جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-11@06:44:30 GMT

كيف بدأت الكتابة؟!

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

كيف بدأت الكتابة؟!

 

صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد

 

إذا أتينا إلى سؤال: كيف بدأت الكتابة؟ فحادثةٌ واحدةٌ كان لها الأثر الكبير في أن أكون كاتبًا والاستمرار في الكتابة إلى يومنا هذا، وهذه الحادثة هي إهدائي والدي العزيز- رحمة الله عليه- كتابًا.

لكنَّ مصدر التأثير ليس الكتاب نفسه أو تقديمه لي كهدية أعتزُ بها، فطالما قدَّم لي الوالد الكثير من الهدايا، وإنِّما الكلمات المهداة التي خطَّها على أول صفحة من الكتاب والتي بدأها: "ابني العزيز.

. الكاتب والأديب المُبدع"، ولم يقل مثلًا إلى الطبيب الماهر أو المُهندس البارع. وقد منحني الوالد هذا الإهداء المكتوب قبل أن أتشرف بأن أخط عبارة واحدة في الصحافة المحلية أو أن يكون لديَّ إصدارات أدبية. وكل ما كنت أكتبه آنذاك في تلك السن المبكرة لا يخرج عن إطار واجبات المنهج الدراسي المُقرر.

وأكثر شغفي آنذاك كان مُركزًا على الرياضة وبالتحديد كرة القدم، وكان حُلمي في ذلك العمر المدرسي الالتحاق ضمن صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم للمساهمة في فوزه بالمراكز الأولى في الدورات الخليجية والآسيوية.

وكانت الكلمات الوطنية المُنتقاة بعناية في وسائل الإعلام خلال مواسم المباريات ترفع من الحماس الوطني لدى الشباب، وتدفعني للسعي للمشاركة لتمثيل السلطنة ضمن المنتخب الوطني لكرة القدم. وكانت مهارتي في رياضة كرة القدم، إضافة إلى الحافز الوطني، باعثًا لتقديم الافضل بالعزيمة والاجتهاد، إذا ما شاركت معهم في المنتخب، أو هكذا كنت أعتقد. وكان بالإمكان تحقيق ذلك الحلم لو سعيت لتحقيقه. لكنني أدركت أنَّه لا يُمكن الجمع بين الدراسة النظامية والانضمام للمنتخب، لما يتطلبه ذلك من تفرغ للتدريبات المستمرة، والمشاركة في المعسكرات الداخلية والخارجية، فاخترتُ بطبيعة الحال الدراسة أولًا وأخيرًا، كي أتمكن من خدمة الوطن في مجالات أخرى.

طويتُ صفحة حلم المشاركة ضمن منتخب السلطنة لكرة القدم، وأنهيتُ الدراسة الثانوية وغادرتُ إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة الجامعية، وعند عودتي التحقتُ بوزارة الإعلام كموظف، ولم تمنحني الوظيفة- آنذاك- الرضا النفسي، ولم تُشكِّل لديَّ أي تحدٍ وظيفي يُذكر، ولم ترق إلى مستوى توقعاتي، وذلك لحجم العمل الضئيل في الوظيفة، وعدم توظيف إمكانياتي الذهنية كشخص نشط طموح تلقى دراسة جامعية جيدة في الخارج وأتى قادمًا للعطاء وخدمة الوطن كأي مواطن صالح يُحب وطنه.

وخوفًا من التبلد الفكري اقتنيت دفترًا وكتبتُ في الصفحة الأولى "بدلًا من أن تلعن الظلام أشعل شمعة". وبدأتُ- بالفعل- أُشغل العقل بالكتابات الأدبية والاطلاع والمزيد من الاطلاع.

ثم أردت أن أعرض هذه الكتابات على أحد الصحفيين في الشأن الثقافي ليُعطيني رأيه في مستوى هذه الكتابات وملاحظاته عليها من أجل تطويرها والبناء عليها للاستفادة الشخصية لا أكثر. وبدلًا أن يعطيني الصحفي تقييمه لهذه الكتابات اختار من بينها عددًا من النصوص، وقال سأنشرها في الصحيفة ولم أتوقع أن ينفذ الصحفي ما قاله، وإذا بي أرى كتاباتي بين ليلة وضحاها في الملحق الثقافي لصحيفة عُمان ويعلو اسمي هذه الكتابات.

 لم يخطر على بالي حينها النشر والذي ما زلتُ أتهيَّبُهُ إلى يومنا هذا؛ لإدراكي لمسؤوليته الكبيرة. وازدادت أهميته في وقتنا الحالي لسهولة إعادة النشر؛ ليصل إلى وسائل التواصل الاجتماعي فورًا، ويزداد الاهتمام بالمتابعة، خاصة إذا كان صاحب الكتابات شخصية مُتحققة ثقافيًا؛ فاسمُ الكاتب مُهم بأهمية كتاباته أو يفوقها.

وهكذا.. منذُ أن رأتْ كتاباتي النور أصبحتْ ركنًا أساسيًا في حياتي، ومتعة من متع الحياة الراقية، البعيدة عن خيلاء مظاهر الحياة المادية المزيفة؛ فالكتابة الأدبية تُلامس الروح وتضيء الجوهر؛ ليشرق النور الكتابي مُشعًا، ويبقى إلى ما شاء الله.

