المتحف المصري الكبير، الصرح الحضاري والثقافي الأكبر والأهم بين بلدان العالم، والذي ينتظر افتتاحه الشعوب وعشاق الحضارة المصرية القديمة للغوص في أروقته المفعمة بعبق التاريخ ومشاهدة أجمل القطع الأثرية التي من المقرر عرضها لأول مرة منذ اكتشافها، والتي يأتي في مقدمتها مجموعة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون.

البهو العظيم بالمتحف الكبير

واستعدادًا للافتتاح الرسمي، بدأت إدارة المتحف المصري الكبير التشغيل التجريبي واستقبال عشاق الحضارة والآثار، لمشاهدة بعض أجزاء المتحف والتي تبدأ من المسلة المعلقة ثم البهو العظيم حيث تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يستقبل الزوار بفخر وشموخ ملوك مصر العظماء.

كما يضم البهو العظيم عمود النصر للملك مرنبتاح ابن الملك رمسيس الثاني، وتمثالين لملك وملكة من العصر البطلمي، فضلًا عن 10 تماثيل للملك سنوسرت الأول.

الدرج العظيم.. الرحلة الأبدية للمصري القديم

تبلغ مساحة الدرج العظيم 6000 متر مربع، وهو يضم حوالي 64 قطعة أثرية، ومنقسم إلى 4 فئات يتناول فيها الرحلة الأبدية للمصري القديم الذي كان لا يؤمن بثقافة الموت ولكن كان يراها انتقال الروح من الحياة الدنيا إلى حياة أخرى في العالم الآخر.

وتتناول المحطة الأولى من الدرج العظيم ما يتركه المصري القديم لتخليد اسمه، أما ثاني محطات الوصول للأبدية كانت المعابد التي أطلق عليها "بر عنخ" بمعنى بيت الحياة، لأن المعابد لم تكن بيوت للعبادة فقط بل كانت مؤسسات ثقافية كاملة ومتكاملة. 

والمرحلة الثالثة تتناول الحياة الدينية عند المصري القديم، ثم رابع وأخر محطة للوصول للإبدية وهي عرض التوابيت التي برع المصري القديم في نحتها.

وبعد الانتهاء من الدرج العظيم، توجد على اليمين القاعة التي تضم مجموعة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وعلى اليسار قاعات العرض الإثنى عشر الذين يتناولون حياة قدماء المصريين بداية من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني، وفي المنتصف بانوراما أهرامات الجيزة الثلاثة. 

حياة المصري القديم بداية من قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني

تبدأ القاعات الإثنى عشر الذين تم بدأ التشغيل التجريبي لهم لأول مرة، من عصر ما قبل الاستقرار عندما كان يبحث المصري القديم عن مكان صالح للعيش والحياة حتى وصل إلى نهر النيل، وقيامه بصناعة الأدوات البدائية من الحجر التي تساعده على الصيد وطهي الطعام، كما وثق المصري القديم حياته من خلال مجسمات.

وتضم القاعة الأولى، تمثال الكاتب المصري الذي كان يسجل الحياة اليومية للمصري القديم والذي لولاه لم تصل إلينا تاريخ وحضارة قدماء المصريين. 

وهناك تمثال للملك خفرع وآخر للملك منكاورع مصنوع من الألباستر، فضلًا عن الأثاث الجنائزي الرائع للملكة حتب حرس والدة الملك خوفو، والذي وجد في هرم صغير بجانب هرم خوفو، والمجموعة بأكملها مصنوعة من الخشب ومطعمة بالذهب. 

وتوجد مجموعة أثرية وجدت في مقبرة كاهن يدعي "مسحتي" تجسد شكل الجيش المصري المنظم القوي في الأسرة الحادية عشر وذلك بعد فترة التدهور التي عاشتها مصر في الأسرات السابعة و الثامنة و التاسعة و العاشرة، حتى جاء الملك العظيم منتوحتب الثاني الذي أعاد توحيد شمال وجنوب مصر من جديد.

وبين أروقة القاعات يقف تمثال للملك سنوسرت الأول مرتدي التاج على رأسه واللحية المزيفة، إذ كان المصري القديم يقدس النظافة حتى أنه كان يغتسل 5 مرات في اليوم الواحد، لذا كان يحلق شعر جسده باستمرار.

وتتناول القاعة المرحلة الانتقالية الثانية في الأسرتين السادسة عشر والسابعة عشر، ودخول الهكسوس مصر من الناحية الشمالية، وصولا للملك أحمس الذي طرد الهكسوس من مصر وبدأت الأسر الثامنة عشر. 

