جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-16@22:32:52 GMT

كيف بدأت الكتابة؟!

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

كيف بدأت الكتابة؟!

 

صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد

 

إذا أتينا إلى سؤال: كيف بدأت الكتابة؟ فحادثةٌ واحدةٌ كان لها الأثر الكبير في أن أكون كاتبًا والاستمرار في الكتابة إلى يومنا هذا، وهذه الحادثة هي إهدائي والدي العزيز- رحمة الله عليه- كتابًا.

لكنَّ مصدر التأثير ليس الكتاب نفسه أو تقديمه لي كهدية أعتزُ بها، فطالما قدَّم لي الوالد الكثير من الهدايا، وإنِّما الكلمات المهداة التي خطَّها على أول صفحة من الكتاب والتي بدأها: "ابني العزيز.

. الكاتب والأديب المُبدع"، ولم يقل مثلًا إلى الطبيب الماهر أو المُهندس البارع. وقد منحني الوالد هذا الإهداء المكتوب قبل أن أتشرف بأن أخط عبارة واحدة في الصحافة المحلية أو أن يكون لديَّ إصدارات أدبية. وكل ما كنت أكتبه آنذاك في تلك السن المبكرة لا يخرج عن إطار واجبات المنهج الدراسي المُقرر.

وأكثر شغفي آنذاك كان مُركزًا على الرياضة وبالتحديد كرة القدم، وكان حُلمي في ذلك العمر المدرسي الالتحاق ضمن صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم للمساهمة في فوزه بالمراكز الأولى في الدورات الخليجية والآسيوية.

وكانت الكلمات الوطنية المُنتقاة بعناية في وسائل الإعلام خلال مواسم المباريات ترفع من الحماس الوطني لدى الشباب، وتدفعني للسعي للمشاركة لتمثيل السلطنة ضمن المنتخب الوطني لكرة القدم. وكانت مهارتي في رياضة كرة القدم، إضافة إلى الحافز الوطني، باعثًا لتقديم الافضل بالعزيمة والاجتهاد، إذا ما شاركت معهم في المنتخب، أو هكذا كنت أعتقد. وكان بالإمكان تحقيق ذلك الحلم لو سعيت لتحقيقه. لكنني أدركت أنَّه لا يُمكن الجمع بين الدراسة النظامية والانضمام للمنتخب، لما يتطلبه ذلك من تفرغ للتدريبات المستمرة، والمشاركة في المعسكرات الداخلية والخارجية، فاخترتُ بطبيعة الحال الدراسة أولًا وأخيرًا، كي أتمكن من خدمة الوطن في مجالات أخرى.

طويتُ صفحة حلم المشاركة ضمن منتخب السلطنة لكرة القدم، وأنهيتُ الدراسة الثانوية وغادرتُ إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة الجامعية، وعند عودتي التحقتُ بوزارة الإعلام كموظف، ولم تمنحني الوظيفة- آنذاك- الرضا النفسي، ولم تُشكِّل لديَّ أي تحدٍ وظيفي يُذكر، ولم ترق إلى مستوى توقعاتي، وذلك لحجم العمل الضئيل في الوظيفة، وعدم توظيف إمكانياتي الذهنية كشخص نشط طموح تلقى دراسة جامعية جيدة في الخارج وأتى قادمًا للعطاء وخدمة الوطن كأي مواطن صالح يُحب وطنه.

وخوفًا من التبلد الفكري اقتنيت دفترًا وكتبتُ في الصفحة الأولى "بدلًا من أن تلعن الظلام أشعل شمعة". وبدأتُ- بالفعل- أُشغل العقل بالكتابات الأدبية والاطلاع والمزيد من الاطلاع.

ثم أردت أن أعرض هذه الكتابات على أحد الصحفيين في الشأن الثقافي ليُعطيني رأيه في مستوى هذه الكتابات وملاحظاته عليها من أجل تطويرها والبناء عليها للاستفادة الشخصية لا أكثر. وبدلًا أن يعطيني الصحفي تقييمه لهذه الكتابات اختار من بينها عددًا من النصوص، وقال سأنشرها في الصحيفة ولم أتوقع أن ينفذ الصحفي ما قاله، وإذا بي أرى كتاباتي بين ليلة وضحاها في الملحق الثقافي لصحيفة عُمان ويعلو اسمي هذه الكتابات.

