جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-29@15:05:20 GMT

رؤية المرأة العمانية

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

رؤية المرأة العمانية

 

 

فاطمة الحارثي

 

 

توضع المرأة دائماً في حيز العناية والاهتمام والتعزيز، أي أن لها أولياء أمور بلا عدد ولا حصر، بالرغم من أنها ذات مُستقلة أتت فردا كغيرها وستغادر وتحاسب فردا أيضًا، وهنا لي أن أتطرق إلى الرعوية التي تُحاط بها من كل جانب، ربما قد تخالفني الرأي لأنَّ ما أراه رعوية قد تراه حبًا وعناية؛ في الجانب الآخر نرى أنها مدرسة ومربية، إن استقام فعلها وأداؤها أصبح العيش رغدا وسرورا، وإن عطب في شيء تراكمت الخسائر بلا نهاية، وهي في كل ما تُقدمه نلمس الثمار والنمو والرخاء أو العكس تماما؛ إذا هل بالفعل تحتاج المرأة إلى كل هذا الزخم والمتناقضات تحت مسمى الاهتمام والدعم.

 

اطلقوا العنان لرؤيتها الخاصة، فقد تتفوق وترفع من تسارع النهوض المطلوب سواء المجتمعي أو الاقتصادي، لاحظوا أنني استخدمت مفردة "اطلقوا" والذي يتبادر إلى الأذهان من قد أقصد أو لمن أوجه هذا الطلب، وللأسف هذا هو المعتاد في الحديث عنَّا، ورسالتي هنا تخصها بذاتها، أطلقي العنان لرؤية تسمو بنا جميعاً وبالمجتمع والاقتصاد إلى حيث الرفاه والسؤدد. لا تتراخي بسبب الخوف ولا تترددي لأسباب تجهلينها، تقدمي بالمحاولة فأنت لها والحياة بطولها وعرضها لحظة، أي لا شيء نخسره، أقلها تنالين شرف المحاولة. أطلقي رؤيتك نحو مواكبة برامج رؤية عمان فيما يختص بالاقتصاد والمجتمع والعالمية، فالبرامج قد تُنفذ بحدود الأهداف الموضوعة، وقد تتفوق وتتميز عن المتوقع ببصمتك، التي يقينًا ستحقق الاستثنائية في النتائج والطموح.

 

كُل حسب دوره، ننسج الرؤى ونواكب نحو التوازن لتسريع عجلة الإنجازات، كقائدة ومربية وتاجرة وأديبة وعالمة وكل الأدوار لا استثناء، فهي مهمة ولها الأثر والتأُثير في نهضة عمان ونموها المستدام، نحن شركاء في جميع الحالات، بدون التعاضد والتآزر لا مجتمع واقتصاد ولا مستقبل، في بعض رؤيتي أن الشراكة هي التكامل الحقيقي، فعلى المرأة أن تولي كل الاهتمام لدورها والرجل كذلك، فالازدهار يكمن في قيمنا، والارتقاء يكمن في مبادئنا، والاستدامة في الرحمة بيننا. وكأبسط مثال لو جاز لي طرحه، نجد بعض التعامل والمعاملة العملية فيها الكثير من الحرص والاحتراف، خوفاً من فقط مصادر الدخل، وفي المقابل وأنا لا أعمم هنا نجد الشقاق وسوء العلاقات بين الأسر وأفرادها، بالرغم من أن الأول قائم وثابت لأنَّ أمر الله في رزقك هو الحكم، وعدله وسع كل شيء، أما الأسرة فحياتك ومصير أجيال ومجتمع، والحرص على الحفاظ على تلك الشراكة أمر واجب ومسؤولية تُسأل عنها أمام الله، ومثلما تقوم القيادة في محل العمل على الإصغاء وبناء الفرق والعناية باستدامة المؤسسة، هو ذات الجهد المطلوب في التربية المنزلية، فامتداد واستدامة الأسرة بذات الأهمية، وبناء القادة لا يجب أن يقتصر في المؤسسات والشركات، وأيضًا في منازلنا وأسرنا وأقربائنا. والرجل شريك مع المرأة في ذلك، ولا يجب أن يختلف السلوك أو نصنع التفضيل بين حياتنا العملية والأسرية.

 

مُلهمات الأرض ومن عليها، اصنعي من ابنك قائدا وادعمي زوجك شريكا فاعلا، وعززي النصح لأخيك، وقدمي الوفاء لوالدك، وأطلبي المثل منهم، فهو حقك بالرغم من المورثات الدخيلة على مجتمعنا، والتي زعزعت الكثير من الثوابت والرحمة في العلاقات، ولا تقبلي بأقل من ذلك؛ تذكري وإن كان لديك ولي على الأرض فأنت يوم الحشر تأتين الله فردا، وتُحاسبين فردا، ولن يُغني عنك أيا كان أو يتحمل عنك الأوزار.

 

سمو...

 

كل الأيام هي لنا، والمنجزات شراكة كانت وستبقى، نحن أنتم وأنتم نحن؛ وعُمان ومستقبلها لنا جميعاً في السراء دائماً وغيرها.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الثقافة المالية في رؤية عُمان 2040..

