لجريدة عمان:
2025-04-01@05:53:27 GMT

اختطاف الإمبراطورية وسخرية التاريخ

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

لربما ليس في الأمر سابقة خطيرة أن تنجح نخبة أو أسرة أو أقلية معينة أو أفراد من المتنفذين والمغامرين سواء كتجار أو قادة عسكريين أو سياسيين أو حتى دجالين من فرض تأثيرهم وسطوتهم على نظام سياسي معين، ويذكرنا التاريخ بأمثلة متعددة تعكس هذه الظاهرة في أكثر من حقبة مثل عائلة «ميديشي» (في فلورنسا إبان عصر النهضة) الإيطالية خلال الفترة من القرن الخامس إلى أوائل القرن السابع عشر وفي روسيا القيصرية نجد شخصية مثيرة للجدل مثل «راسبوتين» وتأثيره على عائلة «رومانوف» الملكية وفي فرنسا ظهر «نابليون بونابرت» تاركا بصمته على التاريخ الأوروبي إلى جانب «الانكشاريين» في حقبة تركيا العثمانية وغيرها وليس ما فعله هتلر ببعيد.

ومع ذلك، ما نراه الآن من هيمنة الأقلية اليهودية التي لا تمثل أكثر من 2% من الشعب الأمريكي، ونفوذها العجيب على امبراطورية بحجم الولايات المتحدة وسطوتها على القرار السياسي في عموم أوروبا الغربية «خاصة ألمانيا التي تصهين قرارها وتماهت مع الأجندة والسردية الإسرائيلية»، لأمر يصعب تفهمه خاصة ونحن نشاهد كيف يستقتل كلا طرفي السباق الرئاسي الأمريكي في تقديم كل أشكال الدعم والتنازل والتزلف حد التذلل لإرضاء اللوبي الصهيوني (وحتى على حساب مصالح الولايات المتحدة نفسها أحيانًا) بل إن «ترمب» مثلا يطالب الحكومة الإسرائيلية باستكمال إبادة الفلسطينيين ويعدهم بالنظر في توسعة حدود إسرائيل وفي الوقت نفسه يتوعد بأنه سينهي الحرب الروسية/ الأوكرانية في غضون أربع وعشرين ساعة! إذا ما انتخب رئيسا للبلاد ولا تخفي منافسته «كمالا هاريس» ذات التزلف والوعود.

ولعل الأغرب من ذلك أن المؤسسة السياسية الأمريكية والأوروبية «باستثناء حكومات بعض الدول النابضة بحيوية المبادئ مثل أيرلندا وأسبانيا» لا تلقي بالا ولا يهمها كل هذا السقوط المريع لحكومة مجرمي الحرب في تل أبيب، وتشجعهم على المضي في استكمال مسيرة آلة القتل الإسرائيلية وسحقها لكل معايير الإنسانية والأخلاق وقوانين الحرب والصراعات المسلحة وسحقًا بطبيعة الحال لكل دعوة للعودة إلى عروة الإنسانية والمشتركات البشرية ووصلت إلى حد قصف المستشفيات وخيام النازحين وحرق الأطفال الفلسطينيين وهم أحياء في معسكر جباليا وغيرها.

لا أستطيع أن أتفهم لِمَ يكره ساسة الإمبراطورية الأمريكية وأتباعهم على الضفة الأوروبية عالمنا العربي إلى هذا الحد! وهل حفظ أمن إسرائيل ونفط العرب يستوجب كل هذا الدم والخراب ولِمَ كل هذه البشاعة والفجور والبطش والطغيان ضد هذا الجزء من العالم؟ وكيف شنت خمس حروب كبرى والعشرات من العمليات العسكرية في ظرف عشرين عامًا على دول المنطقة العربية وإسقاط العديد من أنظمتها وتدمير كل أسباب سيادتها وبقائها وبنيتها السياسية والاقتصادية التي ستحتاج قرونًا لاستعادة سلامها ورخائها، ولم لا نراها تفعل ذلك في آسيا أو في أمريكا اللاتينية بعد الحرب العالمية الثانية؟

أليس ثمة «طريق ثالث» يمكن للجميع أن يعيش فيه بسلام يقتسمون رحلة المستقبل وأمل الإنسانية ومشتركاتها ويستمعون لصوت عقلائها؟ وهل هذه هي سردية إسرائيل للعالم بأننا دولة منبوذة يحكمها مجموعة من القتلة وتقف خلفنا امبراطورية لا يمكنها أن تخالفنا وتتبعنا كظلنا في مسيرة الدم والخراب.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الامبراطورية فإن الأمر مقبل على سيناريوهات صعبة لربما ليست من مصلحة العرب إن كان قد تبقت لهم مصالح أصلا بعد كل هذا التجريف السياسي والعسكري والاقتصادي الذي يدبر لهم بليل، ويشارك فيه بعضهم وإضعاف معظم عناصر قوتهم، إذ يبدو أن «التطبيع» و«فرض الأجندة الإسرائيلية» ستكونان في مقدمة هذه الإرهاصات بعدما تم تحييد معظم مفاصل التأثير العربية، ولا يستبعد أن يكون العدو مستقبلًا هو «من لا يركب حافلة التطبيع نحو هاوية المجهول» والملفت أن النموذج الإسرائيلي في بطشه وعدوانيته وانعدام مبادئه، بدأ يصبح نموذجًا لبعض القوى الصاعدة، وبطبيعة الحال من يلومها بعد انكشاف المساحيق الرخيصة التي تبخرت من الوجه القبيح لما يسمى بالنظام العالمي وأكذوبة الدول الديمقراطية والسقوط المروع لمحاضرات الغرب السمجة حول حقوق الإنسان والحريات.