 لم يخطر على بالي حينها النشر والذي ما زلتُ أتهيَّبُهُ إلى يومنا هذا؛ لإدراكي لمسؤوليته الكبيرة. وازدادت أهميته في وقتنا الحالي لسهولة إعادة النشر؛ ليصل إلى وسائل التواصل الاجتماعي فورًا، ويزداد الاهتمام بالمتابعة، خاصة إذا كان صاحب الكتابات شخصية مُتحققة ثقافيًا؛ فاسمُ الكاتب مُهم بأهمية كتاباته أو يفوقها.

وهكذا.. منذُ أن رأتْ كتاباتي النور أصبحتْ ركنًا أساسيًا في حياتي، ومتعة من متع الحياة الراقية، البعيدة عن خيلاء مظاهر الحياة المادية المزيفة؛ فالكتابة الأدبية تُلامس الروح وتضيء الجوهر؛ ليشرق النور الكتابي مُشعًا، ويبقى إلى ما شاء الله.

أما عن الوظيفة الحكومية، فقد تغير وضعي الوظيفي إلى الأفضل، وتدرجتُ في العمل من موظف إلى رئيس قسم، ثم مدير، ثم مدير عام لإحدى المديريات المُهمة في وزارة الإعلام، والتي تتعامل مع الكُتَّاب والمُثقفين والصحفيين والمؤسسات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية. وكذلك حصلتُ على شهادة الماجستير من جامعة السلطان قابوس في مجال الدراسات الاستراتيجية الوطنية، بتقدير جيد جدًا، بعدما كنتُ حاصلًا على شهادة البكالوريوس في مجال العلوم السياسية من الولايات المتحدة الأمريكية.

والآن بعد كل هذه السنوات.. ماذا أعطتني الثقافة بشكل عام؟ أعطتني العقلانية في الحياة، وفي تدبير الأمور والقناعة والرضا، وأنشأتني- الانسان الذي أنا عليه- ومنحتني الحكمة، قال تعالى "وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" (البقرة/ 269).

وأدين بالشيء الكثير للثقافة وفكر القلم، الذي وجهني ببصيرة إلى مسار الربح لا الخسارة في كافة المجالات. وها أنا ذا أعيشُ أفضل أيام حياتي.. فاللَّهُم أدمها من نعمة، واحفظها من الزوال.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مباراتان غدا في انطلاقة دور الـ16 لكأس رئيس الدولة لكرة القدم

تنطلق غدا “الخميس” منافسات دور الـ16 من كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، وتستمر ثلاثة أيام، وتشهد إقامة ثماني مباريات.

ويلتقي غدا الخميس فريق حتا المتأهل من تصفيات فرق دوري الأولى مع العين على استاد حمدان بن راشد، فيما يلتقي غدا أيضا دبا المتأهل من تصفيات دوري الأولى مع بني ياس على استاد دبا، وذلك حسبما أسفرت عنه قرعة هذا الدور.
بينما يفتتح الوصل بطل النسخة الماضية مشواره بلقاء الوحدة في قمة مباريات هذا الدور والتي تقام (الجمعة) على استاد زعبيل.

وفي اليوم نفسه يحل الشارقة متصدر دوري أدنوك للمحترفين بالعلامة الكاملة ضيفا على النصر في استاد آل مكتوم، كما يلتقي الجمعة أيضا عجمان مع خورفكان على استاد راشد بن سعيد.
وفي يوم السبت يلتقي دبا الحصن مع شباب الأهلي على ملعب دبا الحصن، فيما يلعب البطائح مع كلباء على استاد خالد بن محمد بالشارقة، ويستضيف الجزيرة فريق العروبة على استاد محمد بن زايد في أبوظبي.وام


مقالات مشابهة

  • انتهاء عهد أحمد العيسي؟ الاتحاد اليمني لكرة القدم يفتح باب الترشح لرئاسته.
  • الاتحاد اليمني لكرة القدم يفتح باب الترشح لانتخابات مجلس الإدارة الجديد
  • تتضمن منصب الرئيس.. الاتحاد اليمني لكرة القدم يعلن إجراء إنتخابات مجلس الادارة ويفتح باب الترشح
  • معتصم جعفر: دعم السعودية وراء تألق منتخب السودان لكرة القدم
  • مباراتان غدا في انطلاقة دور الـ16 لكأس رئيس الدولة لكرة القدم
  • محافظ تعز يلتقي المنتخب الوطني لكرة القدم والطاقم الفني
  • رئيس إنتر ميامي: صفقة ميسي علامة فارقة في الدوري الأمريكي
  • منتخب سورية الأول لكرة القدم وصيفاً لبطولة كأس ملك تايلاند الودية
  • بيان رسمي من الاتحاد الليبي لكرة القدم بشأن واقعة منتخب نيجيريا