في ذكرى ثورة أكتوبر.. جنوب الوطن تحت وطأة “المحتلين الجدد”
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
الوحدة نيوز/ تحل الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، لتحيي في اليمنيين جذوة التحرر من المحتلين وتذكرهم بالظلم والنهب واستلاب الكرامة وتفتيت عرى المجتمع وجغرافيته، وهذا ما سعى إلى ممارسته الاحتلال البريطاني على مدى 129 عاماً في جنوب الوطن.
تعد ثورة أكتوبر 63م ميلاداً متجدداً يشع بنوره دروب الأجيال ويؤصل فيهم قيم العزة والقوة والوحدة في رفض الاحتلال الأجنبي أياً كان، فلا أهداف نبيلة للمحتل، سوى أطماع يسعى لنيلها ومكاسب نفعية يستغلها لصالح وطنه على حساب الأوطان والشعوب الأخرى.
واليوم ما يحز بالنفس، أن تعود ذكرى أكتوبر وجنوب الوطن يرزح تحت وطأة المحتلين الجدد الذين يعبثون بمقدرات اليمن وتتحكم بشؤونه السيادية والاقتصادية والأمنية في المحافظات الجنوبية بمساعدة بعض اليمنيين ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على أبناء تلك المناطق والذين مكنوا الاحتلال الإماراتي والسعودي من تحديد مصيرهم وصاروا مرهونين لقرار المحتلين الجدد، ولعل ما تعيشه تلك المحافظات من أوضاع مأساوية انعكاس بديهي لخطر المحتل بل وتؤكد حتمية أن الاحتلال مهما بدا أنه مخلصاً للأخطار “الوهمية” غير أنه متربص بثرواتك ومكتسباتك وتراثك وهويتك ليس إلا.
ومع ذلك لا يزال هناك من الأحرار في المحافظات الجنوبية الذين يأبون تواجد الاحتلال الإماراتي والسعودي في مناطقهم، رغم ما يواجهونه من قمع وتنكيل وسجن وتعذيب وتشريد.
وبالتالي فإن إحياء يوم الـ14 من ثورة أكتوبر العظيمة يهدينا لاستلهام الدروس والعبر في الكفاح من أجل الحرية والاستقلال وعدم الرضوخ لقوى الاستعمار مهما عظمت قوتها وجبروتها.
أعداء أكتوبر
يؤكد سياسيون أن النضال المسلح ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن سابق لتاريخ 14 أكتوبر 1963م، مشيرين إلى أن ما جعل 14 أكتوبر مميزا وحدثا فارقا وتاريخا لثورة الجنوب هو المشروع الذي تبنى أكتوبر في إطار الثورة اليمنية الكبرى كامتداد لثورة سبتمبر كون راجح لبوزة أحد المشاركين فيها، ممثلا في الجبهة القومية التي اختارت هذا اليوم تاريخا لبداية ثورتها.
إن أعداء أكتوبر اليوم كُثر وليسوا فقط بقايا الاستعمار والسلاطين، وانما أيضا من يناهضوا مشروع الجبهة القومية التي تبنت يمنية الجنوب في كفاحها المسلح وفي تأسيس الدولة وتوحيدها.
وللأسف اندثرت القومية بموت أبطالها، وبكون الاشتراكي الآن الذي يفترض أنه وريثها الحزبي هو اليوم أقرب للرابطة ولمشروعها منه إلى الجبهة القومية.
منع رفع العلم
يقول عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أن ذكرى ثورة 14 أكتوبر تبقى براكين للأحرار ومشاعل للاستقلال بوجه المحتلين، لاسيما ونحن نرى أجزاء من الوطن محتلا ويمنع رفع علم البلاد فيها.
ويضيف الحوثي: “لا نرى للمزايدين بالوطنية والاستعطاف للشعب دور في كشف الخداع وفضح مؤامرات الاستعمار الجديد فإننا كشعب نستلهم الدروس الماضي أمام غطرسة المحتلين الجدد وزيفهم.
إنهاء الاحتلال الجديد
من جانبه أوضح عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، أن الشعب اليمني الذي احتفل بالأمس بذكرى ثورتي 21 و 26 سبتمبر، يحتفي اليوم بذكرى ثورة شعبية تجسدت فيها أروع مشاهد النضال الوطني للأحرار من كل مناطق اليمن ضد المستعمر البريطاني.
ونوه بالنهج الثوري التحرري المتأصل لأبناء الشعب اليمني الذين يشهد لهم التاريخ القديم والمعاصر وحاضرهم المعاش، قوة إرادتهم وبأسهم الشديد في مواجهة المعتدين الباغين حتى أضحى اليمن مقبرة لكل غازٍ وطامع.
وقال بن حبتور: “حينما نحتفي بمناسبة كهذه نتذكر الرعيل الأول من شهدائنا الأبرار أمثال الشهيد راجح غالب لبوزة، أول شهداء ثورة 14 أكتوبر المجيدة ورفاقه والعديد من الشهداء الذين ينحدرون من كل أطراف الوطن وناضلوا معاً في صفوف الجبهة القومية وجبهة التحرير وكل الفصائل التي ساهمت في طرد المحتل البريطاني وتحقيق ذلك النصر”.
وبيّن الدكتور بن حبتور أن الوطن الذي يخوض معركة التحرر من الوصاية منذ أكثر من تسع سنوات بقيادة قائد الثورة انطلق وبقوة فاعلة في أداء واجبه الديني والأخلاقي والإنساني في نصرة المظلومين في قطاع غزة المحاصر على هذا النحو المشرف.
ولفت إلى أن استمرار احتلال جزء من أراضي الوطن الطاهرة يحتم على جميع الأحرار في صنعاء وكافة المحافظات الواقعة تحت الاحتلال العمل بمختلف الوسائل لمناهضة المحتل السعودي الإماراتي ومرتزقته وعملائه وإجباره على المغادرة وإنهاء وجوده وهيمنته السافرة على المحافظات الجنوبية والشرقية والجزر اليمنية.
وتوجه بن حبتور، بتحية إجلال وتقدير لكافة المرابطين من رجال القوات المسلحة والأمن في عموم الجبهات، الذين يقدمون أروع الأمثلة في التضحية والفداء في سبيل عزة وكرامة وطنهم وشعبهم وأمتهم .. سائلا الله العلي القدير الرحمة والخلود لشهداء الوطن الأبرار في الماضي والحاضر الذين ارتقت أرواحهم الطاهرة دفاعا عن شعبهم ووطنهم وحريته واستقلاله.
الثورة.. نتاج إرادة وطنية يمنية
إلى ذلك أكد سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى، أن ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة، جسدت أروع صور التلاحم الوطني والجماهيري في مقاومة المستعمر البريطاني وصولاً إلى تحقيقها كهدف سامي سبقه العديد من الإرهاصات ذات أبعاد وطنية وسياسية واجتماعية.
وأوضح أن هذه الثورة المباركة، جاءت كنتاج لإرادة وطنية يمنية جامعة شملت كل أبناء اليمن الكبير من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله.
ونوه بالتضحيات الجسيمة التي دفعها الشعب اليمني من كل مناطق اليمن الكبير في سبيل تحقيق هذا المنجز الثوري الذي توّج مسيرة طويلة من الكفاح الشعبي المسلح ضد الامبراطورية الاستعمارية البريطانية.
ولفت السامعي، إلى أن احتفاء الشعب اليمني بهذه المناسبة يتزامن مع الذكرى الأولى العملية “طوفان الأقصى” الذي أرق الصهاينة المحتلين، بعد عام من الصمود في مواجهة أعتى قوة مدعومة من دول الاستكبار العالمي أمريكا وبريطانيا رأس الشر في العالم.
وعبر عن فخر أبناء اليمن وأحرار الأمة العربية والإسلامية بالمواقف المشرفة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في دعم وإسناد أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد ما يتعرضان له من عدوان إجرامي وحرب إبادة جماعية بلغت مداها الإجرامي.
وبين السامعي أنه حان الوقت لتصحو الشعوب العربية والإسلامية وتتحرك للتعجيل بزوال هذا الكيان المحتل والغاصب، داعياً إلى اليقظة والحذر وتعزيز وحدة الصف وتلاحم أبناء الأمة ورفع مستوى الوعي بالمخططات الإنتقامية لكيان العدو الصهيوني الغاصب، وما يرتكبه من مجازر وجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني واللبناني بدعم أمريكي بريطاني، وسط صمت وتحيز المجتمع الدولي وتخاذل مخزي لأنظمة التطبيع والعمالة.
وأشار السامعي إلى ما تتعرض له المحافظات الواقعة تحت الاحتلال اليوم، والذي سيكون مصيره حتماً كمصير المحتل البريطاني وغيره من الدول المحتلة وعملائه من خونة الأوطان الذين غادروا وهم يجرون أذيال الهزيمة.
وذكر السامعي أن اليمن اليوم كما في الماضي القريب توّحد فيه الأحرار لمواجهة عدوان واحتلال جديد سعى على مدى عشر سنوات وما يزال لإخضاع اليمن وكسر إرادة شعبه، وحصد الهزيمة والخزي كسابقيه.
للغزاة: عجلوا بالرحيل
فيما أكد حسين العزي نائب وير الخارجية السابق، أن ثورة 14 أكتوبر المجيدة تذكرنا بفخر تضحيات الأجداد ضد الغازي الأجنبي، لافتاً إلى أن هذا اليوم تحديداً يكفي للتمييز بين الرجال وأشباه الرجال.
وقال العزي: “في غمرة الابتهاج بالرابع عشر من أكتوبر المجيد يغادرنا لذيذ المنام كلما تذكرنا عدن والمكلا وميون وسقطرى وباقي أراضينا ومياهنا المحتلة”.
وتابع: “يحق لنا اليوم أن نفخر بمواقفنا ونسخر من كل مرتزق ذليل يحاول الحديث عن هذه الذكرى وهو يصفق للغزاة والمحتلين”.
