عمره 226 سنة.. ترامب يستعين بأحد القوانين القديمة لترحيل المهاجرين
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
أعرب الرئيس الأمريكي السابق والمرشّح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، دونالد ترامب، عن نيّته تفعيل قانون عمره 226 عاما، من أجل تنفيذ ترحيلات جماعية للمهاجرين غير الشرعيين ذوي الصلات الإجرامية، وذلك بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي.
وكان ترامب، قد كشف، خلال تجمع انتخابي بمدينة أورورا، في ولاية كولورادو، عن خطّته لـ"استهداف كل شبكة إجرامية مهاجرة غير شرعية، في الولايات المتحدة"، عبر عملية أسماها: "عملية أورورا".
ما هو القانون المتحدّث عنه؟
أوضح الموقع الأمريكي، أن القانون الذي يودّ ترامب الاستعانة به، يعود لعام 1798، إذ تمّ استخدامه سابقا، خلال احتجاز من كانوا يوصفوا بـ"الأجانب الأعداء، في أوقات الحرب". لثلاث مرات: خلال حرب عام 1812، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية.
القانون المتحدّث عنه، صدر في عهد الرئيس الأميركي، جون آدامز، ويُسمح بموجبه لسلطات إنفاذ القانون باحتجاز وترحيل المهاجرين في حال وجود حرب معلنة بين الولايات المتحدة ودولة أجنبية، أو في حالة وقوع غزو أو تهديد على الأراضي الأميركية.
وقالت المستشارة في برنامج الحرية والأمن القومي في مركز برينان، كاثرين يون إبرايت، في حديثها لموقع "أكسيوس": "سوف يكون من الصعب استخدام قانون عام 1798 من أجل احتجاز المهاجرين، ما لم يعلن ترامب نفسه، أن شبكات إجرامية بمثابة "دولة أجنبية".
أي تحذيرات قانونية؟
بدورهم، حذّر عدد من الخبراء والحقوقيين في مجال الحريات المدنية من أن "تطبيق قانون 1798 قد ينتهك حقوق المهاجرين، ويؤدي إلى احتجاز أفراد قانونيين وأطفالهم المولودين في الولايات المتحدة".
وفي سياق متصل، أشار تقرير سابق لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن "الوعد الأول في أجندة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية تضمّن: إغلاق الحدود ووقف غزو المهاجرين"، بوصفه "أهم ملف لدى ترامب، والوعد الثاني هو: تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ أميركا".
وبحسب التقرير، فإنه "في الوعد الـ10، أكد الجمهوريين على ضرورة: وقف وباء الجريمة المرتبطة بالمهاجرين، وهدم كارتلات المخدرات الأجنبية، وسحق عنف العصابات، وسجن المجرمين العنيفين".
تجدر الإشارة إلى أن الولاية الرئاسية الأولى لترامب، تميّزت بتركيز على ملف المهاجرين، حيث أظهر رغبة في إحداث تغيير جذري في نظام الهجرة وأيضا فيما يرتبط بطلب اللجوء.
كذلك، خلال حملته الانتخابية الأولى عام 2016، كان ترامب قد هاجم المهاجرين، فيما اعتبر أن: "أغلبهم مغتصبون وناقلون للمخدرات والجريمة".
المهاجرين في أمريكا
وتظهر بيانات مكتب الإحصاء الفيدرالي خلال عام 2022، أنه بين عامي 2010 و2022، زاد عدد السكان المولودين في الخارج بنسبة 15.6 في المئة. فيما أشار إلى أن عدد السكان المولودين في الخارج هو 46.2 مليون (13.9 في المئة من إجمالي السكان) في عام 2022 مقارنة بـ40.0 مليون (12.9 في المئة من إجمالي السكان) في عام 2010.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قدّر مركز بيو للأبحاث في واشنطن عدد المهاجرين غير الشرعيين بنحو 10.5 مليون عام 2021، وهم يمثلون حوالي 3 في المئة من إجمالي سكان الولايات المتحدة، و22 في المئة من السكان المولودين في الخارج.
كذلك، قدر معهد سياسة الهجرة وجود 11.7 مليون مهاجر غير شرعي، نصفهم تقريبا من المكسيك (5.3 مليون) ثم السلفادور وغواتيمالا بنحو 700 ألف لكل منهما، والهند وهندوراس بنحو 500 ألف لكل منهما. وتكشف معلومات المعهد أن حوالي ربع عدد المهاجرين (2.3 مليون) يعيشون في الولايات المتحدة منذ أقل من 5 سنوات. ونصف الأعداد تقريبا من الفئة العمرية بين 25 إلى 44 عاما.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية دونالد ترامب ترامب الولايات المتحدة الولايات المتحدة دونالد ترامب ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة المولودین فی فی المئة من
إقرأ أيضاً:
عواقب فك الارتباط مع الولايات المتحدة.. خيار وحيد أمام القارة الأوروبية: إما الاستيقاظ فى وضع مشحون للغاية أو الاضطراب المزمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كل الدلائل فيما يبدو تشير إلى أن الأوروبيين أثبتوا عدم استعدادهم فى مواجهة انتخاب ترامب،.
