إعلان المشاركين في الجولة الثانية من «استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية»
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
دبي: «الخليج»
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، اليوم، الجهات الفائزة للمشاركة في الجولة الثانية من مبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية، خلال الدورة الـ 75 للمؤتمر الدولي للفضاء. وقد اختيرت حمولتان من الجامعة التقنية في مولدوفا وشركة مداري سبيس المحدودة، وهي شركة ناشئة مقرها دولة الإمارات، ليتمكنا من إرسال ابتكاراتها على متن حمولة القمر الاصطناعي «فاي - 2».
برنامج «فاي» جزء من مبادرة «الوصول إلى الفضاء للجميع» التي يعمل عليها مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي. يمنح البرنامج فرصة استضافة الحمولات على منصة الأقمار الاصطناعية التي طورها مركز محمد بن راشد، لجميع الجهات من مختلف العالم. كما يمثل البرنامج فرصة مميزة للابتكار واستعراض التقنيات الحديثة.
سيختار فريق الجامعة التقنية في مولدوفا، خلال المشروع، تقنيتين مهمتين تم تطويرهما بالتعاون مع المركز الوطني لتكنولوجيا الفضاء؛ وهما تقييم جدوى استخدام تقنية تجارية جديدة لتحديد مواقع الأقمار الاصطناعية بدقة أثناء وجودها في المدار. إلى جانب اختبار قدرة التحمل لمجموعة من أجهزة الاستشعار النانوية تحت تأثير الإشعاع الفضائي، وهو ما قد يسهم في تطوير تقنيات تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية وتطبيقات أجهزة الاستشعار النانوية في بيئات الفضاء الصعبة.
بينما ستشارك شركة مداري سبيس في برنامج «فاي - 2»، بمشروع يركز على تخزين البيانات وخدمات الحوسبة في مدار أرضي منخفض. وستتيح قدرات الحمولة المدعومة بالذكاء الاصطناعي معالجة البيانات المتقدمة وتخزينها في الفضاء، ودعم نمو صناعة الفضاء في دولة الإمارات، وتعزيز تطور الشركات الناشئة المحلية. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختيار شركة خاصة ضمن مبادرة «الوصول إلى الفضاء للجميع»، وهي علامة فارقة للشركات الناشئة في قطاع الفضاء.
وقال سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء «تمثل مهمة فاي-2 تقدماً كبيراً في تعاوننا مع مكتب الأمم المتحدة، ما يعزز هدفنا المشترك في توفير وصول عالمي إلى الفضاء للجهات الملتزمة بتعزيز الابتكار. يُعد اختيار حمولتين من مولدوفا والإمارات، شهادة على التزامنا برعاية تقنيات الفضاء الرائدة وتوسيع آفاق علوم الفضاء. في مركز محمد بن راشد للفضاء، نؤمن بأنه بتعزيز مثل هذه الشراكات الدولية، لا نُسرّع التقدم التكنولوجي فحسب، بل نمهد الطريق أيضًا لمستقبل أكثر استدامة وتعاوناً، سواء في الفضاء أو على الأرض. نعمل على تمكين الدول من المشاركة في هذه الرحلة العالمية نحو الاكتشاف والابتكار».
وقالت آرتي هولا مايني، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي «تماشياً مع أهداف مبادرة «الوصول إلى الفضاء للجميع» التابعة لمكتب الأمم، يُظهر تعاوننا مع مركز محمد بن راشد، التزامنا بتوسيع الأنشطة الخاصة بمجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء للدول النامية. بعد اختيار اثنين من الفائزين من البحرين ونيبال في عام 2022 خلال الجولة الأولى من برنامج «فاي»، يسرنا الآن أن نعلن ونهنئ الفائزين بالجولة الثانية من مولدوفا والإمارات. أتطلع إلى رؤية الحمولات المختارة تتطور، ليس لدعم تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والفرص في الدول التي تمثلها فقط، ولكن للإضاءة على الفرص القيمة التي يوفرها تعاوننا مع مركز محمد بن راشد في إطار مبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية».
فيما علق الدكتور فيوريل بوستان، رئيس الجامعة التقنية في مولدوفا، قائلاً: «نحن فخورون للغاية باختيارنا للانضمام إلى مهمة فاي- 2. يُمثل هذا إنجازاً تاريخياً لجامعتنا وجمهورية مولدوفا، ونحن نستعد لإطلاق حمولتنا إلى الفضاء. سيعزز هذا المشروع خبرتنا بشكل كبير في تكنولوجيا الفضاء، وسيكون حافزاً لإلهام وإشراك الجيل القادم في تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية. كذلك، سيسهم في دمج مولدوفا في مجتمع الفضاء العالمي. ستُمكننا هذه الفرصة من تعزيز قدراتنا في أبحاث الفضاء، وإشراك المواهب الشابة في تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، وتعزيز الابتكار والبحث المستمر في هذا المجال الحيوي».
وقال الدكتور شريف الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة مداري سبيس «فخورون للغاية باختيارنا لمبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية. وهذا الإنجاز شهادة على العمل الجاد والتفاني والشغف الذي يُظهره فريقنا بأكمله. جهودنا مدفوعة برؤية موحدة لإحداث ثورة في إدارة البيانات في الفضاء، ووضع دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول الرائدة في تكنولوجيا الفضاء. إن اختيارنا لهذه المبادرة لا يعترف بجهودنا الجماعية فحسب، بل يؤكد الإمكانات الهائلة لدولة الإمارات مركزاً مزدهراً لأبحاث الفضاء والابتكار. نحن ممتنون لمركز محمد بن راشد، ومكتب الأمم المتحدة، على هذه الفرصة المرموقة. نحن متحمسون لمواصلة رحلتنا نحو الابتكار، حيث نعمل لتحقيق تقدم رائد في تخزين البيانات وحوسبة الحواف، التي ستشكل مستقبل العمليات التجارية في مدار الأرض المنخفض وما بعده».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مركز محمد بن راشد للفضاء الإمارات الفضاء مرکز محمد بن راشد تکنولوجیا الفضاء الأمم المتحدة فی تکنولوجیا إلى الفضاء
إقرأ أيضاً:
الطريق إلى الأمام في سوريا
ترك انهيار نظام الأسد في سوريا - حيث لم يخبر الرئيس بَـشّار الأسد حتى أقرب مساعديه قبل فراره إلى موسكو - القوى الإقليمية والدولية تتدافع لتثبيت الاستقرار في البلاد.
بطبيعة الحال، بُـذِلَـت محاولات عديدة لاستعادة الاستقرار في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، بعد أن قمع الأسد بوحشية مظاهرات الربيع العربي السلمية. وعلى الرغم من الإخفاقات العديدة، يظل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، الذي اعتُـمِد بالإجماع في ديسمبر 2015، يشكل حجر الزاوية في الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية إلى حل الصراع السوري. فهو يوفر خريطة طريق واضحة للانتقال السياسي بقيادة سورية في ظل دستور جديد، مع انتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة وتدابير لضمان الحكم الشامل. الواقع أننا لم نشهد بَـعد سوى أقل القليل من التقدم على أي من هذه الجبهات. ذلك أن اللجنة الدستورية، وهي الهيئة المكلفة بتنفيذ القرار 2254، تجسد الإمكانات والقيود التي تحكم عملية الأمم المتحدة، وتضم ممثلين عن نظام الأسد، والمعارضة، ومنظمات المجتمع المدني، كان من المفترض أن تقوم بصياغة دستور جديد يصلح كأساس لتسوية سياسية، لكن اللجنة لم تحقق شيئا جوهريا يُـذكَـر بعد جولات عديدة من الاجتماعات في جنيف، بسبب العراقيل التي يضعها الوفد التابع للنظام. لم يواجه النظام أية عواقب نتيجة لعرقلة العملية، لأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذاته كان منقسما بشدة. فقد تمكنت روسيا باعتبارها عضوا دائما يتمتع بحق النقض من حماية الأسد من أي عمل دولي أكثر قوة، وكان تدخلها العسكري في عام 2015 سببا في إنقاذ نظام الأسد وتغيير توازن القوى على الأرض جوهريا. وفي حين حاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص جير بيدرسن كسر الجمود من خلال إغراء النظام باحتمال تخفيف العقوبات، فلم يكن لمثل هذه المقترحات أي أثر. الآن، وعلى نحو مفاجئ، أصبح كل شيء مختلفا. وفي حين كان رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين أول مسؤول رفيع أجنبي يسافر إلى دمشق بعد سقوط النظام، كان الثاني (وفقا لما بلغنا من عِـلم) بيدرسن. علاوة على ذلك، تقول حكومات عديدة إنها على اتصال مع جماعة هيئة تحرير الشام، وحكومتها المؤقتة. ولم تمثل حقيقة أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى لا تزال تصنف هيئة تحرير الشام رسميا على أنها منظمة إرهابية أي مشكلة. برغم أن أمورا عديدة تظل غير مؤكدة، فإن خريطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة في عام 2015 تظل الخيار الأفضل لضمان الحكم الشامل، وهو شرط أساسي للاستقرار في سوريا. لكن السؤال هو ما إذا كانت كل القوى المحلية والإقليمية لتوافق على هذه العملية.
لم تتردد إسرائيل في الدفع بقواتها إلى ما وراء مرتفعات الجولان، لتتخلص بذلك من الترتيب الذي ساد منذ حرب أكتوبر 1973 (عندما أشعلت حتى المكاسب الضئيلة التي حققتها في المنطقة المشاعر في مختلف أنحاء العالم العربي). كما نفذت ضربات جوية استباقية ضد ما تبقى من المعدات العسكرية ومرافق الأسلحة في سوريا.
من منظور تركيا، يتلخص السؤال الأكبر في ما إذا كانت تستطيع قبول إطار الحكم السوري الذي يشمل الأكراد. تتمثل أولوية الحكومة التركية في تهميش أي عناصر مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره جماعة إرهابية (كما تفعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي). من الناحية المثالية، قد تساعد تسوية جديدة في سوريا حتى في نزع فتيل القضية الكردية في تركيا ذاتها. يكمن أحد المخاطر الواضحة في إقدام بقايا تنظيم (داعش) على استغلال حالة انعدام اليقين الجديدة لتعزيز موقفها. لكن كلا من هيئة تحرير الشام والجماعات الكردية المختلفة حاربت داعش لسنوات، وسوف تكون الآن أكثر تصميما على مقاومتها. يتمثل أحد مواطن القوة الرئيسية في عملية الأمم المتحدة في غياب أي بدائل مواتية؛ فإذا انهارت، ستكون النتيجة كارثية لجميع الأطراف المعنية. ويُـظـهِـر تركيز المتمردين المنتصرين على بناء وصيانة مؤسسات الدولة أنهم يدركون المخاطر حق الإدراك. لكي تنجح هذه العملية، يجب أن يتولاها السوريون من أجل السوريين، ولكن بمساعدة خارجية. الواقع أن الوضع الإنساني مروع ويتطلب اهتماما فوريا. وينبغي للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن يوضحا لكل القوى الفاعلة ذات الصلة أنهما على استعداد لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا دعما للانتقال السياسي. المخاطر مرتفعة بشكل خاص بالنسبة لأوروبا، التي لا تزال أزمة اللاجئين من عام 2015 تطارد سياساتها. وتكرار تلك الحال سيكون كابوسا. وتركيا، بطبيعة الحال، لديها مصلحة حيوية في الاستقرار على حدودها. فقد استضافت لفترة طويلة ملايين اللاجئين السوريين الذين ترغب في إعادتهم إلى ديارهم، والآن يُـعـرِب كثيرون منهم عن استعدادهم للرحيل. الواقع أن العملية التي تنتظرنا ستكون طويلة ومعقدة. فلم يكن حكم سوريا مسألة بسيطة قط. وإذا بدأت أي من القوى الرئيسية ملاحقة أجندتها الخاصة من جانب واحد، فقد تتدهور الظروف بسرعة. مع ذلك، تمثل عملية الأمم المتحدة أفضل طريق إلى الأمام، وهذا يمنح المنظمة الفرصة لكي تثبت للعالم أنها تظل تشكل عنصرا لا غنى عنه في مثل هذه المواقف.
كارل بيلت هو رئيس وزراء ووزير خارجية السويد السابق.
خدمة بروجيكت سنديكيت