ووجه العزي دعوته للمحتلين قائلا: “أيها الغزاة أنتم تدوسون على الأكباد فعجلوا بالرحيل”.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي المحتلین الجدد أکتوبر المجیدة الجبهة القومیة ثورة 14 أکتوبر الشعب الیمنی بن حبتور إلى أن
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك يؤكد اهتمام “شتاء صندوق الوطن” بتعزيز الهوية الوطنية
اختتم برنامج “شتاء صندوق الوطن” فعالياته التي نظمها “الصندوق” على مدى أسبوع في كل من أبوظبي ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأم القيوين والعين، وشارك فيها أكثر من 5000 من أبناء وبنات الإمارات من المدارس الحكومية والخاصة.
ونظمت الفعاليات برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن.
وركزت الأنشطة التي أقيمت بالتعاون مع المدارس والمراكز الإبداعية التابعة لوزارة الثقافة ومراكز وزارة الشباب والعديد من المؤسسات المحلية والاتحادية والخاصة، على تعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة وتعريف الطلبة بالرموز الوطنية الإماراتية من خلال برنامج “قدوتي”، وبرنامج “لغة القرآن”، كما حرص البرنامج على اكتشاف الموهوبين وتشجيع الابتكار والإبداع لدى الطلبة، إضافة إلى أنشطة تتعلق بالاستدامة والزراعة والذكاء الاصطناعي والحفاظ على البيئة واكتشاف المواهب.
وتم من خلال أكثر من 120 فعالية متنوعة، اكتشاف العديد من المواهب الطلابية سواء في مجال الكتابة أو الرسم أو التصميم، أو المشاركة بالأعمال الفنية؛ إذ شهد اليوم الأخير تنظيم معارض فنية في مقرات البرنامج تبرز إنجازات الطلاب خلال مشاركتهم في الأنشطة وورش العمل، فضلا عن تنظيم ورش لتعريف الطلاب بأساسيات العمل بالزراعة من خلال خبراء متخصصين، إضافة إلى العروض المسرحية التي طافت مقرات البرنامج، وكذلك البرامج التراثية والألعاب الرياضية.
وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عن سعادته بالنجاحات الكبيرة التي حققها برنامج “شتاء صندوق الوطن” في موسمه الثاني، مؤكدا أنه فخور بمستوى رضا الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين وضيوف البرنامج عن هذا الحدث من حيث أهدافه والمحتوى المعرفي الذي قدمه، والنظام الذي اتبعه، ومستوى الفريق الذي أشرف على الحدث تخطيطا واستعدادا وتنفيذيا، ومشيدا بتبني برنامج “شتاء صندوق الوطن” لتعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة باعتبارها هدفا ساميا، وكذلك برنامج “لغة القرآن” الذي قدم مزيجا من القيم الإسلامية الراسخة وجماليات وإبداعات اللغة العربية.
وقال إن صندوق الوطن حريص على عقد شراكة فاعلة مع المؤسسات كافة التي ترغب في دعم مبادراته في المجالات المختلفة لصالح أبناء وبنات الإمارات، مشيدا بدور المدارس في أبوظبي والعين ورأس الخيمة والمراكز الإبداعية لوزارة الثقافة في نجاح برنامج “شتاء صندوق الوطن” في تحقيق أهدافه كافة، ومعربا عن سعادته بالتطور المستمر في المحتوى المعرفي والترفيهي والعلمي للبرامج، وتركيزه على الثقافة الإماراتية، وقيم المجتمع الإماراتي، والتاريخ والرموز الإماراتية، والاستفادة من التقنيات الحديثة لمواجهة التحديات.
واختتم معاليه بتوجيه الشكر للشركاء والمشرفين، والضيوف الذي أثروا برنامج “شتاء صندوق الوطن” بخبراتهم ومواهبهم وقدراتهم الإبداعية وجهودهم المخلصة، معربا عن سعادته بأن برنامج شتاء صندوق الوطن استطاع من خلال أنشطته اكتشاف عشرات المواهب في الفنون واللغة والتراث والألعاب الرياضية، والتي يمكن تنميتها وتطويرها لتكون نجوما في المستقبل.
من جانبه أكد سعادة ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، أن فعاليات برنامج “شتاء صندوق الوطن” ركزت على أن تصل بقيم وعناصر الهوية الوطنية إلى المشاركين بكل صورها كاللغة والقيم والتراث، مشيرا إلى استخدام كل الإمكانات الممكنة لهذا الغرض ومنها ، الفن والأدب، والذكاء الاصطناعي والابتكار، ووسائل الاتصال الحديثة، من أجل ترسيخ قيم الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة.
وأكد القرقاوي أن صندوق الوطن يضع تعزيز الهوية الوطنية بعناصرها كافة، كواحد من المجالات المهمة التي يركز عليها الصندوق خلال المرحلة الحالية إضافة إلى تمكين أبناء وبنات الدولة من القطاع الخاص، وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار لدى الشباب، مؤكدا أن صندوق الوطن برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، حريص على استدامة وتعزيز والحافظ على اللغة وموروثنا الشعبي، باعتبارهما من أهم عناصر هويتنا الوطنية.وام