تشهد سلطنة عُمان فـي السنوات الأخيرة تحولات استراتيجية عميقة، تتجلى بوضوح فـي رؤيتها الطموحة «عُمان 2040»، التي تستهدف بناء اقتصاد متنوع ومستدام، ومجتمع مزدهر يمتلك أدوات المعرفة والمهارة. ومن بين المحاور المهمة التي حظيت باهتمام كبير ضمن هذه الرؤية، تأتي الثقافة المالية كمرتكز أساسي لتعزيز الوعي الاقتصادي لدى الأفراد، وتمكينهم من إدارة مواردهم المالية بوعي واستقلالية.

إن تعزيز الثقافة المالية لا يُعد ترفًا فكريًا، بل هو ضرورة ملحّة لتحسين إدارة الموارد المالية الشخصية، وتقليل المخاطر المالية، ما ينعكس إيجابًا على استقرار الاقتصاد الوطني واستدامته، وقد حرصت الحكومة على دمج هذا الجانب الحيوي ضمن المحاور الأساسية للرؤية الوطنية، ليكون جزءًا من الحلول العملية التي تواكب التحديات المستقبلية.

ففـي المحور الاقتصادي، تسعى الرؤية إلى تعزيز كفاءة الإنفاق والارتقاء بجودة الحياة، من خلال تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مالية رشيدة، تقلل من اعتمادهم على الحكومة وتدفعهم للمشاركة الفاعلة فـي عجلة الاقتصاد.

أما فـي المحور المجتمعي، فالثقافة المالية تمثل إحدى الأدوات الرئيسة لتمكين المواطن معرفـيًا ومهاريًا، عبر إدراجها فـي المناهج الدراسية، وتوسيع نطاق التوعية لتشمل الشباب والنساء ورواد الأعمال، مما يسهم فـي إعداد جيل أكثر وعيًا وقدرة على التفاعل مع المتغيرات الاقتصادية.

ويتجلى دور الثقافة المالية أيضًا فـي محور الحوكمة والأداء المؤسسي، حيث تسعى سلطنة عُمان إلى بناء قطاع مالي متين وشفاف. فكلما ارتفع مستوى الشفافـية فـي التعاملات المالية، زادت الثقة فـي المؤسسات، وتحسن الأداء الاقتصادي على مختلف المستويات.

ولا يخفى على أحد أن التركيز على الثقافة المالية ينعكس بشكل مباشر على الأفراد، إذ يسهم فـي تقليل المديونية الشخصية، وتحسين قدرة الأسر على مواجهة الأزمات، وزيادة وعيهم بالفرص الاستثمارية، إضافة إلى دعم رواد الأعمال وتمكينهم من إدارة مشاريعهم بكفاءة واستدامة.

وفـي هذا السياق، أطلقت سلطنة عُمان الإطار الوطني لتعزيز الثقافة المالية فـي منتصف عام 2024م، ليكون مظلة استراتيجية تنطلق منها مبادرات نوعية مثل: هاكاثون ومعسكر الادخار والاستثمار، التي نُظّمت بالشراكة بين البرنامج الوطني للاستدامة المالية وتطوير القطاع المالي «استدامة»، ومركز الابتكار ونقل التكنولوجيا بجامعة السلطان قابوس، وهي المبادرات التي كان لي شرف المشاركة فـيها كموجهة.

وقد تميّزت هذه المبادرات بربط الثقافة المالية بالابتكار وريادة الأعمال، إذ طُبق التعليم المالي من خلال التجربة العملية، حيث انخرط الطلبة فـي مشاريع تتطلب منهم فهم المفاهيم المالية وتوظيفها بشكل مباشر، وهو ما ساعد على ترسيخها فـي سلوكهم وممارساتهم الحياتية.

مقالات مشابهة

  • ناهد السباعي من الإسكندرية القصير: فيلم يوم للستات الأقرب لي وعملي مع يسري نصر الله علامة فارقة
  • سوناطراك تناقش تعزيز القدرات الإنتاجية للشركة العمانية الجزائرية للأسمدة
  • حكم حج المرأة بدون محرم .. دار الإفتاء تجيب
  • وزير الإعلام: ⁠هناك أرقام كبيرة في رؤية 2030 تحققت قبل أوانها بست سنوات
  • قرارات جديدة للاعتراف بمؤسسات التعليم العالي غير العمانية ومعادلة المؤهلات
  • الفنان القحوم يعبر عن سعادته بعد حفلتين ناجحتين في دار الأوبرا العمانية
  • تفسير حلم رؤية الأميرة رجوة في المنام
  • "العمانية لنقل الكهرباء" تؤكّد جاهزيتها لفصل الصيف بأنظمة تشغيلية متقدمة
  • الثقافة المالية في رؤية عُمان 2040..
  • سلطان عمان يبحث مع وزير خارجية بريطانيا التطورات الإقليمية والدوليةالمصدر: الخارجية العمانية- منصة "إكس"