مسقط- الرؤية

في كل عام، يتجدد الاحتفاء بيوم المرأة العمانية في السابع عشر من أكتوبر، تقديرا لمكانتها وإيماناً بأهمية مساهمتها في نهضة البلاد، إذ يعتبر هذا اليوم تكريمًا تستحقه المرأة العمانية لتتويج مسيرتها وتعزيز دورها الطموح لفتح آفاق واسعة للإبداع والابتكار كونها شريكاً أساسياً في مختلف مجالات العمل الوطني.

وقد تبوأت المرأة في سلطنة عمان أرفع المناصب السياسية والتشريعية والقيادية المرتبطة بوضع الاستراتيجيات والخطط واتخاذ القرار، كما تأتي مشاركتها الفاعلة في المجالس التشريعية تجسيدا لما وصلت إليه سلطنة عمان من ريادة وتقدم في صعيد تمكين المرأة، وتعزيز مشاركتها في عملية صنع القرار، وهذا ما تترجمه رؤية عُمان في مجال تمكين المرأة، وبدعم من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله- لدورها المحوري كشريك أساسي في عملية التنمية الشاملة.

وقالت المكرمة عائشة بنت حمد الدرمكية عضوة مجلس الدولة، إن تمثيل المرأة العمانية في عضوية مجلس الدولة يأتي نتاجا للرعاية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة- حفظه الله- إذ إن الدور الذي تقوم به عضوات مجلس الدولة يتأسس على أهمية العمل التشريعي المشترك مع أعضاء المجلس في خدمة القضايا والأولويات الوطنية التي تمثل المجتمع العماني، وتسهم في دعم التوجهات والأهداف المشتركة لتحقيق الرؤية الوطنية 2040، مضيفة: "يظهر هذا الدور من خلال المشاركة الفاعلة في مراجعة القوانين من ناحية، واقتراح مشروعات القوانين التي تخدم تلك التوجهات، وتقديم الدراسات البرلمانية التي تعزز البرامج التنموية في القطاعات المختلفة".


 

وأكدت أن المرأة العمانية تقوم بالأدوار التشريعية وفق رؤية واضحة وفهم عميق للمسؤولية الملقاة على عاتقها، ليس لأنها تمثل المرأة وحسب، بل لأنها تؤمن بالشراكة الفاعلة والتعاون الذي يقوم على العمل المشترك بين أعضاء المجلس.

من جانبها، بينت المكرمة سرية بنت خلفان الهادية عضوة مجلس الدولة أن تنامي الوعي بقضايا المساواة والتمكين والديمقراطية في سلطنة عمان، انعكس في نصوص مختلف القوانين التي أصدرتها الدولة، بل إن سلطنة عمان فضلاً عن تصديقها على صكوك دولية تعنى بضمان حقوق الانسان ولا سيما المرأة، فقد أنشأت آليات وطنية لدعم مشاركة المرأة في شتّى المجالات، للنهوض بها ودعمها وتأكيد الدولة على تمكينها،وقد تمثل ذلك الدعم والاهتمام من خلال مراسيم سلطانية صدرت بإسناد بعض المناصب التنفيذية العليا للمرأة، إيماناً بقدرتها على تقلد تلك المناصب بما فيها من مسؤوليات.


 

وأكدت الهادية أن المرأة في مجلس الدولة تبوأت مقاعد قيادية رئاسية، وحظيت بثقة أعضاء المجلس في تولي منصب نائب رئيس مجلس الدولة، كما تولت رئاسة اللجان الدائمة في المجلس، وأخذت دور النائب في بعض اللجان، مشيرة إلى أن تمثيل المرأة في المجالس التشريعية المعنية بصنع القرار يعزز فعالية دورها ويضمن أخذ مجموعة واسعة من وجهات النظر والخبرات في الاعتبار عند إصدار مشروعات القوانين وتحديدا تلك المرتبطة بالمجتمع وغيرها التي تؤثر على حقوق المرأة والطفل.

