الوطن:
2024-10-17@01:38:09 GMT

د. مصطفى أبوزيد يكتب: الاستثمار المباشر حجر الزاوية

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

د. مصطفى أبوزيد يكتب: الاستثمار المباشر حجر الزاوية

منذ سنوات تعمل الدولة المصرية بكل عزم وإرادة على بناء اقتصاد قوى متنوع يتسم بالمرونة والتنافسية فى سبيل تحقيق نمو اقتصادى مستدام يساهم فى تحقيق مستهدفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ومن هذا المنطلق قامت الدولة المصرية بالمضى قدماً فى مسارين متوازيين وهما تهيئة البنية التحتية الداعمة لزيادة التدفقات الاستثمارية وتهيئة البيئة التشريعية والقانونية والضريبية الجاذبة لرؤوس الأموال، وما زال التحسين والتطوير والمحفزات الاستثمارية مستمرة من قبل الحكومة المصرية لجذب المزيد من الاستثمار الخاص المحلى والأجنبى بما يدعم ويساهم فى تحقيق مستهدفات برنامج الحكومة فى تحقيق معدل نمو اقتصادى يبلغ 5.

5% ولذلك نشهد حراكاً كبيراً وملموساً من جانب الحكومة فى ملف الاستثمار حيث نجد كافة أطراف الصلة من الوزراء بتنفيذ جولات داخلية وخارجية والاجتماع برجال الأعمال والمستثمرين لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة إلى جانب تذليل كافة العقبات والتحديات التى تحول دون تحقيق تلك المستهدفات المتعلقة بالسياسة الاقتصادية الكلية للدولة المصرية، حيث إن زيادة الاستثمار تعنى ارتفاعاً فى حجم الناتج المحلى الإجمالى والذى ينعكس على زيادة الإيرادات الضريبية المستحقة عن تلك الأنشطة الاقتصادية وبالتأكيد خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تساهم فى تراجع معدل البطالة والذى وصل إلى 6.5% فى الربع الثانى من عام 2024.

كما أن الاستثمار المباشر يساهم فى نقل وتوطين التكنولوجيا للاقتصاد المصرى لذا نشهد اهتماماً كبيراً من رئيس مجلس الوزراء بالاجتماع الدورى مع ممثلى كبرى الشركات ومتابعة توسعات تلك الشركات لضمان استدامة التدفقات الاستثمارية الداخلة للاقتصاد المصرى، وبالتالى الانعكاس الإيجابى على زيادة حجم الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزى الذى شهد تطوراً ملحوظاً والذى وصل إلى 46.4 مليار دولار بما يدعم الاستقرار المالى والنقدى وتلبية احتياجات الدولة المصرية من السلع الاستراتيجية والوفاء بالتزاماتها وتعهداتها تجاه فوائد وأقساط الديون الخارجية والتى تراجعت بشكل إيجابى إلى 153 مليار دولار، بالإضافة إلى أن الاستثمار المباشر يساهم فى زيادة القدرات الإنتاجية بما يزيد من حجم القوة التصديرية للاقتصاد المصرى والتى تستهدف الوصول إلى تحقيق 103 مليارات دولار وفقاً لما جاء فى برنامج الحكومة الحالية، وبالتالى تغيير نظرة المؤسسات الدولية لنظرة إيجابية مستقرة تنعكس على تعزيز ثقة المستثمرين فى جاذبية مناخ الاستثمار الأجنبى فى مصر وهذا ما يؤكده ارتفاع مؤشر مديرى المشتريات للقطاع الخاص غير النفطى فى مصر ليصل إلى 54.4 نقطة والذى يعتمد على قياس 450 شركة فى قطاعات التصنيع والخدمات والتجزئة والبناء والذى يرصد أداء القطاعات على خمسة مؤشرات فرعية لكل منها وزن نسبى لتقييم حالة النشاط الاقتصادى من حيث نسبة الطلبيات الجديدة والتى تمثل 30% والإنتاج بنسبة 25% والتوظيف بنسبة 20% والمدة الزمنية لتسليم الموردين بنسبة 15% والمخزون بنسبة 10%، ويتم تحليل البيانات واستخلاص النتائج، وكلما زاد المؤشر على 50 نقطة كان دليلاً على توسع ونمو النشاط الاقتصادى، وكلما نقص عن 50 نقطة كان دليلاً على التراجع والانكماش وبالتالى ذلك المؤشر يعبر عن كافة الجهود التى تبذلها الدولة المصرية فى سبيل زيادة جاذبية وتنافسية الاقتصاد المصرى عبر السعى نحو زيادة الاستثمار الأجنبى المباشر آخرها حزمة التسهيلات الضريبية التى تم الإعلان عنها مؤخراً فى إطار تحقيق تلك المستهدفات حيث إن تلك التسهيلات الضريبية ستساهم فى نمو الأنشطة الاقتصادية واستقطاب دمج الاقتصاد غير الرسمى للاقتصاد الرسمى وزيادة الإيرادات الضريبية وزيادة تشجيع الصادرات المصرية وزيادة الثقة فى بيئة الأعمال والاستثمار وترسيخ لفلسفة جديدة للحكومة المصرية فى بناء جسور من الثقة بين الدولة ومجتمع الأعمال بما يحقق طموحات ومستهدفات الاقتصاد المصرى فى أن يكون اقتصاداً قوياً تنافسياً حتى نصل إلى تحقيق مفهوم النمو الاحتوائى الذى تعمل الحكومة الحالية من أجله والذى يهدف إلى توزيع عوائد التنمية على كافة شرائح المجتمع مع الأخذ فى الاعتبار التوزيع الجغرافى للمحافظات وبالتالى فإن الاستثمار المباشر هو حجر الزاوية والقاعدة الرئيسية للانطلاق نحو فكر الاستدامة وأعنى بذلك الاستدامة الاقتصادية عبر استخدام الآليات والأساليب التى تتسم بالمرونة وفقاً للمتغيرات الإقليمية والعالمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاستثمار التنمية الاقتصادية اقتصاد مصر السوق المصرية الحكومة الضرائب الاستثمار المباشر الدولة المصریة

