اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، أنه من "العار" على باريس ألا يستضيف معرض يورونافال المخصص للدفاع البحري أي أجنحة أو معدات إسرائيلية خلال دورته الشهر المقبل بطلب من الحكومة الفرنسية.

وكتب غالانت في منشور على منصة إكس إن "خطوات (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون هي عار على الأمة الفرنسية وقيم العالم الحر التي يزعم أنه يدعمها.

"

French President Macron’s actions are a disgrace to the French nation and the values of the free world, which he claims to uphold. The decision to discriminate against Israeli defense industries in France a second time - aids Israel’s enemies during war. This builds on the…

— יואב גלנט - Yoav Gallant (@yoavgallant) October 16, 2024

واعتبر غالانت "قرار التمييز ضد الصناعات الدفاعية الإسرائيلية في فرنسا للمرة الثانية يساعد أعداء إسرائيل أثناء الحرب".

وقال إن فرنسا "تبنّت، وتطبّق باستمرار سياسة عدائية حيال الشعب اليهودي".

وكان ماكرون قد زاد، الثلاثاء، من حدّة لهجته تجاه إسرائيل، بقوله خلال اجتماع لمجلس الوزراء، وفقا لما نقله عنه بعض ممن حضروا الجلسة، إن "نتانياهو يجب ألا ينسى أنّ بلاده أنشئت بقرار من الأمم المتحدة".

وكان ماكرون يشير بذلك إلى القرار 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947، الذي نص على نشوء دولة يهودية وأخرى عربية على أرض فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني، حسبما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تصريحات ماكرون عبر بيان نشره مكتبه، قائلا: "تذكير لرئيس فرنسا أن دولة إسرائيل لم تقم بقرار من الأمم المتحدة، بل بموجب الانتصار في حرب الاستقلال الذي تحقق بدماء المقاتلين الأبطال، وبينهم العديد من الناجين من المحرقة، خصوصا من نظام فيشي في فرنسا"، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.

وحكومة فيشي كانت قد تعاونت مع النازيين بعد ما احتلوا شمالي فرنسا، بما فيها العاصمة الفرنسية باريس، خلال الحرب العالمية الثانية، كما أوضح تقرير سابق لموقع "الحرة".

وأثارت التصريحات المنسوبة لماكرون سخطا عارما في أوساط يهود فرنسا، حسب وكالة فرانس برس.

وفي هذا الصدد، قال  رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف)، يوناتان أرفي، في منشور على منصة "إكس"، إن "التصريحات المنسوبة لرئيس الجمهورية، إذا تأكّدت صحّتها، فهي تمثل خطأ تاريخيا وسياسيا".

وفجر الأربعاء، أصدر الإليزيه بيانا بشأن محادثة هاتفية  جرت بين ماكرون ونتانياهو دون أن يأتي على ذكر التصريحات التي انتقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيانها إنه خلال المكالمة، دان ماكرون "الضربات الإسرائيلية العشوائية التي لا تؤدي إلا إلى زيادة الخسائر البشرية، التي هي أساسا لا تطاق سواء في غزة أو في لبنان".

وتزداد حدة التوترات بين نتانياهو وماكرون الذي اعتبر في الأسبوع الماضي أن "وقف تصدير الأسلحة" المستخدمة في غزة ولبنان هو "الرافعة الوحيدة" لوضع حد للنزاعات.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

جدل حاد في فرنسا حول "سياسة ماكرون العربية"!

ما إن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كافة الدول لتعليق تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، والتي تستخدمها في حربها ضدّ حركة حماس وحزب الله اللبناني، حتى اشتعل الجدل في المشهدين السياسي والإعلامي، وثارت التساؤلات حول طبيعة "السياسة العربية" لفرنسا في ظلّ ماكرون.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي جان مارك ألبرت، من جهته أنّ قرار الرئيس الفرنسي جاء بمثابة مفاجأة، وأنّ ماكرون أراد في ذلك اتّباع نهج أسلافه في العالم العربي "لكنّ الزمن تغيّر" حسبما يرى، طارحاً التساؤلات حول "سياسة فرنسا العربية.. مسألة جيوسياسية دولية أم سياسة داخلية؟"

La «politique arabe» de la France : affaire de géopolitique internationale ou de politique intérieure ? https://t.co/Nq5rCTsaak

— Le JDD (@leJDD) October 12, 2024 سياسة الأسلاف

وقال ألبرت إنّ الخيارات الجيوسياسية لرئيس الجمهورية تتطلب دائماً تفسيراً صبوراً. فمن خلال إعلانه، أنّ فرنسا ستعلق جميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، أراد ماكرون اتّباع "السياسة العربية" التي انتهجها أسلافه البعيدون، في إشارة بشكل خاص لكل من فرانسوا ميتران وجاك شيراك ومن سبقهم وأعقبهم من الرؤساء الفرنسيين.

