بوابة الوفد:
2024-10-16@20:59:24 GMT

أبوالغيط والصراع مع إسرائيل

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

نظلم السفير أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لو توقعنا منه الكثير بشأن مجريات الأحداث فى المنطقة على صعيد الحرب الإسرائيلية البربرية الجارية على غزة وعلى لبنان، فالرجل فى النهاية لا يملك قدرات خاصة، وكأمين عام فإنه ليس سوى تعبير عن محصلة قوى وإرادات الدول العربية الأعضاء فى الجامعة. ولذلك نرى أن البعض ربما يكون قد تجاوز فى محاولة تصوير ما قاله أبوالغيط فى حواره مع الإعلامى أحمد موسى على قناة «صدى البلد» بأنه دفاع عن السردية الإسرائيلية بخصوص ما حدث فى 7 أكتوبر.

المسألة ليست هكذا على الإطلاق، وإنما المعضلة فى أنه بحكم منصبه لا بد من أن يزن كلماته بميزان من ذهب، ما يعنى أنه يجب أن يكون من بين ثناياها شىء من الدبلوماسية وشىء من التلميح لما هو مسكوت عنه، وشىء من الصراحة، بمعنى أصح كوكتيل من المواقف الذى يصب فى خانة إعلان موقف يليق بمنظمة من المفترض أنها تعبر عن العرب أجمعين.

وعلى ذلك فإن مجمل ما قاله أبوالغيط فى الحوار المشار إليه لا بأس به. لقد قال ما يجب أن يقال وفى الحدود التى يجب أن تقال، بما يمكن معه القول إنه لا مآخذ ذى معنى على ما قال به فى الحوار. فى تعاملنا مع الجامعة لا يجب أن ننسى أنها ضعيفة، وأن ضعفها يأتى انعكاساً لتباين المواقف العربية ليس فى مواجهة الأطراف غير العربية فقط وإنما فى مواجهة الأطراف العربية ذاتها. 

فضلاً عن ذلك فإننا لو وسعنا دائرة النظر لأدركنا أن المسألة لا تقتصر على الجامعة فقط، وإنما على التنظيمات الدولية ككل. خذ مثلاً الأمم المتحدة، وفى القلب منها مجلس الأمن، ماذا فعلت حيال الحرب الإسرائيلية؟ لا شىء، بل وصل الأمر معه لحد بدت معه أشبه بخيال المآتة. بمعنى آخر أنه من الواضح أن هناك تغيرًا فى نمط العلاقات الدولية المعاصرة لحد تراجعت معه فكرة تأثير التنظيم، أو المنظمات الدولية سياسية أو حتى عسكرية، بما فى ذلك منظمة مثل الناتو التى تراجع دورها لحد التلاشى، ولكن المسألة من الواضح أنها زادت كثيرا مع الجامعة العربية.

عودة لحوار أبوالغيط كممثل عن الجامعة العربية فإن كلامه يشير الى أنه ينطلق من رؤية واقعية، وليست وقوعية، وهذا فى حد ذاته، للأسف فى ظل وضعنا العربى المتردى يعتبر أمراً إيجابياً. هو لا يغفل أن إسرائيل تمثل تهديداً للعرب ككل على خلفية تلويحها بالقدرة على الوصول الى أى منطقة فى الإقليم، وهذا فى حد ذاته ربما يمثل نوعاً من الرفض والنقد لبعض الدعاوى العربية رسمية وغير رسمية بشأن السلام وأنه من منظور أبو الغيط، ربما يكون بعيداً. 

بل إن الرجل راح يتحدث عن تناقض الخطاب الإسرائيلى وبالتبعية من يشايع هذا الخطاب من العرب، بالإشارة الى مفارقة الانخراط فى أكثر من 45 عاماً من المعاهدات والسلام كخيار استراتيجى، فيما تتحدث تل أبيب عن التوسع وإسرائيل الكبرى، كما قال! 

