من الدرج العظيم حتى قاعات العرض.. "الوفد" داخل أروقة المتحف المصري الكبير
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
المتحف المصري الكبير، الصرح الحضاري والثقافي الأكبر والأهم بين بلدان العالم، والذي ينتظر افتتاحه الشعوب وعشاق الحضارة المصرية القديمة للغوص في أروقته المفعمة بعبق التاريخ ومشاهدة أجمل القطع الأثرية التي من المقرر عرضها لأول مرة منذ اكتشافها، والتي يأتي في مقدمتها مجموعة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون.
البهو العظيم بالمتحف الكبيرواستعدادًا للافتتاح الرسمي، بدأت إدارة المتحف المصري الكبير التشغيل التجريبي واستقبال عشاق الحضارة والآثار، لمشاهدة بعض أجزاء المتحف والتي تبدأ من المسلة المعلقة ثم البهو العظيم حيث تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يستقبل الزوار بفخر وشموخ ملوك مصر العظماء.
كما يضم البهو العظيم عمود النصر للملك مرنبتاح ابن الملك رمسيس الثاني، وتمثالين لملك وملكة من العصر البطلمي، فضلًا عن 10 تماثيل للملك سنوسرت الأول.
تبلغ مساحة الدرج العظيم 6000 متر مربع، وهو يضم حوالي 64 قطعة أثرية، ومنقسم إلى 4 فئات يتناول فيها الرحلة الأبدية للمصري القديم الذي كان لا يؤمن بثقافة الموت ولكن كان يراها انتقال الروح من الحياة الدنيا إلى حياة أخرى في العالم الآخر.
وتتناول المحطة الأولى من الدرج العظيم ما يتركه المصري القديم لتخليد اسمه، أما ثاني محطات الوصول للأبدية كانت المعابد التي أطلق عليها "بر عنخ" بمعنى بيت الحياة، لأن المعابد لم تكن بيوت للعبادة فقط بل كانت مؤسسات ثقافية كاملة ومتكاملة.
والمرحلة الثالثة تتناول الحياة الدينية عند المصري القديم، ثم رابع وأخر محطة للوصول للإبدية وهي عرض التوابيت التي برع المصري القديم في نحتها.
وبعد الانتهاء من الدرج العظيم، توجد على اليمين القاعة التي تضم مجموعة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وعلى اليسار قاعات العرض الإثنى عشر الذين يتناولون حياة قدماء المصريين بداية من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني، وفي المنتصف بانوراما أهرامات الجيزة الثلاثة.
تبدأ القاعات الإثنى عشر الذين تم بدأ التشغيل التجريبي لهم لأول مرة، من عصر ما قبل الاستقرار عندما كان يبحث المصري القديم عن مكان صالح للعيش والحياة حتى وصل إلى نهر النيل، وقيامه بصناعة الأدوات البدائية من الحجر التي تساعده على الصيد وطهي الطعام، كما وثق المصري القديم حياته من خلال مجسمات.
وتضم القاعة الأولى، تمثال الكاتب المصري الذي كان يسجل الحياة اليومية للمصري القديم والذي لولاه لم تصل إلينا تاريخ وحضارة قدماء المصريين.
وهناك تمثال للملك خفرع وآخر للملك منكاورع مصنوع من الألباستر، فضلًا عن الأثاث الجنائزي الرائع للملكة حتب حرس والدة الملك خوفو، والذي وجد في هرم صغير بجانب هرم خوفو، والمجموعة بأكملها مصنوعة من الخشب ومطعمة بالذهب.
وتوجد مجموعة أثرية وجدت في مقبرة كاهن يدعي "مسحتي" تجسد شكل الجيش المصري المنظم القوي في الأسرة الحادية عشر وذلك بعد فترة التدهور التي عاشتها مصر في الأسرات السابعة و الثامنة و التاسعة و العاشرة، حتى جاء الملك العظيم منتوحتب الثاني الذي أعاد توحيد شمال وجنوب مصر من جديد.
وبين أروقة القاعات يقف تمثال للملك سنوسرت الأول مرتدي التاج على رأسه واللحية المزيفة، إذ كان المصري القديم يقدس النظافة حتى أنه كان يغتسل 5 مرات في اليوم الواحد، لذا كان يحلق شعر جسده باستمرار.
وتتناول القاعة المرحلة الانتقالية الثانية في الأسرتين السادسة عشر والسابعة عشر، ودخول الهكسوس مصر من الناحية الشمالية، وصولا للملك أحمس الذي طرد الهكسوس من مصر وبدأت الأسر الثامنة عشر.
ويوجد عدد من التماثيل لقرود البابون التي اختارها المصري القديم رمز للتعبير عن الحكمة والعلم، لأنهم كانوا يقيسون من خلالها الوقت نظرًا لتبولها بانتظام كل ساعة، كما استخدموها أيضًا كمنبه لأنها تهلل عند شروق الشمس.
