فوجئت أثناء مشاهدة أحد المسلسلات المصرية الجديدة على إحدى المنصات الرقمية.. أننى لا أعرف أكثر من نصف الممثلين بالمسلسل، وليس مبالغاً إذا قلت إن أبطال المسلسل الرئيسيين أنصاف معروفين وربما أبعد ما يكونون عن الشهرة يعنى إذا قابلت أحدهم فى الشارع ستفكر كثيراً فى تذكر أين رأيت هذا الوجه.. أما إذا حاولت تذكر الاسم سيكون من رابع المستحيلات.
وإذا كان الحال كذلك بالنسبة للممثلين فما بالك ببقية الفنانين والفنيين صناع المسلسل من أول الكاتب إلى المصور، ومهندس الإضاءة، والديكور حتى المخرج.. أسماء غير معروفة.. وتكاد تكون مجهولة.. صحيح قبل 50 سنة كان لا أحد من جمهور السينما ثم التليفزيون يعرف أو يهتم أن يعرف اسم مخرج الفيلم أو المسلسل ولا حتى الكاتب.. وذلك حتى أواخر الستينيات وبداية السبعينيات بالنسبة للسينما حتى ظهرت أسماء مثل حسن الإمام وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ ثم حسين كمال وأشرف فهمى.. وكانت أسماؤهم أحد أسباب دخول الفيلم بعد النجوم، ثم جاء جيل داوود عبدالسيد ومحمد خان وخيرى بشارة وعاطف الطيب الذين كانوا أكثر شهرة!
والشىء نفسه مع كتاب السينما كان نجيب محفوظ الأكثر شهرة منذ الستينيات ثم محمود أبو زيد ووحيد حامد وأيضا مع أسامة أنور عكاشة.. وأعتقد أن عكاشة أول مؤلف يضع اسمه فى بداية المسلسل مع المخرج وبعدها أصبحت موضة مع كل المخرجين والمؤلفين!
..وفى التليفزيون كان نور الدمرداش.. المعروف بملك الفيديو الأشهر بعد نجوم الممثلين والنجمات فى التليفزيون، ثم محمد فاضل وأحمد طنطاوى وإسماعيل عبدالحافظ.. والحقيقة أن الكثير من ممثلى وممثلات المسلسلات فى بداية التليفزيون بالستينيات كانوا غير معروفين بالنسبة للممثلين الذين جاءوا من السينما إلى التليفزيون.. ولكن الحال تغير الآن وبعد أن كان الجمهور يعرف أسماء نصف ممثلى الفيلم أو المسلسل ويتعرف على وجوه النصف الآخر على الأقل.. حاليا أصبح كل الممثلين والأبطال والمخرج والمؤلف للفيلم أو المسلسل غير معروفين مع إن لهم أكثر من فيلم وأكثر من مسلسل.. وهى ظاهرة لها علاقة بأسباب كثيرة!
أولا.. انتشار المنصات الرقمية التى تعرض الأفلام والمسلسلات وكل همها ملء ساعات اليوم بالأعمال الدرامية وذلك حسب نسبة معينة.. بمعنى إن المنصة يمكنها عرض مسلسل أو اثنين فى اليوم لممثلين ومخرجين وكتاب معروفين وبقية ساعات اليوم لممثلين ومخرجين ومؤلفين مجهولين.. السبب الثانى له علاقة بالتكلفة الإنتاجية، حيث إن هذه المنصات أو الشركات المنتجة والمنفذة للمسلسلات تريد أن تقلل التكلفة الإنتاجية لأقل مستوى.. ورغم وجود نجوم كبار لا يعملون منذ سنوات، ويظهرون على منصات السوشيال ميديا أكثر مما يقومون ببطولة أعمال فينة، ومع ذلك يلجأ المنتجون لصغار الممثلين حتى ولو كانوا غير معروفين لبطولة المسلسل أو الفيلم تقليلاً لتكلفة الإنتاج!
كما أن المتفرج حالياً يتعامل مع المسلسل أو الفيلم كما يتعامل مع فيديوهات التيك توك والفيسبوك والسناب شات.. يحتاج إلى شىء سريع وبسيط ومسلٍّ وموسيقى وراقص ومضحك ولا مانع من بعض الدراما.. فهى حالة عامة لها علاقة بانتشار الموبايلات والانترنت ولا اعرف ماذا يمكن أن يكون الحال مع تطور الذكاء الاصطناعى الذى قد يستطيع انتاج فيلم أو مسلسل بالكامل بممثلين نراهم لأول مرة.. أو باستدعاء ممثلين متوفين، وقد رأينا مؤخراً الكثير من المقاطع المنفذة بالـAI لقدامى الممثلين بملابس عصرية.. ويبدو أننا دخلنا مرحلة جديدة ربما سيكون فيها النجوم من الروبوت!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
انتشار الشعوذة في “العشر الأواخر”.. ظاهرة متفاقمة و مفاهيم خاطئة
زنقة 20 | متابعة
حذر نشطاء من تنامي ظاهرة السحر والشعوذة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، خصوصًا ليلة القدر، حيث يستغل بعض المشعوذين ضعف إيمان بعض الأشخاص وحاجتهم لتحقيق رغباتهم، مستغلين انتشار الخرافات والمعتقدات الزائفة.
ويعتمد هؤلاء الدجالون على بعض محلات العطارة لبيع مستلزمات الطقوس الغامضة، حيث يطلبون من زبائنهم إحضار أنواع معينة من الحيوانات مثل القنافذ، الفأرون، وبعض أنواع الديوك، مقابل تنفيذ طقوس تتعلق بالزواج، الطلاق، الحصول على وظيفة، أو حتى إلحاق الأذى بأشخاص أبرياء.
ويؤكد المتابعون أن النساء هن الأكثر استهدافًا من طرف هؤلاء المشعوذين، حيث يتم استغلالهن نفسيًا وماديًا عبر إيهامهن بقدرة السحر على تغيير حياتهن أو حل مشاكلهن العاطفية والاجتماعية.
أمام هذه الظاهرة المتفاقمة، تتزايد المطالب للسلطات بتشديد الرقابة على محلات العطارة، والتي يُستغل بعضها كواجهة لأنشطة مشبوهة، إضافة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المشعوذين والدجالين الذين يروجون للوهم ويستغلون جهل وضعف بعض الفئات.