المشكلة التى ربما حاول أبوالغيط تجاوزها دون أن ينكرها هى أن القضية الفلسطينية للأسف لم تعد قضية كل العرب، وقد حاول أن يجد لرؤيته تخريجاً لم يوفق تماماً فيه. المشكلة أيضاً أن الأمر وصل لحد وقوف البعض من العرب ضد القضية الفلسطينية، ولكن لا الكياسة ولا المنطق يمكن أن ينتهى بمسئول فى وضع أبوالغيط إلى هذا الطرح، ونذكرك هنا بفكرة وزن الكلمات بميزان الذهب.

الخلاصة، أن الجامعة العربية ليست سوى مرآة لحال أعضائها ليس أكثر.. التعامل معها على هذا النحو من المؤكد أنه سيريحك وسيريح الجميع!

 

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبدالرازق في المنطقة لجامعة الدول العربية یجب أن

إقرأ أيضاً:

المؤلفون العرب يتألقون بحفل الموسيقى العربية

أحيا الموسيقار خالد حماد حفلا ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية وقدم عددا من مقطوعاته الموسيقية خلال حفله بدار الأوبرا  على خشبة مسرح النافورة.


كما قدم الموسيقار عمرو إسماعيل  موسيقى فيلم أبو على، خلال حفله بمهرجان الموسيقى العربية الذي يقام على خشبة مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، وذلك بقيادةالمايسترو أحمدعويضة .

وقدم الموسيقار السعودى ممدوح سيف عدة مقطوعات موسيقية خلال حفل مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية على خشبة مسرح النافورة .


وتتضمن الدورة الـ 32 من مهرجان الموسيقى العربية العديد من الحفلات الغنائية والموسيقية، ويحيى الفعاليات أكثر من 70 مطرب ومطربة هم محمد حسن، لينا شاماميان (سوريا)، لطفى بوشناق (تونس)، مدحت صالح، إيناس عز الدين، أميرة أحمد، أحمد عفت، محمد الخولي، نهى حافظ، صابرين النجيلي، ياسر سليمان، مروة ناجى، أسماء كمال، رحاب مطاوع، رحاب عمر، فؤاد زبادي (المغرب).
إضافة إلى آيات فاروق، سمية وجدى، محمد محسن، عبير نعمة، حسام حسنى، أحمد محسن، فرح الموجى، حنان عصام، ريهام عبد الحكيم، تامر عاشور، حنين الشاطر، إيمان عبد الغنى، هانى شاكر، أحمد الهاشمي (الإمارات)، على الحجار، مي فاروق، أحمد صبرى، أحمد الوزيرى، وعد البحرى (سوريا)، مجد القاسم ( سوريا)، نهاد فتحى، رضوى سعيد، همام إبراهيم (العراق )، ندى غالب، غادة أدم، محمد الطوخى، محمد متولى، نداء شرارة (الأردن).
وكذلك، وليد حيدر، نيفين رجب، أحمد عصام، هند النحاس، أشرف وليد، سارة زكى، نادية مصطفى، أجفان، كنزى، يمنى، مصطفى سعد، الاء أيوب، ياسر سعيد، أحمد جمال، أحمد عمرى، محمد طارق، منار سمير، أحمد سعيد، مي حسن، مصطفى النجدى، مؤمن خليل، إسراء، بتول بنى (سوريا)، أحمد فتحى، محمود درويش، مليحة (تونس)، محمد شوقى، ريم حمدى، حنان الخولى، محيي صلاح، أحمد أبراهيم، سعيد عثمان.

مقالات مشابهة

  • المؤلفون العرب يتألقون بحفل الموسيقى العربية
  • إرساء اللُغويات العربية الحديثة لطلاب اللغة الإنجليزية
  • إرساءاللُغويات العربية الحديثة لطلاب اللغة الإنجليزية
  • الجامعة العربية تعقد الاجتماع 89 للمكتب التنفيذي لوزراء الإسكان والتعمير
  • محمد عزب العرب: مصر والسعودية أكبر دولتين في المنطقة العربية
  • الجامعة العربية: التربية الإعلامية من أبرز قضايانا ونوليها اهتماما كبيرا
  • أمين الجامعة العربية: فلسطين قضية كل العرب رغم اختلاف الأولويات.. فيديو
  • الجامعة العربية: إسرائيل تهدف لتهجير سكان شمال غزة
  • الجامعة العربية تدين “جرائم إسرائيل المشينة” وتستنكر مصادرة إسرائيل مقر الأونروا