تدفق 25 ألف لاجئ من السودان على تشاد في الأسبوع الأول من الشهر الجاري هربا من الحرب العنيفة المتواصلة منذ 18 شهرا، وهو رقم قياسي خلال العام 2024، وفق تحذير صدر عن الأمم المتحدة.

ويرى منسق الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالمنطقة، مامادو ديا بالده، أن عتبة الـ3 ملايين لاجئ الفارين من السودان سيتم تجاوزها خلال أسبوعين أو ثلاثة.

وقال "وصل العدد إلى 3 ملايين تقريبا"، معتبرا أنها "كارثة" تعود إلى اشتداد "عنف" النزاع.

وأضاف "عندما نرى 25 ألف وافد، إنه رقم ضخم جدا"، داعيا المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المقدَّم، في حين تم تمويل خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين لعام 2024 المقدرة قيمتها بـ1.51 مليار دولار، بنسبة 27% فقط.

دعم غير كاف

وأكد أن هذا الدعم ليس كافيا لأن عدد اللاجئين مستمر في الارتفاع، متوقعا "أن يكون هناك المزيد من اللاجئين في تشاد في الأسابيع المقبلة" بسبب تصاعد حدة النزاع في دارفور و"انحسار المياه" الناجمة عن الأمطار.

وأوضح قائلا "نطالب بتحرك الجهات الفاعلة في مجال التنمية لتكمّل" المساعدات الإنسانية، مع التأكيد على الحاجة إلى السلام في السودان.

ورأى أن الاعتقاد بأن نزوح السكان سيقتصر على السودان والمنطقة "خطأ كبير"، مضيفا "يتوجه المزيد من الناس نحو إيطاليا، ونحو أوروبا، ونحو الجنوب الأفريقي" و"هناك من يذهب إلى دول الخليج أيضا".

وفي مؤشر على تفاقم النزاع في منطقة دارفور الواقعة في غرب السودان، وصل نحو 25 ألف شخص، 80% منهم من النساء والأطفال، إلى شرق تشاد في الفترة من الأول من أكتوبر/تشرين الأول إلى السابع منه، في أعلى رقم مسجل هذا العام.

وتجاوز هذا العدد إلى حد كبير عدد النازحين المسجل في شهر سبتمبر/أيلول حيث فر حوالي 20 ألفا و270 شخصا إلى تشاد.

ويستقبل هذا البلد، وهو من بين أفقر الدول في العالم، أكبر عدد من اللاجئين السودانيين (600 و81 ألفا و44 لاجئا) مؤكدا أن الخدمات الأساسية لاستقبالهم فيه غير متوافرة، ومثنيا على السخاء الذي يظهره التشاديون.

فظاعات متكررة

يشار إلى أن السودان يشهد منذ أبريل/نيسان 2023 حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

واتُّهم كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بارتكاب فظاعات بشكل متكرر خلال الحرب، بما فيها استهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية ونهب المساعدات أو منع إيصالها.

وقتل عشرات الآلاف منذ اندلاع الحرب. ويواجه نحو 26 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد أو "ما يقرب من نصف السكان"، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

كما نزح نحو 11.3 مليون شخص، بينهم 2 مليون و947 ألفا و27 شخصا  فروا من السودان، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأمم المتحدة من السودان

إقرأ أيضاً:

مقتل 33 بالفاشر ومعارك بأم درمان وتحذير أممي من تفاقم الوضع بدارفور

أعلن الجيش السوداني مقتل 33 مدنيا وإصابة العشرات، إثر قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مناطق عدة في مدينة الفاشر، في حين حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية بولاية شمال دارفور.

وأفاد مصدر عسكري للجزيرة بأن قوات الدعم السريع شنت هجوما على مواقع الجيش بمخطط "الصفوة" السكني ومعسكر "النسور" العسكري غربي العاصمة الخرطوم.

كما أكد المصدر أن الجيش تمكن من صد الهجوم، ودمر آليات عسكرية تابعة للدعم السريع.

في الأثناء، نشر جنود من الجيش السوداني مقاطع مصورة قالوا إنها لتقدم الجيش وتمشيطه منطقة القماير غربي مدينة أم درمان بالقرب من فتاشة، التي تعد البوابة الغربية لولاية الخرطوم.

وحسب مصادر عسكرية تحدثت للجزيرة، فإن قوات من الجيش تعمل على تطويق آخر معاقل الدعم السريع في الأجزاء الغربية والجنوبية لأم درمان، تمهيدا لإعلان ولاية الخرطوم خالية من هذه القوات.

وكانت مناطق في أم بدة غربي أم درمان قد شهدت صباح أمس الأحد معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد محاولة الأخيرة مهاجمة دفاعات الجيش المتقدمة بالمنطقة.

تحذير أممي

في هذه الأثناء، حذرت مفوضية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان مما سمته تفاقم الأوضاع الإنسانية بولاية شمال دارفور.

إعلان

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان كليمنتاين سلامي، إن حجم وخطورة الانتهاكات المُبلغ عنها، بما فيها الهجمات المباشرة على النازحين والعاملين في المجال الإنساني، غير مقبولة.

وأشارت المفوضية إلى أن ما بين 400 و450 ألف شخص فروا في نزوح جماعي من مخيمي زمزم وأبوشوك ومخيمات أخرى، إلى منطقة طويلة، وحذرت من خطر انعدام الأمن الغذائي وتفشي الأوبئة وسوء التغذية والمجاعة.

وحثت المسؤولة الأممية جميع الأطراف على احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات دون عوائق.

وكان نحو 300 ألف نازح قد فروا من مخيمي زمزم وأبْشُوك ومخيمات أخرى إلى منطقة طويلة، والمناطق المحيطة بجبل مرة، وإلى مناطق أبعد، غربي ولاية شمال دارفور.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة، قالت في بيان لها الأسبوع الماضي، في الذكرى السنوية الثانية للحرب في السودان، إن النزاع المسلح في البلاد أدى إلى نزوح أكثر من 11.3 مليون شخص.

وشهدت البلاد نزوحا داخليا واسعا، حيث اضطر 8.6 ملايين شخص إلى مغادرة منازلهم داخل السودان، في حين فر 3.9 ملايين عبر الحدود إلى الدول المجاورة، حسب المنظمة الأممية.

وأعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، أنها تتوقع عودة أكثر من مليوني نازح إلى مدن العاصمة الخرطوم، خلال الأشهر الستة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • حرب السودان الصامتة.. قتلى وجرحى بالعشرات وموجات نزوح مستمرة
  • أكثر من 30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور  
  • الأمم المتحدة تحذر: الاحتيال الإلكتروني يتفشى عالميا ويسرق المليارات
  • في ظل القصف… نزوح ومعاناة متفاقمة في خيام اللاجئين بغزة
  • الأمم المتحدة تحذر: هايتي على شفا الانهيار وسط تصاعد عنف العصابات
  • الأمم المتحدة تحذر من توسع عمليات الاحتيال الآسيوية عبر الإنترنت عالميًا بفعل تشديد الإجراءات الأمنية
  • الأمم المتحدة تحذر من أزمة مياه تهدد حياة ملايين اليمنيين
  • مقتل 33 بالفاشر ومعارك بأم درمان وتحذير أممي من تفاقم الوضع بدارفور
  • الأمم المتحدة: انقطاع الإغاثة عن شمال دارفور يعرض النازحين لخطر الأوبئة والمجاعة
  • الأمم المتحدة: 400 إلى 450 ألف سوداني نزحوا من مخيمي زمزم وأبو شوك