جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-16@12:23:15 GMT

ثراء عُمان بأدوار نسائها

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

ثراء عُمان بأدوار نسائها

 

زكريا الحسني

المرأة هي نواة الأمم وثراؤها، ولا تحلو الحياة من غير المرأة.

الإسلام كرَّم المرأة وجعل لها دورا محوريا في تكوين المجتمع، فالمرأة بجانب الرجل في مشروع الحياة والأسرة.

ويكفينا أن نتذكر المرأة المجيدة التي ساهمت في نمو شجرة الإسلام، بأن وقفت إلى جوار النبي الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وقفة مساندة في كل مجال أمكن، حتى جاء في تفسير قوله تعالى: "وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى" (الضحى:8)، أي بمال السيدة خديجة رضي الله عنها، ففي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي قال المباركفوري: "قوله تعالى (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى) أي بمال خديجة رضي الله عنها على ما قاله المفسرون".

لقد ساندت رسولنا في مشروعه المتمثل بالرسالة الإلهية بالحال والمال، وكانت سنده المتين والناصح الأمين، وكانت من سادة القوم ومن أكبر تجار مكة، تقدم لها كثير من سادة قريش يطلبون الزواج بها إلّا إنها كانت تأبى الزواج، لأنَّ مشيئة الله شاءت أن تكون هذه المرأة العظيمة لسيد الخلق، وكان النبي الكريم قد قال عنها: "آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدا إذ حرمني أولاد النساء" (رواه أحمد وحسنه الهيثمي في المجمع). وقد أنجبت للنبي صلى الله عليه وسلم بنتًا صارت سيدة نساء أهل الجنة، فقد قال النبي لفاطمة يومًا: "ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين". (متفق عليه).

لقد أدرك السلطان قابوس- طيب الله ثراه- باستشرافه للمستقبل أن الأمم لا تتحضر إلا بمشاركة حقيقية من جانب المرأة في بناء الحضارة، لهذا قال رحمه الله: "لقد أولينا، منذ بداية هذا العهد اهتمامنا الكامل لمشاركة المرأة العُمانية، في مسيرة النهضة المباركة فوفرنا لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف ودعمنا دورها ومكانتها في المجتمع، وأكدنا على ضرورة إسهامها في شتى مجالات التنمية، ويسرنا ذلك من خلال النظم والقوانين التي تضمن حقوقها وتبين واجباتها، وتجعلها قادرة على تحقيق الارتقاء بذاتها وخبراتها ومهاراتها من أجل بناء وطنها، وإعلاء شأنه. ونحن ماضون في هذا النهج، - إن شاء الله - لقناعتنا بأن الوطن في مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة فهو بلا ريب، كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضا منكسرا؟ هل يقوى على هذا التحليق". (الخطاب السامي خلال دور الانعقاد السنوي لمجلس عُمان بتاريخ 16 نوفمبر 2009).

وقرر السلطان الراحل تخصيص يوم للمرأة العُمانية بتاريخ السابع عشر من أكتوبر من كل عام احتفالًا بها وتقديرًا لما قدمته وتقدمه وستقدمه من بذل وعطاء في خدمة مجتمعها.

إنَّ ذلك الاهتمام الفريد في جعل المرأة تساهم في منجزات النهضة العُمانية أفرز تواجدها في سائر المهن الإدارية والقيادية والتنفيذية والأجهزة العسكرية والأمنية، فقد تبوأت العديد من المناصب المرموقة، فضلا عن المهن المختلفة من طب وهندسة وجيولوجيا والطقس وتربية وتعليم وصحافة واعلام، وحقول الأدب والشعر والتأليف، وما إلى ذلك من المهن. وبكلمة جامعة: العُمانية اليوم في كل حقل تنموي.  

والملاحظ اليوم أن السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- تؤدي دورًا بارزًا في دعم المرأة العُمانية وتشجيعها ودفعها إلى الإمام في تقديم مساهماتها لدفع عجلة التنمية إلى الأمام، ولا شك فإن لهذا التشجيع والدعم دور بارز في تحفيز العُمانية وجعلها تمارس دورًا حيويًا في تحقيق عُمان لرؤيتها حول مستقبل التنمية كما سجلته رؤية "عُمان 2040".

وما أجمل ما مدح به المفكر علي الهويريني، المرأة عندما قال:

"هي الشمس أصل النور إن هي أشرقت..

‏كأم يوسف جاءت في التأويل.

‏هي الشمس وما البعل إلا صورة من ضيائها..

‏ كما ترى في المرايا نفسها النفس".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الموت يُفجع حسين الجسمي.. “فقدتك يا أعزّ الناس”

متابعة بتجــرد: فُجعت عائلة الجسمي بوفاة ابنها الأصغر جمال في أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأميركية حيث كان يتلقى العلاج، ونعاه أشقاؤه الفنان الإماراتي حسين الجسمي والإعلامي صالح الجسمي والملحّن فهد الجسمي.

وشارك المطرب الخليجي صورة شقيقه الراحل عبر حسابه الرسمي في موقع “إكس”، مع التعليق: “فراقك صعب”، وبجانبه رسم قلب مكسور.

وقال صالح الجسمي: “إنا لله وإنا إليه راجعون، البقاء لله، شقيقي الأصغر جمال في ذمة الله، اللهم اغفر له وارحمه (…) رجل طيب وله سيرة طيبة، الله يرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنة. وداعاً أخوي حبيبي”.

وكان الممثل الإماراتي حبيب غلوم أول من نعى الفقيد، حيث كتب عبر حساباته في الـ”سوشيال ميديا”: “لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم، الأخ والزميل جمال الجسمي في ذمة الله. الله يرحمه ويغفر له ويصبّر أهله ومحبينه، خالص التعازي للأسرة الكريمة وللأسرة الفنية في الإمارات، إنا لله وإنا إليه راجعون”.

وكان غلوم قد طلب أخيراً الدعاء لجمال الجسمي في منشور جاء فيه: “دعواتكم أيها الأحبّة لأخينا جمال الجسمي، إذ يرقد في أحد مستشفيات أميركا، وهو بحاجة ماسّة لقلوبكم البيضاء ودعواتكم الصادقة. اللّهم اشفه وعافه وأرجعه الى وطنه وأهله وصحبه سالماً معافى يا رب العرش العظيم”.

main 2024-11-15Bitajarod

مقالات مشابهة

  • كله لوجه الله.. «عم عماد» يطلق مبادرة لتوزيع الأطعمة بالمجان داخل سوق الجمعة بالإسكندرية
  • كيف تصبح متواضعًا؟ 7 خطوات من وصايا الرسول
  • سامحنى
  • الموت يُفجع حسين الجسمي.. “فقدتك يا أعزّ الناس”
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إن كانت للجدران آذان فإن للملائكة أقلامًا
  • أن تخالط الناس وتصبر على أذاهم
  • الناس بتحب فلسطين.. موقفان يجسدان حب أهل مصر لغزة
  • الأزهر للفتوى: الجمعية بين الأشخاص جائزة شرعًا ومن قبيل القرض الحسن
  • علي جمعة: ولي الله إختفى فى الناس كاختفاء ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان
  • حكايات شعبية عُمانية لأطفال أسوان ضمن مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية