الصراعات العالمية تزيد من احتمالية الحرب النووية.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
ست سنوات مضت على الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، وكان العالم على شفا التخلص من هذا الكابوس، واتفقت حكومات الدول سابقًا على التخلص من الرؤوس الحربية النووية، والتعاون للحد من انتشارها، إلا أن هذا الأمل بات يتلاشى الآن، بحسب تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال».
معاهدة عدم الانتشارتُلزم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي تضم حاليًا 191 دولة موقعة، الدول التي لا تمتلك أسلحة نووية باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية ومنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة صلاحيات الرقابة.
ومع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهدد باستخدام موسكو الأسلحة النووية في الدفاع عن نفسها ضد كييف، في نفس الوقت الذي تعمل فيه كوريا الشمالية على زيادة عدد أسلحتها النووية لضمان الحقوق الأمنية للدولة، بالإضافة إلى إيران التي تقترب من تطوير أسلحة نووية قابلة للاستخدام، بالتزامن مع انهيار معاهدة رئيسية عقدتها الولايات المتحدة مع روسيا للحد من التسلح النووي، وكانت هذه المعاهدة واحدة من ضمن معاهدتين تنتهي الأخيرة في أوائل عام 2026.
تحذيرات سابقةوبحسب التقرير، قبل حوالي 60 عامًا، حذر الرئيس الأميركي جون إف كينيدي من أن العالم قد يشهد عشرات الدول التي ستمتلك سلاحًا نوويًا بحلول عام 1975. ورغم أن تلك المخاوف كانت مبالغًا فيها، إذ يبلغ عدد الدول النووية الحالي 9 فقط، إلا أن عدد الدول التي تمتلك القدرة النووية في تزايد مستمر.
وصرح مسؤولون أن إيران تفصلها أشهر قليلة عن تطوير سلاحها نووي، كما ناقش مسؤولون بارزون في كوريا الجنوبية وتركيا احتمالية تطوير أسلحة نووية، حسبما ذكرت الصحيفة.
التوسع النووي الصيني هو الأسرعوتزداد مخاطر سباق التسلح النووي يومًا بعد يوم، خصوصًا في ظل الصراعات المستمرة ومناخ الحروب الجديد. وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن التوسع النووي الصيني هو الأسرع على ما يبدو، إذ ترفض بكين حتى الآن الدخول في مفاوضات بشأن خططها.
ونشرت وزارة الدفاع الأميركية تقريرًا يؤكد أن الترسانة النووية الحالية للصين، تشمل نحو 500 سلاح نووي، وستصل إلى 1500 سلاح بحلول عام 2035، ما سيضعها على قدم المساواة مع روسيا والولايات المتحدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأسلحة النووية أوكرانيا الصين الحرب النووية
إقرأ أيضاً:
فيديو.. كيف وقعت أوكرانيا على صفقة "الندم النووي"؟
تطالب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوكرانيا بسداد 350 مليار دولار، وهي القيمة التي تقول واشنطن إنها تمثل المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها الإدارات الأميركية السابقة لكييف منذ بداية الحرب مع روسيا في 2022.
ومع ذلك، فإن البيانات الرسمية الأميركية تشير إلى أن المبلغ الحقيقي الذي حصلت عليه أوكرانيا كان أقل من 100 مليار دولار، حيث تم إنفاق نصفه على الأسلحة الأميركية، مما يعني أن جزءًا كبيرًا من الأموال لم يغادر الولايات المتحدة، بل ذهب مباشرة إلى الشركات المصنعة للأسلحة.
في ظل هذه المطالبات، تواجه كييف مأزقًا تاريخيًا، إذ تجد نفسها في حرب مفتوحة ضد روسيا، دون الدعم الغربي الذي كانت تعتمد عليه، بينما يتعين عليها التعامل مع تداعيات فقدانها لردعها النووي الذي تخلت عنه بموجب مذكرة بودابست في 1994.
مطالبات واشنطن.. تفاصيل الفاتورة الأميركية
بحسب وزارة الخزانة الأميركية، تشمل المطالبة الأميركية لأوكرانيا 125 مليار دولار للمساعدات العسكرية، بما في ذلك الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي، و75 مليار دولار لدعم الميزانية وتعويض الخسائر الاقتصادية، و50 مليار دولار للمساعدات الإنسانية، مثل الغذاء والمأوى، إضافة إلى 100 مليار دولار كفوائد وقروض وتكاليف تشغيلية.
ورغم أن الرقم المُعلن هو 350 مليار دولار، إلا أن مسؤولين أوكرانيين أشاروا إلى أن المبلغ الفعلي الذي تلقته أوكرانيا كان أقل من ذلك بكثير، إذ تقدر بعض المصادر أن كييف لم تحصل على أكثر من 100 مليار دولار بشكل مباشر، حيث تم إنفاق معظم المساعدات في شراء معدات عسكرية أميركية أو كمساعدات عينية لم تدخل الخزينة الأوكرانية.
كيف تكشف هذه المطالبة عن "الندم النووي" الأوكراني؟
في 1994، امتلكت أوكرانيا ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم، والتي ورثتها عن الاتحاد السوفيتي المنهار. في ذلك الوقت، تعرضت كييف لضغوط غربية، لا سيما من الولايات المتحدة، للتخلي عن أسلحتها النووية في مقابل ضمانات أمنية، تم تدوينها في مذكرة بودابست، حيث تعهدت واشنطن، إلى جانب روسيا والمملكة المتحدة، باحترام سيادة أوكرانيا واستقلالها.
في ذلك الوقت، وعدت الولايات المتحدة كييف بأن تخليها عن أسلحتها النووية سيعزز أمنها، لكن ما حدث بعد ثلاثة عقود من ذلك القرار يجعل الكثيرين في أوكرانيا يعتبرونه "صفقة الندم"، حيث باتت البلاد اليوم في مواجهة مفتوحة مع قوة نووية مثل روسيا، دون أي رادع استراتيجي يحميها، بينما تتراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها السابقة بل وتطالبها بسداد "فاتورة المساعدات".