تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن نهاية عصر النفط باتت أقرب مما كان متوقعا. وأوضحت في تقريرها السنوي أن الطلب على جميع أنواع الوقود الأحفوري سيتوقف عن النمو خلال هذا العقد مع انتقال النظام العالمي للطاقة النظيفة والاعتماد بشكل أكبر على الكهرباء، وهو ما وصفته الوكالة بـ"عصر الكهرباء".

كما أشارت الوكالة إلى توقعاتها بانخفاض أسعار النفط والغاز في السنوات المقبلة بسبب تراكم الإمدادات الفائضة، مما سيؤدي إلى تراجع الأسعار بشكل ملحوظ.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النفط يهبط 5% مع تعهد إسرائيل بعدم استهداف نفط إيرانlist 2 of 2الصراع في الشرق الأوسط يدفع النفط نحو الأعلىend of list

وقالت الوكالة: "لقد شهدنا عصر الفحم وعصر النفط، وها نحن ننتقل بسرعة نحو عصر الكهرباء".

يأتي ذلك في ظل انخفاض أسعار النفط، حيث لم تؤثر التوترات الأخيرة بين إسرائيل وإيران، إحدى القوى النفطية الكبرى، على الأسعار إلا بشكل طفيف، إذ بقيت الأسعار بالقرب من 75 دولارا للبرميل. وكانت مثل هذه التوترات في الماضي تدفع الأسعار إلى مستويات ثلاثية الأرقام، ولكن الحال اختلف الآن، مما يعكس تراجع جاذبية النفط في الأسواق العالمية.

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول في بيان مرفق بتقريرها السنوي "قد ندخل عالم طاقة مختلفا تماما في النصف الثاني من هذا العقد مع احتمال وجود إمدادات أكثر وفرة أو حتى فائضة من النفط والغاز الطبيعي، وهو ما يتوقف على التوترات الجيوسياسية".

وأضاف بيرول أن فائض إمدادات الوقود الأحفوري من المرجح أن يؤدي إلى انخفاض الأسعار وقد يمكن البلدان من تخصيص مزيد من الموارد للطاقة النظيفة وبالتالي ينقل العالم إلى "عصر الكهرباء".

وحسب الوكالة فإن المتوقع أن تبلغ حصة الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة العالمي 75% عام 2030 في ظل سيناريو السياسة الحالي، مقارنة بـ80% الآن.

منظمة أوبك قد تواجه مستقبلا صعبا حيث قد تجد نفسها مضطرة لتقليص الإنتاج أكثر في السنوات المقبلة (غيتي) ذروة النفط

ذكرت الوكالة أنه إذا استمرت السياسات الحكومية الحالية، فمن المتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته قبل عام 2030 عند أقل قليلا من 102 مليون برميل يوميا ثم يتراجع إلى مستويات عام
2023 عند 99 مليون برميل يوميا بحلول 2035، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض الطلب من قطاع النقل مع زيادة استخدام المركبات الكهربائية.

ويوضح التقرير أيضا التأثير المحتمل على أسعار النفط في المستقبل إذا تم تنفيذ سياسات بيئية أكثر صرامة على مستوى العالم لمكافحة تغير المناخ.

وتوقعت الوكالة بناء على سيناريو استمرار السياسات الحكومية الحالية انخفاض أسعار النفط الخام إلى 75 دولارا للبرميل في عام 2050 من 82 دولارا في 2023.

وفي المقابل توقعت انخفاض السعر إلى 25 دولارا للبرميل في عام 2050 إذا اتبعت الحكومات سياسات تتوافق مع هدف خفض انبعاثات قطاع الطاقة إلى الصفر الصافي بحلول ذلك الوقت.

الطلب على الغاز

ورغم أن التقرير يتوقع زيادة في الطلب على الغاز الطبيعي المسال بنحو 145 مليار متر مكعب بين عامي 2023 و2030، فقد ذكر أن زيادة الطاقة التصديرية بنحو 270 مليار متر مكعب ستفوق زيادة الطلب خلال الفترة ذاتها.

وقال التقرير "يبدو أن الفائض في القدرة على إنتاج الغاز الطبيعي المسال سيخلق سوقا تنافسية للغاية… حيث سيبلغ متوسط الأسعار في المناطق المستوردة الرئيسية بين 6.5 دولارات و8 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية حتى عام 2035".

وتبلغ أسعار الغاز الطبيعي المسال الآسيوي، التي تعتبر معيارا دوليا، حاليا نحو 13 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

تكلفة إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة أصبحت أكثر تنافسية وهو ما يدفع المستثمرين نحوها (الفرنسية) ارتدادات

ومن المتوقع أن يكون لهذا التقرير تأثير كبير على المناقشات القادمة داخل منظمة أوبك خلال اجتماعها السنوي المقرر في ديسمبر/كانون الأول. إذ من المتوقع أن يناقش أعضاء المنظمة التحديات المتزايدة التي تواجه سوق النفط في ظل انخفاض الطلب واستمرار التحول نحو مصادر الطاقة البديلة. وقد يصبح تقرير وكالة الطاقة الدولية نقطة محورية في رسم السياسات المستقبلية للمنظمة.

