ثراء عُمان بأدوار نسائها
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
زكريا الحسني
المرأة هي نواة الأمم وثراؤها، ولا تحلو الحياة من غير المرأة.
الإسلام كرَّم المرأة وجعل لها دورا محوريا في تكوين المجتمع، فالمرأة بجانب الرجل في مشروع الحياة والأسرة.
ويكفينا أن نتذكر المرأة المجيدة التي ساهمت في نمو شجرة الإسلام، بأن وقفت إلى جوار النبي الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وقفة مساندة في كل مجال أمكن، حتى جاء في تفسير قوله تعالى: "وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى" (الضحى:8)، أي بمال السيدة خديجة رضي الله عنها، ففي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي قال المباركفوري: "قوله تعالى (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى) أي بمال خديجة رضي الله عنها على ما قاله المفسرون".
لقد ساندت رسولنا في مشروعه المتمثل بالرسالة الإلهية بالحال والمال، وكانت سنده المتين والناصح الأمين، وكانت من سادة القوم ومن أكبر تجار مكة، تقدم لها كثير من سادة قريش يطلبون الزواج بها إلّا إنها كانت تأبى الزواج، لأنَّ مشيئة الله شاءت أن تكون هذه المرأة العظيمة لسيد الخلق، وكان النبي الكريم قد قال عنها: "آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدا إذ حرمني أولاد النساء" (رواه أحمد وحسنه الهيثمي في المجمع). وقد أنجبت للنبي صلى الله عليه وسلم بنتًا صارت سيدة نساء أهل الجنة، فقد قال النبي لفاطمة يومًا: "ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين". (متفق عليه).
لقد أدرك السلطان قابوس- طيب الله ثراه- باستشرافه للمستقبل أن الأمم لا تتحضر إلا بمشاركة حقيقية من جانب المرأة في بناء الحضارة، لهذا قال رحمه الله: "لقد أولينا، منذ بداية هذا العهد اهتمامنا الكامل لمشاركة المرأة العُمانية، في مسيرة النهضة المباركة فوفرنا لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف ودعمنا دورها ومكانتها في المجتمع، وأكدنا على ضرورة إسهامها في شتى مجالات التنمية، ويسرنا ذلك من خلال النظم والقوانين التي تضمن حقوقها وتبين واجباتها، وتجعلها قادرة على تحقيق الارتقاء بذاتها وخبراتها ومهاراتها من أجل بناء وطنها، وإعلاء شأنه. ونحن ماضون في هذا النهج، - إن شاء الله - لقناعتنا بأن الوطن في مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة فهو بلا ريب، كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضا منكسرا؟ هل يقوى على هذا التحليق". (الخطاب السامي خلال دور الانعقاد السنوي لمجلس عُمان بتاريخ 16 نوفمبر 2009).
وقرر السلطان الراحل تخصيص يوم للمرأة العُمانية بتاريخ السابع عشر من أكتوبر من كل عام احتفالًا بها وتقديرًا لما قدمته وتقدمه وستقدمه من بذل وعطاء في خدمة مجتمعها.
إنَّ ذلك الاهتمام الفريد في جعل المرأة تساهم في منجزات النهضة العُمانية أفرز تواجدها في سائر المهن الإدارية والقيادية والتنفيذية والأجهزة العسكرية والأمنية، فقد تبوأت العديد من المناصب المرموقة، فضلا عن المهن المختلفة من طب وهندسة وجيولوجيا والطقس وتربية وتعليم وصحافة واعلام، وحقول الأدب والشعر والتأليف، وما إلى ذلك من المهن. وبكلمة جامعة: العُمانية اليوم في كل حقل تنموي.
والملاحظ اليوم أن السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- تؤدي دورًا بارزًا في دعم المرأة العُمانية وتشجيعها ودفعها إلى الإمام في تقديم مساهماتها لدفع عجلة التنمية إلى الأمام، ولا شك فإن لهذا التشجيع والدعم دور بارز في تحفيز العُمانية وجعلها تمارس دورًا حيويًا في تحقيق عُمان لرؤيتها حول مستقبل التنمية كما سجلته رؤية "عُمان 2040".
وما أجمل ما مدح به المفكر علي الهويريني، المرأة عندما قال:
"هي الشمس أصل النور إن هي أشرقت..
كأم يوسف جاءت في التأويل.
هي الشمس وما البعل إلا صورة من ضيائها..
كما ترى في المرايا نفسها النفس".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
توقيع مذكرة تبادل بين قناة السويس و الشركة العُمانية للخدمات اللوجستية
شهد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الأربعاء، مراسم توقيع مذكرة تبادل رؤى مع الشركة العُمانية للخدمات اللوجستية المتكاملة، بحضور السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان بالقاهرة، بهدف تعزيز سبل التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات العمليات البحرية والخدمات اللوجستية، وذلك بمقر الهيئة بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.
وتنص مذكرة تبادل الرؤى على مناقشة أطر التعاون المحتملة بين الجانبين في عدة مجالات أبرزها التدريب وإصلاح وصيانة السفن من خلال الاستفادة بالخبرات المتراكمة لدى ترسانات وشركات الهيئة، علاوة على خبرات التدريب المتقدمة لدى أكاديمية قناة السويس للتدريب البحري والمحاكاة.
كما تمتد سبل التعاون المقترحة لتشمل تنسيق الجهود التسويقية لجذب سفن الأسطول العُماني لعبور القناة، ومناقشة سبل إنشاء مركز استشاري متخصص في تقديم الدعم الفني واللوجيستي، والتوافق على تنظيم ورش عمل ومؤتمرات مشتركة لتبادل أفضل الممارسات والخبرات وتحسين الكفاءة التشغيلية في قطاعات الخدمات اللوجستية والبحرية.
و أكد الفريق أسامة ربيع حرص هيئة قناة السويس على توطيد أواصر التعاون مع كافة عملائها، ومد جسور الشراكة في مختلف المجالات البحرية واللوجيستية سعياً لتحسين تجربة عبور السفن، والمضى قدما نحو التحول إلى مركز إقليمي لتقديم الخدمات اللوجيستية وهو التوجه الذي دفع الهيئة لإضافة حزمة من الخدمات البحرية الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل مثل التزود بالوقود وتبديل الأطقم البحرية وتقديم خدمات الإسعاف البحري، بالإضافة إلى تطوير خدمات صيانة وإصلاح السفن وتقديم الدعم الفني للسفن في الحالات الطارئة.
وأوضح رئيس الهيئة أن قناة السويس مُنفتحة دوماً على تبادل الخبرات ونقل المعرفة مع الشركاء والفاعلين في مجتمع الملاحة العالمي، بما يمكن معه تحقيق الاستفادة المثلى مما تمتلكه الهيئة من كوارد وكفاءات بشرية مُدربة على أعلى مستوى، وأصول بحرية من ترسانات وشركات مزودة بأحدث المعدات العالمية، وأكاديمية متخصصة للتدريب مزودة بتكنولوجيا محاكاة متطورة وأنظمة وبرامج مُعتمدة دوليا.
وقال السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان بالقاهرة أن قناة السويس هي الوجهة المناسبة لتقديم الخدمات اللوجيستية والبحرية المختلفة بمعايير عالمية، معربا عن تطلعه لاستثمار العلاقات التاريخية المشتركة بين البلدين لتوطيد التعاون المشترك في المجال البحري والاستفادة من الخبرات العريقة التي تتمتع بها هيئة قناة السويس في المجالات المختلفة بما يدعم توجه سلطنة عمان للاهتمام بالمجالات البحرية ضمن استراتيجيتها الطموحة 2040.
وأعرب الشيخ مجيد بن محمد الرواس، رئيس مجلس إدارة الشركة العمانية للخدمات اللوجستية المتكاملة، عن تطلعه للتعاون مع هيئة قناة السويس في تعزيز خدماتها لتكون هذه الاتفاقية بمثابة باكورة للتعاون الاقتصادي والبحري مع هيئة قناة السويس، وتبادل الخبرات في مجالات متعددة.
وقع مذكرة تبادل الرؤى، المهندس نشأت نصر الدين مدير إدارة التحركات بهيئة قناة السويس، والشيخ مجيد بن محمد الرواس رئيس مجلس إدارة الشركة العُمانية للخدمات اللوجستية المتكاملة.
عقب ذلك، اجتمع فريق عمل مشترك من الجانبين لمناقشة التفاصيل الدقيقة المرتبطة بمجالات التعاون المقترحة وسبل تحويلها إلى خطوات فعلية على أرض الواقع.