أما عن الوظيفة الحكومية، فقد تغير وضعي الوظيفي إلى الأفضل، وتدرجتُ في العمل من موظف إلى رئيس قسم، ثم مدير، ثم مدير عام لإحدى المديريات المُهمة في وزارة الإعلام، والتي تتعامل مع الكُتَّاب والمُثقفين والصحفيين والمؤسسات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية. وكذلك حصلتُ على شهادة الماجستير من جامعة السلطان قابوس في مجال الدراسات الاستراتيجية الوطنية، بتقدير جيد جدًا، بعدما كنتُ حاصلًا على شهادة البكالوريوس في مجال العلوم السياسية من الولايات المتحدة الأمريكية.

والآن بعد كل هذه السنوات.. ماذا أعطتني الثقافة بشكل عام؟ أعطتني العقلانية في الحياة، وفي تدبير الأمور والقناعة والرضا، وأنشأتني- الانسان الذي أنا عليه- ومنحتني الحكمة، قال تعالى "وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" (البقرة/ 269).

وأدين بالشيء الكثير للثقافة وفكر القلم، الذي وجهني ببصيرة إلى مسار الربح لا الخسارة في كافة المجالات. وها أنا ذا أعيشُ أفضل أيام حياتي.. فاللَّهُم أدمها من نعمة، واحفظها من الزوال.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بمشاركة 32 فريقًا.. انطلاق دوري حزب الشعب الجمهوري لكرة القدم بقنا

انطلقت فعاليات دوري حزب الشعب الجمهوري لكرة القدم بمحافظة قنا، برعاية أحمد عبد الحميد المحرزي، مساعد أمين الحزب بالمحافظة، وسط أجواء حماسية ومشاركة واسعة من الفرق الرياضية، حيث يضم الدوري 32 فريقًا.

يقام الدوري بإشراف النائب الدكتور أحمد عبد الماجد الأحمر، عضو مجلس الشيوخ وأمين الحزب بالمحافظة، والدكتور محمود عمر عبد العزيز سليمان، أمين التنظيم بالمحافظة، وبالتنسيق مع أمانة أبوتشت برئاسة المهندس محمد حسين العمدة، أمين المركز.

يشهد الدوري منافسات قوية بين الفرق التي تمثل قرى مركز أبوتشت، وهي: المحارزة، نجوم خط الجبل، سمهود، كوم يعقوب، الشقيفي، البراغيث، الصيادية، أبناء أبوتشت، الأوسط سمهود، هتيم، الأميرية، عوامر بني برزة شيكا، العليمات، النجمة والحمران، شباب بني برزة، بني برزة، الطود، شباب الأوسط، الجربة، قصير بخانس، عزب التمايمة، الشمرات، نسور الرواتب، المصلحة، شباب المحارزة، شباب الخطبة، عزبة عايد، عوامر بني برزة، فريق النصر، ليفربول سمهود، المنتصرين، وبني برزة ب.

وتقام مباريات الدوري على ملاعب أبوتشت، وسط تفاعل جماهيري كبير من أهالي القرى، الذين حرصوا على دعم فرقهم في أجواء مليئة بالحماس والمنافسة الشريفة، مما يعكس أهمية البطولة في تعزيز الروح الرياضية واكتشاف مواهب جديدة تستحق الدعم والرعاية.

من جانبه، أكد أحمد عبد الحميد المحرزي، مساعد أمين الحزب بالمحافظة، أن تنظيم هذه البطولة يأتي في إطار جهود حزب الشعب الجمهوري لدعم الشباب وتشجيعهم على ممارسة الرياضة، باعتبارها وسيلة فعالة لتنمية المهارات وتعزيز روح المنافسة والانتماء، وأضاف أن الدورة تضم 32 فريقًا، يمثلون جميع قرى مركز أبوتشت، ما يعكس مدى الاهتمام بالرياضة على مستوى القرى، ورغبة الشباب في المشاركة في أنشطة رياضية منظمة.

وأشار« المحرزي» إلى أن الحزب يولي اهتمامًا خاصًا بالشباب، ليس فقط في المجال الرياضي، بل في مختلف المجالات التنموية، إيمانًا بدورهم المحوري في بناء المستقبل، وأوضح أن هذه البطولة فرصة حقيقية لاكتشاف المواهب الكروية المتميزة، مؤكدًا أن الحزب حرص على تنظيم البطولة بأعلى معايير الانضباط الرياضي، مع توفير كافة التسهيلات للفرق المشاركة، لضمان نجاح الفعاليات وخروجها بالصورة التي تليق بأهمية الحدث.

مقالات مشابهة

  • اختتام تربص المنتخب الوطني لكرة القدم داخل الصالة
  • بالصور.. المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة يختتم تربصه التحضيري
  • الدوري الممتاز لكرة القدم.. انتصاران وتعادل وتأجيل لمباريات
  • إنطلاق بطولة جود الشمال لكرة القدم في الحدود الشمالية
  • نجم واعد يصدم الاتحاد الجزائري لكرة القدم بهذا القرار
  • رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في القاهرة قبل انتخابات الأربعاء المقبل.. تفاصيل
  • غدا انطلاق فعاليات الملتقى الصيفي الرمضاني لكرة القدم بصنعاء
  • بمشاركة 32 فريقًا.. انطلاق دوري حزب الشعب الجمهوري لكرة القدم بقنا
  • بتنظيم "الشعب الجمهوري" .. افتتاح الدورة الرمضانية لكرة القدم بالبدرشين
  • افتتاح الدورة الرمضانية لكرة القدم بالبدرشين