جامعة الجلالة سجل من الأوجاع.. طلبة وأولياء أمور يكشفون المستور
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
الأهالى: الخدمات معدومة ونطالب بتحقيق عاجل
حدادٌ فى بيوت طلاب الطب الراحلين والمفقودين، شبابٌ فى عمر الزهور، سطّروا بدمائهم أحلامًا لم يُكتب لها البقاء فى دُنيا البشر، وأُسر زارها الفقد قبل الفرح، تبخّرت أمانيهم على نار الفراق.. لا داعٍي للدهشة فأنت هنا فى حضرة حادث جامعة الجلالة، فانفض عنك غبار الأحلام!
مشاهد الحادث تدمى القلوب، هنا شاب ظلّ يُمنّى نفسه بيوم يصير فيه طبيبًا ملءَ السمع والبصر، حلم بـ«البالطو الأبيض» منذ نعومة أظافره، فاضت روحه إلى بارئها، لا تبتئِس له فحُلمه عُلّق على الحافلة! وهناك فتاة دوّنت حُلمها بغرفتها، فكتبت فى كل زاوية «الصيدلانية»، ولكن سُرعان ما انتهى الحلم! فانقضى أجلها وبَقيت كتابتُها.
تلك الكارثة خلفت جروحًا لا تندمل، راح ضحيتها شباب غربت شمس عمرهم قبل بزوغِ فجر أحلامهم، رائحة دمائهم أزكمت الأنوف، أبكتهم الطُرقات وجعًا، الهواء ثقيل على الصدور، وكأن الطبيعة تتقاسم الألم!
هذه الحادثة تفضح سجلًا داميًا وتكشف عن مخالفات بالجُملة من واقع ما سرده الطلبة وأولياء الأمور.
«فقدت 3 من زمايلى فى الحادث مش عارف أنام خايف أروح الجامعة مرجعش».. بتك الكلمات الممزوجة بالأسى بدأ «أ. ف» الطالب بكلية طب الأسنان جامعة الجلالة حديثه قائلًا: «زمايلى فارقوا الحياة أمام عينى، حتى صديقى المقرب طريح الفراش بالعناية المركزة حالته خطيرة، كنت معه قبل وقوع الحادث بساعتين، وللأسف تلك الحادثة ليست الأولى من نوعها، فالعام الماضى شهد حادثين مختلفين والفرق بينهما لم يتجاوز الأسبوعين، وتوفى فيه زمايلنا ولى صديق أصيب ببتر فى ذراعه.. لا أعلم متى يأتى دورى أنا الآخر !.. مسلسل دم حلقاته متكررة ومؤلمة وأسوأ ما فيه أن الضحايا طلبة علم».
وسرد «أ. ف» لـ«الوفد» موقفًا عصيبًا أثناء تواجده فى المجمع الطبى بالسويس قائلًا: «أهالى الطلاب فى فجيعة، ما بين حالات إغماء وصراخ وعويل، وصرخات ترتج لها الأرض، والد زميلتنا طلب دخول المجمع بعد معرفته بخبر وفاتها، لكن الأمن أوقفه، فظل يردد «دى بنتى الوحيدة.. عاوز أودع بنتى الدكتورة» حتى أصيب بجلطة فى الحال، ولنا زملاء جثثهم مشوهة..
المشاهد مؤلمة للغاية يصعب وصفها، ولى صديق حدث له بتر فورى فى ذراعه لحظة وقوع الحادث».
وأضاف: «نبحث عن أدنى حقوقنا فى سكن مناسب، حتى الخدمات تكاد تكون معدومة، لكنهم يتمسكون بحقوقهم فى المصروفات والتعنت فى طرق سدادها، السكن مكلف جدًا وصل إلى 40 ألف جنيه، الجامعة تغض بصرها عن التفاوت فى الحالات المادية للأسر، ولى أخ فى الجامعة نفسها، علاوة على أن مصروفات الكلية تقترب من الـ160 ألفًا شاملة المصروفات الإدارية، مما يمثل عبئًا إضافيًا على أُسرنا، فلجأ جزء منا لأن يسكن فى قرى سياحية، واضطر الجزء الآخر أن يسكن فى السويس رغم بُعد المسافة بينها وبين الجامعة والتى تتعدى الساعتين، على الأقل توفير السكن سيُقلل نسبة حدوث الخطر، ناهيك عن مظاهر الإهمال فحدّث ولا حرج.. نطالب بمحاسبة المسئول وراء تلك الواقعة الغاشمة وحل لمشكلة السكن لوقف نزيف الدماء».
