أمر أراد نتنياهو تحقيقه في لبنان ولن ينجح .. تالياً ما قاله تقريرٌ أمريكيّ
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
سرايا - "أقول لكم، يا شعب لبنان، حرروا بلدكم من حزب الله كي تتوقف الحرب".. هذا ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء من الأسبوع الماضي، في الوقت الذي كانت القوات الإسرائيلية تبدأ حملة من القصف وتوغلاً برياً أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص.
ووضع نتنياهو اللبنانيين أمام خيار صعب وهو: "تخلصوا من حزب الله أو توقعوا دماراً ومعاناة كتلك التي نراها في غزة".
وفي السياق، كتب خايمي ديتمر في النسخة الأوروبية من مجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن نتنياهو يحظى بدعم واسع في بلاده لنقل القتال إلى حزب الله الذي يطلق صواريخ عبر الحدود على إسرائيل منذ أكثر من عام.
وحتى الخصوم السياسيين المتشددين مثل بيني غانتس ويائير لابيد – من قادة المعارضة الرسمية في البلاد - قد انضموا إلى الحملة، حيث كتب الأول في مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن هذه الحرب ربما تكون الفرصة الأخيرة للبنان "ليصير دولة طبيعية مرة أخرى".
وفي الوقت نفسه، حضّ العديد من رؤساء الاستخبارات والأمن السابقين الذين لا يزالون مؤثرين - بما في ذلك رئيس الموساد السابق تامير باردو - علناً على مواصلة الحملة العسكرية بهدف إعادة رسم الشرق الأوسط، بحجة أنها تمثل "فرصة لا يجب تفويتها" لمنع الميليشيات من فرصة لإعادة تأهيل نفسها.
ويبدو أن هذا الاحتمال قد أثار اهتمام الإدارة الأميركية المترددة أيضاً، حيث همشت مخاوفها من حرب إقليمية أوسع، ووافقت بهدوء على التوغل الإسرائيلي عبر الحدود.
ولكن بينما يحارب الجنود الإسرائيليون "حزب الله" في جنوب لبنان ويشنون غارات جوية على البلاد، فإن حملتهم لا تجعلهم محبوبين لدى اللبنانيين، سواء كانوا شيعة أو سنة أو دروزاً أو مسيحيين، كما تقول "بولتيكو".
ووفقاً لديتمر، فإنه "حتى أقوى معارضي حزب الله في لبنان، الذين كانوا يأملون منذ فترة طويلة في رؤية تراجع أهم حليف إقليمي لإيران، يهاجمون الحملة الإسرائيلية التي أدت إلى أكبر نزوح سكاني في البلاد منذ أكثر من أربعة عقود".
وأضاف الكاتب أنه "إذا كان نتنياهو يأمل في أن يتمكن من استغلال الانقسامات الطائفية في البلاد وخليط الانتماءات الدينية، فقد يحتاج إلى إعادة التفكير".
وحتى الآن، فإن الغارات الجوية التي دمرت القرى والأوامر الصريحة بإخلاء المنازل في جنوب لبنان تحدث تأثيراً معاكساً تماماً، فلا أحد يرحب بإسرائيل كمحرر، والإنذار الأخير الذي وجهه نتنياهو لا يؤدي إلا إلى إثارة غضب اللبنانيين.
ومع ذلك، فإن نسبة كبيرة من اللبنانيين أيدت ما يقوم به "حزب الله"، ووفقاً لاستطلاع للرأي أجري بعد 3 أسابيع من هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023، أفادت التقارير أن 80% يؤيدون هجمات حماس ضد إسرائيل، وقال 75% من المستطلعين، إنهم لا يريدون أن يقف حزب الله على هامش الحرب الدائرة في غزة أيضاً.
وليس هناك أي رغبة بين المسلمين السنة والمسيحيين والدروز في محاربة حزب الله وخوض حرب أهلية جديدة، بل بات واضحاً منذ أن شنت إسرائيل حملتها العسكرية، أن اللبنانيين مصممون على تجنب مثل الحرب الأهلية بأي ثمن، بحسب ما ذكرت "بوليتكو".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: العراق أمام "تداعيات معقدة" بعد سقوط الأسد وتراجع إيران
يشكل انهيار نظام بشار الأسد في سوريا تداعيات سياسية وأمنية كبيرة على العراق المجاور، ومن بين المخاوف المباشرة الفراغ الأمني في سوريا، والذي قد يخلق تأثيرات جانبية عبر الحدود تذكرنا بعام 2014، عندما فرض تنظيم "داعش" الإرهابي سيطرته على أراضٍ في كلا البلدين، بحسب تقرير لمؤسسة بروكينغز الأمريكية.