إقرأ أيضاً:

عضو بـ«النواب»: القمة المصرية السعودية تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين

أكد النائب حسن عمار، أمين سر لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر، جاءت في توقيت دقيق للغاية تمر به المنطقة بالكامل، وتبعت رسالة مهمة على أن مصر والمملكة جناحا الاستقرار في الشرق الأوسط، ويظلان الدولتين المؤثرتين في المشهد الإقليمي. 

العلاقات المصرية السعودية

وأضاف في بيان له، أن تلك الزيارة ناقشت الكثير من الملفات الشائكة في المنطقة، على رأسها القضية الفلسطينية، والمعاناة التي يعيشها أهالي غزة، بعدما خرقت إسرائيل كل المواثيق الدولية، وضربت بها عرض الحائط، فضلا عن تفاقم الحرب في لبنان بعد الغزو البري الذي نفذه نتنياهو قبل أسابيع قليلة، والتوترات المتبادلة بين تل أبيب وطهران والتي حتما تؤثر على الأمن القومي للقاهرة والرياض، لذا فإن هذه الزيارة قد تسهم في تهدئة الأوضاع بين أطراف النزاع، خاصة أن هناك اتفاق في الرؤى بين قيادتي البلدين للجوء للحل السلمي في جميع القضايا.

القمة المصرية السعودية

وأشار إلى أن كلا من القاهرة والرياض يملكون نفس الرؤى والمنهج السياسي، الذي يتخذ الدبلوماسية والمسار السلمي سبيلاً لحل الأزمات وليس السلاح والحرب، فقد تطرقت القمة المصرية السعودية لمعالجة جميع القضايا المهمة وليست الفلسطينية فقط.

وأوضح أن القمة المصرية السعودية تطرقت إلى مناقشة كيفية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والتي من المتوقع أن تشهد قفزة بعد تلك الزيارة، بعدما جرى توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين المملكة ومصر، يبلغ حوالي 48 مليار ريال، فيما تقدر قيمة الواردات السعودية من مصر بـ20 مليار ريال، وتقدر حجم الصادرات السعودية إلى مصر تصل إلى 28 مليار ريال.

مقالات مشابهة

  • «ائتمان الصادرات» تبرم اتفاقية مع «وكالة ضمان الاستثمار»
  • «اقتصاديون»: زيادة مرتقبة في معدلات الاستثمار والقضاء على البيروقراطية
  • الحمصاني : الحكومة تلتزم بتوفير احتياجات المواطنين الأساسية خلال الأزمات الاقتصادية
  • زيادة تحويلات المصريين.. مدبولي: مؤشرات إيجابية للاقتصاد
  • «مدبولي»: زيارة ولي العهد السعودي لمصر تسهم في زيادة الاستثمارات المشتركة
  • عضو بـ«النواب»: القمة المصرية السعودية تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية: مصر تستهدف زيادة الاستثمارات السعودية لنحو 50 مليار دولار
  • السلطات المصرية تفتح تحقيق بشأن إذاعة تبث أيات قرآنية على أنغام الموسيقى 
  • الحكومة الجزائرية تُجيب عن حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت من 800 إلى 8000 دينار جزائري