ويوجد عدد من التماثيل لقرود البابون التي اختارها المصري القديم رمز للتعبير عن الحكمة والعلم، لأنهم كانوا يقيسون من خلالها الوقت نظرًا لتبولها بانتظام كل ساعة، كما استخدموها أيضًا كمنبه لأنها تهلل عند شروق الشمس.

وخلال الجولة داخل القاعات الإثنى عشر، يوجد تمثال للملكة حتشبسوت التي نجحت في تحقيق السلام والرخاء لمصر أثناء حكمها للبلاد، ويجسد التمثال تنكرها في زي الرجال حتى تُرضي رجال الدين. 

العصر اليوناني الروماني 

وتنتهي الجولة داخل القاعات بالعصر اليوناني الروماني الذي تأثر فنه بالمصريين القدماء، ولكن صنعت تماثيل اليونان والرومان من الرخام لأنه كان أسهل في النحت من الجرانيت الذي استخدمه المصري القديم، استمرت صناعة الفخار في العصر اليوناني الروماني، إذ أخذوها عن قدماء المصريين.

وتضم تلك المرحلة نماذج للأختام في ذلك العصر والتي صنعت بهدف توثيق تواريخ صناعة النبيت على كل فخارة، إذ تميز اليونان والرومان في تلم الصناعة، فضلا عن نماذج للبرديات ترجع لتلك الفترة.

ويضم الجزء الخاص بالعصر اليوناني الروماني، حجر "مرسوم كانوب" الذي يرجع لعصر الملك بطليموس الثالث، ومدون عليه رسائل للملك بثلاثة خطوط وهي "الهيروغليفي، اليوناني، الهيراطيقي"، إذ كان يشكره الشعب على الإعفاء من الضرائب وتسهيل سبل المعيشة عليهم.

ومن بين أهم القطع الأثرية، هي مجموعة "خبيئة معبد دندرة" الذي بني في عهد البطالمة بأيادي مصرية خالصة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدرج العظيم المتحف المصري الكبير العصر الیونانی الرومانی المصری القدیم الدرج العظیم

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يترأس اجتماع لجنة تنظيم احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماع اللجنة العليا لتنظيم فعالية احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير، وذلك في إطار متابعة مدى الجاهزية والاستعدادات الجارية لذلك الحدث العالمي المُهم.

وحضر الاجتماع الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، وشريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، واللواء حسام حسن، مساعد وزير الداخلية لقطاع شرطة السياحة والآثار، واللواء محمد سيد صالح، ممثلًا للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والسفير ياسر شعبان، مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية، واللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير، وطارق مخلوف، الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ومحمد السعدي، عضو مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وخالد نوفل، مساعد وزير المالية، والمهندسة نهاد مرسي، مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ومسئولو الوزارات والجهات المعنية.

اجتماع رئيس الوزراء اليوم

واستهل رئيس مجلس الوزراء حديثه، بالإشارة إلى أن عقد هذا الاجتماع يستهدف المتابعة المستمرة لجميع اللوجستيات والتجهيزات والتفاصيل الخاصة بالاحتفالية الكبرى التي ستقيمها الدولة بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من الوزارات والجهات الحكومية المعنية تقوم باتخاذ مجموعة من الترتيبات للتجهيز لهذه الاحتفالية الضخمة، كما تقوم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمجموعة أخرى من الترتيبات بالتوازي فيما يخص فعاليات الافتتاح، وذلك من أجل خروج هذه الاحتفالية بصورة لائقة تعبر عن عراقة الدولة المصرية وتاريخها وحضارتها، مؤكدا أنه تتم متابعة جميع هذه الترتيبات بشكل تفصيليّ.

اجتماع رئيس الوزراء اليوم

وصرح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسميّ باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن الاجتماع تناول متابعة موقف غلق مدخل مينا هاوس المؤدي إلى الأهرامات، والتحويل إلى مدخل طريق الفيوم، حيث تم التنويه خلال الاجتماع إلى أنه تم اليوم بدء التشغيل التجريبي للمدخل الجديد لمنطقة الأهرامات الأثرية «طريق الفيوم» وغلق المدخل الحالي «بجوار فندق مينا هاوس»، وعملية التشغيل التجريبي لمكونات مشروع التطوير بأكملها، وقد أكد وزير السياحة والآثار أن جميع أعمال التطوير المُنفذة في هذه المنطقة تمت على النحو الذي يتناسب مع القيمة الحضارية والتاريخية للمنطقة الأثرية.

وأشار المتحدث الرسميّ إلى أنه تم كذلك استعراض الموقف الحالي لتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير، وكذلك الطريق الدائري، وما يتم فيه من أعمال مشروع تحسين الهوية البصرية، لافتا إلى أن رئيس مجلس الوزراء وجه في هذا الصدد بالاهتمام بأعمال الإنارة، ورفع كفاءة الأرصفة، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بتخطيط الشوارع المحيطة بالمتحف، والاهتمام كذلك بأعمال الرصف.

ولفت «الحمصاني» إلى أن رئيس الوزراء شدد، خلال الاجتماع، على ضرورة رفع حالة الاستعداد بمطار سفنكس الدولي بالتزامن مع هذه الاحتفالية، وأن يكون جاهزًا بعد الانتهاء من أعمال التوسعة والتطوير التي يشهدها حاليا.

اجتماع رئيس الوزراء اليوم

وفي هذا الإطار، أوضح وزير الطيران المدني أن هناك اهتماما كبيرا بمطار سفنكس في الآونة الحالية، بما يسهم في ظهوره بصورة مشرفة خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أنه تتم متابعة الموقف التنفيذي لمدى جاهزية المطار ومتابعة مستوى الخدمات المقدمة للركاب والتأكد من تطبيق أعلى معايير السلامة وضمان سهولة الإجراءات خلال مرحلتي السفر والوصول بالمطار، وذلك في ضوء توجيهات القيادة السياسية بمتابعة مختلف الاستعدادات والتجهيزات اللازمة لاستقبال الوفود الرسمية وضيوف مصر القادمين لحضور مراسم الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، بما يليق بمكانتها الحضارية العريقة أمام العالم أجمع.

وخلال الاجتماع أيضًا، استعرض محمد السعدي ما يتم من تنسيقات مع الوزارات والجهات الحكومية المختلفة بشأن الترتيبات الخاصة بالاحتفاليات المختلفة المقررة، ومنها التنسيق لتصوير الأماكن المحددة التي ستتم الاستفادة بها في الاحتفاليات، والتنسيق بشأن تسهيل دخول المشاركين في الاحتفالية، وغيرها من تفاصيل الاحتفالية.

كما استعرض محافظ الجيزة موقف الأعمال بالمنطقة المحيطة بالمتحف، وكذا أعمال الإنارة، والتخطيط للطرق بالتنسيق مع وزارة النقل والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

اجتماع رئيس الوزراء اليوم

فيما أشار محافظ القاهرة إلى أنه تم التنسيق مع وزير النقل بشأن أعمال تطوير الطريق الدائري، وتحسين الهوية البصرية، مُضيفًا أنه يتم الاهتمام بكل المسارات والطرق من المطار وحتى المتحف المصري الكبير، قائلاً: «مستعدون بكل التجهيزات».

وفي أثناء الاجتماع، قال السفير ياسر شعبان: «تمت مخاطبة سفاراتنا في الخارج، للتواصل مع الدول المستهدفة بالدعوات، وكذا المنظمات الدولية المستهدفة»، مضيفًا: «تلقينا ردودًا من عددٍ من الدول، وهناك ترحيب كبير ورغبة في حضور الاحتفالية».

هذا، ووجه رئيس مجلس الوزراء بتحديد نقطة اتصال بكل وزارة أو جهة حكومية، بحيث يتولى التنسيق وتنفيذ المهام المطلوبة من وزارته أو جهته بشأن الاحتفالية.

اقرأ أيضاًعبرالفيديو كونفرانس.. محافظ أسوان يشارك في الاجتماع التنسيقي لافتتاح المتحف المصري الكبير

3 يوليو القادم.. تفاصيل الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير

محافظ الجيزة يتفقد مشروعات التطوير بمحيط المتحف المصري الكبير

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة: الرئيس الفرنسي أبدي إعجابه بتصميم المتحف المصري الكبير
  • متحدث الوزراء: المتحف المصري الكبير جاهز.. وافتتاح أسطوري مرتقب
  • متحدث الوزراء: المتحف المصري الكبير جاهز لاستقبال ضيوف مصر بترتيبات خاصة
  • متحدث الوزراء: استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير قاربت على الانتهاء
  • متحدث الوزراء: قرب الانتهاء من استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير
  • المتحف اليوناني الروماني يحتفل بيوم اليتيم .. صور
  • مدبولي يرأس اجتماع لجنة تنظيم احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير
  • رئيس الوزراء يتابع الترتيبات النهائية لاحتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير
  • رئيس الوزراء يترأس اجتماع لجنة تنظيم احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير
  • بعد زيارة ماكرون.. نشأت الديهي: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم