لجريدة عمان:
2025-04-10@21:27:06 GMT

الشرق الأوسط .. انفجار التناقضات!

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

يمكن القول إن التوتر الجيوسياسي الذي يعم الشرق الأوسط اليوم، وينذر بحرب إقليمية كبرى، هو جزء من صيرورة مؤثرات كثيرة، جيوسياسية وتاريخية، لعبت دورًا كبيرًا في البلوغ بهذه المنطقة إلى هذا الانحدار الخطير.

وفي تقديرنا، إن أبرز العوامل التي لعبت دورًا في هذا المصير الذي سيؤول إليه حال الشرق الأوسط من خلال التداعيات المرجحة لدخول المنطقة إلى مرحلة استحقاق دفع الفواتير جملة واحدة، الآن وهنا؛ يكمن في هوية «التخلف الحضاري» الذي أصاب هذه المنطقة منذ أكثر من ألف عام.

ولأن العوامل المؤثرة في بروز ظاهرة التخلف كثيرة، يأتي الاستبداد السياسي في جملتها، فإن البنية المعقدة التي أوجدت ذلك الواقع التاريخي كمأزق معاصر في منطقة الشرق الأوسط؛ تكونت من عناصر أوجدت هذا الواقع بصورة بدا من الواضح أنها اليوم تتسارع نحو التعجيل بالكارثة، أي بما يؤذن بوضوح؛ أنه قد فات الأوان لإمكانية تدارك الأمور (بعد زمن طويل كان أكثر من كافٍ لاستدراك القدرة على إصلاح الأمور) منذ البدايات الأولى للدولة العربية ما بعد الاستعمار.

إن ما يحدث اليوم في منطقة الشرق الأوسط من تفسخ سياسي لكثير من دوله يعكس إلى أي مدى أصبح انفجار التناقضات في المنطقة غير قابل لأي تسوية يمكنها أن تدفع إلى سوية من شأنها استدراك الوضع نحو حال أحسن.

أحيانًا يظن البعض أن هناك إمكانية في هذا العالم الحديث لتسكين تناقضاته الجيوسياسية، دون أن يدرك أن خطورة هذا الظن تكمن في أنه ظن سيفضي بالضرورة إلى مأزق انفجار التناقضات في مرحلة قادمة، وبما لن يجدي معه سوى الاستسلام وانتظار وقوع الكارثة!

المرحلة السياسية التي يمر بها الشرق الأوسط اليوم (وعلى وجه الخصوص المنطقة العربية منه) هي مرحلة انفجار التناقضات الحادة المتسارعة، على نحو يذكّر بما كتبه ذات مرة المفكر السوري ياسين الحاج صالح وهو يتأمل مصائر الامتناعات الجيوسياسية في المنطقة العربية حين كتب مقالًا قبل 22 عامًا بعنوان : «الانحلال حلًا»!

وبالرغم من العنوان التراجيدي في مضمون المقال الجارح؛ فإنه قد يكون أنسب تعبير لتفسير طبيعة الأوضاع الجيوسياسية التي ستؤول إليها هذه المنطقة في ضوء الصراع الذي بات اليوم من الصعب منع تحويل تناقضاته إلى نتيجة حرب إقليمية في المنطقة كما يلوح ذلك في ظل التهديدات بين كل من إسرائيل وإيران.

وحين تبدو عواصم عالمية كثيرة -وعلى رأسها عاصمة القرار الاستراتيجي الدولي، واشنطن- عاجزة على منع مثل هذه الحرب في الشرق الأوسط، فليس ذلك لعدم قدرتها على الفعل، بل لأن جملة من المعطيات والتناقضات الجيوسياسية في المنطقة أصبحت غير قابلة سوى للانفجار الحاد، وهذا بطبيعة الحال وضع ليس في وسع أي قوة في العالم؛ القدرة على تلافيه، لأن الشروط الداخلية التي تعمل على انفجار تناقضاته قد بلغت مرحلة متقدمة من النضوج.

ليس غريبًا، والحال هذه، أن نرى نماذج التفسخ الجيوسياسي تتسارع وقد بلغ نضجها مرحلة القطاف!

فمن مأزق الأيديولوجيات الدينية، إلى الأوهام الإمبراطورية، إلى التعثر الدائم في استيعاب شروط الحداثة السياسية، أصبحت كثير من دول منطقة الشرق الأوسط اليوم -والعربية منها على وجه الخصوص- متروكة لتفاعلاتها السائبة، التي تؤذن بمرحلة دفع الأثمان المؤجلة على نحو عاجل!

ومنذ أن كتب الأستاذان؛ حازم صاغية والمرحوم صالح بشير كتابهما المشترك «تصدع المشرق العربي» في عام 2007 كان من الواضح جدًا أن ما هو قادم من المصائر الجيوسياسية التي تحيق بالمنطقة أكبر بكثير من القدرة على استيعابه أو احتوائه.

اليوم، في ظل الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، وتهديد الأخيرة بالرد على الهجوم الإسرائيلي بهجوم مضاد، وردود الفعل الخطيرة التي ستنجر عن ذلك في دول المنطقة، سيبدو واضحًا أن هناك تغييرًا كبيرًا يلوح في الأفق، وأن هذا التغيير سيكون، على الأرجح، تغييرًا سلبيًا، لأن التناقضات الجيوسياسية التي أدت إلى هذا التغيير؛ كانت من تلك الطينة التي تعكس هويتها تخلفًا واضحًا في ممارسة أدوار السياسة.

