جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-15@23:46:07 GMT

رؤية المرأة العمانية

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

رؤية المرأة العمانية

 

 

فاطمة الحارثي

 

 

توضع المرأة دائماً في حيز العناية والاهتمام والتعزيز، أي أن لها أولياء أمور بلا عدد ولا حصر، بالرغم من أنها ذات مُستقلة أتت فردا كغيرها وستغادر وتحاسب فردا أيضًا، وهنا لي أن أتطرق إلى الرعوية التي تُحاط بها من كل جانب، ربما قد تخالفني الرأي لأنَّ ما أراه رعوية قد تراه حبًا وعناية؛ في الجانب الآخر نرى أنها مدرسة ومربية، إن استقام فعلها وأداؤها أصبح العيش رغدا وسرورا، وإن عطب في شيء تراكمت الخسائر بلا نهاية، وهي في كل ما تُقدمه نلمس الثمار والنمو والرخاء أو العكس تماما؛ إذا هل بالفعل تحتاج المرأة إلى كل هذا الزخم والمتناقضات تحت مسمى الاهتمام والدعم.

 

اطلقوا العنان لرؤيتها الخاصة، فقد تتفوق وترفع من تسارع النهوض المطلوب سواء المجتمعي أو الاقتصادي، لاحظوا أنني استخدمت مفردة "اطلقوا" والذي يتبادر إلى الأذهان من قد أقصد أو لمن أوجه هذا الطلب، وللأسف هذا هو المعتاد في الحديث عنَّا، ورسالتي هنا تخصها بذاتها، أطلقي العنان لرؤية تسمو بنا جميعاً وبالمجتمع والاقتصاد إلى حيث الرفاه والسؤدد. لا تتراخي بسبب الخوف ولا تترددي لأسباب تجهلينها، تقدمي بالمحاولة فأنت لها والحياة بطولها وعرضها لحظة، أي لا شيء نخسره، أقلها تنالين شرف المحاولة. أطلقي رؤيتك نحو مواكبة برامج رؤية عمان فيما يختص بالاقتصاد والمجتمع والعالمية، فالبرامج قد تُنفذ بحدود الأهداف الموضوعة، وقد تتفوق وتتميز عن المتوقع ببصمتك، التي يقينًا ستحقق الاستثنائية في النتائج والطموح.

 

كُل حسب دوره، ننسج الرؤى ونواكب نحو التوازن لتسريع عجلة الإنجازات، كقائدة ومربية وتاجرة وأديبة وعالمة وكل الأدوار لا استثناء، فهي مهمة ولها الأثر والتأُثير في نهضة عمان ونموها المستدام، نحن شركاء في جميع الحالات، بدون التعاضد والتآزر لا مجتمع واقتصاد ولا مستقبل، في بعض رؤيتي أن الشراكة هي التكامل الحقيقي، فعلى المرأة أن تولي كل الاهتمام لدورها والرجل كذلك، فالازدهار يكمن في قيمنا، والارتقاء يكمن في مبادئنا، والاستدامة في الرحمة بيننا. وكأبسط مثال لو جاز لي طرحه، نجد بعض التعامل والمعاملة العملية فيها الكثير من الحرص والاحتراف، خوفاً من فقط مصادر الدخل، وفي المقابل وأنا لا أعمم هنا نجد الشقاق وسوء العلاقات بين الأسر وأفرادها، بالرغم من أن الأول قائم وثابت لأنَّ أمر الله في رزقك هو الحكم، وعدله وسع كل شيء، أما الأسرة فحياتك ومصير أجيال ومجتمع، والحرص على الحفاظ على تلك الشراكة أمر واجب ومسؤولية تُسأل عنها أمام الله، ومثلما تقوم القيادة في محل العمل على الإصغاء وبناء الفرق والعناية باستدامة المؤسسة، هو ذات الجهد المطلوب في التربية المنزلية، فامتداد واستدامة الأسرة بذات الأهمية، وبناء القادة لا يجب أن يقتصر في المؤسسات والشركات، وأيضًا في منازلنا وأسرنا وأقربائنا. والرجل شريك مع المرأة في ذلك، ولا يجب أن يختلف السلوك أو نصنع التفضيل بين حياتنا العملية والأسرية.

 

مُلهمات الأرض ومن عليها، اصنعي من ابنك قائدا وادعمي زوجك شريكا فاعلا، وعززي النصح لأخيك، وقدمي الوفاء لوالدك، وأطلبي المثل منهم، فهو حقك بالرغم من المورثات الدخيلة على مجتمعنا، والتي زعزعت الكثير من الثوابت والرحمة في العلاقات، ولا تقبلي بأقل من ذلك؛ تذكري وإن كان لديك ولي على الأرض فأنت يوم الحشر تأتين الله فردا، وتُحاسبين فردا، ولن يُغني عنك أيا كان أو يتحمل عنك الأوزار.

 

سمو...

