مجلة تركية: من يسيطر على من في أفريقيا؟
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
نشرت مجلة "فكرتورو" التركية مقالا طويلا حول الصراع الجيوسياسي في أفريقيا وتأثير القوى الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي، والقوى المتوسطة مثل تركيا والسعودية والإمارات العربية والهند، على التنمية والأمن في الدول الأفريقية.
وسلطت كاتبة المقال نباهات تنريفيردي الضوء على الأهمية المتزايدة لأفريقيا في السياسات الخارجية للقوى الكبرى والمتوسطة، والتي قالت إنها تسعى لتعزيز نفوذها عبر استثمارات عسكرية واقتصادية، مما يؤدي إلى تنافس شديد على الموارد.
وأوضحت الكاتبة أن هناك سباق على تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية مع القارة الأفريقية يعكسه الاهتمام المتزايد الذي تُبديه الدول الكبرى تجاه هذه القارة والزيادة في القمم الدبلوماسية التي تُعقد مع دولها.
دور لا يمكن تجاهلهوترى الكاتبة أن دور أفريقيا في تشكيل الأحداث الحالية لا يمكن تجاهله، رغم الشكوك حول تكرار التاريخ بشكل مأساوي في القارة. فالتاريخ المأساوي يؤثر على السياسات الخارجية للدول الأفريقية من جهتين رئيسيتين. أولا، تظل حساسية الدول الأفريقية تجاه مبادئ السيادة وعدم التدخل عميقة بسبب آثار الاستعمار والاحتلال. وثانيا، تستغل الدول الأفريقية هذه اللحظة متعددة الأقطاب لكسر علاقات الاعتماد التي خلفتها فترة الاستعمار، ولتحقيق أهدافها في التنمية الاقتصادية.
وتؤكد الكاتبة على أهمية مراعاة التنوع الكبير داخل القارة الأفريقية، حيث تحتوي على دول متعددة تختلف في مصالحها وقدراتها.
وتدور المناقشات حول تعدد الأقطاب حول إنهاء الهيمنة الأحادية وظهور قوى متعددة لها مصالح وتأثيرات مختلفة. وتساعد هذه التغيرات الدول الأفريقية في اتباع سياسات تحالف انتقائية تلبي مصالحها في التنمية والأمن.
وبحسب الكاتبة؛ فمع توفر بدائل في مجالات متعددة، تمكنت الدول الأفريقية من استخدام تنافس القوى العالمية لتحقيق شروط أفضل في التجارة والاستثمار. على سبيل المثال؛ تحافظ دول مثل نيجيريا وكينيا وجنوب أفريقيا على علاقات قوية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما تعزز الروابط الاقتصادية والأمنية مع الصين وروسيا وتركيا ودول الخليج. لذا أصبح السلوك الدبلوماسي في القارة يعتمد على توازن متعدد الأطراف واستراتيجيات معقدة.
الصين
تناقش الكاتبة العلاقة الوثيقة بين تحول أفريقيا وزيادة النفوذ الاقتصادي والجيوستراتيجي للصين، من خلال مبادرات مثل "الحزام والطريق" ومنتدى التعاون الصيني الإفريقي. وقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا ومستثمرا رئيسيا في مشاريع البنية التحتية، حيث تمول وتبني العديد من المشاريع الكبيرة عبر القارة.
وتعود نجاحات الصين إلى طبيعة استثماراتها السريعة والممولة من الدولة، فضلا عن عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية وعدم ربط استثماراتها بشروط سياسية، مما يجعلها شريكا جذابا.
وتساهم الاستثمارات الصينية في تحويل اقتصادات الدول وتعزيز الترابط القاري، مما يسرع من تكامل الدول الأفريقية في الاقتصاد العالمي. على سبيل المثال، ساهمت الصين في تحول الاقتصاد الإثيوبي عبر استثمارات في مناطق صناعية وسكك حديد، مما يسهل الوصول إلى الأسواق العالمية كما ساعدت الاستثمارات الصينية في أنغولا على تعزيز قدرتها الإنتاجية وجعلها واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا.
روسياوأكدت الكاتبة على وجود روسيا ونفوذها في أفريقيا والتي تركز بشكل أكبر على التعاون العسكري، مبيعات الأسلحة، والدعم السياسي، حيث تُعتبر روسيا بمثابة عنصر موازن ضد التأثير الغربي.
وخلال السنوات الأخيرة، وسعت موسكو من وجودها العسكري بشكل كبير في القارة، فقد وقعت أكثر من 20 اتفاقية تعاون عسكري مع الدول الأفريقية منذ عام 2015. وتُعتبر روسيا أيضا موردا رئيسيا للأسلحة للعديد من الدول الأفريقية، حيث تأتي الجزائر ومصر في مقدمة أكبر المشترين للأسلحة الروسية، ونتيجة لزيادة الالتزامات الأمنية، تجاوزت روسيا الصين كأهم بائع للأسلحة في منطقة الصحراء الكبرى.
