سالم بن عبدالرحمن يطلع على أحدث الابتكارات التقنية في جناح حكومة الشارقة في “جيتكس 2024”
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
زار الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم بإمارة الشارقة، جناح حكومة الشارقة في معرض جيتكس العالمي ، واطلع على أحدث الابتكارات والمشاريع التقنية التي تعرضها الجهات الحكومية المشاركة، و تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي في الإمارة والارتقاء بالخدمات الحكومية.
وأشاد الشيخ سالم بن عبدالرحمن بالجهود المبذولة في دفع عجلة التقدم والتطور التكنولوجي وتحقيق الريادة الرقمية بما يساهم في تحقيق رؤية الشارقة نحو مستقبل رقمي مستدام.
وواصلت إمارة الشارقة استعراض رؤيتها المستقبلية في مجال التحول الرقمي، حيث شهد اليوم الثالث إطلاق المزيد من المبادرات الرقمية المتطورة التي تعكس توجه إمارة الشارقة في تحسين الخدمات الحكومية عبر تبني أحدث التقنيات.
وفي خطوة رائدة نحو تعزيز كفاءة وجودة المواد المستخدمة في مشاريع البنية التحتية والبناء، أطلقت بلدية مدينة الشارقة جهاز الفحص الذكي المختص في إدارة مختبراتها المركزية، ويُعَد الأول من نوعه على مستوى دولة الإمارات. حيث تم تطوير الجهاز وفقاً لأعلى مواصفات الجودة العالمية الذي يهدف إلى فحص المنتجات البلاستيكية بشكل عام، وخصوصاً تلك المستخدمة في مشاريع البناء والبنية التحتية، مثل المنتجات العازلة للرطوبة والحرارة، والتكيسات الأرضية.
وانسجاماً مع رؤيتها المستقبلية لتعزيز التحول الرقمي في الإمارة، أعلنت دائرة الشارقة الرقمية عن إطلاق منصة خدمات الشارقة العقارية(عقاري)، وهي منصة رقمية موحدة تهدف إلى ربط وتبسيط الخدمات العقارية في مختلف أنحاء إمارة الشارقة. ويأتي هذا المشروع ليواكب التطورات التقنية ويسهم في تحسين تجربة المستخدمين من خلال تسهيل الوصول إلى الخدمات العقارية ورفع جودتها، مما يعزز دور الشارقة كوجهة رائدة في تقديم خدمات حكومية رقمية متطورة تدعم التنمية المستدامة.
ودشنت دائرة التخطيط والمساحة بالشارقة مشروع “تخطيط المناطق بالذكاء الاصطناعي”، بهدف تعزيز وتطوير آليات تخطيط المدن بوصفها ركيزة أساسية في بناء المدن الذكية والمستدامة في الإمارة. ويعتمد المشروع على توظيف أدوات التحليل الذكي للبيانات الجغرافية وتقنيات الذكاء الاصطناعي المكاني لتخطيط مناطق جديدة وفقاً للمعايير الحديثة والمتطلبات الحضرية المتنوعة. كما ويسعى المشروع إلى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في الشارقة، من خلال الابتكار في التنمية العمرانية ورفع مستويات الكفاءة والتوازن الاقتصادي، تماشياً مع رؤية الإمارة المستقبلية.
واستعرضت المدينة الجامعية بالشارقة مشروع “المدينة الجامعية بالشارقة – مدينة المستقبل”، الذي يُعَدُّ نموذجاً رائداً ومتكاملاً لمستقبل المدن الذكية، ويركّز على تعزيز جودة الحياة وتحقيق الاستدامة البيئية. يتضمن المشروع ثلاث أنظمة مبتكرة، أولها نظام الري الذكي الذي يحول عمليات الري التقليدية إلى عمليات آلية متقدمة، مما يتيح التحكم الكامل في المحابس وإدارة تدفق المياه بكفاءة عالية، إلى جانب متابعة أي أعطال محتملة، ما يعزز من فعالية إدارة الموارد المائية.
أما نظام الإنارة الآلي، فيسهم في تقليل استهلاك الطاقة عبر التحكم الإلكتروني بأعمدة الإنارة وضبط مستوى الإضاءة تلقائياً في أوقات عدم استخدام الطرق، مما يعزز من كفاءة استهلاك الطاقة.