ولفت التقرير إلى أنه "على المدى الأبعد، تشكل الأحداث في سوريا سبباً ونتيجة لتراجع القوة الإيرانية في المنطقة، وخاصة بعد الهزيمة العسكرية لحزب الله في لبنان، وسيتعين على صناع السياسات العراقيين، الذين اعتادوا الوقوع بين الضغوط الأمريكية والإيرانية المعاكسة، إعادة معايرة علاقتهم بإيران الضعيفة، وعلاوة على ذلك، سيتعين عليهم القيام بذلك في حوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة، تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي من المرجح أن يجدد حملته القصوى للضغط على إيران".
هل يستطيع العراق لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة؟ - موقع 24لا يجد العراق نفسه بمنأى عن تأثيرات أي صِدام محتمل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فإلى جانب الحدود الطويلة التي تجمع بين البلدين، فإن إيران تتحكم بمختلف مفاصل الدولة العراقية السياسية والعسكرية من جهة، كما أن للولايات المتحدة تواجد عسكري كبير داخل الأراضي العراقية من جهة أخرى، ما يضع بغداد ... علاقة معقدةوأشار التقرير إلى أن "هذا سيتجلى بشكل أكثر وضوحاً في قطاع الأمن، حيث من المرجح أن تعيد العراق والولايات المتحدة النظر في الاتفاقية الأمنية التي أعلناها في سبتمبر (أيلول) 2024، والتي حددت الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من القواعد في العراق بحلول عام 2026. وبعيداً عن الأمن، سيواجه العراق ضغوطاً لإبعاد نفسه سياسياً واقتصادياً عن إيران، بما في ذلك من خلال خفض أو إلغاء مشترياته من الغاز الإيراني".
وأضافت المؤسسة الأمريكية في تقريرها: "ينبغي لصناع السياسات في بغداد أن ينظروا إلى هذا كفرصة لممارسة الاستقلال بعناية عن طهران، ولكن من الأهمية بمكان ألا تضغط واشنطن على بغداد إلى حد كبير. إن العلاقات بين إيران والعراق معقدة، وتمتد إلى جهات فاعلة متعددة، وهناك أيضاً مؤشرات على أن طهران مستعدة لمضاعفة جهودها في العراق مع تزايد عزلتها في المنطقة. لكن العراق الآمن والمستقر أكثر حصانة ضد إيران من العراق الضعيف".
وقالت مؤسسة بروكينغز: "تواجه بغداد ضغوطاً إضافية من طهران وحلفائها السياسيين في العراق لإنهاء المهمة. وخلف هذه الواجهة، هناك التزام جاد من جانب صناع القرار السياسي العراقيين بالحفاظ على ترتيب عسكري قوي حيث تساعد الولايات المتحدة العراق في الحفاظ على أمنه، ولكن في إطار مختلف يحترم سيادته".
وتابعت: "لقد استغرق الأمر من العراقيين والأمريكيين ما يقرب من عام للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء مهمة قوة المهام المشتركة، ولكن سقوط نظام الأسد قد غيّر الظروف على الأرض. فالعراق يحتاج إلى دعم أمريكي مستمر للحفاظ على أمنه. وعلى مر السنين، كان العراق والولايات المتحدة على علاقة أمنية متعددة، لم توفر الأمن فحسب، بل عملت أيضاً كثقل موازن لإيران".
واستطردت المؤسسة الأمريكية في تقريرها بالقول: "على الرغم من أن إيران ليس لها وجود عسكري رسمي في العراق، إلا أنها تحتفظ بالسيطرة على فصائل مسلحة في العراق، وكلها منظمات إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية. هذه الجماعات ليست أقوى الجهات المسلحة في العراق، ولكنها الأكثر صعوبة على الحكومة العراقية، إلا إن الفراغ الأمني في سوريا قد يعني أن بغداد ليس لديها أي رغبة في حل أي هيكل أمني، بما في ذلك الحشد الشعبي".
وأضافت: "لم تتمكن إيران من تكرار نموذج حزب الله في العراق. حاولت القيام بذلك مع منظمة بدر، لكنها لم تتمكن من الهيمنة على العراق سياسياً وعسكرياً. وتعمل بدر اليوم كجزء من تحالف أكبر من الأحزاب وواحدة من العديد من الميليشيات شبه العسكرية التي تعمل داخل الحشد الشعبي".
وأشارت في تقريرها إلى أنه "رداً على ذلك، يجب على العراق أن يتجنب أن يصبح أحدث جبهة لحرب لا تنوي إيران خوضها بنفسها. يتقاسم العديد من صناع السياسات العراقيين هذا الرأي، وخاصة بعد وقف إطلاق النار المعلن في غزة. كما إن العراقيين، الذي سئموا الحرب، غير مهتمين بمعاداة الولايات المتحدة من أجل شريك إقليمي يرون أنه تخلى عن لبنان".