تواصل رئيسة الهند دروبادي مورمو، زيارة رسمية لعدد من الدول الأفريقية بينها الجزائر وموريتانيا، فيما يرى متابعون أنها تدخل في إطار استعدادات الهند لقمة بريكس المقررة 22 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ومحاولة لدخول السوق الأفريقية الغنية بالمواد الأولية، في ظل التوتر الحاصل في منطقة الشرق الأوسط.

وتنطلق في 22 من الشهر الجاري في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان أعمال قمة مجموعة دول تجمع بريكس والتي تستمر يومين.



وأرسلت روسيا دعوات لحضور القمة إلى 38 دولة، سواء أعضاء في التجمع أو من الدول الراغبة في التعاون معه ومن بينها دول أفريقية.

وتتشكل المجموعة حاليًا من كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ومصر وإيران والإمارات والسعودية وإثيوبيا.

وأعربت عدة دول عن رغبتها في الانضمام لهذا التجمع، ومن بينها الجزائر والكويت والمغرب وتركيا وأذربيجان وبوليفيا وبنغلاديش وبيلاروسيا وفيتنام وهندوراس وفنزويلا وزيمبابوي وإندونيسيا، وكوبا وكازاخستان ونيكاراغوا ونيجيريا وباكستان وغينيا الاستوائية، والسنغال وأوغندا.


4 أيام في الجزائر
وبدأت الرئيسة الهندية جولتها الأفريقية من الجزائر، حيث استغرقت زيارتها لهذا البلد أربعة أيام أجرت خلالها مباحثات مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وعدد من المسؤولين الجزائريين.

واعتبرت عدة وسائل إعلام جزائرية أن الزيارة بمثابة "فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين" التي شابها التوتر على خلفية اعتراض نيودلهي على انضمام الجزائر لمنظمة بريكس.

وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إنه تم الاتفاق خلال الزيارة على "ترقية مستوى التعاون الاقتصادي وتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري".

 وأوضح أنه "سيتم في أقرب وقت التحضير لعقد دورة لكل من اللجنة المشتركة للتعاون وآلية التشاور السياسي بما يخدم جهود دعم العلاقات وتعميق الشراكة الثنائية، لاسيما من خلال لقاء رجال الأعمال وتعزيز أطر التعاون بإثراء الإطار القانوني والتنسيق والتشاور".

وأضاف أنه أجرى "حديثا مطولا ومعمقا مع رئيسة الهند أملته الظروف الخاصة والاستثنائية الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي"، كما تم التطرق الى "عدة ملفات منها ملف الشرق الأوسط بكل أبعاده وتداعياته، لا سيما الاعتداء على قطاع غزة وجنوب لبنان وما انجر عن ذلك من تبعات انسانية كارثية وانعكاسات خطيرة على الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط والعالم".

وبخصوص العدوان الإسرائيلي على غزة، أكد تبون أنه اتفق مع رئيسة الهند على "تكثيف التنسيق والتشاور وتجديد التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة".     

ترميم أزمة سببها بريكس
ويرى متابعون أن زيارة رئيسة الهند للجزائر ركزت في الأساس على ترميم التوتر في علاقات البلدين الذي تسبب به اعتراض الهند على انضمام الجزائر لمنظمة بريكس.

وفي هذا الإطار يرى المحلل السياسي الهيبة الشيخ سيداتي، أن امتداد زيارة رئيسة الهند للجزائر لأربعة أيام، يعكس أهمية الزيارة بالنسبة للبلدين، وحساسية الملفات التي جرى النقاش فيها.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21: "أتوقع أن يكون ترميم الأزمة بين البلدين على خلفية اعتراض الهند على انضمام الجزائر إلى بريكس، قد استحوذت على النقاشات خلال الزيارة".

ولفت إلى أن الهند رغم أنها شريك قديم للجزائر، إلا أنها كانت محل انتقاد على مدى الفترة الأخيرة على خلفية قضية بريكس.


بريكس وأفريقيا
ويرى ولد الشيخ سيداتي أن جولة رئيسية الهند في إفريقيا، تدخل ضمن تحضيرات قمة بريكس، حيث تتطلع العديد من الدول الإفريقية للانضمام لهذا التجمع، فيما تسعى الدول الأعضاء في التجمع لكسب ود القارة السمراء الغنية بالمواد الأولية.

وأضاف: "دول بريكس بما فيها الهند تبحث عن تحالف اقتصادي يوازي الهيمنة الاقتصادية الغربية، وطبيعي جدا أن تتحرك هذه الدول نحو افريقيا التي تمثل إما سوقا أو مصدرا للطاقة".

ورجح أن تتصدر تحضيرات قمة بريكس المتوقع أن يكون جدول أعمالها حافلا بالقضايا الاقتصادية، نقاشات الرئيسية الهندية في جولتها الأفريقية.

ولم يستبعد أن تكون الهند تعمل من أجل حشد الدعم لقرارات متوقع عرضها خلال قمة بريكس القادمة.

تنافس إقليمي
وأوضح ولد الشيخ سيداتي في حديثه لـ"عربي21" إلى أن أفريقيا باتت منطقة تنافس للقوى الاقتصادية في العالم، حيث تطمح الهند لدخول السوق الأفريقية التي احتكرتها على مدى السنوات الماضية الصين بشكل أساسي.

لماذا الجزائر وموريتانيا؟
ويرى الصحفي أحمد ولد محمد فال، أن رئيسة الهند اختارت ضمن جولتها الإفريقية موريتانيا والجزائر، لاعتبارات، منها الثقل الاقتصادي للجزائر ورئاسة موريتانيا للاتحاد الأفريقي.

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن الهند تبحث أيضا ضمن جولتها هذه عن مصادر للطاقة، حيث يتوقع أن تبحث الرئيسية الهندية سبل تزويد بلادها بالطاقة والمواد الأولية.

ولفت إلى أن الجزائر تحتل المركز العاشر عالميا والأولى أفريقيا ضمن أكبر البلدان المنتجة للغاز الطبيعي، وارتفعت حصتها الإنتاجية بنسبة 4% لتبلغ 101.5 مليار متر مكعب خلال عام 2023، فيما تصل حصّة البلاد من الإنتاج العالمي إلى نحو 2.5%.

وأشار إلى أن موريتانيا تستعد أيضا لدخول نادي الدول المصدرة للغاز بداية العام القادم، حيث يتوقع أن تصدر أول شحنة غاز طبيعي من حقل "السلحفاة أحميم" المشترك مع جارتها السنغال.

ونبه إلى أن احتياطات الغاز المكتشف في موريتانيا تقدر بأكثر من 100 تريليون قدم مكعب، من ضمنها احتياطات حقل "السلحفاة" المشترك مع السنغال.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الهند دروبادي مورمو بريكس أفريقيا موريتانيا الهند أفريقيا موريتانيا بريكس دروبادي مورمو المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیسة الهند قمة بریکس إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيسة الهند: علاقتنا بالجزائر كانت بدايتها جيدة وهناك إمكانيات لتوطيدها أكثر

كشفت رئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو، أن العلاقات بين الجزائر والهند تعود إلى وقت كفاح الجزائر ضد الإستعمار. والهند ساندت الجزائر للحصول على استقلالها.

وقالت رئيسة جمهورية الهند خلال زيارتها للقطب العلمي والتكنولوجي عبد الحفيظ إحدادن بسيدي عبد الله بالجزائر العاصمة، أن علاقاتنا كانت بدايتها جيدة مع الجزائر وهناك إمكانيات لتوطيدها أكثر. مضيفة أن الجزائر حققت تفوقا في علم الفضاء. والتعليم يشجع تقليص الفوارق الاجتماعية وينتشل المهمشين من الفقر. كما أشادت الرئيسة بتجربة الجزائر في مجال البحث العلمي والتعليم العالي والإلتحاق بركب العدالة الإجتماعية وعدم تهميش مجتمعاتنا.

وأضافت رئيسة الهند، أن هنالك العديد من البرامج التي تعمل مع الدول الإفريقية، وعدد من الطلبة الجزائريين استفادوا من هذه البرامج مثل برنامج آيتاك. مشيرة إلى أن عدد الطلبة الأفارقة الذين يرتادون الجامعات يزداد ويستفيدون من المنح الدراسية في الهند.

من جهتها رئيسة جمهورية الهند ذكرت بمسيرتها العلمية ونضالها من أجل هذه الرسالة الإنسانية النبيلة، مشيرة إلى ” أنها ولدت في عائلة بسيطة بقرية قبلية وطفولتهاكانت مليئة بالصعاب والتحديات”.. وتابعت تقول أصبحت أول امرأة من قريتي تخرجت بالجامعة” والهند شهدت إنتعاشا إقتصاديا سريعا بفضل مساهمة النساء في التفوق التكنولوجي. كما حققت الهند الكثير في مجال التعليم ولدينا أحد أهم نظم التعليم العالي في العالم”.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • حراك هندي بأفريقيا.. ما أهدافه وعلاقته بقمة بريكس المرتقبة؟
  • رئيسة الهند تصدم تبون وترفض الخوض في ملف الصحراء خلال زيارتها للجزائر
  • بعد زيارة دامت 4 أيام.. رئيسة الهند تغادر الجزائر
  • رئيسة الهند: علاقتنا بالجزائر كانت بدايتها جيدة وهناك إمكانيات لتوطيدها أكثر
  • رئيسة الهند تواصل لليوم الثالث زيارة الدولة التي تقوم بها إلى الجزائر
  • رئيسة جمهورية الهند: شرف لي أن أقوم بهذه الزيارة الأولى إلى الجزائر
  • رئيسة الهند: سندعم الجزائر وندفع بالعلاقات إلى أعلى مستوى
  • رئيسة الهند: سندعم الجزائر والإلتزام بدفع العلاقات إلى أعلى مستوى
  • قمة بريكس المرتقبة في روسيا تواجه تحديات عدة