وبحسب ما ذكرته بلومبيرغ، فإن هذه التوقعات الجديدة قد تدفع الدول المنتجة للنفط إلى إعادة تقييم إستراتيجياتها لمواجهة التحديات الجديدة في أسواق الطاقة. ومع دخول العالم في "عصر الكهرباء"، يبدو أن الحاجة إلى إعادة التفكير في دور النفط كمصدر رئيسي للطاقة قد باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نفط الطاقة الدولیة الغاز الطبیعی عصر الکهرباء أسعار النفط المتوقع أن

إقرأ أيضاً:

انخفاض إنتاج " أوبك " من النفط بأكثر من 13% في 3 شهور ( بمقدار 604 آلاف برميل )

 


للشهر الثالث على التوالي، انخفض إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط  أوبك من النفط في سبتمبر بمقدار 604 آلاف برميل مقارنة بشهر أغسطس ليصل إلى 26.044 مليون برميل يوميًا، حسب المصادر الثانوية.


خفّضت “أوبك” توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 100 ألف برميل يوميًا

 

 حيث قدّرت بتقرير صادر اليوم أن ينمو الطلب بمقدار 1.9 مليون برميل يوميًا، بعد أن كانت توقعاتها في يوليو عند 2.2 مليون برميل، ما يؤشر إلى خفضٍ بمقدار 13.6% خلال 3 شهور.

وتستند تقديرات “أوبك” لتراجع نمو الطلب، في تقريرها لشهر أكتوبر الصادر اليوم، إلى حالة الاقتصاد في الولايات المتحدة والصين، اللتين تمثلان السوق الأولى والثانية للخام.


كانت “أوبك” خفضت في الشهرين الماضيين تواليًا توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام، فبينما كانت تقديراتها في شهر يوليو الماضي عند 2.2 مليون برميل يوميًا، قدّرت في أغسطس النمو عند نحو 2.1 مليون برميل يوميًا، وكان هذا هو التخفيض الأول من نوعه منذ يوليو 2023، قبل أن تعود في سبتمبر لتخفيض التوقعات مرةً أُخرى إلى مليونيّ برميل يوميًا.

 

سجلت توقعات “أوبك” لنمو الطلب أقل رقم تاريخي لها أثناء جائحة كورونا، إذ لم يتجاوز وقتها 1.4 مليون برميل.

 

كما توقعت المنظمة في تقريرها اليوم أن يبلغ نمو الطلب في 2025 نحو 1.6 مليون برميل.، بانخفاض 100 ألف برميل أيضًا عن تقديرات الشهر الماضي.

 

في حين قدّرت أن يرتفع إجمالي الطلب العالمي على النفط في الربع الأخير من العام الحالي إلى 105.6 مليون برميل يوميًا، ليكون متوسط الطلب الإجمالي على مدار العام عند 104.2 مليون برميل يوميًا.

 

سجلت العقود الآجلة لمزيج “برنت” تسليم ديسمبر وعقود “خام غرب تكساس” تسليم نوفمبر، انخفاضًا تجاوز 2%، عند الساعة 12:56 بتوقيت لندن من ظهر اليوم الاثنين، بعد أن أنهت تداولات الأسبوع الماضي عند 79 دولارًا و75.56 دولار للبرميل تواليًا.

 

ونتيجة ضعف الطلب، اتفقت 8 دول أعضاء في “أوبك+”، هي السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عُمان، مطلع سبتمبر، على تمديد تخفيضاتها الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا لمدة شهرين حتى نهاية نوفمبر، وفق بيان أصدره التحالف حينذاك.

 

إنهاء هذه التخفيضات تدريجيًا على أساس شهري بدءًا من 1 ديسمبر 

 

و بعد ذلك، سيتم إنهاء هذه التخفيضات تدريجيًا على أساس شهري بدءًا من 1 ديسمبر 2024. وأعاد البيان التأكيد على “المرونة في تعليق التعديلات مؤقتًا أو عكسها حسب الضرورة”.

 

وتراجع الإنتاج جاء أغلبه من السعودية والعراق وليبيا، حسبما ذكرت المنظمة في تقريرها لشهر أكتوبر.

وأبلغت السعودية أوبك بانخفاض إنتاجها من النفط 23 ألف برميل يوميا في سبتمبر على أساس شهري إلى 8.97 مليون برميل يوميا.

وخفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 بنحو 106 آلاف برميل إلى 1.9 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي، في تقريرها لشهر أكتوبر.

وكذلك خفضت المنظمة توقعاتها للطلب العالمي على النفط خلال العام المقبل بنحو 102 ألف برميل إلى 1.6 مليون برميل يوميًا.

 

وأبقت أوبك توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي عند 3% خلال العام الجاري و2.9% في 2025.

 

كما رفعت المنظمة توقعاتها لنمو الاقتصاد الأمريكي هذا العام إلى 2.5% وأبقت على توقعاتها بنموه 1.9% في 2025 وأبقت "أوبك" على توقعاتها لنمو اقتصاد الصين 4.9% في 2024 على أن يتباطأ النمو إلى 4.6% العام المقبل.
 

مقالات مشابهة

  • المغرب يضاعف إنتاجه من الطاقة الخضراء في الصحراء في سياق استعداداته لتنظيم كأس العالم
  • الوكالة الدولية للطاقة: حقبة النفط ستنتهي والعالم يتّجه نحو عصر الكهرباء
  • نقل الكهرباء في الهند.. مقترح لدعم تصنيع المكونات محليًا
  • دراسة سعودية: التحول إلى الطاقة المتجددة يعزز الطلب على النفط والغاز
  • مونديليز ايجيبت تنتقل من الكهرباء إلى الطاقة الخضراء
  • وكالة الطاقة تخفض توقعها لنمو الطلب على النفط
  • الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط
  • وكالة الطاقة: أسواق النفط ستشهد فائضاً كبيراً في 2025
  • انخفاض إنتاج " أوبك " من النفط بأكثر من 13% في 3 شهور ( بمقدار 604 آلاف برميل )