د. مصطفى أبوزيد يكتب: الاستثمار المباشر حجر الزاوية
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
منذ سنوات تعمل الدولة المصرية بكل عزم وإرادة على بناء اقتصاد قوى متنوع يتسم بالمرونة والتنافسية فى سبيل تحقيق نمو اقتصادى مستدام يساهم فى تحقيق مستهدفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ومن هذا المنطلق قامت الدولة المصرية بالمضى قدماً فى مسارين متوازيين وهما تهيئة البنية التحتية الداعمة لزيادة التدفقات الاستثمارية وتهيئة البيئة التشريعية والقانونية والضريبية الجاذبة لرؤوس الأموال، وما زال التحسين والتطوير والمحفزات الاستثمارية مستمرة من قبل الحكومة المصرية لجذب المزيد من الاستثمار الخاص المحلى والأجنبى بما يدعم ويساهم فى تحقيق مستهدفات برنامج الحكومة فى تحقيق معدل نمو اقتصادى يبلغ 5.
كما أن الاستثمار المباشر يساهم فى نقل وتوطين التكنولوجيا للاقتصاد المصرى لذا نشهد اهتماماً كبيراً من رئيس مجلس الوزراء بالاجتماع الدورى مع ممثلى كبرى الشركات ومتابعة توسعات تلك الشركات لضمان استدامة التدفقات الاستثمارية الداخلة للاقتصاد المصرى، وبالتالى الانعكاس الإيجابى على زيادة حجم الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزى الذى شهد تطوراً ملحوظاً والذى وصل إلى 46.4 مليار دولار بما يدعم الاستقرار المالى والنقدى وتلبية احتياجات الدولة المصرية من السلع الاستراتيجية والوفاء بالتزاماتها وتعهداتها تجاه فوائد وأقساط الديون الخارجية والتى تراجعت بشكل إيجابى إلى 153 مليار دولار، بالإضافة إلى أن الاستثمار المباشر يساهم فى زيادة القدرات الإنتاجية بما يزيد من حجم القوة التصديرية للاقتصاد المصرى والتى تستهدف الوصول إلى تحقيق 103 مليارات دولار وفقاً لما جاء فى برنامج الحكومة الحالية، وبالتالى تغيير نظرة المؤسسات الدولية لنظرة إيجابية مستقرة تنعكس على تعزيز ثقة المستثمرين فى جاذبية مناخ الاستثمار الأجنبى فى مصر وهذا ما يؤكده ارتفاع مؤشر مديرى المشتريات للقطاع الخاص غير النفطى فى مصر ليصل إلى 54.4 نقطة والذى يعتمد على قياس 450 شركة فى قطاعات التصنيع والخدمات والتجزئة والبناء والذى يرصد أداء القطاعات على خمسة مؤشرات فرعية لكل منها وزن نسبى لتقييم حالة النشاط الاقتصادى من حيث نسبة الطلبيات الجديدة والتى تمثل 30% والإنتاج بنسبة 25% والتوظيف بنسبة 20% والمدة الزمنية لتسليم الموردين بنسبة 15% والمخزون بنسبة 10%، ويتم تحليل البيانات واستخلاص النتائج، وكلما زاد المؤشر على 50 نقطة كان دليلاً على توسع ونمو النشاط الاقتصادى، وكلما نقص عن 50 نقطة كان دليلاً على التراجع والانكماش وبالتالى ذلك المؤشر يعبر عن كافة الجهود التى تبذلها الدولة المصرية فى سبيل زيادة جاذبية وتنافسية الاقتصاد المصرى عبر السعى نحو زيادة الاستثمار الأجنبى المباشر آخرها حزمة التسهيلات الضريبية التى تم الإعلان عنها مؤخراً فى إطار تحقيق تلك المستهدفات حيث إن تلك التسهيلات الضريبية ستساهم فى نمو الأنشطة الاقتصادية واستقطاب دمج الاقتصاد غير الرسمى للاقتصاد الرسمى وزيادة الإيرادات الضريبية وزيادة تشجيع الصادرات المصرية وزيادة الثقة فى بيئة الأعمال والاستثمار وترسيخ لفلسفة جديدة للحكومة المصرية فى بناء جسور من الثقة بين الدولة ومجتمع الأعمال بما يحقق طموحات ومستهدفات الاقتصاد المصرى فى أن يكون اقتصاداً قوياً تنافسياً حتى نصل إلى تحقيق مفهوم النمو الاحتوائى الذى تعمل الحكومة الحالية من أجله والذى يهدف إلى توزيع عوائد التنمية على كافة شرائح المجتمع مع الأخذ فى الاعتبار التوزيع الجغرافى للمحافظات وبالتالى فإن الاستثمار المباشر هو حجر الزاوية والقاعدة الرئيسية للانطلاق نحو فكر الاستدامة وأعنى بذلك الاستدامة الاقتصادية عبر استخدام الآليات والأساليب التى تتسم بالمرونة وفقاً للمتغيرات الإقليمية والعالمية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاستثمار التنمية الاقتصادية اقتصاد مصر السوق المصرية الحكومة الضرائب الاستثمار المباشر الدولة المصریة
إقرأ أيضاً:
وزير البترول: نعمل على زيادة الإنتاج بطرق أقل تكلفة وأكثر استدامة
أكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، أهمية الجهود الجارية مع شركاء الاستثمار في قطاع البترول والغاز للعمل على ضخ المزيد من الاستثمارات لزيادة الإنتاج من البترول والغاز، والكشف عن المزيد من الموارد البترولية بطرق اقتصادية، أقل تكلفة، ومستدامة بيئيًا، مع اتباع قواعد الحفاظ على السلامة، وأن السلامة والاستدامة البيئية والحد من الانبعاثات الكربونية عوامل رئيسية لنجاح جهود زيادة الإنتاج.