وتستفيد موسكو من التزامها الأمني لتوسيع نفوذها في دول مثل جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وليبيا. وبعد الانقلابات العسكرية في دول الساحل، حلت مجموعة فاغنر الروسية محل الوجود العسكري للاتحاد الأوروبي. والآن، تحولت فاغنر إلى ما يُعرف بـ "الفيلق الإفريقي" وأصبحت ليبيا مركزا لعملياتها اللوجستية الإقليمية.
روابط اقتصادية محدودة
وأفادت الكاتبة أنه عند مقارنة التزام روسيا العسكري، تُظهر روابطها الاقتصادية صورة محدودة. ومع ذلك، لا ينبغي أن يُفهم هذا على أنه ضعف، حيث تركز موسكو استثماراتها في مجالات إستراتيجية مثل الطاقة والتعدين. يُعتبر مشروع محطة الضبعة النووية في مصر أحد المشاريع الرئيسية لشركة روساتوم في أفريقيا، بينما تلعب شركات الطاقة والتعدين والطاقة النووية الروسية أدوارا حاسمة في الاستراتيجية الروسية في القارة.
وإضافة إلى ذلك، فإن العلاقات التي تطورها روسيا مع الدول الأفريقية تُعتبر ذات أهمية إستراتيجية لمواجهة العزلة والعقوبات التي فرضتها الدول الغربية نتيجة اجتياحها لأوكرانيا. وتسعى موسكو إلى تعزيز علاقاتها مع دول الجنوب العالمي تحت شعار "نظام عالمي متعدد الأقطاب"، وقد حققت هذه السياسة نجاحا نسبيا في أفريقيا.
وبينت الكاتبة أن روسيا تركز من خلال هذه الخطو على تحقيق ثلاثة أهداف إستراتيجية مهمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا: زيادة نفوذها الإقليمي، تحقيق التوازن مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتعزيز دورها الجيو-اقتصادي على المستوى العالمي.
القوى المتوسطةوتشير الكاتبة إلى تزايد تفاعل القوى المتوسطة مثل تركيا، والهند، ودول الخليج (خصوصا الإمارات والسعودية)، واليابان، والبرازيل مع القارة الأفريقية من خلال الاستثمارات الاقتصادية، المبادرات الدبلوماسية، والشراكات الاستراتيجية.
وترى الكاتبة أن تعددية الأقطاب في القارة تتيح لهذه القوى المتوسطة مجالا واسعا للتحرك؛ حيث ترى الدول الأفريقية في هذه القوى بديلا أكثر أمانا مقارنة بالقوى الكبرى. ويتضح ذلك من خلال عدم امتلاك هذه القوى المتوسطة للقدرات العسكرية، والاقتصادية، والسياسية اللازمة لإقامة هيمنة مشابهة لتلك التي تمتلكها الولايات المتحدة أو الصين، مما يسهم في توازن المنافسة بين القوى الكبرى في القارة.
وتعيش القوى المتوسطة تحديات وتجارب مماثلة لتلك التي تواجهها الدول الأفريقية، بدءا من التنمية والأمن، وصولا إلى بناء الدولة والمخاوف الجيوسياسية. بالإضافة إلى ذلك، تشترك معظم هذه الدول في مصلحة جيوسياسية مشتركة مع الدول الأفريقية تتمثل في إعادة تشكيل المؤسسات الدولية بشكل يعكس أصوات الجنوب العالمي بشكل أفضل.
وتؤكد الكاتبة أنه لا ينبغي اعتبار أفريقيا منصة تضامن للدول من العالم الثالث، حيث إن هذه القوى المتوسطة لا تعمل معا بشكل متسق، بل غالبا ما تتنافس مع بعضها البعض ومع دول أخرى.
علاقات تنافسيةوتشهد الشركات التابعة لهذه الدول المتوسطة في مجال الطيران، على سبيل المثال، تنافسا شرسا لتصبح العلامة التجارية المفضلة لنقل الركاب بين القارة وآسيا وما بعدها. بينما تفضل الهند والبرازيل إقامة روابط دبلوماسية أعمق من خلال مؤسسات دولية قائمة مثل الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي، يميل الآخرون إلى اتخاذ مسارات ثنائية من خلال اتفاقيات مع شركاء أفارقة محددين.
وتركز الاستثمارات المباشرة لدولة الإمارات بشكل رئيسي على زامبيا الغنية بالنحاس وجمهورية الكونغو الديمقراطية. من جهة أخرى، أعلنت السعودية عن خطط لضمان الحصول على المعادن من بلدان مثل ناميبيا وغينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية لدعم هدفها الطموح المتمثل في إنتاج 500,000 سيارة كهربائية سنويا بحلول عام 2030.
كما تتوسع استثمارات تركيا في قطاع التعدين، خاصة في الذهب والكروم، من خلال الشركات التركية التي تعمل في السودان وغانا. وتركز استثمارات الهند في التعدين بشكل أساسي على الفحم وخام الحديد والماس، مع التركيز على تأمين المواد الخام للقطاع الصناعي من زامبيا وجنوب أفريقيا وموزمبيق.
