سرايا - "أقول لكم، يا شعب لبنان، حرروا بلدكم من حزب الله كي تتوقف الحرب".. هذا ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء من الأسبوع الماضي، في الوقت الذي كانت القوات الإسرائيلية تبدأ حملة من القصف وتوغلاً برياً أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص.

ووضع نتنياهو اللبنانيين أمام خيار صعب وهو: "تخلصوا من حزب الله أو توقعوا دماراً ومعاناة كتلك التي نراها في غزة".



وفي السياق، كتب خايمي ديتمر في النسخة الأوروبية من مجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن نتنياهو يحظى بدعم واسع في بلاده لنقل القتال إلى حزب الله الذي يطلق صواريخ عبر الحدود على إسرائيل منذ أكثر من عام.

وحتى الخصوم السياسيين المتشددين مثل بيني غانتس ويائير لابيد – من قادة المعارضة الرسمية في البلاد - قد انضموا إلى الحملة، حيث كتب الأول في مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن هذه الحرب ربما تكون الفرصة الأخيرة للبنان "ليصير دولة طبيعية مرة أخرى".

وفي الوقت نفسه، حضّ العديد من رؤساء الاستخبارات والأمن السابقين الذين لا يزالون مؤثرين - بما في ذلك رئيس الموساد السابق تامير باردو - علناً على مواصلة الحملة العسكرية بهدف إعادة رسم الشرق الأوسط، بحجة أنها تمثل "فرصة لا يجب تفويتها" لمنع الميليشيات من فرصة لإعادة تأهيل نفسها.

ويبدو أن هذا الاحتمال قد أثار اهتمام الإدارة الأميركية المترددة أيضاً، حيث همشت مخاوفها من حرب إقليمية أوسع، ووافقت بهدوء على التوغل الإسرائيلي عبر الحدود.
ولكن بينما يحارب الجنود الإسرائيليون "حزب الله" في جنوب لبنان ويشنون غارات جوية على البلاد، فإن حملتهم لا تجعلهم محبوبين لدى اللبنانيين، سواء كانوا شيعة أو سنة أو دروزاً أو مسيحيين، كما تقول "بولتيكو".

ووفقاً لديتمر، فإنه "حتى أقوى معارضي حزب الله في لبنان، الذين كانوا يأملون منذ فترة طويلة في رؤية تراجع أهم حليف إقليمي لإيران، يهاجمون الحملة الإسرائيلية التي أدت إلى أكبر نزوح سكاني في البلاد منذ أكثر من أربعة عقود".

وأضاف الكاتب أنه "إذا كان نتنياهو يأمل في أن يتمكن من استغلال الانقسامات الطائفية في البلاد وخليط الانتماءات الدينية، فقد يحتاج إلى إعادة التفكير".


وحتى الآن، فإن الغارات الجوية التي دمرت القرى والأوامر الصريحة بإخلاء المنازل في جنوب لبنان تحدث تأثيراً معاكساً تماماً، فلا أحد يرحب بإسرائيل كمحرر، والإنذار الأخير الذي وجهه نتنياهو لا يؤدي إلا إلى إثارة غضب اللبنانيين.

ومع ذلك، فإن نسبة كبيرة من اللبنانيين أيدت ما يقوم به "حزب الله"، ووفقاً لاستطلاع للرأي أجري بعد 3 أسابيع من هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023، أفادت التقارير أن 80% يؤيدون هجمات حماس ضد إسرائيل، وقال 75% من المستطلعين، إنهم لا يريدون أن يقف حزب الله على هامش الحرب الدائرة في غزة أيضاً.

وليس هناك أي رغبة بين المسلمين السنة والمسيحيين والدروز في محاربة حزب الله وخوض حرب أهلية جديدة، بل بات واضحاً منذ أن شنت إسرائيل حملتها العسكرية، أن اللبنانيين مصممون على تجنب مثل الحرب الأهلية بأي ثمن، بحسب ما ذكرت "بوليتكو".


