إسرائيل لا «تنقذ الحضارة الغربية» وحماس لا تقود «المقاومة»
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
ترجمة: أحمد شافعي
«إسرائيل لا تغزو لبنان، إنما تحرره». هكذا أعلن الفيلسوف الليبرالي الفرنسي البارز برنارد هنري ليفي بينما كانت دبابات إسرائيل تعبر الحدود وطائراتها الحربية تقصف القرى في الجنوب وفي أحياء بيروت السكنية. إذ قال مبتهجا إن «في التاريخ لحظات» يصبح فيها «التصعيد ضرورة وفضيلة». وما يراه ليفي ليس أن إسرائيل تحرر لبنان وحده، ولكن أنها تحرر معه جزءا كبيرا من الشرق الأوسط.
ليس ليفي وحده هو المبتهج بتوسع الهجوم العسكري الإسرائيلي. فإسرائيل في نظر كثيرين تخوض حربًا لا لمحض «الدفاع عن النفس» ولكن -على حد تعبير الرئيس إسحاق هيرتسوج- «من أجل إنقاذ الحضارة الغربية، ومن أجل إنقاذ قيم الحضارة الغربية»، وذلك زعم يتردد صداه على ألسنة كثير من الداعمين. فماذا عن تدمير غزة، ومستشفياتها وجامعاتها، وقتل 40 ألفًا من أهلها؟ وماذا عن ألفي شخص قتلوا في لبنان خلال أسبوعين، وتشريد خُمس السكان؟ هي أضرار ثانوية على الطريق نحو إنقاذ الحضارة.
لا يجدر بي أن أقول ما أوشك أن أقول، ولكن بات شائعًا أن يوصف كل منتقد لحربي إسرائيل في غزة ولبنان بأنه داعم لحماس أو حزب الله أو مبتهج بمجزرة السابع من أكتوبر في العام الماضي، فاسمحوا لي أن أقول إن ما فعلته حماس كان مبالغا، وحماس مثلما كتبت ذلك في حينه «خيانة لآمال الفلسطينيين بقدر ما هي تهديد لليهود». ومثل ذلك يصدق على حزب الله.
ومع ذلك، حتى السابع من أكتوبر 2023، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي وأغلب حكومته أكثر دعمًا لحماس مما كنت أو يمكن أن أكون. فقد قال بنيامين نتنياهو في اجتماع لليكود سنة 2019: «أي شخص يريد إحباط قيام دولة فلسطينية عليه أن يناصر دعم حماس وإيصال الأموال إليها، وذلك ليحول دون خيار الدولتين»، وقال الجنرال الإسرائيلي السابق جيرشون هاكوهين -الذي دعم لسنين سياسة نتنياهو- «إنه يجعل من حماس أقرب شركائه. ففي العلن، حماس عدو، وفي الخفاء، هي حليف».
يرجع دعم إسرائيل لحماس إلى عقود، وهو «محاولة لتقسيم وتقليل الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية باستعمال بديل ديني منافس» مثلما قال أحد كبار عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لوكالة يونايتد برس إنترناشونال قبل أكثر من 20 عاما. ولقد بلغت هذه الاستراتيجية من النجاح حد أن وصلت حماس إلى السلطة باكتساح في عام 2006، وانقسمت السلطة الفلسطينية قسمين، فباتت حماس تسيطر على غزة وفتح على الضفة الغربية.
أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أنه في السنوات الأخيرة «سمحت إسرائيل بدخول حقائب تحتوي ملايين من النقد القطري إلى غزة مارة من معابرها منذ عام 2018» مع قيامها عمليًا بـ«غض الطرف عن إطلاق البالونات الحارقة والصواريخ من غزة». ثم أضافت الصحيفة بعد يوم من مذبحة السابع من أكتوبر أن «مفهوم تقوية حماس بشكل غير مباشر قد ذهب أدراج الرياح».
لقد كانت حماس هي المسؤولة عما حدث في السابع من أكتوبر. لكن إسرائيل ساعدت في رعايتها تحقيقًا لهدف واضح هو إنكار الدولة الفلسطينية. والآن في محاولة للتراجع عن عملها السابق، أضاعت غزة. وعلى إسرائيل أن «تقوم بنكبة ثانية، فلا بد من طرد أهل غزة من وطنهم إلى الأبد» كما قال هاكوهين.
وعلى الرغم من سوداوية الاستراتيجية الإسرائيلية فليس فيها شيء استثنائي. حيث إن الحكومات الغربية سعت منذ عقود إلى استغلال الإسلام لمساعدتها في تحقيق مآربها السياسية، من تمويل المتطرفين الدوليين إلى طرد الجيش الأحمر من أفغانستان بعد الغزو السوفييتي سنة 1979 إلى تشجيع فرنسا العلمانية على إقامة غرف الصلاة في المصانع معتبرة الإسلام - على حد تعبير بول ديجود وزير الهجرة في حكومة فاليري جيسكار ديستان، «عامل استقرار لأن المؤمنين لا ينحرفون أو يضلون أو ينضمون إلى الاتحادات أو الأحزاب الثورية». وغالبا ما كانت أمثال هذه السياسات تُوجد فضاءات استطاعت الحركات الإسلامية أن تزدهر فيها. ولا نزال نعيش التبعات العنيفة الناجمة عن هذه الاستراتيجية.
ولا يتمثل هدف نتنياهو من توسيع حربي إسرائيل، والتهديد بتحويل لبنان إلى غزة أخرى، في «تحرير» أي شيء أو أي شخص، وإنما المحافظة على السيطرة، داخليًا وخارجيًا. والدروس المستخلصة من عمليات غزو لبنان السابقة -في أعوام 1978 و1982 و2006- يجب أن تكون واضحة. ففي الحالتين الأوليين، غزت إسرائيل من أجل مواجهة منظمة التحرير الفلسطينية، وفي الثالثة من أجل محاولة القضاء على حزب الله الذي ظهر -بدعم من إيران- ردا على الغزو والاحتلال عام 1982. اتسم كل غزو بإراقة كبيرة للدماء، فمن ذلك في عام 1982 مجزرة لما يصل إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة فلسطيني وشيعي لبناني في مخيمين للاجئين ببيروت هما صبرا وشاتيلا على أيدي ميليشيا الكتائب المسيحية اللبنانية المتحالفة مع إسرائيل، ولم يحدث لأي أحد ما يمكن أن نطلق عليه «التحرير».
وثمة قضية أعمق هنا أيضا. فحسبما كتب المؤرخ رونالد شيشتر «أصبح اليهود بارعين في التفكير بالحداثة»، ويتردد في هذا صدى مما قاله ديفيد نيرنبرج في تأريخه الكلاسيكي لمعاداة اليهودية إذ أشار بالمثل إلى أن «الحداثة تفكر باليهودية». وما كان يعنيه الاثنان هو أن الأدوار الرمزية المرتبطة باليهود أصبحت وسيلة لمعالجة قضايا اجتماعية أكبر. فكتب نيرنبرج أن «المسألة اليهودية» ليست «محض موقف من اليهود ودينهم، وإنما طريقة للاشتباك مع العالم».
استعمال «اليهودي» على هذا النحو، بوصفه وسيلة لفهم العالم، يصدق أيضا بطبيعة الحال على معاداة السامية. فبالنسبة لأعداء السامية، يفسر الاعتقاد بالقوة اليهودية الأسطورية شرور العالم، وينطبق أيضا على العديد من تيارات محبة السامية philosemitism، وهو مصطلح صاغه في الأصل معادون للسامية ولكنه أصبح يستخدم على نطاق أوسع لوصف آراء من يكنون إعجابا خاصا بالحضور اليهودي في العالم.
وعلى نحو متزايد بات يصدق أيضا على التصورات الشائعة عن إسرائيل التي اكتسبت هي الأخرى مكانة رمزية في كلا جانبي الجدال. إذ أصبحت إسرائيل بالنسبة لكثير من المعادين لها رمزًا لكثير من بلايا العالم الحديث. وإسرائيل، بالنسبة لأنصار الدولة اليهودية، هي دولة أخلاقية بصفة خاصة، تحتمل عبء الدفاع عن الحضارة في مواجهة الهمجية. فإحدى الرؤيتين أدت إلى الاحتفاء بهجمة حماس في السابع من أكتوبر بوصفها «مقاومة»، والرؤية الأخرى رأت في دمار غزة وغزو لبنان دفاعا لازما عن القيم والحضارة الغربيتين.
ولو كان السابع من أكتوبر عمل «مقاومة»، ولو أمكن اعتبار دمار غزة والتوحش في لبنان خطوتين ضروريتين نحو عالم أكثر تحضرا، فإنني أرى أننا بحاجة إلى إعادة النظر فيما نعنيه بـ«المقاومة» وبـ«الحضارة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر من أجل
إقرأ أيضاً:
دوافع التهدئة بين إسرائيل وحماس: محطات وتحديات (الرابحون والخاسرون)
بعد أكثر من 15 شهرًا أسفل آلة القتل الإسرائيلية، آن للشعب الفلسطيني أن يتنفس الصعداء، ويفشلون أكبر المخططات التي حيكت في الظلام الدامس لتهجريهم من بيتوهم لانقضاض إسرائيل عليها، بمساندة باتت واضحة لكل لبيب من المعسكر الغربي" الولايات المتحدة الأمريكية، بالعتاد والسلاح، والإغداق بالأموال على قادة الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ المخطط، والحقيقة الدامغة أنهم لا يعلمون أن العشعب الفلسطيني ليس لقمةً سائغةً يلوكها أصحاب المصالح ويتقاسم أراضيهم أصحاب الهوى، ليعطون من لا يستحق ما لا يملكون.
المملكة السعودية تُعرب عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة أردوغان يرحب بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزةولعل هناك العديد من النقاط التي يجب تسليط الضوء عليها لتحليل اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل يمكن حصرها في التالي:
أولًا: 7 أكتوبر 2023 وإجهاض المخططات
ثانيًا: تحديات بين الأطراف الداخلية(الفصائل)
ثالثًا: دور مصر المحوري في إحلال السلام(فلسطين في القلب)
رابعًا: الرابحون والخاسرون من الحرب في غزة
خامسًا: تداعيات اتفاق الهدنة على إسرائيل
• 7 أكتوبر 2023 وإجهاض المخططات
جليًا علينا ردود الفعل المتباينة التي خرجت منذ شن حماس الهجوم على جيش الكيان الصهيوني، تلك الفقاعة التي روج لها أنها لا تقهر ومن أقوى الجيوش، وهو ما يناقض الواقع حيث فشلت الاستخبارات في توقع الهجوم المباغت الذى شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 والذي أذهل العالم أجمع، ولعل ذلك يكشف جملة من الاعتبارات منها: أن الجيش الإسرائيلي هش وضعيف ولولا جبهات الإسناد من المحور الغربي لسقط مغشيًا عليه عقب أسبوع من الهجوم.
كما أن من أسباب تفوق حماس على الجيش الإسرائيلي تمرس جنود المقاومة في قتال الشوارع، مقارنة بالجيوش النظامية التي لا تجيد القتال وسط البنايات والمنازل المهدومة، ورأينا كيف يخرج المقاتل الفلسطيني في عشرات المقاطع وهو يقصف دبابة ميركافا ويقصف تجمعات الجيش الإسرائيلي في العديد من المحاور المختلفة في غزة.
أيضًا إسرائيل تيقنت عقب الخسائر من الحرب أن مخطط التهجير القسري فشل فشلًا ذريعًا، عقب صمود الشعب الفلسطيني، والذي ضرب أروع الأمثلة في الدفاع عن الأرض، لذا تسبب ذلك في إجهاض المخططات ودفع من نسجوا خيوطها إلى التراجع للوراء وإتمام صفقة لتبادل الأسرى، وتيقن جميع صناع القرار أن فكرة القضاء على حماس التي روج لها نتيناهو رئيس الوزراء الإسرائيلي مستحيلة، ولا يمكن تنفيذها على أرض الواقع، وانها حرب عبثية لا طائل منها، وأصبح الاتقاق على الهدنة هو الحل الوحيد لإحلال السلام، والمرهون بالتهدئة.
• تحديات بين الأطراف الداخلية (الفصائل)
وعقب الوصول لاتفاق بين إسرائيل وحماس، يجب أن ينظر الجميع في الداخل الفلسطيني إلى مصلحة البلاد، وتنحية جميع الخلافات جانبًا لإعادة بناء الدولة الفلسطينية، خاصة أن ذلك يبعد فكرة تعميق الانقسام بين الفصائل المختلفة، ويجهض المخططات التي تدعم شيطنة الأرضية المشتركة، وتضعف جبهات القتال مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما يفتح الباب إلى عدم تحقيق أي تطلعات للشعب الفلسطيني الجريح والذي يعانى من ويلات الحرب، ودفع فاتورة من دماء أبنائه.
لذا يجب عدم إقصاء أي طرف شارك في مجابهة العدوان الإسرائيلي الهمجي على الفلسطينين، ما يعني دعم التوافق الوطني في البلاد، ولعل المشاركين في إتمام اتفاق التهدئة يدعمون ذلك المسار، لعدم وجود خلافات تظل عالقة بين أحلام الشعب االفلسطيني، وبين الاستقرار والتفرغ لبناء الدولة، وجميع التجارب تثبت أن الإقصاء معول من معاول الهدم، ويعطي الفرصة للأطراف المعادية إلى الدخول على الخط وإحداث فتنة وقلاقل بالبلاد.
• دور مصر المحوري في إحلال السلام ( فلسطين في القلب)
منذ نكبة 1984 حتى اتمام اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية - قطرية - أمريكية، والدولة المصرية تثبت يومًا بعد يومًا أن القضية الفلسطينية، هي المركزية وتدافع عن حقوق الفلسطينيين سياسيًا ودبلوماسيًا وإنسانيًا، وظهر ذلك جليًا في تكثيف التشاور مع الرئيس عبد الفتاح السيسي من جميع قادة العالم للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، ويأتي ذلك اعترافًا بدور المصري المحوري في إحلال السلام في الشرق الأوسط، وهي المسئولية التاريخية لذا إطلاق الشقيقة الكبرى على القاهرة، ليس من فراغ.
وتاريخيًا فقد تخضبت الأراضى الفلسطينية بالدماء المصرية، فقد شاركت القاهرة في حرب فلسطين عام 1948، ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى وكان الجيش المصري فى مقدمة الجيوش العربية التى دافعت عن الأرض والشعب الفلسطيني.
• الرابحون والخاسرون من الحرب في غزة
عقب 466 يومًا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي بدأت بعد عملية 7 أكتوبر 2023، وتوجت بالوصول إلى الاتفاق بين الطراف لإنهاء الصراع الدائر، بالطبع هناك خسائر للمعركة، فوفقًا لوزارة المالية الإسرائيلية، تكبدت تل أبيب ما يصل إلى 125 مليار شيكل "نحو 34.09 مليار دولار" منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، كما سجلت إسرائيل عجزًا في الميزانية قدره 19.2 مليار شيكل "نحو 5.2 مليار دولار" في ديسمبر.
وعن الخسائر للجانب الفلسطيني، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية في آخر إحصائية عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 46,707،أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان، وأن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 110,265 جريحا، في حين لا يزال آلاف من الضحايا تحت الأنقاض.
• تداعيات اتفاق الهدنة على إسرائيل
من الواضح أن هناك تخبطًا واضحًا بشأن اتمام صفقة الهدنة وتبادل الأسرى مع حماس، خاصة أن هناك انقسامًا حادًا بين مؤيدًا للصفقة ورافض لها، ما يعني دعم استمرار الحرب، في ظل تزايد الضغط الشعبي على الحكومة لإنجاز صفقة التبادل، بينما وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير هو أول من دعا علنا إلى وقف الصفقة واصفًا بأنها " استسلام لحماس"، داعيًا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش للتعاون لإبلاغ نتنياهو بأن تمرير هذه الصفقة يعني انسحابهم من الحكومة، بينما أعربت المعارضة بقيادة يائير لبيد عن دعمها للاتفاق وإتمام الصفقة لتبادل الأسرى، والسؤال الآن هل تشتمر الهدنة ام يرضخ نتنياهو مرة أخرى لليمين المتطرف ويعود لشن الهجوم وتعود الحرب؟، ذلك السؤال مرهون بالضغوط الخارجية على الأطراف المعارضة للهدنة وإحلال السلام بالشرق الأوسط.
•الخلاصة
- يمكن القول أن اتمام صفقة التبادل يعكس مدى تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للضغوط الخارجية، للقبوص بالصفقة، لاستشعار المعسكر الغربي الداعم لإسرائيل أن الحرب لن تحقق أهدافها، والتي لا طلما روج لها عبر الإعلام الإسرائلي، والتي من بينها القضاء على حماس وتسليم أسلحتها شريطة توقف الحرب، وما حدث هو عدم الاستسلام، نحن الآن أمام اتفاق بأطراف مختلفة يرمي إلى الهدوء وتوقف القتال في غزة.
- اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل مرهون بمدى الضغوط من الدول الراعية لتوقف القتال، والعمل بشكل متواصل لإنجاح الصفقة وعدم وجود عراقيل قد تعيق إتمام الاتفاق، والمرجح أن تمر الصفقة ولكن هناك أطراف خاسرة من ذلك، وعلى رأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي من جانب اليمين المتطرف، وتبخر الوعود بمحو حماس، وهو ما يضع الحكومة على المحك، ويفتح الباب أمام المحاكمة لـ"نتنياهو" على الإخفاق الواضح في الحرب.