خبراء يناقشون دور العولمة في رسم مسارات التنمية
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
دبي: «الخليج»
أكد خبراء عالميون، أن العولمة ما زالت مستمرة، وإن كانت تختلف عما كانت عليه، في تحديد معالم التنمية ورسم مساراتها.
جاء ذلك، في جلسة «إعادة تصور النمو»، ضمن أعمال مجالس المستقبل العالمية.
شارك في الجلسة كيلي تساي، عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة «نورث إيسترن» الأمريكية، وبول غروينوالد، كبير الاقتصاديين العالميين في «ستاندرد آند بورز غلوبال»، وإريك بارادو، كبير الاقتصاديين، والمدير العام لإدارة الأبحاث في بنك التنمية للبلدان الأمريكية، ومنى حداد، المديرة العالمية للتجارة والاستثمار والتنافسية في البنك الدولي، وأدارتها جمانة بيرسيشه، مقدمة البرامج في «بلومبيرغ».
وقالت كيلي تساي «أعتقد أن تأثير السياسة الصناعية يتأثر إلى حد كبير بالجغرافيا السياسية، ومن هذا المنطلق، فإن تعزيز مرونة سلاسل التوريد أمر بالغ الأهمية. هناك الكثير من النقاش في المنافسة والاحتمالات المستقبلية، لكن من المهم ملاحظة أنه لا توجد بيانات تظهر انتهاء العولمة، فما نشهده من تحولات اقتصادية هو تجزئة على أسس إقليمية وجيوسياسية».
وعن مسألة التوازن بين النمو وحماية البيئة، قال بول غروينوالد «عندما نفكر في النمو، نركز عادةً على رأس المال المادي، مثل الاستثمارات في البنية التحتية. المشكلة، مع ذلك، هي أنه بينما كان رأس المال المادي والناتج المحلي الإجمالي يرتفعان، كان نوع آخر من رأس المال، وهو رأس المال الطبيعي الذي يشمل التنوع البيولوجي والنظم البيئية، يتراجع. نحن لا ندعو لوقف النمو، لكن يجب أن نضمن أن يكون مستداماً ويأخذ رأس المال الطبيعي في الحسبان».
وقال إريك بارادو «إن تأثير الذكاء الاصطناعي في التوظيف قد يكون كبيراً، حيث يمكن أن يؤثر في الملايين في عام واحد. ومع ذلك، هذا لا يعني أن الوظائف ستختفي، بل ستصبح معرضة للذكاء الاصطناعي. لهذا السبب نحتاج إلى استراتيجية واضحة لإدماج الذكاء الاصطناعي في المدارس، مع التركيز على التدريب وتطوير المهارات كجزء من نهج أوسع لتبني التقدم التكنولوجي».
وقالت منى حداد «إن الدول النامية سعت منذ مدة طويلة لفتح أسواقها وزيادة صادراتها وجذب الاستثمارات الأجنبية، لتعزيز التوظيف والإنتاجية والنمو. لكن العالم اليوم مختلف تماماً حيث لم تعد الأسواق مفتوحة كما كانت، والعولمة لم تعد كما كانت. ومن منظور الدول النامية هناك 4 تحديات: التوترات الجيوسياسية التي تعرقل الاندماج الكامل في سلاسل القيمة العالمية، وسياسات تغيّر المناخ التي تفضلها الدول المتقدمة، ولكن يصعب على الدول النامية الامتثال لها، والتكنولوجيا التي توفر فرصاً لكنها تتطلب بنية تحتية تقنية قوية، وظهور السياسات الصناعية في الدول المتقدمة مما يخلق فجوة متزايدة تصب في مصلحة الدول الأكثر ثراءً».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات العولمة رأس المال
إقرأ أيضاً:
(حوسة) مشاعر
صبيحة يوم باردٌ، رياحه شرقية بدرجة حرارة متدنية، المكيفات توّزع الهواء الساخن في جميع الغرف والأسياب، ارتشفت كأساً من الحليب الساخن ومع تدفئة المكيّف شعرت بالدفء، فبدأت أتجول في الغرف أوزع فيها النظرات المشبّعة بالفراغ حتى وصلت إلى غرفة المعيشة، فوقع نظري على مكتبتي التي هجرتها ما يقارب السنة، فبدأت أتفحص الكتب، فوقع بصري على كتاب وكأني للمرة الأولى أشاهده، الكتاب للدكتورة: اميرة الزهراني. بعنوان” لا احد يهينك دون إذنك” لم يشدّني العنوان كثيراً، وكوني لا أذكر متى اقتنيت هذا الكتاب، ولا أذكر هل قرأته أم لا؟! رفعت الغلاف ومعه صفحتين أو ثلاثاً، فكان أول موضوعاً وقع عليه بصري(تعلّم من الفقير سبب بقائه فقيراً).