وأصبحت الإمارات، بعد الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، رابع أكبر مستثمر في أفريقيا خلال العقد الماضي في قطاع اللوجستيات والبنية التحتية، إذ تدير الشركات الحكومية الإماراتية الموانئ في أفريقيا كجزء من إستراتيجيتها لتكون نقطة وصل مركزية بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. ومن جهة أخرى، تستثمر السعودية في مشاريع بنية تحتية أخرى مثل ميناء لامو في كينيا وطريق مومباسا-نيروبي.
أما الشركات التركية، فهي نشطة للغاية في بناء المطارات والطرق والجسور ومجمعات سكنية عبر أفريقيا. وتُعرف الشركات التركية بقدرتها على تسليم المشاريع بسرعة وكفاءة، مما ساعدها على الفوز ببعض المشاريع من شركات صينية، كما هو الحال في إثيوبيا ورواندا. إضافة إلى ذلك، تتولى الشركات التركية إدارة بعض المطارات والموانئ في القارة.
اقتصاد ما بعد النفطوتابعت الكاتبة مبينة أنه من جهة الطاقة، تستعد الإمارات والسعودية لاقتصاد ما بعد النفط، حيث توجهان سياساتهما نحو قيادة الإبداع في مجال الطاقة المستدامة على مستوى المنطقة. وبفضل المبادرات التي أطلقتاها في السنوات الأخيرة، أصبحت هاتان الدولتان من بين أبرز المستثمرين في مشاريع الطاقة المتجددة في كل من المغرب ومصر وجنوب أفريقيا.
بينما تبرز الهند بشكل خاص في قطاع الغاز في موزمبيق ومشاريع الطاقة المتجددة في كينيا.
في المقابل، تقتصر استثمارات تركيا في قطاع الطاقة على أنشطة التنقيب، وخاصة في ليبيا والصومال حيث تمتلك تأثيرا قويا.
تحولات تتطلب استراتيجيات جديدة
وترى الكاتبة أن هذه التحولات تتطلب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة الضغوط المتزايدة من الصين وروسيا في القارة الأفريقية.
وتُعتبر الحاجة إلى مواجهة تأثير الصين وروسيا أحد أهم دوافع سياسة الولايات المتحدة في أفريقيا اليوم. فبعد انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن، حاولت الولايات المتحدة إيصال رسالة حول "الصراع العالمي بين الديمقراطيات والأنظ
مة الاستبدادية" خلال قمة الديمقراطية التي نظمتها، لكن النتائج لم تكن كما هو متوقع. حتى الغزو الروسي لأوكرانيا لم يُحدث "تحولا تاريخيا" في مواقف الدول الأفريقية، مثلما حصل في باقي دول الجنوب العالمي. كما فشلت الزيارات رفيعة المستوى لمسؤولين أميركيين مثل كامالا هاريس وأنطوني بلينكن في إقناع القادة الأفارقة بإدانة روسيا في الأمم المتحدة ودعم أوكرانيا.
وأشارت الكاتبة إلى أن سياسة الولايات المتحدة في أفريقيا تتصف ببنية مفرطة التركيز على الأمن، حيث تبنت واشنطن نهجا عسكريا لتأمين مصالحها في القارة منذ تأسيس القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (آفريكوم) في عام 2007.
فرنسا والاتحاد الأوروبيبالإضافة إلى ذلك، أسفرت العمليات العسكرية التي قامت بها فرنسا والاتحاد الأوروبي لمكافحة "الإرهاب" في غرب أفريقيا عن تعزيز مواقف الولايات المتحدة في المنطقة، لكنها ساهمت أيضا في زيادة مشاعر العداء ضد الغرب. وتواجدت القوات العسكرية الفرنسية والأميركية في منطقة الساحل قبل سلسلة من الانقلابات، مما أدى إلى انسحاب هذه القوات من المنطقة.
هذا الخسارة العسكرية المفاجئة شكلت صدمة كبيرة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث كان لديها التزامات عسكرية مكثفة بموجب سياسة الأمن والدفاع المشتركة.
ومع وجود 18 مهمة في أفريقيا بين عامي 2003 و2015، يبدو أن التطورات الأخيرة تشير إلى نهاية حقبة استراتيجية بالنسبة للاتحاد الأوروبي في القارة، خاصة مع تعليق المهام في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى بسبب أنشطة مجموعة فاغنر. كما انتهت المهمة العسكرية في النيجر بعد مطالبة الحكومة العسكرية الجديدة للقوات الأوروبية والأمريكية بمغادرة البلاد.
وفي الختام تعيد الكاتبة التأكيد على تزايد المنافسة بين القوى العالمية، مما سيؤثر على كيفية توجيه الدول الأفريقية لعلاقاتها مع القوى الكبرى والوسطى. وسيوفر هذا فرصا أكبر للقوى المتوسطة مثل تركيا والهند ودول الخليج (خاصة الإمارات والسعودية) واليابان والبرازيل لتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية.
ومع زيادة الطلب العالمي على معادن مثل الكوبالت والليثيوم، ستزداد الأهمية الاستراتيجية للدول الأفريقية. إذا تمكنت هذه الدول من تقييم هذا التنافس استراتيجيا والتفاوض على شروط استثمار أفضل، فسيمكنها من تحقيق نتائج تتماشى مع أهداف التنمية المحلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات مع الدول الأفریقیة والاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة القارة الأفریقیة الشرکات الترکیة الأفریقیة من القوى الکبرى الکاتبة أن فی أفریقیا فی القارة هذه القوى إلى ذلک من خلال فی قطاع ت عتبر التی ت
إقرأ أيضاً:
رئيس أفريقية النواب لـ صدى البلد: أتوقع وجود تقدم نحو دارفور لاستعادتها بعد السيطرة على الخرطوم.. وإسرائيل دربت كثير من القوات بدول القارة ودخلت في صناعة التعدين
شريف الجبلي.. رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب في حواره لـ"صدى البلد":
إذا تمت استعادة دارفور ستعود السودان وتنتهي الحرب
واقعة طرد سفير إسرائيل من الاتحاد الأفريقي بسبب غضب دول القارة السمراء من جرائم الاحتلال في غزة
إسرائيل تلعب دور كبير جدا في القارة السمراء من الناحية الاقتصادية والعسكرية و الأمنية
40 % فقط من الدول الأفريقية مساندة لإسرائيل و60 % منهم مساندين للقضية الفلسطينية
سوق الدواء في أفريقيا يعادل حوالي 60 مليار دولار.. ونصيب مصر منه لايزيد عن 1 %
أتوقع أن نصل إلى 10 % من سوق الدواء المصري في أفريقيا الأشهر القادمة
مصر تعاملت بإيجابية وصبر طويل مع أزمة سد النهضة بأثيوبيا
اقترح حصول مصر على أراضي في دول أفريقية لزراعتها بالتعاون بين القطاع الخاص والحكومة
أطالب بتوجيه جزء من المساحة الإعلامية في قناة القاهرة الإخبارية للتوجه إلى عدد من الدول الأفريقية باللغات الإنجليزية والفرنسية
قال النائب شريف الجبلي ، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب ، إن استعادة الخرطوم أمر مهم جدا ، لكن لازال موضوع دارفور هو أمر أساسي في الأحداث في السودان ، وإذا تمت استعادة دارفور ستعود السودان وتنتهي الحرب ، وبسيطرة الشرعية على العاصمة السودانية الخرطوم والمطار هي خطوة كبيرة جدا ، وأتوقع بناءا على ماحدث خلال شهر ونصف مؤخرا أن يكون هناك تقدم نحو دارفور لاستعادتها ، لأنها أساسية في الصراع بالسودان.
وأشار الجبلي ، في حواره لـ"صدى البلد" ، إلى أن واقعة طرد سفير إسرائيل من الاتحاد الأفريقي بسبب أن الدول الأفريقية أو الجزء الأكبر من الدول الأفريقية أو الاتحاد الأفريقي توصل أخيرا إلى أن إسرائيل تلعب دور سيىء في المنطقة ، وأنها السبب في كثير من المشاكل في المنطقة.
وإلى نص الحوار…
في البداية ما تعليقك على الأحداث في السودان وانتصارات الجيش واسترداده العاصمة السودانية الخرطوم؟
هذا هو الوضع الطبيعي بأن تعود الشرعية إلى مكانها الطبيعي في السودان ، حيث تتمثل هذه الشرعية في القوات المسلحة السودانية والشعب السوداني الذي يؤيدها ضد حركة انفصالية ، ونتمنى أن تظل السودان بلد واحدة لايوجد بها أي تقسيم ، لأنه كان الهدف الأساسي هو تقسيم السودان ، وهو أمر غير حميد بالمرة.
كيف ترى دور مصر في تهدئة الأوضاع بالسودان؟
مصر منذ أول يوم وهي تؤيد الشرعية في السودان ، وهذا كان واضح جدا في جميع لقاءات الرئيس السيسي مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان ، رئيس مجلس السيادة السوداني سواء كان في القاهرة ، حينما جاء عدة مرات في زيارة إلى مصر ، وكانت هناك زيارات أيضا من وزير الخارجية المصري إلى السودان ، وكل هذه دلائل على أن موقف مصر صريح ومؤيد للشرعية في السودان ، وهذا واضح جدا ، وهو الموقف الطبيعي.
في رأيك متى تنتهي الحرب في السودان؟
استعادة الخرطوم أمر مهم جدا ، لكن لازال موضوع دارفور هو أمر أساسي في الأحداث في السودان ، وإذا تمت استعادة دارفور ستعود السودان وتنتهي الحرب ، وبسيطرة الشرعية على العاصمة السودانية الخرطوم والمطار هي خطوة كبيرة جدا ، وأتوقع بناءا على ماحدث خلال شهر ونصف مؤخرا أن يكون هناك تقدم نحو دارفور لاستعادتها ، لأنها أساسية في الصراع بالسودان ، حيث أنها بها جزء كبير من الثروات المعدنية في السودان من الذهب وغيرها.
