عرفته كاتباً جميلاً رشيقاً قبل أن التقيه وأتحدث معه وجهاً لوجه حينما كنت طالباً في المرحلة الجامعية ، وكنت كغيري من الشباب معجباً بجراءة كتاباته ونقده الشجاع للأوضاع المعيشية والحياتية للمواطنين يوم ذاك ، وللتذكير فحسب ( وللتاريخ أيضاً ) كانت الأوضاع المعيشية للناس في منتصف السبعينات من القرن العشرين ، أوضاعاً مُزرية وبائسة وفقيرة ، أي في زمن النضال والصـ.

ر اع الطبقي ذي التوجه الاشتراكي كما كانت تُسمى ، والحياة المعيشية للناس كانت صعبه جداً جداً  جداً .

كيف تذكر و تصور حياة الفقراء والمعد. مين في الريف والمدينة اليمنية الجنوبية يوم ذاك  ؟  ، وقد كان  مُنظروا ومُطبلوا الحزب الاشتراكي وإعلامييهم يبرّروا وبشكل علني وبشجاعة غريبة لظاهرة الفقر والبؤس والحرمان ، وبأنها ظاهرة ضرورية ، وضرورة موضوعية في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وتجربة التوجه الاشتراكي في اليمن الديمقراطية ، كان الجميع منا يجاهر باعتزاز بظاهرة الفقر والجوع للكاد. حين المعد. مين في جنوب اليمن ، منطلقين من القاعدة المعروفة بأن توزيع الظلم والفقر بعدل وإنصاف للجميع هي العدالة بعينها .

في ظلال هذه الأجواء ( الثورية ) المجنـ. ـونة برز إبداع وقدرات الشاب الصحفي / حسن عبدالوارث ككاتبٍ موهوب ، وبقلم رشيق ومقالات جاذبة للقراء ، وكنت واحداً من هؤلاء.

وحينما بدأ نشاطه الصحفي ككاتب شاب مبتدئ وموهوب من أحد أحياء ضواحي مدينة عدن الفقيرة ، وبروزه ككاتبٍ صحفي له مستقبل واعد ، لكنه و في منتصف الثمانينات من القرن العشرين ، صادف بدء الصـ. ر اع الدوري بين قيادات الحزب الاشتراكي المتوارث من زمن تاريخ الجـ. ـبهة القو. مية لتحرير الجنوب اليمني المحتل ، والذي عُرف عن قياداته النـ ز. قة أنهم يديرون صـ. را عهم الد. مـ. و ي كل خمس سنوات في المتوسط وحينها يعلنون عن صـ. ـراع عـ. نيـ. ـف في ما بين أجنحته المتنافسة على السلطة ، ويخترعون لها مسميات وعناوين ما أنزل الله بها من سلطان مثل [ محا. ر.بة بقايا ركائز الا. ستعما. ر ، واليمين المـ. تطـ ر ف ، واليمين الا. نتها. ز ي ، واليمين الا. نتها. ز ي الطـ. ـفيـ. لي ، وبقايا البر. جو. از. ية وغيرها من المسميات المستوردة يومها من دفاتر وكراسات أدبيات تر و تسكي ، وبو خار ين، وستا. لين ، وليـ. ـنيـ ن ولين بيـ.  ـاو وغيرهم ].

 اصطف صديقنا / حسن عبدالوارث رحمة الله عليه ، وبحكم التأثير الجـ ـهو. ي بصلا بتـ ـه كـ ـمد افع شـ. ر س عن التيار السياسي والحزبي لتيار ( فتاح / عنتر ) وكانوا يسمونهم آنذاك بتيار الطغمة في الحزب الاشتراكي اليمني المنتصر عسـ ـكر ياً ، وكان بروزه بتشجيع ودعم من قيادات الحزب الاشتراكي آنذاك ، وهاجم بكل ما أسعفته مفرداته الإعلامية الثرية ضد التيار المـ نهـ زم من الحزب الاشتراكي في 13 يناير 1986 م ، أي ضد الز.مرة وهم تيار ( علي ناصر / باذيب / أنيس ).

لم يشفع له موقفه المبدئي من التيار المنتصر في الحزب آنذاك وربما استغلوا مهارته الصحفية لحين ، وفي منتصف الطريق تركوه وحيداً شارد الذهن والبصيرة حتى من حصوله على أبسط الحقوق الاعتيادية له كصحفيّ منافح عن قناعاته التي آمن بها واعتنقها كعقيدة فلسفية منهجية له ولأصدقائه المقربين ولأسرته العدنية الصغيرة ، فهو الشاب العدني المدني البسيط الذي لا يتكئ على جماعة قبلية متـ. ـو حـ. شأ او شـ. ـلـ.  ـلية انتـ. ـها. ز ية أو منـ.  ـا طـ. ـقية عـ ـفـ ـنة أو دينية ضـ. ـيقة ، وهنا تاه الرجل وفقد البوصلة في تضاريس اليمن الو. عرة ووصل حد الإ. حباط النـ. ـفسي والوجودي الذي عبر عنه في أكثر المقالات انز عا جاً من رفاقه الذين تركوه في منتصف الطريق وبحثوا في مصالحهم الشخصية والخاصة.

جمعتنا لقاءات عدة في عدن , لكن كان لقائي الأخير به هنا في العاصمة صنعاء حين زارني بتنسيق إلى مكتبي وتحدثنا كثيرا عن هموم اليمن بتاريخه العظيم وعن العد. و ان السعو. دي الإ. مار اتي وا لحـ. ـصا ر المفروض على المدن اليمنية ، فالرجل وطني يمني بامتياز ، كان قد عُرض عليه مغادرة صنعاء إلى دول الجوار لكنه رفض لأنه مؤمن بالوطن اليمني حراً أبياً مهما تكالبت عليه النوائب والأ. عد. اء ، وعًرضت عليه أموراً عدة ولكنه فضّل البقاء في مدينته التاريخية آزال التي تغنى بها كثيراً وبتوأمها عدن طويلاً طويلاً طويلاً .

بسم الله الرحمن الرحيم ( ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) صدق الله العظيم.

رحم الله صديقنا العزيز والكاتب الإعلامي الجميل / حسن عبدالوارث ، بواسع رحمته ومغفرته ، وأسكنه الله جنان جناته الواسعة ، وألهم الله أهله وذويه ومحبيه وأنصاره ومريديه الصبر والسلوان ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

وفوق كل ذي عليم عليم.

*عضو المجلس السياسي الأعلى

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الحزب الاشتراکی حسن عبدالوارث فی منتصف

إقرأ أيضاً:

حزب الله يتعرض لضغوط محازبيه

كشف مصدر في "الثنائي الشيعي لـ "الشرق الاوسط" أن "الحزب" يتعرض لـ "ضغوط من محازبيه وحاضنته الشعبية، ليس للرد على الخروقات الإسرائيلية فقط؛ وإنما للكشف عن مصير المفقودين طوال مدة المواجهة مع إسرائيل".

وقال إنه "يراهن على تدخل دولي للإفراج عن الأسرى، وعددهم 11 أسيراً. وهذا ما أثاره رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون عندما التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الأخيرة لبيروت".
وأكد أن موضوع الأسرى، وإن كان لم يُدرج في صلب اتفاق وقف النار، فإن "بري أثاره سابقاً، ويثيره حالياً لدى استقباله الجنرال الأميركي". وقال إن "الحزب ليس في وارد التصعيد، لكن يخشى في حال تمرّدت إسرائيل على الاتفاق ورفضت الانسحاب من أن يكون الجنوب أمام يوم آخر من التصعيد، ويبقى على واشنطن أن تتدارك الموقف قبل فجر الأحد المقبل، وهو اليوم المحدد لانسحاب إسرائيل، وتبادر إلى إلزامها بوجوب التقيُّد بحرفية الاتفاق دون أي تعديل أو تأخير".

وقال المصدر إن "هناك ضرورة لإلزام إسرائيل بالانسحاب؛ ليكون في وسع الحزب أن يرفع عنه ضغوط أهالي وأقارب المئات ممن سقطوا في المواجهة ويطالبون باسترداد جثامينهم التي ما زالت تحت الأنقاض ويصعب انتشالها ما لم تنسحب إسرائيل، وقُدّر عددهم بما يزيد على 250 مقاتلاً، ما عدا الذين انتُشلوا من البلدات التي أخلتها إسرائيل حتى الآن وانتشر فيها الجيش بمؤازرة (يونيفيل)، والمفقودين ممن انقطع الاتصال بهم طوال مدة اتساع رقعة الحرب في الجنوب".
 

مقالات مشابهة

  • بشأن اتفاق وقف النار مع الحزب.. هذا ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية
  • حزب الله في المرحلة المقبلة… إرباك في صفوف خصومه!
  • أزمة.. هذا ما كشفه ملف عملاء حزب الله
  • قرار حاسم من حزب الله بمنع التفلّت وتنسيق مع أمل جنوبا
  • حزب الله يتعرض لضغوط محازبيه
  • بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • الله يعوض عليه
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • حكم الحلف بغير الله والترجي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • الرئيس عون استقبل أمين الجميل وبهية الحريري