ليت بصري وقع على كتابٍ آخر! هذا الموضوع نفّس مشاعري بعد أن كانت في(روقان) جميل، استنفر حواسي، وسبّب لي ربكة، عمدتُ إلى الكنب، وبدأت فوراً بالقراءة، تدور القصة حول الأمريكي من أصل ياباني(روبرت كايوساكي) الذي أفلس اكثر من مرة قبل أن يصبح مليونيراً، فقد روى قصته بكتابه المشهور ” أبي الغني أبي الفقير” وقام بترجمته وتلخيصه” رؤوف شبيك ” من وجهة نظره ويعتبرها تعريف منطقي للغني والفقير، الغني: من مصاريفه ونفقاته أقلّ من إجمالي دخله، وفي كل شهر يصبح لديه فائضاً من المال.
الفقير: من نفقاته ومصاريفه تفوق إجمالي دخله، وسينتهي به الشهر وهو مدين، قد يكون هناك عامل بسيط أغنى من موظف في وظيفة مرموقة، مشيراً إلى أن الفرق بين الغني والفقير هو: الفقير يعمل من اجل المال، بينما الغني: يجعل المال يعمل من اجله، يرى(روبرت) أن مشكلة الفقراء أنهم يضعون جلّ أموالهم في شراء الخصوم وهي الكماليات التي يستغنى عن معظمها.
(روبرت كايوساكي) كأنه يعرفني وغيري كثير من يحملون هذا النمط، ويعرف سلوك تعاملنا مع معطيات الحياة، وما عَلِمَ أنني نشأت بين فرص متنوعة ورغم تدنّي دخلي إلا أني اعتبرها فرص ذهبية، ولكن لم يكتب لي الله منها شيئاً، وهذا لا يعني أن (روبرت) ناجحاً بكل المقاييس والبقية مخفقين، بل هنا الكثير من بذلوا جهوداً وغامروا مغامرات كثيرة ولكن لم يكتب الله لهم نصيباً.
لم ينظّر علينا (المليونيورون) إلا بعد أن حالفهم الحظّ، وبنو رؤوس أموالهم على ادمغتنا المختلفة الظروف، فلولا مستهلكاً نمطه اليومي الدفع لما كان هناك (مليونيراً) تنمو أمواله يوماً بعد يوم، وهكذا سنن الله، وهذا لا يعني أن نستسلم بل نخطط ونطور ونصحح أخطاءنا إن أمكن، وأن نعلم علم اليقين أن الموفق هو الله ولن نحصل على شيءٍ لم يكتبه لنا، ونرضى بالمقسوم.
بعد قراءتي للكتاب تحمّستُ وفيما يبدو لي أنه حماساً كاذباً أن أشغّل افكاري، وأبدأ بمشروع مهني، ولكني تذكرت أني في خريف عمري، والحساب البنكي رهين نمط معيشيٌّ مختلفٌ ويتوسع يوماً بعد يوم، وأسعارٌ تتدرج بالارتفاع، وفي الأخير قررت أن أعيد الكتاب إلى مكانه، وأن احمد الله على ما منّ علينا من نعم تعد ولا تحصى.
أمنيتي أن يسخّر الله لي (مليونيراً) يتنازل لي ويأخذ أفكاري ويخلطها مع أفكاره، لعلّ أفكاري تتأثر بأفكاره، وانتقل إلى عالم المال والأعمال، ولكني اخشى أن تأثر أفكاره بأفكاري فتدور عليه الدوائر، وتستقر به الأحوال (محكحك) حديث عهد بها بجانب (محكحك) أصيل!
وحفاظاً على سلامة نشاطك التجاري أيها (المليونير) كن بعيداً ومارس نشاطك بكل احتراف، ونمّي أموالك بكل أريحية وامان، ونحن نتعهد لك بأن نكون مستهلكين، ونتقبل كل جديد حتى وإن خالف بعض قيمنا ومبادئنا.