التقط أطراف الحديث «س.م» قائلًا: «الأوضاع فى جامعة الجلالة متدهورة للغاية، إهمال مستمر، وانعدام سكن، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، كل هذا يقف عائقنا أمام مسيرتنا التعليمية كطلبة فى جامعة من المفترض أن توفر لنا أبسط الإمكانات فى تعليم آمن، ناهيك عن أن الجامعة تُصنف كواحدة من أكثر الجامعات تعرضًا للحوادث فى تاريخ التعليم العالى بمصر، حيث شهدت وفاة أكثر من 12 طالبًا وإصابة أكثر من 25 آخرين، بالإضافة إلى وفاة أكثر من 5 طلاب العام الماضى، وتشوه أكثر من 4 طلاب وبتر أطراف».
وأكمل: «لا نعلم ماذا الذى تريده إدارة الجامعة منا فى ظل هذه الظروف المأساوية؟ أى نعى أو عزاء يُعد مرفوضًا، فالمسئولية تقع على عاتق من أهمل وتسبّب فى مسلسل القتل عبر وسائل النقل من وإلى الجامعة.. فقد أثبتت الإدارة فشلها على مدار الـ5 سنوات الماضية فى توفير مدينة جامعية آمنة، ناهيك عن عدم توفر مستشفى جامعى، الطلاب - فى نظر إدارة الجامعة- أرقام تُحتسب كمصادر ربحية».
واستطرد «سيف الدين» الطالب كلية الصيدلة قائلًا: «مشاهد الحادث قاسية جدًا ووقعها مؤلم على النفس، طريق الجامعة أشبه ببوابة عبور سريعة للآخرة، الطلبة ملقون فى الشارع غارقين فى الدماء، والأهالى يتلعثمون ويتعثرون بين الجثامين، حالة ذعر لم نستطع أن نفيق منها حتى الآن، الجامعة لم توفر لنا أى سبل للعيش بدخلها، الغلاء فى كل شىء الأكل والشرب، ولا توجد نقطة إسعاف واحدة على الطريق.. نحن فى أمس الحاجة لبيئة تعليمية مناسبة، فالوضع صعب وغير مقبول، فلا مياه ولا مقومات أساسية للحياة».
وتابع: «زمايلنا المتوفين ضحايا إهمال رحمهم الموت من عناء الغلاء، وأما الحالات المصابة بإصابات خطيرة للأسف هيعيشوا بفقد جزء من جسمهم، وهذا يعتبر أصعب من الموت، أنا كطالب فى الجامعة أعتبر نفسى «كفن مؤجل»، نفسى أفرّح أهلى خايف أروحلهم ميّت».
أوياء الأمور.. قلوب على جمرة من نار
«شبابنا وبناتنا شفناهم بالكفن قبل ما نشوفهم بالبالطو».. بهذه الكلمات أعربت «حسنى إبراهيم» ولية أمر طالبتين بجامعة الجلالة عن استيائها من حادث جامعة الجلالة قائلة: «طريق الجامعة خطر، والحادث بشع وملابساته أكثر بشاعة، الإسعاف تأخرت فى الوصول نتيجة إن الجامعة متطرفة فى صحراء، وبنتى وزمايلها نقلوا أصدقاءهم المصابين فى الحادث بسيارتهم الخاصة للمستشفيات لحين وصول الإسعاف، الأمر مرعب مشهد الدم لم يغب عن بالى لحظة واحدة، قلبى مقهور على الأولاد وأهاليهم، عارفة يعنى إيه حرقة قلب أم على ابنها، تخيلت لا قدر الله لو بنت من بناتى، أنا دخلت بنتى الجامعة ومنتظرة تكون دكتورة أو مهندسة، يتصلوا بى يقولوا لى بنتك ميتة، ربنا يهون عليهم.. المصيبة كبيرة جدًا».
وتطرقت «حسنى» إلى ذكر موقف سابق لها قائلة: «العام الماضى بنتى جتلها الزايدة الفجر، وهى فى السكن الجامعى، اتصلوا بى ورفضوا يخرّجوها، اتصلت بعربية خاصة نقلتها للقاهرة بـ3 آلاف جنيه، شاء القدر إنى ألحق بنتى، تسيب وإهمال فى كل شىء عدا سداد المصروفات بالجنيه أتذكر أننى دفعت مصروفات 93 ألف جنيه وبسبب إسقاط 250 جنيها سهوًا رفضوا تسجيل المواد.. مفيش مشكلة إنهم يحافظوا على حقوقهم.. ولكن أبسط حقوقنا إننا نطالب بحقوق أولادنا ونحافظ على أرواحهم».
وواصلت: «كل تيرم فى حادثة لجامعة الجلالة، وطلعة الجبل - التى وقع فيها الحادث - محظور مرور الأتوبيسات عليها، للأسف جامعة بحجم جامعة الجلالة لا توجد فيها أى خدمات أو حتى عيادة لإجراء إسعافات أولية.. كل ما يحدث موت محقق، وحياة طالب العلم أغلى من أى شىء آخر وأهم من جمع الأموال».
«بنتى مش هتروح الجامعة لحد ما يبقى فيه اهتمام بحياة الطلاب».. بهذه الكلمات عقّبت «ريهام جمال»، وليّة أمر، على حادث جامعة الجلالة قائلة: «بنتى فى حالة مزرية دموعها لا تتوقف، وهاتفها لم يفارقها، تشاهد صور زميلاتها وتدخل فى نوبة بكاء، حالتها النفسية تسوء فالأمر كارثى وتجاوزه ليس هيّنًا، قررت عدم الذهاب للجامعة تضامنًا مع زمايلها المتوفين والمصابين.. وأنا أؤيدها فى قرارها لحين اتخاذ قرارات حاسمة ردًّا على الحادث، لنأمن بها على حياة أبنائنا، لست مستعدة أن أخسرها تحت أى ظرف ومهما كانت العواقب».
بينما أشار «عز الهوارى»، أحد أولياء الأمور، إلى أن «مظاهر الإهمال الجسيم والمستمر يعرض حياة أبنائنا للخطر، خاصة وأن الجامعة تقع فى منطقة نائية، حيث لا تتوفر خدمات أساسية ولا توجد أى إجراءات أمان تضمن سلامتهم، أطالب بتحقيق عاجل والنيل من المتسببين فى وقوع الحادث الأليم، والتدخل العاجل للحفاظ على أرواح أبنائنا الذين لا يزالون فى الجامعة والذين قد يتعرضون لمزيد من المخاطر إذا لم يتم تشغيل المستشفى الجامعى بشكل فورى، فلا يُعقل أن يظل المستشفى غير مفعل بينما تقع حوادث متكررة، وكذلك يجب توفير سكن ملائم، وزيادة عدد المبانى السكنية لاستيعاب العدد الكامل للطلاب وتوفير بيئة سكنية آمنة ومريحة».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ٥ سنوات مصروفات مدينة جامعية جامعة الجلالة الأوجاع الأهالى البالطو الابيض عمر الزهور بتحقيق عاجل جامعة الجلالة أکثر من قائل ا
إقرأ أيضاً:
هارفارد ترفض إملاءات ترامب وتدفع الثمن.. تجميد 2.2 مليار دولار من التمويل الفيدرالي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالا، للمعلق ديفيد إغناطيوس، قال فيه إنّ: "جامعة هارفارد التي رفضت إملاءات إدارة الرئيس دونالد ترامب ومحاولتها السيطرة على التعليم العالي في البلاد "أنقذت روحها".
وأضاف المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "الجامعة، مع ذلك ستدفع ثمنا باهظا لرفضها التنازل عن استقلاليتها لإدارة ترامب"، مبرزا أنّ: "جامعة هارفارد قد: قدمت لنا درس عندما قالت لا قوية لمتنمر".
وتابع بأنّ: "إدارة ترامب حاولت ترهيب جامعة هارفارد كما فعلت مع وكالات حكومية ومدراء تنفيذيين ومكاتب محاماة وجامعات أخرى، ومن خلال التهديد بقطع التمويل الفدرالي".
وأوضح: "في حالة هارفارد كان هذا يعني مراجعة دعما على شكل منح متعددة، بقيمة 8.7 مليار دولار. وطلبت الإدارة في الأسبوع الماضي، تسوية مهينة تجعل الجامعة عرضة للتدقيق الخارجي في أي عمليات توظيف للكليات وقبول الطلاب وأمورا داخلية أخرى".
"رفضت هارفارد الإستسلام، حيث أكّد مدير الجامعة، ألان أم غاربر، أن الجامعة "لن تتنازل الجامعة عن استقلالها أو تتخلى عن حقوقها الدستورية". وقال في بيان يوم الإثنين: "لا حق لحكومة، أيا كان الحزب الحاكم، في الإملاء على الجامعات الخاصة ما يجب عليها تدريسه ومن تقبل للدراسة او توظف أو أي مجال للدراسة او البحث تتبعه" وفقا للمقال نفسه.
وأردف: "لأن الرئيس دونالد ترامب، لا يحب أن يكون الجواب "لا"، ولهذا قررت إدارته مساء الإثنين بتطبيق تهديدها وجمدت 2.2 مليار دولار في التمويل الفدرالي". معلٍّقا أنّ: "جامعة هارفارد ستعاني في هذه الدراما المتعلقة بالتعديل الأول للدستور الأمريكي".
واستدرك: "هارفارد وغيرها من الجامعات العظيمة بدت وكأنها تهيم في البرية وتتجه نحو عدم اليقين، حتى الموقف الثابت يوم الإثنين. تعرّضت حرية التعبير للتهديد من اليمين واليسار، وبخاصة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حيث شعر الطلاب اليهود والمؤيدون لفلسطين بعدم الأمان. وحاول رؤساء الجامعات شرح قواعد الحرم الجامعي لكنهم كانوا غير متماسكين".
وفي مقال مطول نشرته مجلة "ذي نيوركر" الشهر الماضي بعنوان "هل تركع هارفارد أم تتحطم؟". شرح: "كيف عانت مؤسسة هارفارد، الهيئة الإدارية للجامعة، من الإحراج بتعيين كلودين غاي، كأول رئيسة سوداء لجامعة هارفارد في تموز/ يوليو 2023، لتطردها بعد ستة أشهر وسط انتقادات لفشل هارفارد في الحد من معاداة السامية في الحرم الجامعي، واتهامات لغاي بسرقات أدبية".
وأبرز: "تعمقت أزمة هارفارد في 31 آذار/ مارس عندما أعلن البيت الأبيض عن مراجعة لمنح مقدمة للجامعة بقيم 8.7 ميار دولار، وبعث في 3 نيسان/ أبريل أول مسودة للمطالب التي يجب على الجامعة تطبيقها".
واسترسل: "وافقت جامعة كولومبيا على مطالب إدارة ترامب لكي تعيد 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي. والآن وجّه ترامب بندقيته لواحدة من أقدم الجامعات الأمريكية واكثرها احتراما وضغط على الزناد".
إلى ذلك، نقل الكاتب عن مسؤول في هارفارد قوله إنّ بيني بريتزكر، وزيرة التجارة السابقة وعضو مجلس إدارة مؤسسة هارفارد كافحت مع زملائها للتوصل إلى إجماع حول قيم هارفارد والمخاوف بشأن مستقبل الخطوط الحمراء لها.
وخلال هذه النقاشات، قال أحد المشاركين فيها: "الجامعة تأملت بشعارها "فيريتاس" وهي كلمة باللغة اللاتينية تعني: الحقيقة". ولم يقابل قادة هارفارد ترامب مباشرة، ولكن عبر وسطاء شرحوا لهم كيف تقوم الجامعة بمكافحة معاداة السامية ومحاولاتها منح المحافظين صوتا فيها.
وأبرز المقال: "كان أمل المسؤولين في الجامعة هو عرض ترامب شروطا أقل عقابية من تلك التي فرضها على جامعة كولومبيا. لكنهم اتفقوا معا أنهم سيرفضون أي شيء يفرضه الرئيس عليهم وأنهم سيرفضون التنازل أو التخلي عن حقوقهم الدستورية".
واستطرد: "إلا أن إملاءات ترامب يوم الجمعة تجاوزت الخط الأحمر. فقد حذرت رسالة الإدارة في 11 نيسان/ أبريل من أن "الإستثمارات" الفدرالية في هارفارد ليست "استحقاقا" ومن أجل الحفاظ على علاقات هارفارد المالية والحكومة الفدرالية" فعليها تغيير طريقة حكمها وتخفيض سلطة الطلاب والكليات وإلغاء أي محاباة عنصرية والتدقيق في الطلاب الأجانب الداعمين للإرهاب ومعاداة السامية".
وتابع: "زادت المطالب سوء، حيث طلبت رسالة الحكومة من إدارة جامعة هارفارد القبول بتدقيق خارجي على طلابها وموظفيها وقيادتها والتأكد من وجهة نظر التنوع، وتعيين المزيد من الأصوات المؤيدة لترامب".
وأكّد: "مهما كان موقفك من جامعة هارفارد والأيديولوجية التي تدعمها، ففي استطلاع أجرته "هارفارد كريمسون" في 2022، وجد أن نسبة 80% من طلاب الكليات وصفوا أنفسهم بالليبراليين أو ليبراليين جدا، لكن هذه مشكلة لا علاقة لها بالحكومة أو داخلة في اختصاصاتها".
وحذّر خريج سابق المؤسسة بأن أي تسوية مع ترامب هي "محاولة عدوانية للسيطرة على الجامعة". فيما جادل خريج آخر بأن قلق ترامب الحقيقي لم يكن معاداة السامية المزعومة، بل "محاولة قهر الأعداء السياسيين".
إلى ذلك، رفضت المؤسسة الصفقة بشجاعة، وفي غضون ساعات، جمدت الإدارة المنح البالغة 2.2 مليار دولار. ويعلق إغناطيوس بأنّ: "الحرية ليست مجانية، كما يقال، وستبدأ هارفارد الآن بدفع ما يعتقد المسؤولون بأنه ثمن باهظ للغاية لاستقلاليتها".
وأبرز: "كان لدى الجامعة 53.2 مليار دولار في وقفها اعتبارا من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكن جزءا كبيرا من هذه الأموال مقيد بآلاف الوصايا المنفصلة ولا يمكن سحبه بسهولة".
يشار إلى أن "هارفارد" قالت في الأسبوع الماضي، إنها تخطّط لاقتراض 750 مليون دولار لتلبية احتياجاتها المالية. لكن مسؤولين في الجامعة أخبروا الكاتبة أن "الأموال الخاصة لن تغطي العجز الحكومي؛ ويدرك غاربر بالفعل الحاجة إلى تسريح موظفين وتخفيض الميزانية بشكل سيقوض مهمة هارفارد البحثية، ربما لسنوات قادمة".
وتساءل إغناطيوس عما وصفها بـ"المعركة الجارية من أجل روح هارفارد؟"، مشيرا إلى مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" جادل فيه مارتن وولف، بأنّ: "ترامب، كما فعل ماو تسي تونغ في الصين قبل أكثر من 50 عاما شرع في "ثورة ثقافية" تسعى لـ"الإطاحة بالنخب البيروقراطية والثقافية" في جامعات البلاد العريقة".
وختم الكاتب، بالقول: "لم يجبر الأساتذة الليبراليون بعد على ارتداء قبعات الحمقى أو العمل في "معسكرات إعادة التأهيل" في المزارع والمصانع. ربما يكون هذا هو التالي. في الوقت الحالي، تحية لـ"هارفارد العادلة"، وكيف أنها تجسد شعار "الحقيقة"".