وحين لا يستطيع العالم منع وقوع حرب محتملة في المنطقة، فإن ذلك -على الأرجح- يكمن في أن امتناع الشروط الداخلية المرجحة للحرب أقوى من أي محاولة لمنع الحرب!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإندونيسي يزور 5 دول في الشرق الأوسط لدعم غزة

جاكرتا- غادر الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو الليلة جاكرتا ويرافقه وفد وزاري محدود، في جولة إقليمية ستشمل تركيا و4 دول عربية، مؤكدا أن عددا من وزرائه قد سبقوه إلى بعض عواصم هذه الدول.

وفي مؤتمر صحفي قبيل مغادرته، أعلن برابوو -الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في الحكومة السابقة- أنه سيبدأ جولته بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيلتقي في أبو ظبي الشيخَ محمد بن زايد، للتشاور في قضايا سياسية واقتصادية دولية ولتبادل وجهات النظر.

ثم سيتوجه إلى أنقرة في زيارة رسمية لتركيا، ليلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دعاه للمشاركة في أحد المنتديات السياسية في أنطاليا، وقال برابوو إنه سيتشاور مع نظيره التركي بشأن قضايا جيوسياسية وجيواقتصادية، وبشأن التعاون بين البلدين في مجال الصناعات والتجارة والتعليم والثقافة، مؤكدا على متانة العلاقات بين البلدين.

ومن المقرر أيضا أن يزور الرئيس الإندونيسي السبت القادم القاهرة للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي والتشاور معه، ثم سيتوجه إلى الدوحة في زيارة رسمية يلتقي بها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بهدف إنجاز عدد من الاتفاقيات بين البلدين والتوقيع على عدد من الاتفاقيات الإستراتيجية، قبل أن يختم زيارته في الأردن بزيارة رسمية أيضا للتشاور مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

إعلان دور فعّال

وقال الرئيس برابوو في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل مغادرته، إن زياراته هذه تأتي استجابة لمطالب كثيرة بأن تكون إندونيسيا أكثر فاعلية ونشاطا في دورها بدعم الجهود الرامية لإيجاد حل "للصراع" في قطاع غزة، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

وأضاف برابوو أنه رغم أن إندونيسيا بعيدة جغرافيا عن تلك المنطقة، لكنها تعد أكبر بلد مسلم في العالم، وكذلك لكونها دولة رائدة في حركة عدم الانحياز؛ فهي تتبع سياسة خارجية مستقلة وفاعلة، ولا تقبل الانضمام إلى أي تكتل، وهذا يجعلها ذات قبول لدى أطراف كثيرة.

وقال الرئيس "هذا الموقف يحملنا المسؤولية، ولذلك فإنني أقول إن إندونيسيا مستعدة للقيام بدور لو طلبت الأطراف المعنية ذلك، بما يتفق مع إمكانات وقدرات إندونيسيا".

وأكد برابوو أن بلاده مستعدة لإرسال المزيد من العون الإنساني لغزة، كما قامت بذلك سابقا، حيث أرسلت معونات وفرقا طبية عملت في ظروف صعبة وخطيرة في غزة، وقال إن إندونيسيا مستعدة لاستقبال الضحايا من الجرحى والأيتام الفلسطينيين.

وبشأن ذلك، قال الرئيس إن وزير الخارجية الإندونيسي سوجيونو سيتشاور مع المسؤولين الفلسطينيين والأطراف المعنية، بشأن كيفية تنفيذ إجلاء من هم في حاجة لذلك، قائلا إن "إندونيسيا سترسل طائراتها لنقلهم".

وتوقع برابوو أن يكون عددهم في الدفعة الأولى نحو ألف شخص، ممن يوافق الجانب الفلسطيني على إجلائهم ويريدون المجيء إلى إندونيسيا، مشترطا توافق جميع الأطراف المعنية، وأن يكون بقاؤهم في إندونيسيا مؤقتا إلى حين تعافيهم وتحسن الأوضاع في غزة.

"ولهذا السبب كان يجب التشاور مع قادة الدول في المنطقة" وفق ما قال الرئيس، مشيرا إلى أن إندونيسيا لطالما تلقت اتصالات ورسائل حملتها شخصيات زارتها، بخصوص استعداد إندونيسيا للمساهمة بإيجاد مخرج للوضع في قطاع غزة، وقال "هذا أمر معقد وليس بالسهل، ولكن التزام إندونيسيا بدعم سلامة الشعب الفلسطيني ودعم استقلال فلسطين يدفع الحكومة الإندونيسية إلى أن تقوم بدور أكثر فاعلية".

إعلان

مقالات مشابهة

  • “أمن المطارات في الشرق الأوسط” ينطلق مايو المقبل في دبي
  • «أمن المطارات في الشرق الأوسط» ينطلق بدبي مايو المقبل
  • أمن المطارات في الشرق الأوسط ينطلق مايو المقبل في دبي
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره البريطاني تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • “آبي ثينغز” توسع حضورها في المنطقة وتركيا وأفريقيا
  • خاص.. الشرق الأوسط على شفا شهر غير مسبوق في حال فشل محادثات مسقط
  • الرئيس الإندونيسي يزور 5 دول في الشرق الأوسط لدعم غزة
  • ماكرون يزور جرحى فلسطينيين في مستشفى العريش قرب قطاع غزة
  • الملك الأردن يستقبل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك
  • مصر تؤكد لأميركا رفضها تهجير الفلسطينيين من أرضهم