ما تعليقك على واقعة طرد سفير إسرائيل في أثيوبيا من مقر الاتحاد الأفريقي؟
هذه الواقعة تعبر عن أن الدول الأفريقية أو الجزء الأكبر من الدول الأفريقية أو الاتحاد الأفريقي توصل أخيرا إلى أن إسرائيل تلعب دور سيىء في المنطقة ، وأنها السبب في كثير من المشاكل في المنطقة ، لأنه كانت هناك رؤية من جانب عدد من الدول الأفريقية بشأن التعاون مع إسرائيل ، خاصة وأن إسرائيل تلعب دور كبير جدا في أفريقيا ولايجب أن ننسى ذلك سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية أو الأمنية في عدد كبير من الدول الأفريقية سواء في الشرق أو الغرب ، وبالتالي فإن هذه الواقعة خطوة مهمة جدا.
"أفريقية النواب" أعلنت أنها تبحث تنظيم لقاء موسعًا لتعزيز التواجد المصرى بالقارة السمراء .. ماهي آخر التطورات؟
آخر شيء توصلنا إليه هو إنشاء 6 صداقات برلمانية مع عدد من الدول الأفريقية ، من ضمنها جنوب أفريقيا وتنزانيا وجيبوتي والصومال ، وهذه المجموعات من الصداقات البرلمانية من المفترض أن تقوم بزيارات متبادلة مع المنظمين لها في هذه الدول ، على اعتبار أن الدبلوماسية الشعبية جزء مهم جدا من الدبلوماسية الرسمية ، وهذه تعتبر خطوة مهمة جدا ، ونتمنى تفعيلها خلال الفترة القادمة ، وسنقوم بعدد من الزيارات لهذه الدول خلال الفترة القادمة.
ناقشت أفريقية النواب استراتيجية ورؤية هيئة الدواء للتعامل مع السوق الأفريقية.. حدثنا عنها وكيف تستعيد مصر دورها كأكبر سوق للدواء في أفريقيا؟
موضوع سوق الدواء في أفريقيا معقد جدا ، لأن مصر حاولت في عدة سنوات أن تدخل سوق الدواء في أفريقيا ، لكن كانت هناك مقاومة شديدة من بعض الدول بدون ذكر أسماءها والتي تسيطر على سوق الدواء في أفريقيا.
كما أن سوق الدواء في أفريقيا يعادل حوالي 60 مليار دولار ، وكان نصيب مصر منه لايزيد عن 1 % ، وهو رقم لا يتناسب مع صناعة الدواء في مصر ، وكانت دائما المشكلة التي تواجه مصر هى مشكلة التسجيل ، حيث ترى بعض الدول أن مصر غير مسجلة دوليا في منطمة الصحة العالمية أو غيرها من المنظمات التي تعتمد الدواء عالميا ، وكانت هذه العقبة التي تواجهها مصر ، ولكن بعد إنشاء مدينة الدواء وهيئة الدواء استطاعت مصر أن تحصل على الشهادة الدولية لها للدواء المصري ، مما يفتح الطريق أمام مصر لكي تدخل السوق الأفريقي للدواء بقوة.
ونحن نؤيد وندعم هيئة الدواء في تواجدها في السوق الأفريقي ، وبدأنا بالفعل تبيع الدواء في بعض الدول الأفريقية مثل زيمبابوي وزامبيا ، واعتقد أنه خلال الأشهر القادمة سيكون هناك تواجد أكبر لسوق الدواء المصري في أفريقيا ، بحيث نصل على الأقل إلى 10 % من سوق الدواء في أفريقيا ، حيث أنه من المفترض أن نبيع الدواء في أفريقيا بما لايقل عن 6 مليار دولار في السنة ، خاصة وأن العقبة التي كانت أمامنا أزيلت.
ونحن كلجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب سنقوم بعمل أي شيىء مع الهيئات المناظرة لهيئة الدواء في أفريقيا ، وسنقدم أي دعم مطلوب مننا من الناحية السياسية ، لأن أي أمور فنية من اختصاص هيئة الدواء المصرية.
أعلنت إثيوبيا اكتمال 98% من أعمال سد النهضة وتشغيل 6 وحدات توليد كهربائي.. ما تعليقك؟
هناك تعنت من الجانب الإثيوبي بشأن سد النهضة ، كما أن إثيوبيا ترفض تماما التوصل إلى أي حلول تتوافق مع الدول الثلاثة مصر والسودان ولإثيوبيا ، كما أن إثيوبيا تسير في هذا الطريق واعتقد أنه عند نقطة معينة لو حدث أي ضرر سيكون لمصر دور في هذا الموضوع.
وكيف ترى تعامل مصر مع أزمة سد النهضة؟
مصر تعاملت بإيجابية وصبر طويل مع أزمة سد النهضة ، حيث لجأت مصر إلى كل السبل ، ولم يكون هناك طريق تم التوصل إليه ولم تكن مصر موجودة فيه ، ولكن بالعكس بإيجابية تامة ، ولكن كان هناك تعنت واضح من الجانب الآخر ممثل في إثيوبيا.