وأشار إلى أنّ فرنسا، دولة متوسطية لم تتوقف يوماً عن التطلع نحو بلاد الشام، حيث حملتها مصالحها وأوهامها إلى هناك منذ الحروب الصليبية. وهذا الثبات الدبلوماسي، الذي تبنّاه فيما بعد الجنرال شارل ديغول بنجاح متفاوت، لم يتم الحياد عنه قط منذ ذلك الحين، الأمر الذي عزز الطموح الفرنسي في التحوّل إلى منارة للعالم الثالث.

ولكنّ الوضع تغيّر اليوم، حسب المحلل السياسي الفرنسي، فقد مرّ وقت طويل منذ أن أثمرت هذه التحالفات غير الطبيعية ثماراً لصالح فرنسا التي تمّ طردها من بعض أفريقيا، وقاطعتها تركيا، وباتت مكروهة في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، وفي طليعة العلاقات العربية الإسلامية، والتي يكون من الأفضل في بعض الأحيان حمايتها بدلاً من استغلالها، يُنبّه ألبرت إلى أنّ فرنسا تظل الدولة الأوروبية الأكثر تضرراً من هجمات الإسلامويين. لكن قبل كل شيء، وعلى مدى عقود، كان الوجود القوي للمُجتمعات الملتزمة بالقضية الفلسطينية على أرض فرنسا قد طغى على "سياسة فرنسا العربية"، التي استغلها البعض لأغراض ومصالح خاصة وبشكل غير قانوني.

Le faux pas d’Emmanuel Macron au Proche-Orient https://t.co/PkZsii2siA

— Le Point (@LePoint) October 8, 2024 الخطوة الخاطئة!

ومن جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي لوك دوباروشيه، أنّ انتقاد الرئيس الفرنسي لإسرائيل والهجوم عليها والامتناع عن فعل ذلك تجاه إيران التي تُفرط في تسليح "الميليشيات الإرهابية" يعني تحميل الضحية المسؤولية والتغاضي عن المُعتدي، مُعتبراً أنّ إسرائيل تُقاتل من أجل بقائها. وذلك بينما يختار ماكرون أن يدعو موردي الأسلحة الرئيسيين، أي الولايات المتحدة إلى التوقف عن تسليمها إلى إسرائيل.

واعتبر دوباروشيه أنّ أقل ما يُمكن قوله هو أنّ ماكرون اختار وقت دعوته بشكل غير مناسب، تزامناً مع ذكرى هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كما أنّ تصريحه يُعاني من عدّة عيوب أخرى، إذ أنّه لا يُقدّم أي شيء لتجنّب مزيد من التصعيد.

وتصريحه يكشف كل الأخطاء في السياسة التي ينتهجها في مواجهة الأحداث في الشرق الأوسط، واصفاً إيّاها بـِ "النفاق، والتناقض، والرضا عن النفس تجاه إيران والميليشيات التابعة لها، والجهل للتهديد الذي يشكله الإرهاب الإسلاموي، والاستهانة بالموجة المُعادية للسامية التي تجتاح أوروبا".

Même un président a besoin de diplomates https://t.co/m3riLNd0gW #International via @LePoint

— Gérard Araud (@GerardAraud) October 13, 2024 مأزق الدبلوماسية الفرنسية

وبدوره، اعتبر جيرار أرو، السفير الفرنسي السابق في واشنطن وتل أبيب، أنّ ماكرون، ومن خلال دعوته إلى وقف تسليم الأسلحة إلى إسرائيل، سلّط الضوء على الصعوبات التي تواجهها الدبلوماسية الفرنسية في إسماع صوتها. 

وحسب رأيه، فقد أثار رئيس الجمهورية انفعالاً كبيراً عندما اقترح وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إلى حين إعلان وقف إطلاق النار في غزة. ولم يُثر هذا التصريح ردّ فعل مُهيناً من جانب بنيامين نتانياهو فحسب، بل أدّى إلى غضب شديد بين المُدافعين الفرنسيين عن إسرائيل، كاشفاً عن مأزق دبلوماسية فرنسا.

« Le rôle crucial des élus républicains pour résister à l’importation du conflit »

⁦@phaddad_off⁩, maire de Sarcelles, plaide pour une réaffirmation des valeurs républicaines & une lutte contre les discriminations pour maintenir la cohésion sociale. https://t.co/kFezXmUIhB

— Cecile Fadat ???? (@FadatCecile) October 13, 2024 منع استيراد الصراع

وأما باتريك حداد، رئيس بلدية سارسيل، فقد شدّد على أهمية الدور الحاسم للمسؤولين الجمهوريين المُنتخبين في مقاومة استيراد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني للأراضي الفرنسية، وذلك من خلال البقاء مُتمسّكين بقوة بمبادئ الدولة، حيث يجب أن تكون البوصلة الدبلوماسية واضحة: احترام التشريعات الدولية، والحق في السيادة والأمن لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإطلاق سراح الرهائن، وحلّ الدولتين.

وحذّر من أنّه، وفي كل من أقصى اليسار واليمين المتطرف، يتم استخدام الصراع في الشرق الأوسط لتحويله إلى خط صدع سياسي داخلي، لتحقيق أهداف انتخابية، واصفاً ذلك بالديماغوجية المقززة التي تزيد من انقسام المُجتمع الفرنسي، والذي أصبح بالفعل فريسة لمخاوف الهوية.

Editorial #LeMonde Le lâche abandon du Liban – via @lemondefr https://t.co/SuxkfYZ50a

— Hélène Sallon (@helenesallon) October 12, 2024 التخلّي الجبان عن لبنان

وتحت هذا العنوان، جاءت افتتاحية صحيفة "اللو موند" التي نبّهت إلى أنّ السلطات الإسرائيلية، وفي حربها ضدّ حماس وحزب الله، تبدو اليوم أقل اهتماماً بوقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي باتت واشنطن  لا تتحدث عنه إلا قليلاً، مُقارنة بفرصة تسوية الحسابات القديمة وإغراء إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط بالقوة وحدها.

واستنكر المحرر السياسي لليومية الفرنسية، التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والتي زاد فيها من استفزازاته، مُهدداً أرض الأرز بنفس مصير قطاع غزة الذي تحوّل إلى ميدان من الخراب الدموي، إذا لم يقم اللبنانيون بالثورة ضدّ الحزب الذي تدعمه إيران.

واعتبرت "لو موند"، أنّ هذه الغطرسة مُثيرة للقلق، فلقد شهد الشرق الأوسط في الماضي القريب الأخطاء التي يؤدي إليها الشعور بالقدرة العسكرية المُطلقة. وعلى المستوى الدبلوماسي، فإنّ هذه الغطرسة تُترجم إلى وصم أيّ شيء يُمكن ربطه بالأمم المتحدة، العاجزة عن فرض الحل السياسي.

مقالات مشابهة

  • غالانت مهاجمًا ماكرون: سنستمر في الدفاع عن أنفسنا مع أو دون مساعدة فرنسا
  • إسرائيل تنتقد فرنسا بسبب منعها من المشاركة بمعرض للأسلحة
  • وزير الدفاع الإسرائيلى: فرنسا تنفذ سياسة معادية تجاه الشعب اليهودى
  • بعد منع مشاركة شركات إسرائيلية.. غالانت يهاجم ماكرون
  • غالانت يهاجم فرنسا ويتهمها بمساعدة أعداء إسرائيل أثناء الحرب
  • معرض "يورونافال" لن يتضمن أي معدات إسرائيلية وغالانت يعلق
  • وزير التعليم العالي لـ"أ ش أ": العلاقات المصرية الفرنسية في أوجّها
  • إيران تعتبر نشر منظومة الدفاع الأمريكية "ثاد" في إسرائيل جزءًا من الحرب النفسية
  • جدل حاد في فرنسا حول "سياسة ماكرون العربية"!