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

في ظل الحرب.. هكذا تحوّلت يخوت اللبنانيين من علامة ترف إلى وسيلة نجاة

  مع اشتداد الحرب الإسرائيلية على لبنان، بقي البحر الملجأ الأوحد للنجاة من القصف، فأصبحت اليخوت التي كانت للرفاهية والترف، البديل الأمثل للنجاة بحراً من لبنان وللابتعاد من ظروف الحرب نحو قبرص كوسيلة آمنة ومريحة على رغم ارتفاع كلف هذه الرحلات.      هذه اليخوت التي تستخدم منذ قرابة أسبوعين في عمليات الإجلاء والهرب من البلاد، هي في معظمها لمالكين استعانوا بوكلاء ومكاتب سياحة وسفر لتنظيم الرحلات لهم، ويستفيدون في الوقت نفسه من تشغيل اليخوت. فبهذه الطريقة يحققون مكاسب مادية من تشغيل يخوتهم في ظروف يبحث فيها كثر عن أي وسيلة للهرب من الحرب إلى بلاد مجاورة، خصوصاً قبرص وتركيا كوجهتين أساسيتين. لذلك شهدت حركة الهجرة الموقتة هذه إقبالاً متزايداً، وتكثفت الرحلات اليومية إلى قبرص وتركيا، إما كوجهتين نهائيتين، أو بهدف الانتقال منهما إلى دول قريبة بعدها.

وفي شأن الانتقال إلى قبرص عبر البحر، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القبرصية ثيودوروس غوتسيس في حديث إلى "اندبندنت عربية"، إن هذه الرحلات البحرية تحصل بتنسيق كامل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والقبرصية وتحت إشرافها، مضيفاً "وحدهم من يحملون فيزا أو إقامة قبرصية يستطيعون الدخول إلى أراضينا بهذه الطريقة، تماماً كما في ظروف السفر العادية".   وأضاف: "على رغم أننا نستمر بإصدار إجازات السفر، مع زيادة الطلب أصبحنا لا نستجيب للكل، وهناك مزيد من التشدد في إصدار الفيزا، إذ تؤخذ الآن معايير كثيرة في الاعتبار، خصوصاً بعد الذي واجهناه من مشكلات منذ أشهر قليلة. حالياً إذا كان هناك لبناني لا يملك فيزا، ويريد التقدم بطلب للحصول على واحدة للسفر إلى قبرص، يعد ذلك شبه مستحيل، خصوصاً أن الشروط المطلوبة للفيزا السياحية يصعب توفيرها وهناك معايير معينة نلتزمها". وتابع: "هدفنا اليوم هو تنظيم الأمور، وأن تبقى تحت السيطرة. قد لا نتمكن من الاستمرار باستقبال الطلبات في الظروف الحالية، وإن كنا نحاول ذلك قدر الإمكان. أما بغير ذلك فنحن مستمرون في التعاون وتقديم المساعدة للبنان. وحالياً ندعو إلى وقف إطلاق النار، كما نخطط لجمع مساعدات طبية ونقلها إلى لبنان ونضع خطة لتقديم أدوية ومساعدات عينية". (اندبندت عربية)    

مقالات مشابهة

  • في ظل الحرب.. هكذا تحوّلت يخوت اللبنانيين من علامة ترف إلى وسيلة نجاة
  • بوليتيكو: الحرب لن تجلب السلام إلى لبنان
  • بعد "لعين وقذر".. كتاب وودوارد الجديد يكشف قاله بايدن لمساعديه عن نتنياهو
  • تطورات الحرب.. دولة الاحتلال أمرت بإخلاء 25% من أراضي لبنان
  • بشأن وقف إطلاق النار في لبنان.. إليكم قاله نتنياهو لماكرون
  • تقرير دولي: الاقتصاد والأزمة الإنسانية في اليمن يصلان إلى نقطة الانهيار.. ويظل مستقبل البلاد غامض (ترجمة خاصة)
  • نتنياهو عاد إلى المأزق
  • أين بشار الأسد من حرب لبنان؟ تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث
  • نتنياهو: سنواصل ضرب حزب الله في كل لبنان بما فيه بيروت