كيف فضحت حرب غزة ازدواجية أوروبا وأميركا؟ الخبراء يجيبون
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
وتناولت حلقة برنامج "موازين " تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة على المنظومة القيمية الغربية، وتساءلت عن سبب فشل المنظومة الدولية التي ترفع شعار العدالة وحقوق الإنسان في إنهاء العدوان الإسرائيلي.
وأكد السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط أن الحرب الإسرائيلية فضحت الحكومات الغربية التي تكيل بمكيالين، وأظهرت أن الليبرالية الغربية التي تكفل حرية التظاهر والتجمع تعاملت بازدواجية مع المظاهرات التي خرجت إلى الشوارع تضامنا مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للعدوان.
واعتبر أن تنامي اليمين المتطرف في الدول الغربية له علاقة بازدواجيتها، لأن السياسيين الغربيين يعتمدون على الشعبوية ويناهضون القوانين والقيم الإنسانية العالمية، وقال زملط إن هناك قاعدة عقائدية دينية غربية خاصة في أوروبا والولايات المتحدة تقول إن "إسرائيل إرادة إلهية".
وتحدث السفير عن قوة تأثير حلفاء إسرائيل بالدول الغربية، حيث يكافأ كل سياسي يعادي الحق الفلسطيني، ويعاقب كل من ينتقد ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وشدد زملط على أن "الإشكال ليس في القانون الدولي ولا الهياكل الدولية، وإنما الإشكال الأساسي عندما يترجم الأمر إلى قرار سياسي، حيث نصطدم بسياسيين تمكنوا من أن يكونوا فقط في مكان الحكم من خلال تجييش وبناء تيارات يمينية" متطرفة.
واستدل في هذا السياق بإقرار محكمة العدل الدولية بكل ما طلبته جنوب أفريقيا في الدعوى التي أقامتها ضد إسرائيل، وقال إن قضاة المحكمة حكّموا ضميرهم وكانوا مهنيين "لكن لعبة السياسية دخلت، وظهر ذلك في موقف ألمانيا التي تقدمت بمرافعة ورفضت أن تكون إسرائيل تحت لائحة الاتهام الدولية".
وكانت حكومة جنوب أفريقيا قد رفعت في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023 قضية ضد إسرائيل تتهمها فيها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.
ولفت زملط إلى أن مسألة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" -التي روج لها السياسيون الغربيون بداية الحرب على غزة- يتم نقاشها اليوم على مستوى القانون الدولي، مؤكدا أن الأخير حدد مسؤولية الاحتلال وأعطى الشعوب الحق في المقاومة بكل الوسائل المشروعة.
وخلص السفير إلى أن النظام العالمي لا يخص الولايات المتحدة والدول الأوروبية فقط بل البشرية والإنسانية جمعاء، وأكد ضرورة انتهاء نظام القطب الواحد، مشيرا إلى أن ذلك آخذ في الحدوث ولكنه بطيء، وقال "أعتقد أن الوقت قد حان لأن تكون لشعوب العالم كلمتها واللحظة مواتية، لأن هناك لاعبين دوليين ودولا وازنة مثل البرازيل وجنوب أفريقيا والصين التي يجب أن يكون لها قولها".
وأشار بهذا السياق إلى الفرق بين الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، والتي تمثل العالم لكن ليس فيها حق النقض، وبين مجلس الأمن الدولي الذي يمثل الإرادة السياسية والانحياز والازدواجية الغربية.
هيمنة اللوبيات الصهيونيةمن جهته، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي إدريس الكنبوري أن هيمنة اللوبيات الصهيونية بالدول الغربية جعلت حكوماتها تطارد كل من ينتقد إسرائيل، وهو ما حدث على سبيل المثال مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي الذي حوكم بسبب تشكيكه في المحرقة اليهودية.
وقال الكنبوري إنه منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، ظهرت الازدواجية الغربية "ففي حرب روسيا على أوكرانيا تعاطى معها الغرب بشكل قوي جدا على حساب بؤر التوتر الأخرى بالعالم، لكن هذا الغرب وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا وقفوا خلف أكتاف إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني". واعتبر أن هذه الازدواجية تهدد بنسف الشرعية الدولية وحقوق الإنسان.
وأضاف: ونتيجة الازدواجية الغربية أصبحت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مكبّلين، وبات الأمين العام للمنظمة الدولية وكأنه رئيس أصغر دولة في العالم.
وعن تداعيات الفشل الأممي، يؤكد أنور الغربي مدير مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان أن الأمم المتحدة أنشئت لحفظ الأمن والسلم الدوليين وحماية حقوق الإنسان، لكن هذه العناوين لم تحترم، فـ"في مجلس الأمن تستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو للدفاع عن الفظاعات التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين" وقال إن هناك حاجة لمراجعة هذه المنظومة الأممية اليوم على ضوء الواقع الجديد.
16/10/2024المزيد من نفس البرنامجالإعلام البديل يقلب موازين السردية الإسرائيلية في حرب غزةتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات وحقوق الإنسان على غزة
إقرأ أيضاً:
ازدواجية المعايير .. العراق نموذجًا
بقلم : جعفر العلوجي ..
تشكل المواقف السياسية والدبلوماسية معيارًا لمدى احترام الدول لعلاقاتها مع الشعوب الأخرى وتعكس طريقة تعاطيها مع الأحداث ومدى التزامها بالمبادئ الأخلاقية والعدالة في التعامل مع القضايا المختلفة ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث مؤخرًا من تجاوزات في الهتافات الجماهيرية خلال المباريات الرياضية ، حيث أظهرت الحكومة الأردنية ازدواجية واضحة في مواقفها تجاه الإساءات التي صدرت من بعض جماهيرها .
في إحدى المباريات التي جمعت منتخب الكويت بالمنتخب الأردني، أطلقت بعض الجماهير الأردنية هتافات تمجّد المقبور صدام حسين، الأمر الذي أثار استياء واسعًا في الكويت، حيث اعتُبر ذلك إساءة لمشاعر الشعب الكويتي وتذكيرًا بجراح الماضي المتعلقة بالغزو العراقي للكويت عام 1990. وسرعان ما سارعت الحكومة الأردنية إلى تقديم اعتذار رسمي إلى الكويت، مؤكدة رفضها لأي إساءة تمس العلاقات بين البلدين .
وعلى النقيض من ذلك، عندما تكرر المشهد نفسه بل وصل الى الشتائم القذرة، لكن هذه المرة ضد شعب العراق، لم يصدر عن الحكومة الأردنية أي اعتذار، ولم تبادر الجهات المعنية إلى اتخاذ أي موقف رسمي مشابه لما فعلته مع الكويت. هذا التجاهل يطرح تساؤلات حول مدى احترام الحكومة الأردنية للعلاقات مع العراق، ولماذا تتعامل بازدواجية عندما يتعلق الأمر بالإساءة إلى العراقيين مقارنة بالكويتيين؟
ما حدث لا يعد حالة استثنائية، بل هو امتداد لنهج مزدوج في التعاطي مع العراق. على مر السنوات، تكررت مثل هذه المواقف التي أظهرت تهاون بعض الدول في التعامل مع الإساءة للعراق، مقارنة بمواقفها الصارمة تجاه أي تجاوز يطال دولًا أخرى.
على سبيل المثال، في عام 2018، شهدت مباراة بين المنتخبين الجزائري والفلسطيني هتافات تمجّد المقبور صدام حسين، مما أثار جدلًا واسعًا لكن اللافت أن الموقف الرسمي العراقي حينها لم يلقَ أي استجابة دبلوماسية تُجبر الجهات المعنية على الاعتذار .
إن الصمت الرسمي الأردني تجاه الإساءة للعراق يحمل دلالات عديدة منها
ضعف الموقف الدبلوماسي العراقي حيث إن غياب رد فعل رسمي حازم يجعل بعض الأطراف تتهاون في احترام العراق وشعبه .
وكذلك تقليل أهمية الإساءة للعراق مقارنة بدول أخرى وهو ما يعكس نظرة بعض الدول للعراق كدولة يمكن التجاوز بحقها دون تبعات جدية.
ولمواجهة مثل هذه الازدواجية في التعامل، لا بد من مطالبة الحكومة العراقية باتخاذ موقف واضح وإرسال رسالة احتجاج رسمية إلى الجانب الأردني ، وان يكون هناك
تحرك للاعلام العراقي لتسليط الضوء على هذه الإساءات وعدم السماح بمرورها مرور الكرام .
إن احترام العلاقات بين الشعوب والدول يتطلب مواقف عادلة ومتساوية تجاه أي تجاوزات، بغض النظر عن الدولة المستهدفة وما حدث من ازدواجية في اعتذار الحكومة الأردنية للكويت وتجاهلها للعراق يكشف عن خلل في التعامل مع مثل هذه الأحداث لذلك، يجب على الجهات الرسمية والشعبية العراقية أن تتعامل مع الأمر بجدية، حتى لا يصبح العراق مستباحًا للإساءات دون أي رد رسمي رادع.
جعفر العلوجي