وأثبتت دول الاتحاد الأوروبى البالغ عددها ٢٧ دولة عدم نضجها المأساوي، وعدم قدرتها على الاتفاق على القضايا الكبرى والتحضير لإعادة انتخاب ترامب، على الرغم من أنه كان يمكن التنبؤ به، مما يعيد خلط أوراق العالم.
وفى تحليل متكامل، ترى الكاتبة الفرنسية ماريون فان رينتيرجيم أن زمنًا طويلًا مر منذ أن كان الفيل فى الغرفة وكانت النعام تنظر فى الاتجاه الآخر أو تدفن رأسها فى الرمال.. حتى جاء ٦ نوفمبر ٢٠٢٤، حيث تم الإعلان عن فوز دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية، فأخرج الأوروبيون فجأة رءوسهم التى ظلت مغمورة فى الرمال الدافئة وصرخوا: "أوه، لكننا جميعًا وحدنا فى العراء!" ومن حولهم الصحراء.. لقد فقد الغرب هيمنته واحتكاراته لصالح دول الجنوب الصاعدة.
وتمثل دول البريكس ٤٥٪ من سكان العالم، كما أن حصتها فى الناتج المحلى الإجمالى العالمى أعلى من حصة أوروبا فى دول مجموعة السبع. لم يتنبه الأوروبيون إلى أن الهندسة المعمارية للعالم الذى بُنى بعد عام ١٩٤٥ آخذة فى التلاشي، والقانون الدولى آخذ فى الاختفاء. إن العدوان الكارثى على العراق عام ٢٠٠٣ دون ضوء أخضر من الأمم المتحدة أفقد الولايات المتحدة مصداقيتها على المسرح العالمي، وصدم الأمريكيين الذين تراجعوا تدريجيًا منذ ذلك الحين إلى الانعزالية.
كل الرؤساء سواءسواء كان اسمه باراك أوباما، أو دونالد ترامب فى ولايته الأولى، أو حتى جو بايدن، فإن الفيل الذى لم يرغب الأوروبيون فى رؤيته ظل يحاول إخفاء نفسه منذ فترة طويلة من دون أن يحذرهم.. وتخفى جو بايدن مهندس مدرسة الحرب الباردة فى شكلها الجديد، وراء دعم أوكرانيا، حيث لم تعد أوروبا أولوية بالنسبة للولايات المتحدة. كما كان أوباما قد أعلن بالفعل عن "التوجه نحو آسيا".
ومع إعادة انتخاب دونالد ترامب، المرشد العالمى للقوميين الشعبويين الذى يعلن أن "الاتحاد الأوروبى عدو"، والذى ينوى التفاوض لإنهاء الحرب فى أوكرانيا والذى يهدد بإضعاف التحالف الأطلسي، فإن الولايات المتحدة ستواجه تحديات جديدة.. لقد تضاعف حجم الفيل ثلاث مرات ولم يعد لدى النعامة ما يكفى من الرمال لإخفاء عينيها.
منذ فترة، رأى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون كل شيء على حقيقته، عندما وصف حلف شمال الأطلسى بـ"الميت دماغيًا". وكانت خطاباته فى جامعة السوربون فى عامى ٢٠١٧ و٢٠٢٤ أو فى براتيسلافا فى عام ٢٠٢٣، من بين خطابات أخرى، تؤكد على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبى بتأسيس سيادته الاستراتيجية. من المؤكد أن الاتحاد قطع خطوات عملاقة فى مواجهة أزمة كوفيد أو من خلال دعمه لأوكرانيا. لكن الأمور ليست على ما يرام فى أوروبا. إن فرنسا، التى أضعفتها ميزانيتها الهشة وبرلمانها الذى لا يمكن السيطرة عليه، لا تملك القدرة على النطق بكلماتها، ولا يملك رئيسها السلطة اللازمة لإسماع صوته. وتضع ألمانيا، القوة الاقتصادية الرائدة، مصالحها التجارية قبل الجغرافيا السياسية، ويتراجع مستشارها أولاف شولتز، الذى أصيب بالشلل بسبب ائتلافه الحكومى الذى انهار رسميًا الآن، إلى الوراء. ويظل اعتماد الدفاع الأوروبى على الولايات المتحدة كاملًا، على الرغم من التحذيرات.
لقد أثبتت دول الاتحاد الأوروبى السبعة والعشرين، المقسمة بطبيعتها والتى أفسدتها الموجة القومية الشعبوية، عدم نضجها المأساوي، وعجزها عن الاتفاق على القضايا الكبرى والاستعداد لإعادة انتخاب ترامب، مهما كان متوقعًا. فى الوقت الذى يجد فيه الاتحاد الأوروبى نفسه فى مواجهة تحديات لم يسبق لها مثيل فى تاريخه، فهو محاط من الشرق بالحرب فى أوكرانيا، ومن الجنوب بالحرب فى الشرق الأوسط.
وفى بودابست، حيث اجتمع أيضًا زعماء الجماعة السياسية الأوروبية، وهى المنظمة التى من المفترض أن تعزز الروابط بين الاتحاد الأوروبى وأولئك الذين يشاركونه قيمه، كرر إيمانويل ماكرون: "نحن، الأوروبيين، لا يتعين علينا أن نفوض أمننا إلى الأبد للأمريكيين". وحتى دونالد تاسك، أول أنصار الأطلسي، يعترف بأن "عصر التعاقد من الباطن الجيوسياسى قد انتهى".
وإذا كانت أصوات عديدة بدأت تعلو داخل القارة العجوز لتحذير دول الإتحاد الأوروبى مما هو قادم بعد نجاح الشعبوى ترامب، فإن الخوف يتصاعد بشكل واضح فى شمال أوروبا، ويحاول الزعماء أن يظهروا بمظهر جيد فى مواجهة فوز دونالد ترامب.. واحدًا تلو الآخر، هنأوا الرئيس الجمهورى الجديد، لكن وراء هذه الرسائل المهذبة يكمن القلق من رؤية الولايات المتحدة تنسحب من حلف شمال الأطلسي، مما يعرض أمن المنطقة للخطر، وفقًا لرؤيتهم.
على سبيل المثال، فإن ليتوانيا تخصص حاليًا ٣.٥٪ من ناتجها المحلى الإجمالي للدفاع وستواصل زيادة استثماراتها، وأصبح يسود اعتقاد بأن أوروبا يتعين عليها تنمية عضلاتها الخاصة ولا يمكن أن تظل معتمدة على الولايات المتحدة فقط من أجل أمنها.
نفس القصة فى ريجا، حيث تؤكد رئيسة وزراء لاتفيا، إيفيكا سيلينا، أن أولوية بلادها هى الاستمرار فى تعزيز العلاقات عبر الأطلسي، كما ترغب فى التأكيد على أن لاتفيا تخصص أكثر من ٣٪ من ناتجها المحلى الإجمالى للدفاع، كما دعت رئيسة الحكومة الإستونية كريستين ميشال، الرئيس المقبل للولايات المتحدة إلى تعزيز العلاقة عبر الأطلسي.
وفى فنلندا، يعتقد رئيس الحكومة المحافظ بيترى أوربو أيضًا أن أوروبا يجب أن تلعب دورًا أكثر أهمية، ولا يجب أن تعتمد كثيرًا على دعم الولايات المتحدة، وحذر على قناة Yle التليفزيونية من أخطار الوضع فى أوروبا، قائلًا: «لقد علمنا التاريخ أنه إذا اتفق الكبار على الآخرين، فإن هذا ليس فى مصلحة دولة صغيرة أو مستقلة، ونأمل أن يؤخذ ذلك فى الاعتبار بوضوح عند التوصل إلى اتفاق سلام فى أوكرانيا فى نهاية المطاف».
وفى مؤتمر صحفى فى ستوكهولم، تحدث رئيس الوزراء السويدى أولف كريسترسون، الذى أكد أن بلاده مستعدة لكل السيناريوهات، بما فى ذلك مخاطر فك الارتباط مع الولايات المتحدة، وشدد على أنه لا يوجد موضوع آخر له مثل هذه القيمة الوجودية بالنسبة لهذا الجزء من العالم، معتقدًا أن أوروبا يجب أن تفعل المزيد من أجل سيادتها. كما أعرب عن قلقه بشأن مخاطر الحمائية المتزايدة من جانب واشنطن، والتى يمكن أن تكون مدمرة للاقتصاد السويدي، الذى يعتمد بشكل كبير على الصادرات.
ومن جانبهم، شجب زعماء البيئة فى الدول الاسكندنافية بالإجماع فوز دونالد ترامب، وأعربوا عن قلقهم بشأن عواقبه على المناخ. وبصوت مخالف، أشاد زعيم اليمين المتطرف السويدي، جيمى أكيسون، بفوز ترامب واعتبره رسالة قوية إلى الغرب.
ويبقى السؤال الذى يردده الأوروبيون: هل فات الأوان؟.. ليس أمام الأوروبيين إلا خيار واحد: فإما أن يستيقظوا فى وضع مشحون، أو يتفككوا. إذا لم يشكلوا ركيزة أوروبية لحلف شمال الأطلسي، وإذا لم يصبحوا ذوى سيادة فى شئون الدفاع، بما فى ذلك النووية، فإن الدول الكبرى فى القارة الأوروبية سوف تظل مجرد ألعاب صغيرة فى أيدى الأقوياء العالم.. فهل يمكن أن يدخل الناتو فى "بيات شتوى" طويل؟.