 

كل الأيام هي لنا، والمنجزات شراكة كانت وستبقى، نحن أنتم وأنتم نحن؛ وعُمان ومستقبلها لنا جميعاً في السراء دائماً وغيرها.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: حياء المرأة لا يمنعها من السعي وراء الحق

عقد الجامع الأزهر الشريف الملتقى الثاني من البرنامج التاسع عشر من برامجه الموجهة للمرأة،   بعنوان " الحياء زينة المرأة "، وحاضر فيه كل من: د. فريدة محمد علي، أستاذة البلاغة والنقد وعميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، ود. رضا إسماعيل، أستاذة الطب النفسي بكلية البنات بجامعة الأزهر، وتدير الندوة د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

قالت د. فريدة محمد علي، إن حياء المرأة  يُعتبر من القيم الأساسية التي تعكس الأخلاق العالية والمبادئ الإسلامية، وقد أشار القرآنُ الكريمُ إلى أهمية الحياء في آياتٍ عديدةٍ، وكذلك حثَّ النبيُّ ﷺ على الحياء، وعزَّز أهميته في أحاديث كثيرة، فالحياء يمثل قيمة مهمة للمرأة، وله أثرٌ اجتماعيّ في تعزيز القيم الأخلاقية، مما يجعل المرأة قدوة في المجتمع، وله أثر في تقوية العلاقات الاجتماعية، مما يسهم في بناء علاقات صحية ومحترمة مع الآخرين، حيث يُظهر الاحترام والتقدير.

وتابعت: من فوائد الحياء أنه يحفظ كرامة المرأة وشرفها، مما يجعلها محط احترام في المجتمع، كما أنه يعزز الثقة بالنفس، فعندما تتحلى المرأة بالحياء، تشعر بثقة أكبر في نفسها، مما ينعكس إيجابياً على سلوكها وتفاعلها مع الآخرين، فهو زينة للمرأة ويُعزز من جمالها الداخلي والخارجي.

وأوضحت د. رضا إسماعيل، أن هناك العديد من المستحدثات التي تقدم للفتيات مغريات يصعب مقاومتها مثل منصات التواصل الاجتماعي التي تتيح لهن المال والشهرة وعددًا هائلًا من المتابعين والمعجبين، لتصبح مصدر دخل رئيسي لهن، فلقد ظهرت وظائف جديدة ترتبط باستخدام هذه المنصات، حيث تكسب بعض الفتيات مبالغ كبيرة من خلال نشر مقاطع غير لائقة أو عبر البث المباشر، أو حتى من خلال الدردشة المدفوعة، وكلما زاد عدد المتابعين، زادت فرص الشهرة، مما يجعل الفتيات محل اهتمام شركات الإعلانات في حملاتها الترويجية.

وأضافت: تتعدد أسباب المشكلات الأسرية الناتجة عن استخدام هذه المواقع، مثل التجاوزات الأخلاقية في التعامل مع الجنس الآخر، والتعصب لآراء الأصدقاء، ومشاركة التفاصيل الشخصية مع الآخرين، ويعتبر الانشغال عن الأسرة وقضاء وقت طويل على هذه المنصات من أبرز الأسباب التي تؤثر سلبًا على العلاقة الأسرية في المجتمع المصري وتدهورها، وزيادة الفجوة بين الآباء والأبناء.

وفي ذات السياق ذكرت د. حياة العيسوي، أن حياء المرأة لا يمنعها من السعي وراء الحق أو طلب العلم النافع، فقد روت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قولها: "نعم النساء، نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين".، كما أن قوة حياء القلب تتناسب مع قوة الإيمان والصلاح، فكلما ضعف الإيمان، تلاشى الحياء، ويعتبر حياء المرأة المسلمة رأس مالها، إذ يحفظ لها عزها وكرامتها وشرف عائلتها، فالمرأة الصالحة تتزين بالحياء في كل تصرفاتها، سواء في ملابسها، أو في حركتها وكلامها، أو في تعاملها وسلوكها، وتفرض المسلمة حياءها من خلال غض بصرها، كما قال الله تعالى: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا".

ويزيد الحياء من التزام المرأة المسلمة بزيها الإسلامي، حيث يتوجب عليها تجنب الملابس الشفافة أو الضيقة، وكذلك العطور المثيرة أو الملابس المشابهة لملابس الرجال، كما قال تعالى: "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ"، وأيضًا: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ، ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ".، فكيف يمكن للمسلمة أن تتخلى عن الحجاب، في حين يقول الله عز وجل: "وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى"؟ وكيف يمكن للمتبرجة أن تكون صالحة وهي تعرض مفاتنها للأنظار؟ فأين حياء مثل هذه؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل دين خلقاً، وإن خلق الإسلام الحياء.

مقالات مشابهة

  • ملتقى رياض الشريعة بالداخلية يختتم فعالياته بتوصيات لتعزيز القيم العمانية
  • هل ذهب الزينة المكسور عليه زكاة؟ دار الإفتاء تجيب
  • بتمويل أممي.. الحوثيون يفتتحون مشاريع خدمية بالرغم من حملة الإختطافات
  • جلسة حوارية بظفار تستعرض دور الحرف الظفارية في صناعة الهوية العمانية
  • نقل تجربة الأحساء في الري الحديث لـ «موارد المياه العمانية»
  • حكم تعويض المرأة لمن فاتها من صيام في شهر رمضان
  • حكم تنبيه المرأة للإمام إذا أخطأ في الصلاة
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: حياء المرأة لا يمنعها من السعي وراء الحق
  • السودان: شخص واحد ينعي 45 فرداً من عائلته
  • أوسارا العمانية توقع اتفاقية مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية