قطعت الحكومة شوطاً كبيراً خلال المرحلة الماضية، فى تقديم جميع التسهيلات الجاذبة لتوطين الاستثمار الأجنبى ومنح حوافز للمصنعين الجادين تتضمّن توفير قطع الأراضى اللازمة للمشروعات، فضلاً عن زيادة نسبة المكون المحلى فى الصناعات الدقيقة، ومنها الإلكترونيات. وأسهمت «الرخصة الذهبية» فى جذب الشركات الكبرى إلى السوق، ومن بين تلك الشركات العالمية الحاصلة عليها، حسب الهيئة العامة للاستثمار، هى «سامسونج إلكترونيك مصر» لتصنيع الهواتف المحمولة بمحافظة بنى سويف، بتكلفة استثمارية 55 مليون دولار، وشركة «إيجيبت سات تو»، لإقامة مصنع سيارات وحافلات كهربائية بمدينة العاشر من رمضان، بتكلفة استثمارية تبلغ 300 مليون جنيه، وشركة «إنفيروبروسيس» للصناعات وتدوير المخلفات، و«نايلوس» للخدمات السكنية، و«نايلوس للخدمات الفندقية والتجارية» وغيرها.

الرخصة الذهبية

وتتضمّن «الرخصة الذهبية» موافقة واحدة على إقامة المشروعات الجديدة وتشغيلها وإدارتها بهدف تسريع بدء النشاط الإنتاجي والاستثماري بعكس نظيراتها التقليدية التى تحتاج إلى أكثر من موافقة، كما تسهم مشروعات الشركات العالمية فى تعزيز ودعم الاقتصاد، كما تظهر المشروعات الحاصلة على الرّخصة الذهبية تنوعاً قطاعياً وجغرافياً واضحاً، حيث تتوزع المشروعات بين قطاعات النقل والسياحة والإسكان والتجارة الداخلية والصناعات الغذائية والطاقة النظيفة والاستثمار البيئى، كما تتوزع بين 5 أقاليم، هى «القاهرة والإسكندرية وقناة السويس وشمال وجنوب الصعيد».

ويتميز الاقتصاد بتنوعه، إذ يُعد واحداً من أكثر الأنظمة الاقتصادية تعدّدية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أصبح أكثر قوة نتيجة لتلك التعددية، حيث شهد نمواً واضحاً عن طريق عدة قطاعات، مما ساعد على ضمان الازدهار لكل القطاعات واستدامته، فضلاً عن قدرة الاقتصاد على تحقيق معدلات نمو حقيقية إيجابية، فى ظل الركود العالمى والاضطرابات فى الفترة من 2011 إلى 2013، إضافة إلى جائحة كورونا، وتبنّت الدولة خطة إصلاحية طموحة لضمان الاستدامة المالية ومعالجة أى خلل فى الاقتصاد الكلى بهدف الحد من المخاطر الاقتصادية وتعزيز الثقة بين المستثمرين، واستراتيجية الترويج المكثفة ذات الثلاثة أبعاد على أساس إصلاح الأعمال، وجذب الاستثمار الأجنبى المباشر، ورعاية المستثمرين.

ويرى المستثمرون أن مصر تعتبر الخيار الأمثل للوصول إلى الأسواق العالمية فى أوروبا والشرق الأوسط، إضافة إلى أفريقيا والهند، فهى الأقرب إلى الأسواق الأوروبية وأسواق أمريكا الشمالية على عكس الدول الرئيسية المصدّرة الأخرى مثل الهند والصين والفلبين، إضافة إلى موقعها المتميز فى طرق الخدمات اللوجيستية الدولية.

بدوره قال الخبير الاقتصادي الدكتور السيد خضر إن «الرخصة الذهبية أنعشت قطاع الصناعة، لكننا نحتاج إلى المزيد من إبداء المرونة للقضاء على الروتين، وكثرة الإجراءات، خاصة فى القطاع الصناعى ليكون هناك توسّع فى إنشاء المزيد من الصناعات»، موضحاً أن دخول السوق الكثير من الشركات العالمية الكبرى هى شهادة ثقة على قوة الاقتصاد، وأنه يسير وفق خُطى جيدة، لافتاً إلى أنه وفق الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، تم إصدار نحو 26 رخصة ذهبية خلال العام الماضى، فضلاً عن إصدار عدد من الرّخص منذ بداية العام الحالى، مما تسبّب فى انتعاش القطاع، وفقاً لبيانات هيئة الاستثمار، حصلت عشرات المصانع على فرص استثمارية.

وأضاف «خضر» لـ«الوطن» أن توجّه الدولة نحو إصدار الرّخصة الذهبية أسهم فى حصول العشرات من المصانع على فرص استثمارية غير مسبوقة، حيث استطاعت هذه المصانع فى شهور قليلة أن تكون منتجة، موضحاً أنها عبارة عن رخصة جامعة لكل التصاريح المطلوبة لتأسيس الشركات وإدارتها وتشغيلها، وتعتبر الرخصة ضمن الحوافز غير المسبوقة لجذب المستثمرين، كما أن عام 2023 شهد إصدار نحو 26 رخصة ذهبية لمصانع أصبحت تعمل حالياً وتنتج وتوفر فرص عمل لعشرات الآلاف من الشباب، إضافة إلى أن هناك جزءاً آخر من إنتاج هذه المصانع يتم توجيهه للسوق المحلية، مما يعنى أننا قلّلنا وارداتنا بالاعتماد على المنتج المحلى، إلى جانب توجيه جزء آخر للتصدير، مما يعنى أيضاً أننا أمام عملة صعبة تدخل البلاد، ورفع شعار «صنع فى مصر».

انتعاشة كبيرة للاقتصاد

وتابع الخبير الاقتصادي أنه يجب البناء على التسهيلات المقدّمة من الدولة من أجل جذب الاستثمارات العالمية إلى السوق، فمنذ قرار إصدار الرّخص تم جذب استثمارات بمبالغ تقدّر بعشرات المليارات من الدولارات، التى أسهمت فى انتعاشة كبيرة للاقتصاد، مشيراً إلى أن أحد المصانع التى حصلت على الرّخصة كان مصنع «هاير» العالمي الذى يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل، إضافة إلى إنتاجه من الأجهزة الكهربائية التى تتخطى مليون جهاز سنوياً، كما أن الهيئة العامة للاستثمار تمنح الرخصة الذهبية للشركات التى تتخذ شكل شركة مساهمة أو ذات مسئولية محددة وفقاً لأحكام قانون الاستثمار الصادر بالقانون رقم 72 لسنة 2017، أو قانون شركات المساهمة وشركات التوصية بالأسهم، والشركة ذات المسئولية المحددة وشركات الشخص الواحد الصادر بالقانون رقم 159 لسنة 1981.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاستثمار التنمية الاقتصادية اقتصاد مصر السوق المصرية الحكومة الضرائب الرخصة الذهبیة إضافة إلى

إقرأ أيضاً:

محافظ القليوبية: تقديم تسهيلات للمواطنين الجادين في طلبات تقنين أوضاعهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدَّ المهندس أيمن عطية، أن ملف تقنين الأراضي المملوكة للدولة ذو أهمية قصوى في العمل ويجب التعامل بكل حزم لإسترداد أراضي الدولة المتعدى عليها من غير الجادين، والحالات التي لم تتقدم بطلبات تقنين حتى الأن وإدراجها في حملة الإزالة الحالية للموجة (24)، مع التنسيق الكامل مع جهات الولاية ومنع أي تعديات مرة أخرى لفرض هيبة الدولة والقانون، وعلى الجانب الآخر تقديم كافة التسهيلات للمواطنين الجادين المُتقدمين بطلبات تقنين أوضاعهم لسرعة الإنتهاء من هذا الملف للحفاظ على حقوق الشعب والدولة.

جاء ذلك خلال الاجتماع الموسع الذي عقده محافظ القليوبية، لمناقشة مُستجدات العمل في ملف تقنين الأراضي المملوكة للدولة، واستعراض الموقف التنفيذي الحالي للوقوف على كافة المعوقات وتذليلها، وذلك بحضور اللواء إيهاب سراج الدين، السكرتير العام للمحافظة، ورؤساء المُدن والأحياء ومديري إدارات المساحة والشؤون القانونية والهندسية والمالية والحسابات والأملاك والمركز التكنولوجي.

وخلال الاجتماع جرى استعراض الموقف التنفيذي الحالي والمستجدات الخاصة بملف التقنين وأعداد الطلبات المُقدمة وعرض جميع الطلبات المستوفي منها وإجمالي العقود المُحررة وما تم البت فيه من طلبات وما يجري فحصه ومعاينته من الطلبات التي تم تقديمها من المواطنين، لتقنين أوضاعهم وتحصيل مُستحقات الدولة.

 كما جرى مناقشة عدد الطلبات الغير جادة في التقنين سواء من خلال عدم سداد الرسوم أو غير المستوفاة ملفاتهم، ووجه محافظ القليوبية باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الطلبات الغير جادة ومن ثم استرداد الأراضي بكل حزم، مُطالبًا بسرعة إعداد تقرير كامل للطلبات التي تم رفضها وما لم يتم سدادها وتحرير قرارات إزالة فورية لإدراجها في حملة الإزالة الحالية للموجة (24) بالتنسيق مع جهات الولاية، مُشدداً على محاسبة المُقصرين في عملهم، مع تكثيف العمل والتنسيق الكامل مع مسؤولي التقنين بالمحافظة ورؤساء الوحدات المحلية للانتهاء من جميع العقود للمواطنين الجادين واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المواطنين واضعي اليد على أملاك الدولة المُمتنعين عن استكمال إجراءات التقنين وسداد المستحقات المالية للدولة، واصفاً امتناعهم بأنه إهدار للمال العام وضياع هيبة الدولة.

وفي السياق ذاته وجه عطية بسرعة إنهاء عمل اللجان المختصة من فحص الملفات المتبقية والبت فيها للحالات الجادة، واستيفاء المُستندات المطلوبة لإنهاء إجراءات التقنين الخاصة بهم لتقنين أوضاعهم، مع ضرورة حث  المواطنين غير المستوفاة ملفاتِهم بضرورة تقديم المُستندات اللازمة والاستفادة من حزمة التيسيرات المُقدمة لهم من الدولة، مُشيرًا إلى أن إجراءات التقنين جاءت حرصًا من الدولة للحفاظ على حقوق المواطنين وتحقيق الاستقرار لهم.

كما أوضح المحافظ أن هناك خطة زمنية مُحددة لإنهاء كل الطلبات المُقدمة للتقنين على مستوى المحافظة ككل سواء عقود أو استرداد، كما تم عرض عدد من المعوقات التي تواجه عمليات الإسراع في ملفات تقنين الأراضي بالمحافظة خلال الفترة الماضية والحالية، مُوجهًا بتذليل كافة المُعوقات وتسريع وتيرة العمل لإنجاز جميع الحالات.

وفي سياق مُتصل أكد المحافظ على المُضي قدمًا في إنهاء الإجراءات الخاصة بملفات التقنين المُقدمة من المواطنين من أجل استرداد حق الدولة، مُشيرًا إلى أن جميع أجهزة الدولة تسعى لاستعادة حقوقها وحقوق المواطنين.

مقالات مشابهة

  • مصر «قِبلة» المستثمرين.. الرخصة الذهبية أنعشت القطاع الصناعي
  • العمل الدولية: الحكومة العراقية وضعت برامج تساعد بتسهيل الانتقال للاقتصاد المنظم
  • مدبولي: أهم المؤسسات العالمية تتوقع استمرار تحسن الاقتصاد المصري
  • وزيرة البيئة: مصنع تدوير قش الأرز في البحيرة يدعم الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل
  • كريم رأفت: التصنيع المحلي حصن مصر ضد اقتصاد الحرب وركيزة اساسية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي
  • عاجل| تحسن مفاجئ في السندات المصرية بالأسواق العالمية
  • الصادق يبحث مع ممثلي شركة هواوي فرص التعاون في التصنيع المحلي للألواح الشمسية
  • محافظ القليوبية: تقديم تسهيلات للمواطنين الجادين في طلبات تقنين أوضاعهم
  • تحديد "طريقة مهمة" لتغيير حال وزارة الصناعة في العراق