قال بات رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بنشر بطارية صواريخ من طراز ثاد للدفاع الجوى فى إسرائيل، وأن ذلك تم بناءً على توجيه من الرئيس الأمريكى جو بايدن. وأضاف المتحدث رايدر أن طاقماً عسكرياً أمريكياً سيتولى تركيب البطاريات لحماية الإسرائيليين بعد الهجوم الإيرانى الأخير.
هذا معناه أن تل أبيب تنوى مهاجمة طهران، وتتوقع بالتالى رداً إيرانياً على هجومها، لأن ايران لا يمكن أن تعود إلى مهاجمة اسرائيل إلا إذا وقع عليها هجوم اسرائيلى.
وما يقال منذ الهجوم الإيرانى الذى جرى على اسرائيل يوم أول أكتوبر، أن اسرائيل تجهز ردها وهجومها، وقد قيل كلام جديد مؤخراً عن أن حكومة التطرف برئاسة بنيامين نتنياهو فى تل أبيب قد تؤجل الهجوم المرتقب ولكنها أبداً لن تلغيه.
وسواء هاجمت اليوم أو فى الغد، فإن المنطقة تجد نفسها أسيرة لهذا السخف من الهجوم والرد عليه بين الطرفين، وما ينتج عن هذه الحالة من استنزاف لجهد ووقت الناس فى المنطقة فى عبث لا يتوقف ولا ينتهى.
أما حكاية بطاريات ثاد المضادة للصواريخ، فهى تعيد تذكيرنا بالدبابات الأمريكية التى كانت الولايات المتحدة ترسلها لإسرائيل فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، فوقتها كانت الدبابات تأتى جاهزة للقتال بطواقمها ووقودها، وكانت تنزل إلى ميدان القتال دون حاجة إلى طاقم يقوم بتشغيلها ولا إلى وقود تتحرك به وتجرى على جبهة القتال.
حدث ذلك قبل وقف الحرب بيومين اثنين، فلما اكتشف السادات ذلك أوقف الحرب فى السابعة من مساء ٢٢ أكتوبر، وقال صراحةً إنه كان مستعداً لقتال اسرائيل، أما أن تأتى الولايات المتحدة بنفسها إلى الميدان فهذا أمر آخر.
والحقيقة أنه لا فرق بين الدبابات المجهزة فى ١٩٧٣ وبطاريات ثاد فى ٢0٢٤، ففى الحالتين يتبين أن اسرائيل فى حد ذاتها لا تقوى على حرب بمفردها، وأنها مستطيعة بغيرها، وأنها بغير الدعم الأمريكى والغربى غير المحدود تنكشف أمام نفسها قبل أن تنكشف أمام غيرها.
عندما تخوض إسرائيل معركة بقدراتها الذاتية تنهزم فى النهاية، وليس أدل على ذلك إلا ما لحق بها فى ١٩٧٣، وفى يوم ١٤ أكتوبر الذى دارت فيه المنصورة الجوية بالذات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة بات رايدر باسم وزارة الدفاع الأمريكية
إقرأ أيضاً: