلك، فليست السعادة في جرعة هيروين أو كوكايين أو حشيش تتعاطاها، ولكن السعادة الحقيقية في لسان ذاكر شاكر، وجسد على تحمل العلاج صابر، وقلب شغوف بالشفاء العاجل، أفق الآن، قم، تشجع، كن مريدا للخلاص والعافية، قادرا على تجاوز هذه المحنة بقلب مؤمن وإرادة نافذة.

مقالات مشابهة

  • شيخ العقل هنأ اللبنانيين بالميلاد: لتكن الأعياد فاتحة لأمل قيام الدولة
  • على أبواب العام الجديد.. الأزهر يُحذر من التنجيم وخرافة التنبؤ بالمستقبل
  • نظرية جديدة لتفسير آلية اختزان الذكريات في العقل البشري
  • الشجرة بـ 20 جنيها.. أسعار زينة الكريسماس 2025
  • موضوع خطبة الجمعة المقبلة 27 ديسمبر 2024 مكتوبة: «المخدرات ضياع للإنسان»
  • الحرية الفكرية
  • زينة: رسالة تفاؤل وجلسة تصوير خاطفة للأنظار
  • أيمن نصري يكتب: الرياضة وحقوق الإنسان فريق واحد
  • تفاصيل شخصية زينة في فيلم «الدشاش»
  • زينة في أحدث ظهور لها: هذه هي الحياة تفاءلوا