يعلمنا التاريخ دروسه بالحكمة تارة لمن يعتبر وبقسوته وسخريته لمن يستكبر، فأسرة «مديشي» انقرضت تماما عام 1737، بعد وفاة آخر أسلافهم من الذكور فيما تم تسميم «راسبوتين» وقتله ورميه في نهر متجمد في روسيا عام 1916 بينما تم القضاء على «الانكشاريين» الأتراك في واقعة «الخيرية» عام 1826 وانتهى نابليون وحيدًا منفيًا في جزيرة سانت هيلانة عام 1815م.

ولعله، بعدما انتهت الحرب الأهلية الأمريكية بين قوات الشمال والجنوب عام 1865 بقيادة الجنرال «روبرت إيه ليه» ونجاح توحيد البلاد على يد الرئيس «ابراهام لنكولن» وآخرون، لم يتخيلوا حتى في كوابيسهم أن الإمبراطورية الأمريكية التي حلموا بتأسيسها هربًا من أوروبا وفظائعها وبعد مضي 248 عامًا، سيختطفها ثلة من المهاجرين العابرين من «سفر» التاريخ، وتصبح رهينة لحفنة من المتنفذين اليهود الأثرياء الذين يصولون ويجولون بالإمبراطورية شرقًا وغربًا لمآربهم وتل أبيبهم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

برشلونة يكتب التاريخ تحت قيادة فليك

فاز برشلونة على جيرونا بنتيجة 4-1، الأحد، في الجولة الـ29 من الدوري الإسباني، ليسجل رقما تاريخيا لم يسبق أن حققه أي فريق إسباني في تاريخ كرة القدم.

وبهذه النتيجة رفع النادي الكتالوني رصيده إلى 139 هدفا في 45 مباراة بجميع المسابقات، من إجمالي 755 تسديدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لونين حارس الريال يثير الجدل بحديثه عن مساعدة الحكامlist 2 of 2هل تقام 3 مواجهات كلاسيكو خلال شهرين؟end of list

ووفقا لشبكة "أوبتا" للإحصاءات لم يتمكن أي فريق إسباني عبر العصور من الوصول لهذا الرقم في عدد المباريات نفسه خلال موسم واحد.

وفاز برشلونة خلال الموسم الجاري تحت قيادة المدرب هانسي فليك برباعية (4 أهداف) في 20 مباراة وبخمسة أهداف في 11 مباراة، كما حقق الفوز بسباعية في مناسبتين وبسداسية في مناسبتين أيضا.

139 – No @LaLigaEN side have ever scored 139 goals after 45 games played in all competitions than the Hans-Dieter Flick's @FCBarcelona in this 2024/25 season. Show.#FCB ❤???? pic.twitter.com/1eInGBJosm

— OptaJose (@OptaJose) March 30, 2025

وخلال 45 مباراة خاضها في جميع المسابقات حقق برشلونة تحت قيادة فليك الفوز في 34.

وواصل البارسا نتائجه الإيجابية منذ بداية 2025، حيث لم يذق طعم الهزيمة في 20 مباراة، بواقع 17 انتصارا و3 تعادلات.

ويتصدر برشلونة الدوري الإسباني برصيد 66 نقطة بفارق 3 نقاط عن غريمه ريال مدريد، ويستعد لمواجهة بوروسيا دورتموند في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

إعلان

كما تنتظره مباراة قوية أمام أتلتيكو مدريد في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا.

وسبق للنادي الكتالوني أن توج بكأس السوبر الإسبانية في جدة بعد اكتساح ريال مدريد 5-2 في الكلاسيكو.

مقالات مشابهة

  • إسقاطُ طائرة أمريكية هي الـ16 خلال الحرب الأمريكية على اليمن
  • للمرة الأولى في التاريخ.. رصد الشفق القطبي الغامض لكوكب نبتون
  • برشلونة يكتب التاريخ تحت قيادة فليك
  • إسرائيل تستعد لسيناريوهات الحرب الأمريكية الإيرانية
  • وقف الحرب الأوكرانية فرصة لإعادة ترتيب العلاقات الأمريكية الروسية   
  • اكتشاف سفره إلى إيران يُسقط اختطاف ناشط في ميسان وذي قار تُرحل عشرات الأجانب
  • الاتحاد الأوروبي يدين اختطاف محمد القماطي وإخفاءه قسريًا
  • هاري كين يكتب التاريخ مجددا في البوندسليغا
  • اليُتْمُ الذي وقف التاريخُ إجلالًا وتعظيمًا له
  • ديوكوفيتش يدخل التاريخ أمام ميسي