كما أنه في الفترة الأولى لولاية الرئيس الأمريكي ترامب كان التوقيع للاتفاقية بشأن أزمة سد النهضة ، إلا أن إثيوبيا لم توقع ، كما أننا تواصنا مع الاتحاد الأفريقي ولم نصل إلى أي نتائج ، كما أن مصر لم تغفل حق إثيوبيا في التنمية ، ولكن في نفس الوقت لابد من الحفاظ على حقوقنا في مياه نهر النيل لأن الأمن المائي يعتبر بمثابة أمن قومي.
كيف استعادت مصر ريادتها الأفريقية في ظل حكم الرئيس السيسي؟
مصر استمرت لفترة طويلة في تراجع للدور الأفريقي لمدة 30 عام ، مما أفقدنا أرضية كبيرة جدا في أفريقيا سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية ، إلا ان مافعله الرئيس السيسي من استعادة دور مصر في أفريقيا كان دور رائع ، حيث أنه أعاد مصر بهذه السرعة وبقوة إلى الساحة الأفريقية ، وظهر ذلك من خلال عدد الزيارات التي يقوم بها رؤساء الدول الأفريقية إلى مصر ، حيث أن كل رؤساء الدول الأفريقية تقريبا تزور مصر ، حيث استعادت مصر دورها في أفريقيا بشكل كبير جدا من الناحية السياسية ، وهذه من الأمور الواضحة جدا للجميع.
واستطاع الرئيس السيسي أن يستحدم أدواته في عودة علاقة مصر بالدول الأفريقية من خلال علاقاته الشخصية مع الرؤساء وأسلوب تعامله مع رؤساء الدول الأفريقية ، حيث أن الجزء الشخصي يلعب دور كبير في عودة العلاقات بين مصر ودول القارة الأفريقية ، كما أن الرئيس السيسي لديه خبرات كبيرة جدا في التعامل مع الشأن الأفريقي ، مما سهل من عودة العلاقة بين مصر ودول أفريقيا.
كيف تنظر دول القارة الأفريقية لمصر وما هي نقاط التحول في علاقتنا بإفريقيا؟
مصر كانت رائدة في أفريقيا منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وكانت مصر لها دور أساسي في حركات التحرر في أفريقيا ، وفي دعم الشأن الأفريقي اقتصاديا ، حيث كانت مصر متواجدة بشكل كبير جدا في أفريقيا ، وكانت لها الريادة في أفريقيا بشكل واضح سواء في غرب أفريقيا أو شرق أفريقيا أو وسط أفريقيا أو الجنوب الأفريقي ، حيث كان لها دور كبير جدا ، وكان لها دور كبير جدا اقتصاديا ، ثم تقلص هذه الدور إلى حد كبير.
وكانت المشكلة أن هناك أجيال كبيرة من دول أفريقيا ظهرت ولم تكن موجودة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وبالتالي فأصبحنا نتعامل مع جيل جديد وهو لايعرف بالدرجة التي كانت تعرفه أباءهم من الأجيال السابقة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ولذلك فإننا علينا دور كبير للعمل على عودة علاقة مصر بالدول الأفريقية سواء من الناحية السياسية والتي بدأت تعود مع دول أفريقيا ، ولكننا نحتاج إلى تعزيز علاقتنا بأفريقيا من الناحية الاقتصادية ، ويجب أن يكون لمصر تواجد في أفريقيا بشكل أكبر ، خاصة وأن مصر لها تواجد من ناحية التعليم والأزهر ، ووزارة الأوقاف لها دور كبير ، ولدينا مزارع تجريبية في عدد من الدول الأفريقية ، ومن ناحية الصحة لنا مراكز صحية وعيادات أقيمت في عدد من الدول الأفريقية ، ولكننا نحتاج إلى دور أكبر لمصر خلال الفترة القادمة لكي تعرف الأجيال الجديدة في الدول الأفريقية من هي مصر.
كما أن مصر بدأت تعود للحضن الأفريقي بالتدريج ، بحيث يكون هناك التواصل المطلوب مع أفريقيا الحديثة التي تطورت جدا من حيث ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي ، وكل هذه عوامل جديدة لابد من التعامل معها.
ويجب أن يكون لمصر دور أكبر في استيعاب أكبر عدد ممكن الطلبة الأفارقة للتعليم في مصر سواء في الجامعات أو الأكاديميات العسكرية ، حيث أنه من المهم تواجدهم ، ولابد من عمل مراكز ثقافية في عدد من الدول الأفريقية المحورية من خلال تعليم اللغة العربية والتعريف بمصر ، حيث أن هناك عدد من كبير الدول الأفريقية لديها مراكز ثقافية ومنها تركيا لها مراكز ثقافية في أفريقيا ، ولابد من نشر القوى الناعمة لمصر في أفريقيا من مسلسلات وأفلام ويتم ترجمتها باللغة السواحلية وغيرها ، مما يخلق تواجد لمصر في أفريقيا ، وكل لك قوى ناعمة لمصر لاتحتاج إلى استثمارات كبيرة.
كما أن الأزهر له دور كبير جدا ووزارة الأوقاف ، حيث أن وزارة الأوقاف تقوم كل شهر بدعوة أحد العلماء الأفارقة ، لكي يتعلموا في الأزهر في مصر وتقوم بعمل احتفالية وتدعو عائلته ، مما يساهم في التواصل مع الجانب الآخر ، بحيث لايفقد التواصل.
ولابد من التواصل مع الطلاب الأفارقة في الجامعات والأكاديميات العسكرية بعد عودة إلى بلادهم ، لأن هؤلاء الطلاب يتقلدوا مناصب بعد ذلك في بلادها ، وبالتالي فإنهم من القوى المهمة جدا وهي نقطة نفتقدها ولابد من التواصل بشأنها.
هل نحن في حاجة إلى إنشاء قناة موجهة لدول القارة الأفريقية لتعريفهم بمصر؟
كانت مصر قبل ذلك لديها الإذاعات الموجهة للدول الأفريقية باللغات الأفريقية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وكانت فعالة في هذا الوقت ، وبالتال لابد من وجود تواجد إعلامي في الفترة الحالية ولكن من خلال التركيز على دول كبيرة في أفريقيا وليس 54 دولة أفريقية ، مثل نيجريا وتنزانيا والكونغو ، وهناك دول مهمة محورية من الممكن أن نهتم بها ونوجه إليها التواجد الإعلامي سواء من خلال إنشاء قناة موجهة أو من الممكن أن يتم توجيه جزء من المساحة الإعلامية في قناة القاهرة الإخبارية للتوجه إلى عدد من الدول الأفريقية باللغات الإنجليزية والفرنسية وهي اللغات السائدة دون اللجوء إلى اللغات المحلية في أفريقيا ، مما يستقطب جزء كبير من الشعب الأفريقي ، لأن إنشاء قناة بهدذا الحجم موجهة للدول الأفريقية تحتاج إلى استثمارات كبيرة.
كيف استطاعت إسرائيل من وجهة نظرك أن يكون لها دور في القارة الأفريقية؟
إسرائيل توغلت في أفريقيا من الناحية الاقتصادية والأمنية وقامت بتدريب كثير من القوات في الدول الأفريقية ، ومن الناحية الاقتصادية دخلت في صناعة التعدين في الدول الأفريقية وتواجدت بشكل واضح وقوي جدا في القارة الأفريقية.
ويجب على مصر أن تبذل مجهود أكبر من الناحية الاقتصادية للتواجد في أفريقيا ، فعلى سبيل المثال سد جوليوس نيريري ، والذي أقيم في تنزانيا بشركات مصرية ، كان أمر قوي لإعادة التواجد المصري في أفريقيا وهو مشروع بحوالي 3 مليار دولار ، وتم تنفيذه بالكامل بشركات مصرية ، مما يعطي الثقة وتبدأ مصر العودة للحضن الأفريقي ، لأن مصر لم تصحل على مشروع بهذا الحجم في أفريقيا ، وكان للرئيس السيسي دور كبير في حصول مصر على هذا المشروع الضخم ، كما أن مصر قوية في البنية الأساسية لتنفيذ مثل هذه المشروعات الضخمة.
كما أنني كنت في زيارة مع الفريق كامل الوزير ، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل من عام وقمنا بزيارة تنزانيا وروندا للتواجد في البنية الأساسية ومراكز لوجيستية في هذا المجال ، باعتباره مهم جدا ، كما أنني كنت الشهر الماضي في زيارة إلى تنزانيا مع السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية وتحدثت معه في تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين ، وبالتالي لابد ان نسير على هذا المسار ، حتى نستعيد دور مصر القوي في أفريقيا من الناحية الاقتصادية.
كما أننا في حاجة إلى أن نعمل على مشروع كيب تاون – القاهرة ، باعتباره من الطرق المهمة جدا ، ومشروع ربط بحيرة فيتكوريا بالبحر المتوسط ، وكلها مشروعات كان لمصر دور رائد فيها ، ومن المهمم أن نستكملها لأنه سيكون إنجاز كبير جدا.
ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه إفريقيا في الضغط على إسرائيل؟
هناك دول لعبت دور كبير جدا في الضغط على إسرائيل مثل جنوب أفريقيا في رفع دعوى في المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة وكان موقف قوي جدا ، وهناك دول لازالت مع إسرائيل حتى الآن وتقف بجوارها وتصوت ضد فلسطين.
وأرى أنه في وقت من الأوقات كان هناك 70 % من الدول الأفريقية مساندة لإسرائيل ، ولكن هذه النسبة تراجعت بعد الحرب في غزة ، بحيث وصلت إلى 40 % فقط من الدول الأفريقية مساندة لإسرائيل و60 % منهم مساندين للقضية الفلسطينية ، حيث أن القضية الفلسطينية قامت بتغيير الرؤية لدى دول كثير في القارة الأفريقية ، ولكن لازالت هناك دول أفريقية متمسكة والدليل على ذلك واقعة طرد السفير الإسرائيلي من مقر الاتحاد الإفريقي.