بدورها، أشادت المكرمة الدكتورة عهود بنت سعيد البلوشية عضوة مجلس الدولة بدور المرأة العمانية في الجانب الاجتماعي من خلال دخولها في العمل التشريعي، حيث أولت اهتماماً خاصاً بالقضايا المجتمعية من خلال الدراسات ومشروعات القوانين التي تصب في الجانب المجتمعي، مبينة: "لا تزال المرأة العمانية تشكل العمود الفقري للأسرة، وتلعب دوراً محورياً في بناء الأسرة على الأخلاق والقيم النبيلة ومبادئ الدين السمحة والتقاليد العمانية الأصيلة، وتنشئة أجيال واعية ومثقفة".


 

وتحدثت المكرمة المهندسة عزة بنت سليمان الإسماعيلية عضوة مجلس الدولة، عن دور المرأة في مجال التقنية والابتكار، حيث يعمل مجلس الدولة بجدية على مراجعة مشروعات قوانين واقتراح أخرى  بجانب اقتراح سياسات تدعم مشاركة النساء في هذا المجال، وهو ما ينسجم مع رؤية عمان 2040 التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل والاعتماد على المعرفة والابتكار.


 

وأكدت الإسماعيلية أن مجلس الدولة ركز على تسريع حوكمة البيانات الوطنية، مما يفتح الباب أمام النساء لقيادة مبادرات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها من التقنيات الحديثة، وتمثل هذه الخطوات حافزا كبيرا للمرأة العمانية للإبداع في مجالات جديدة، مع التأكيد على أهمية تأمين وتسهيل الوصول إلى البيانات كركيزة أساسية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وفي السياق، بيّنت المكرمة الدكتورة سناء بنت سبيل البلوشية عضوة مجلس الدولة، أن المرأة تقدم العديد من الإسهامات لخدمة المجتمع، كما أن تواجدها مهم في مجلس الدولة خاصة عن عند مناقشة القوانين والموضوعات التطويرية.


 

وتؤكد المكرمة السيدة روان بنت أحمد البوسعيدية عضوة مجلس الدولة، الاهتمام الكبير بدور المرأة في تعزيز الاقتصاد الوطني، مضيفة: "المرأة أبدعت في ريادة الأعمال وأصبحت مبتكرة في كل ما تقدمه، وهذا ما عزز دورها في سوق العمل فأصبحت المرأة العمانية تسعى إلى تنويع الاقتصاد وخلق بيئة مستدامة ومرنة تعتمد على الابتكار والمشاركة المجتمعية، وقد تعزز ذلك بحضورها المشرّف ومشاركتها في مختلف المحافل والمنابر الدولية معبرة عن إنجازاتها في توليها مناصب قيادية وإسهامها في قاطرة النمو الاقتصادي في سلطنة عمان".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رؤية المرأة العمانية

 

 

فاطمة الحارثي

 

 

توضع المرأة دائماً في حيز العناية والاهتمام والتعزيز، أي أن لها أولياء أمور بلا عدد ولا حصر، بالرغم من أنها ذات مُستقلة أتت فردا كغيرها وستغادر وتحاسب فردا أيضًا، وهنا لي أن أتطرق إلى الرعوية التي تُحاط بها من كل جانب، ربما قد تخالفني الرأي لأنَّ ما أراه رعوية قد تراه حبًا وعناية؛ في الجانب الآخر نرى أنها مدرسة ومربية، إن استقام فعلها وأداؤها أصبح العيش رغدا وسرورا، وإن عطب في شيء تراكمت الخسائر بلا نهاية، وهي في كل ما تُقدمه نلمس الثمار والنمو والرخاء أو العكس تماما؛ إذا هل بالفعل تحتاج المرأة إلى كل هذا الزخم والمتناقضات تحت مسمى الاهتمام والدعم.

 

اطلقوا العنان لرؤيتها الخاصة، فقد تتفوق وترفع من تسارع النهوض المطلوب سواء المجتمعي أو الاقتصادي، لاحظوا أنني استخدمت مفردة "اطلقوا" والذي يتبادر إلى الأذهان من قد أقصد أو لمن أوجه هذا الطلب، وللأسف هذا هو المعتاد في الحديث عنَّا، ورسالتي هنا تخصها بذاتها، أطلقي العنان لرؤية تسمو بنا جميعاً وبالمجتمع والاقتصاد إلى حيث الرفاه والسؤدد. لا تتراخي بسبب الخوف ولا تترددي لأسباب تجهلينها، تقدمي بالمحاولة فأنت لها والحياة بطولها وعرضها لحظة، أي لا شيء نخسره، أقلها تنالين شرف المحاولة. أطلقي رؤيتك نحو مواكبة برامج رؤية عمان فيما يختص بالاقتصاد والمجتمع والعالمية، فالبرامج قد تُنفذ بحدود الأهداف الموضوعة، وقد تتفوق وتتميز عن المتوقع ببصمتك، التي يقينًا ستحقق الاستثنائية في النتائج والطموح.

