ترأّس سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، وفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في اجتماعات القمة الخليجية الأوروبية، التي عقدت أعمالها اليوم (الأربعاء) في العاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك في النسخة الأولى من القمة التي جمعت قادة الدول والحكومات لدول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي.

وأكد سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم أن القمة مثلت فرصة نموذجية لحوار بنّاء هدفه مناقشة مزيد من الفرص المشتركة لإرساء دعائم مستقبل أفضل لشعوب الجانبين، علاوة على أثر القمة في تبادل الرؤى والأفكار حول سبل التغلب على التحديات العابرة للحدود والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة ودفع مسيرة التطوير العالمي، لاسيما فيما يتعلق بالتحوّل الأخضر والطاقة النظيفة والمتجددة، وغيرها من الموضوعات المهمة المتعلقة بصناعة المستقبل.

وقال سموّه: “نتطلع إلى توثيق الشراكة الاستراتيجية مع دول الاتحاد الأوروبي والقائمة على الاحترام المتبادل والثقة نحو مزيد من التعاون البنّاء في شتى المجالات الحيوية… وتأتي مشاركة دولة الإمارات في اجتماعات القمة الخليجية الأوروبية انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهمية الارتقاء بالتعاون الدولي وتأكيد أثره في إيجاد حلول ناجعة تسهم في دفع مسيرة التنمية المستدامة عالمياً”.

وأضاف سموّه: “لاشك في أن انعقاد القمة يأتي مواكباً لتطلعات دول مجلس التعاون ونهجها الدائم في تعزيز الحوار ومد جسور التعاون مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، وهو النهج الذي طالما تبنته دولة الإمارات وأحاطته قيادتها الرشيدة بكافة أوجه الدعم لتأكيد فاعليته، في حين رسخت الإمارات قيمة التعاون الذي ترى فيه السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المشتركة وتمهيد الطريق أمام تنمية مستدامة تقوم على ركائز قوية تعزز بناء المستقبل”.
وأكد سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم حرص دولة الإمارات بقيادة وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على الإسهام بكل ما يلزم للأخذ بالشراكة الخليجية الأوروبية إلى آفاق أرحب لمزيد من أوجه التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وبما يخدم مصالح شعوب الجانبين ويضمن لها مقومات الرخاء، ويعزز فرصها في تحقيق المزيد من التقدم والازدهار.

وأعرب سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم عن ترحيب دولة الإمارات بكل الأفكار التي من شأنها زيادة حجم التعاون وفتح المجال أمام الأفكار المبتكرة والتي تخدم في تحقيق مستويات أعلى من التبادل التجاري والسياحي والثقافي مع شعوب الاتحاد الأوروبي، في ضوء تمسك الإمارات بنهج الانفتاح الواعي على العالم، وسعيها المستمر إلى تقديم نموذج يحتذى به عالمياً في مجال التعاون الدولي وتوفير الضمانات لتأكيد مردوده الإيجابي.

وأكد سموّه تقدير دولة الإمارات للدور المحوري للاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية، بما يستدعيه ذلك الدور من تعزيز مستوى التعاون في معالجة القضايا المُلحّة على الساحتين الإقليمية والدولية، لاسيما فيما يتعلق بضمان مقومات الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومعالجة التوترات القائمة من أجل تعزيز فرص السلام الشامل والعادل، كذلك معالجة الآثار الإنسانية العميقة التي خلّفتها الأوضاع الاستثنائية الراهنة التي تشهدها المنطقة.

وبحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم والوفد الرسمي الإماراتي المرافق، ناقشت القمة الخليجية الأوروبية جملة من الموضوعات المتعلقة بمستقبل الشراكة في العديد من المجالات التنموية، في ضوء روابط الصداقة والتعاون التي طالما جمعت بين الجانبين، حيث أكدت رئاسة المجلس الأوروبي أملها في أن تكون القمة بداية لمرحلة جديدة من التعاون نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية الخليجية الأوروبية من خلال بحث خطوات عملية ذات مردود ملموس يدعم المساعي المشتركة نحو مستقبل آمن ومستدام، مع التطلع إلى توسيع دائرة الحوار حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وشمل جدول أعمال القمة وضمن الجلسة الافتتاحية كلمة ألقاها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة ، بصفته رئيس الدورة الـ44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما تحدث خلال الجلسة كلٌ من معالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، ومعالي أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية.

وكان سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم قد وصل إلى مقر انعقاد القمة الخليجية الأوروبية في وقت سابق من اليوم، وكان في استقبال سموّه معالي جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، ومعالي أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، حيث رحّب المسؤولون الدوليون بمشاركة دولة الإمارات كشريك رئيس للاتحاد الأوروبي، مؤكدين أهمية هذه المشاركة بما تتمتع به الإمارات من ثقل نوعي وإسهامات إيجابية كبيرة على الصعيد العالمي وضمن مختلف الملفات التنموية.

وقد ضمّ الوفد الرسمي المرافق لسموّه إلى اجتماعات القمة: معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، ومعالي لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وسعادة محمد السهلاوي، سفير دولة الإمارات لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبورغ.

وتُعدُّ دولة الإمارات أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين للاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط، في إطار العمل التشاركي نحو إقرار مقومات التنمية الشاملة والمستدامة على مستوى المنطقة، والسعي المشترك نحو إزالة كافة المعوقات في سبيل تحقيق الاستقرار الإقليمي، علاوة على روابط التعاون في المجالات الثقافية والعلمية، كذلك التعاون في مجالات تحقيق التوازن بين الجنسين، وتعزيز مشاركة المرأة في مجالات العمل المختلفة.

كذلك تجمع دولة الإمارات بدول الاتحاد الأوروبي أواصر تعاون وثيقة في إطار التجارة والاستثمار والتبادل السياحي، علاوة على التعاون في مجالات البحث العلمي، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا والاستدامة والتحول الأخضر والطاقة المتجددة، وهي المجالات التي توليها دولة الإمارات اهتماما كبيرا لارتباطها بصناعة المستقبل المنشود الذي يكفل لشعبها دوام التقدم والازدهار.

ويعد الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري عالمي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بإجمالي تبادلات تجارية بلغ 170 مليار يورو في العام 2023.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الشیخ مکتوم بن محمد بن راشد آل مکتوم مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة القمة الخلیجیة الأوروبیة الاتحاد الأوروبی دولة الإمارات التعاون فی

إقرأ أيضاً:

رئيس قبرص: حريصون على دعم مصر لمواجهة أي تحديات وفي إطار الاتحاد الأوروبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شدد رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، على ضرورة تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

وأضاف أن الوضع في الشرق الأوسط يواجه تحديات كثيرة تتطلب تعاوننا وأن هناك فرص كثيرة لتعزيز التعاون الثلاثي في مجالات السياحة والطاقة والأمن.

وقال: حريصون على تقديم الدعم لمصر في مواجهة أي تحديات ونحرص على دعم مصر في إطار الاتحاد الأوروبي.

وافتتح الرئيس السيسي القمة المصرية اليونانية القبرصية، التى تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس.

ورحب الرئيس السيسي بكل من رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس في آلية القمة العاشرة التى تجمع مصر وقبرص واليونان.

وأكد الرئيس السيسي، أن القمة شراكة راسخة لتعزيز الاستقرار بالمنطقة ومواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وانطلقت بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة قصر الاتحادية قمة مصرية يونانية قبرصية، تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس.

كما يعقد على هامش القمة المنتدى الاقتصادي المصري اليوناني القبرصي بمشاركة وزراء من الدول الثلاثة وممثلين عن شركات من الدول الثلاث.

مقالات مشابهة

  • حزب المؤتمر: مصر تتعاون مع الاتحاد الأوروبي لتحقيق الاستقرار بالبحر المتوسط
  • في دورتها الثالثة.. 15 ألف صانع محتوى يشاركون في قمة المليار متابع
  • خالد بن محمد بن زايد يبحث مع وزير برازيلي العلاقات والخبرات والتقنيات الحديثة
  • برقية تهنئة من رئيس دولة الإمارات إلى رئيس الجمهورية جوزيف عون
  • "محمد بن زايد سات" يفتح آفاقاً جديدة في علوم الفضاء برؤية إماراتية
  • رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة.. قوة العلاقات المصرية الأوروبية |تفاصيل
  • الإمارات والولايات المتحدة تواصلان ترسيخ التعاون في التكنولوجيا والابتكار
  • تنفذها «إرث زايد الإنساني».. مبادرات بيئية ومجتمعية إنسانية في البرازيل بـ40 مليون دولار
  • رئيس قبرص: حريصون على دعم مصر لمواجهة أي تحديات وفي إطار الاتحاد الأوروبي
  • مركز أبوظبي للغة العربية يتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بهدف تعزيز التعاون في المشاريع الثقافية والمعرفية