جاء ذلك خلال كلمة وزير البترول، اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024، في المؤتمر السنوي العاشر لمؤسسة Egypt Oil & Gas، بمشاركة قيادات قطاع البترول ورؤساء وممثلي الشركات المصرية والعالمية من شركاء الاستثمار.
وأكد الوزير أن العمل مستمر على تنفيذ أولويات العمل البترولي التي تشمل توفير احتياجات المواطنين من المنتجات البترولية والغاز من خلال التركيز على تعظيم البحث، الاستكشاف، الإنتاج، وكفاءة إدارة الخزانات، والاستفادة الكاملة من البنية التحتية لتكرير البترول وإنتاج البتروكيماويات واستخدامها بأفضل وسيلة لتحقيق قيمة مضافة وأقصى عائد من موارد البترول والغاز، فضلاً عن استغلال الإمكانيات والخبرات في تطوير قطاع التعدين المصري ورفع مساهمته في الناتج القومي من 1% حالياً إلى ما يتراوح بين 5-6% في السنوات المقبلة.
وأضاف الوزير: إننا نعمل كفريق واحد مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة على تشكيل مزيج الطاقة الأمثل لمصر"، لافتاً إلى التزام الحكومة بهدف زيادة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2030، مما يتيح الاستفادة من موارد الوقود التقليدي المتوفرة في التصدير أو صناعات القيمة المضافة. كما أكد الاهتمام بالمزيد من العمل في مجالات الحفاظ على سلامة العاملين والاستدامة البيئية لمصلحة الأجيال القادمة، والتوسع في كفاءة استخدام الطاقة في مختلف العمليات.
وشدد على أهمية التعاون الإقليمي لتحويل الطموحات إلى حقيقة ودعم دور مصر كمركز إقليمي للطاقة، وهو ما تدعمه البنية التحتية في مصر، والتعاون مع قبرص وشركائنا من الشركات العالمية لاستغلال الاكتشافات الحالية والمستقبلية للغاز في قبرص بواسطة البنية التحتية المصرية لإعادة التصدير أو كقيمة مضافة للسوق المحلي.
ووجه الوزير حديثه لشركاء الاستثمار، مؤكداً أن نجاحهم نجاح للوزارة، وأن قطاع البترول مهتم بخفض تكلفة الإنتاج، مما يساعد على زيادة معدلاته، وهو ما تلعب فيه البوابة المصرية الرقمية للاستكشاف والإنتاج دوراً فاعلاً من خلال طرح فرص استثمارية متنوعة ومناطق عمل جديدة للشركاء للاستفادة من البنية التحتية المتوفرة في خفض تكلفة إنتاج البرميل. كما أكد الالتزام بسداد مستحقات الشركاء، التي تمثل أحد أهم أولويات الدولة المصرية للوفاء بالالتزامات وتحفيز الشركاء على الاستثمار، مشدداً على الالتزام بالشفافية والوضوح.
وشدد الوزير على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا والرقمنة في أعمال البحث والاستكشاف، ودورها في تيسير الوصول إلى موارد جديدة للبترول والغاز في المناطق البحرية العميقة غير المستغلة، حيث يساهم الاستثمار في التكنولوجيا والرقمنة في زيادة القيمة.
ولفت الوزير إلى أن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية مبشرة للغاية، مشيراً إلى متابعته الميدانية لأعمال حفر البئر الاستكشافية الجديدة (خنجر) لشركة شيفرون العالمية، مؤكداً أن المزيد من التعاون سيسرّع العمليات للوصول إلى الهدف النهائي لكشف الموارد.
وأكد بدوي أن جذب رؤوس الأموال الوطنية للاستثمار في قطاع البترول والغاز أحد أهم أولويات الوزارة، التي أطلقت مبادرة في هذا الصدد في نهاية سبتمبر الماضي، محققة نتائج إيجابية بجذب استثمارات مصرية للقطاع الخاص في مجال الاستكشاف والإنتاج.
وأشاد الوزير بجهود العاملين والعنصر البشري في قطاع البترول، الذين يعملون على مدار 24 ساعة في المواقع والحقول، مثمناً جهود وبرامج التدريب والاستثمار في العنصر البشري التي قدمها شركاء قطاع البترول. كما أكد أهمية التوجه الحالي لإشراك الكفاءات الشابة في الوظائف القيادية للاستفادة من معارفهم وخبراتهم في عمليات صنع القرار، وإكسابهم خبرات القيادة بشكل عملي بعيداً عن الجوانب النظرية، مشدداً على الاستمرار في برامج تأهيل القيادات الشابة والمتوسطة.
اقرأ أيضاًوزير البترول يبحث مع سفير كندا تطورات تحديث منظومة التعدين في مصر
زيادة المعاشات والحافز.. وزير البترول يعلن حزمة حماية اجتماعية للعاملين بالقطاع
وزير البترول: 1% مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي القومي وفرصة لزيادتها حتى 6%