 

كُل حسب دوره، ننسج الرؤى ونواكب نحو التوازن لتسريع عجلة الإنجازات، كقائدة ومربية وتاجرة وأديبة وعالمة وكل الأدوار لا استثناء، فهي مهمة ولها الأثر والتأُثير في نهضة عمان ونموها المستدام، نحن شركاء في جميع الحالات، بدون التعاضد والتآزر لا مجتمع واقتصاد ولا مستقبل، في بعض رؤيتي أن الشراكة هي التكامل الحقيقي، فعلى المرأة أن تولي كل الاهتمام لدورها والرجل كذلك، فالازدهار يكمن في قيمنا، والارتقاء يكمن في مبادئنا، والاستدامة في الرحمة بيننا. وكأبسط مثال لو جاز لي طرحه، نجد بعض التعامل والمعاملة العملية فيها الكثير من الحرص والاحتراف، خوفاً من فقط مصادر الدخل، وفي المقابل وأنا لا أعمم هنا نجد الشقاق وسوء العلاقات بين الأسر وأفرادها، بالرغم من أن الأول قائم وثابت لأنَّ أمر الله في رزقك هو الحكم، وعدله وسع كل شيء، أما الأسرة فحياتك ومصير أجيال ومجتمع، والحرص على الحفاظ على تلك الشراكة أمر واجب ومسؤولية تُسأل عنها أمام الله، ومثلما تقوم القيادة في محل العمل على الإصغاء وبناء الفرق والعناية باستدامة المؤسسة، هو ذات الجهد المطلوب في التربية المنزلية، فامتداد واستدامة الأسرة بذات الأهمية، وبناء القادة لا يجب أن يقتصر في المؤسسات والشركات، وأيضًا في منازلنا وأسرنا وأقربائنا. والرجل شريك مع المرأة في ذلك، ولا يجب أن يختلف السلوك أو نصنع التفضيل بين حياتنا العملية والأسرية.

 

مُلهمات الأرض ومن عليها، اصنعي من ابنك قائدا وادعمي زوجك شريكا فاعلا، وعززي النصح لأخيك، وقدمي الوفاء لوالدك، وأطلبي المثل منهم، فهو حقك بالرغم من المورثات الدخيلة على مجتمعنا، والتي زعزعت الكثير من الثوابت والرحمة في العلاقات، ولا تقبلي بأقل من ذلك؛ تذكري وإن كان لديك ولي على الأرض فأنت يوم الحشر تأتين الله فردا، وتُحاسبين فردا، ولن يُغني عنك أيا كان أو يتحمل عنك الأوزار.

 

سمو...

 

كل الأيام هي لنا، والمنجزات شراكة كانت وستبقى، نحن أنتم وأنتم نحن؛ وعُمان ومستقبلها لنا جميعاً في السراء دائماً وغيرها.

 

مقالات مشابهة

  • عضوات بـ"الدولة": دور مهم للمرأة في سن التشريعات وخدمة القضايا والأولويات الوطنية
  • تربويات لـ"الرؤية": المرأة العمانية رمز للنجاح في جميع القطاعات
  • رؤية المرأة العمانية
  • "الوطنية للتمويل" تسلط الضوء على إنجازات رائِدات الأعمال احتفاء بـ"يوم المرأة العمانية"
  • رئيس البرلمان يناقش مع رئيس مجلس الوزراء عددا من القضايا الوطنية
  • الراعي والرهوي يناقشان عدداً من القضايا الوطنية في ضوء مستجدات الأحداث
  • رئيس مجلس النواب يناقش مع رئيس مجلس الوزراء عددا من القضايا الوطنية في ضوء مستجدات الأحداث
  • الراعي يناقش مع الرهوي عددا من القضايا الوطنية ومستجدات الأحداث
  • حلقة بإبراء تناقش حقوق المرأة في التشريعات العمانية