ويأتي نظام إحصاء المركبات كأداة لتحسين إدارة حركة المرور، حيث يقوم بحصر عدد المركبات ومراقبة الحركة في أوقات الذروة، ما يساهم في تخفيف الازدحام وتحسين انسيابية الحركة المرورية داخل المدينة الجامعية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
فبراير الشارقة.. فصول من الإبداع ترسخ هُوية الإمارة الثقافية
الشارقة: «الخليج»
شهدت الشارقة خلال فبراير الماضي، إطلاق مشاريع إبداعية تضاف إلى حزمة المبادرات والبرامج التي تجسد رؤية الإمارة وأنها باتت الثقافة والفنون هُويتها، حيث سردت الفعاليات بالضوء والإبداع حكايا العالم واستقطبت الأنظار، وتحولت الإمارة إلى مسرح للأضواء تصدح فيه أصوات الفنانين وتتراقص على عمارتها وساحاتها ألوان الإضاءة، ويتردد صدى الشعر النبطي في أروقة التراث، بينما تروي عدسات أشهر المصورين في العالم حكايات المدن والأزمنة.
أعلن «حي الشارقة للإبداع»، ليكون مدينة مصغرة للمبدعين، يجد فيها الفنانون والمصممون والمبتكرون فضاء يجمعهم، لتتلاقى أفكارهم وتتحول مشاريع مؤثرة في المشهد الثقافي والفني العالمي.
وفي السياق نفسه، جاء إعلان «مختبر الشارقة لتطوير الأزياء»، ليمنح المصممين المحليين منصة للتعبير عن إبداعاتهم، وليجعل من الشارقة محطة رئيسية في صناعة الأزياء المستدامة والمبتكرة ومنحه حياة جديدة في مشهد الإمارة الثقافي.
وفي قلب الشارقة النابض بالتراث تضيف الإمارة إلى بيوتها العتيقة «بيت اللوال» لاستعادة أصالة المنزل الإماراتي التقليدي، ويأخذ البيت ضيوف المكان إلى رحلة عبر التاريخ وتراث الطهي، مع قائمة مستوحاة من طريق الحرير القديم، والحرف التقليدية من جميع أنحاء العالم.
وحسب اللهجة التقليدية الإماراتية، يشير «اللّوال» إلى المسافر الذي عاد إلى وطنه بعد سفر طويل محمّلاً بكثير من القصص المشوقة، والهدايا التذكارية، والنكهات المتنوّعة من الثقافات الأخرى.
شهر الإبداع
في شهر الإبداع بذرت الشارقة الثقافة في كل الزوايا، لتمتزج الفنون بالبصيرة وتصبح وجهة الأدباء والفنانين والمصورين والمبدعين من مختلف بقاع الأرض.
يتفق زوار الفعاليات وسياح شتاء الشارقة الدافئ على أن روزنامة فبراير المزدحمة جعلته شهراً لا يُشبه غيره ليجسد رحلة استثنائية، تتقاطع فيها الفنون والتراث، ويزدهر فيها الإبداع ليلتقي الضوء بالشعر، والصورة بالتراث، والإبداع بالمستقبل، في مدينة لا تكتفي بأن تكون مجرد عاصمة للثقافة، بل تصنع ثقافة خاصة بها، تشع بريقاً يمتد إلى العالم بأسره.
عمارة الشارقة
يعكس «مهرجان أضواء الشارقة» روح المدينة الممتزجة بين الماضي والمستقبل في تناغم نادر للاحتفاء بجماليات هندسة العمارة الفريدة، وتقول السائحة الأجنبية ميليا جورج: أبهرتني عمارة الشارقة عندما تلمست جمال إبداعاتها بالأضواء، ليبقى بريقها عالقاً في ذاكرتي، كأثر ضوء عابر يترك بصمته في القلب قبل العين.
«إكسبوجر» يحكي العالم
وما إن تنطفئ إشعاعات «مهرجان أضواء الشارقة» حتى تضيء الشارقة سردياتها بلغة الصورة التي تغني عن ألف كلمة، لتفتح أبوابها لاستقبال محترفي ورواد التصوير من أنحاء العالم في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ليستكمل به توجهات الشارقة بدعم الإبداع وتأكيد مكانة الصورة وأهميتها لتوثيق الأحداث ونشر الحكايا.
وفي دورة فبراير الماضي استضاف المهرجان 300 مصور عالمي ومشاركات ب2500 صورة توزعت على 100 معرض، وتضمن برنامج النسخة التاسعة عرض أفلام سينمائية تتنوع بين وثائقيات قصيرة وطويلة، ورسوم متحركة، موفراً لعشاق السينما وهواة الفنون البصرية فرصة الاستمتاع بمجموعة متنوعة من السرديات الإبداعية.
وللبيئة نصيبها الوافر في «إكسبوجر» بتنظيمه القمة البيئية تحت شعار«الهجرة وتأثيرها في النظام البيئي» بمشاركة نخبة من الخبراء البيئيين والمصورين المتخصصين.
يقول الزائر إبراهيم الحاج: أحرص سنوياً على زيارة هذا الحدث المهم الذي يحول الكاميرا الى أداة سردية تكشف أسرار الحياة والإنسان والطبيعة. فيما تصف المعمارية الهندية زينيا كومار، تجربتها في المهرجان، بأنها تفوق الوصف وقالت «شعرت بأنني في عالم آخر وسط هذا المكان الساحر الذي يحكي العالم بصور وفعاليات متنوعة».
حوار عالمي
كان «بينالي الشارقة» بدورته (16) واحداً من أبرز الأحداث التي جسّدت رؤية الإمارة جسراً بين الثقافات، ومنصة للحوار البصري بين فنانين من مختلف أنحاء العالم.
وبين جمال الكون وتقلباته إلى القضايا الإنسانية والثقافية تلتقي اللوحة في البينالي مع الصورة الصامتة والمتحركة في «إكسبوجر» لنشر رسائل مشتركة متوافقة مع نهج الشارقة ورؤيتها، ما يعكس التزامها المستمر بتقديم الفنون قوةً محركةً للتغيير والابتكار.
شارك بالبينالي 200 فنان من أنحاء العالم حضروا ب 650 عملاً فنياً، إلى جانب برنامجٍ شاملٍ من العروض الأدائية والموسيقية والسينمائية.
تجد الخبيرة الفنية ناتاشا جينوالا، التي حضرت من جنوب آسيا، أن «بينالي الشارقة» بيئة مثالية لدعم الفنانين الشباب وحفظ الذاكرة الشفوية بالأغاني، والقصص، والطقوس التي تعزز الروابط الإنسانية وتساعد على التعافي والشفاء، خاصة في ظل التحولات التي يشهدها العالم اليوم.
عودة إلى الجذور
تتواصل أيام الشارقة التراثية بدورتها 22 تحت شعار «جذور» لتعيد الحكاية إلى أصولها، إلى الأسواق العتيقة والبيوت التي تحمل بصمة الأجداد.
ففي هذه الأيام، لا يعود التراث مجرد ماضٍ محفوظ في الكتب، بل يتحول تجربة حية، حيث تنبعث أصوات الحرفيين وهم يصنعون الأواني الفخارية، وتعلو أهازيج الفرق الشعبية التي تحكي قصص البحر والصحراء، وكأن الزمن يتوقف ليفسح المجال لذاكرة المكان كي تروي نفسها بنفسها.
الحياة والفنلا يقتصر فبراير الشارقة على المعارض والفعاليات الفنية والبصرية فقط، بل يمتد ليشمل عالم المسرح والموسيقى، لتتحول ليالي الإمارة إلى مهرجان من العروض الأدائية والموسيقية التي تجذب الجماهير من مختلف الخلفيات.
ففي إطار أيام الشارقة المسرحية، شهدت الإمارة عروضاً مسرحية مبهرة جمعت بين النصوص التقليدية والأعمال المعاصرة، مقدمة للجمهور تجربة درامية غنية تجسد التنوع الثقافي والفني الذي تتميز به الشارقة. وشكل المهرجان منصة للفنانين والمخرجين المسرحيين العرب.
عشاق الشعر
اجتمع عشاق الشعر في مهرجان الشارقة للشعر النبطي، بدورته 18 ومشاركة 40 شاعراً وشاعرة، وإعلاميين يمثلون الدول العربية، إذ تتجسد لغة البادية في أبيات تنبض بالحكمة والوجد، وكأنها ترسم معالم الروح الإماراتية الأصيلة.
في الشارقة لا تكون القصيدة مجرد كلمات، بل صدى لمشاعر أمة ووجدانها، تحتفي بلغتها وتروي حكاياها بإيقاع لا يخفت.
يودع فبراير الشارقة على إرث جديد، ليترك بصمته في ذاكرة الزوار والحضور، ويثبت أن الشارقة ليست وجهة ثقافية فقط، بل عاصمة للإبداع المتواصل الذي ينبض بالحياة كل يوم.