ماهي خطة لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب خلال الفترة القادمة قبل نهاية دور الانعقاد الحالي؟
لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب تعمل في عدة جهات ، ففي مجال الطيران جلسنا مع وزير الطيران ، وذلك لتعميق تواجد الخطوط الجوية المصرية في أفريقيا ، وبالفعل زاد عددها ، وأصبح هناك تواجد مصري أكبر عن الـ3 سنوات الماضية ، وهناك فارق في التواجد المصري في أفريقيا ، وهو أمر مهم جدا ، لأنه كان يتم السفر إلى عدد من الدول الأفريقية عن طريق الإمارات وتركيا وأوروبا ، مما كان يعيق التنقل.
كما أننا عقدنا اجتماع في لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب مع وزير الزراعة لكي نتوسع زراعيا في أفريقيا ، حيث أننا لدينا الرقعة الزراعية محدودة مع الزيادة السكانية ونستورد قمح من روسيا وكندا وأستراليا ، وبالتالي فإن اللجنة تقترح ان تحصل مصر على أراضي في دول أفريقية ونقوم بزراعتها سواء قطاع خاص مع الحكومة ، ويقوموا بزراعة مزارع كبيرة لزراعة القمح والذرة والأرز والمحاصيل الأساسية التي نحتاجها.
كما أنه من الأمور الهامة أيضا هو التواجد اللوجيستي لمصر في أفريقيا ، وتحدثنا فيها مع الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل ، وهناك خطوات جادة بشان هذا الأمر.
كما أننا ناقشنا مع وزير الأوقاف في اجتماع هام جدا خطة تم وضعها للتوسع في أفريقيا وزيادة عدد الأئمة وتأهيلهم ، ومن المهم أن أيا كان ستقوم الدولة بإرساله إلى أفريقيا سواء كان طبيب أو ائمة أو غيرهم ، لابد من منحهم الرؤية ماهي أفريقيا وكيف يتم التعامل مع الشعب الأفريقي ، وبالتالي لابد أن تؤهل الدولة من سيسافر إلى أفريقيا للعمل ، وهذا يحتاج إلى توعية من الدولة.
ومن ناحية الصناعة فإننا نهتم جدا بالتواجد في مجال الصناعة في أفريقيا ، خاصة وأنها أفريقيا لديها معادن كثيرة ، ودول كثيرة تستخرج هذه المعادن مثل الصين وغيرها ، وبالتالي لماذا يكون لمصر دور بشأن ذلك ، وبالفعل هناك بعض الشركات المصرية دخلت في مجال استخراج الذهب في أفريقيا بقوة ، وهو أمر موجود مطلوب جدا ، وبالتالي فإن أي تواجد مصري اقتصادي سواء كان صغير أو متوسط أو كبير فإنه مطلوب جدا في أفريقيا خلال الفترة القادمة ، لأن أفريقيا مجالها مفتوح جدا.
كما أن الرئيس السيسي سبق وأن صرح بأن يريد أن يصل حجم الصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار سنويا ، كما أن أقرب سوق مصر من الممكن أن تتوسع فيه هو السوق الأفريقي ، لأنه السوق في أمريكا وآسيا لن يكون به حجم الصادرات كبير جدا ، ولكن السوق الأفريقي مفتوح والمنافسه فيه قوية جدا ، خاصة و أن كل المنتجات التي تنتج في مصر ليست في أفريقيا ، وبالتالي فإننا لدينا فرصة جيدة جدا لزيادة الصادرات المصرية لأن صادراتنا في أفريقيا ضعيفة جدا ، حيث أننا نصدر لأفريقيا حوالي 6 مليار دولار في السنة ، ولكن معظمها صادرات في شمال أفريقيا ، ولكن الجزء الذى يسمى بجنوب الصحراء غير موجودين فيه ، ولذلك فإننا نحتاج إلى مراكز لوجيستية ودراسة أسواق بطريقة أفضل ، ولكن السوق الأفريقي موجود في ظل تواجد مليار و300 مليون نسمة في أفريقيا ، كما أننا نتحدث مع وزير الاستثمار والتجارة في هذا المجال ، وسيأتي إليها في اللجنة.
في النهاية ماهو تعليقك على جهود مصر ومواقف الرئيس السيسي الرافضة لسياسة التهجير؟
هذه سياسة حكيمة جدا من الرئيس السيسي على الرغم من الضغوط الرهيبة التي تعرض لها في هذه القضية من كل العالم ومن قوى كبيرة ومع ذلك فإننا متمسكين بموقفنا رغم كل الضغوطات الاقتصادية ، إلا ان موقف الرئيس السيسي صلب وواضح جدا ويحظى باحترام وتأييد الشعب المصري كله وتقريبا الشعوب العربية كلها والشعب الفلسطيني ، وهو موقف نحيي الرئيس السيسي عليه.