وخلال الجولة داخل القاعات الإثنى عشر، يوجد تمثال للملكة حتشبسوت التي نجحت في تحقيق السلام والرخاء لمصر أثناء حكمها للبلاد، ويجسد التمثال تنكرها في زي الرجال حتى تُرضي رجال الدين.
وتنتهي الجولة داخل القاعات بالعصر اليوناني الروماني الذي تأثر فنه بالمصريين القدماء، ولكن صنعت تماثيل اليونان والرومان من الرخام لأنه كان أسهل في النحت من الجرانيت الذي استخدمه المصري القديم، استمرت صناعة الفخار في العصر اليوناني الروماني، إذ أخذوها عن قدماء المصريين.
وتضم تلك المرحلة نماذج للأختام في ذلك العصر والتي صنعت بهدف توثيق تواريخ صناعة النبيت على كل فخارة، إذ تميز اليونان والرومان في تلم الصناعة، فضلا عن نماذج للبرديات ترجع لتلك الفترة.
ويضم الجزء الخاص بالعصر اليوناني الروماني، حجر "مرسوم كانوب" الذي يرجع لعصر الملك بطليموس الثالث، ومدون عليه رسائل للملك بثلاثة خطوط وهي "الهيروغليفي، اليوناني، الهيراطيقي"، إذ كان يشكره الشعب على الإعفاء من الضرائب وتسهيل سبل المعيشة عليهم.
ومن بين أهم القطع الأثرية، هي مجموعة "خبيئة معبد دندرة" الذي بني في عهد البطالمة بأيادي مصرية خالصة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدرج العظيم المتحف المصري الكبير العصر الیونانی الرومانی المصری القدیم الدرج العظیم
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تفاصيل العرض الاستثماري السعودي الضخم الذي أثار إعجاب ترامب.. بقيمة 1.3 تريليون دولار
نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرًا، تطرق إلى تفاصيل عرض استثماري بقيمة 1.3 تريليون دولار قدمته السعودية للرئيس دونالد ترامب يبدو أنه نال استحسانه.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب أعلن الخميس عن خطط الإنفاق السعودية، التي تتضمن شراء معدات عسكرية أمريكية، مشيرًا إلى أنه يعتزم زيارة المملكة في أول جولة خارجية له في ولايته الثانية.
أهمية الأمر ذكرت المجلة أن هذا الاستثمار، الذي سيتم تنفيذه على مدى أربع سنوات، يعد دليلاً على تعمّق العلاقات بين البلدين، ويُؤكد أهمية السعودية، ليس فقط كلاعب إقليمي محوري في منطقة الشرق الأوسط بل أيضًا على المستوى العالمي.
وأشارت المجلة إلى أن العلاقة بين البلدين تحمل طابعًا شخصيًا بالنظر إلى الروابط التي تجمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وترامب، والتي تطورت خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي.
وحسب ما نقلته المجلة عن فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، فإن "ولي العهد محمد بن سلمان هو ملك صانعي الصفقات بالنسبة لترامب، ولا يوجد شخص آخر في العالم اليوم يمكنه منافسة محمد بن سلمان في جذب انتباه ترامب".
ما يجب معرفته لطالما كانت السعودية لاعبًا رئيسيًا في عقود الدفاع الأمريكية، حيث تعتمد المملكة بشكل كبير على الأسلحة والأنظمة العسكرية الأمريكية.
وهذا الاعتماد على التكنولوجيا الدفاعية الأمريكية قد يكون له تأثير مباشر على نطاق الاستثمارات المخطط لها.
وفي الواقع، توفّر الولايات المتحدة الحماية للسعودية، ذات الأغلبية السنية، ضد خصمها الشيعي إيران، خاصة في ظل القلق المشترك بين البلدين من احتمال امتلاك طهران أسلحة نووية.
ورغم الانتقادات التي وُجهت للسعودية ولولي العهد محمد بن سلمان بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018، فإن العلاقة بين ترامب وابن سلمان ظلت قوية.
المرحلة العالمية
ذكرت المجلة أن السعودية أصبحت الآن قوة دبلوماسية ذات تأثير متزايد على الساحة العالمية، سواء في أوروبا أو في منطقة الشرق الأوسط، فقد احتضنت السعودية أول محادثات بين مسؤولي ترامب ونظرائهم الروس الشهر الماضي، كما ستستضيف المملكة الجولة المقبلة من المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا الأسبوع المقبل في جدة.
وحسب المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي: "من خلال الحفاظ على حياد استراتيجي، وضعت السعودية نفسها كوسيط موثوق بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة".
وأضافت المجلة أن علاقة ولي العهد السعودي مع ترامب تلعب دورًا حاسمًا في هذه الديناميكية. فالعلاقة بينهما مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لا سيما في مجالات الأعمال والأمن.
وتستمر السعودية في البحث عن فرص استثمارية في القطاعات التكنولوجية الأمريكية، مثل وادي السيليكون