حروف موجوعة في رحيل الإعلامي الجميل حسن عبدالوارث
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
عرفته كاتباً جميلاً رشيقاً قبل أن التقيه وأتحدث معه وجهاً لوجه حينما كنت طالباً في المرحلة الجامعية ، وكنت كغيري من الشباب معجباً بجراءة كتاباته ونقده الشجاع للأوضاع المعيشية والحياتية للمواطنين يوم ذاك ، وللتذكير فحسب ( وللتاريخ أيضاً ) كانت الأوضاع المعيشية للناس في منتصف السبعينات من القرن العشرين ، أوضاعاً مُزرية وبائسة وفقيرة ، أي في زمن النضال والصـ.
كيف تذكر و تصور حياة الفقراء والمعد. مين في الريف والمدينة اليمنية الجنوبية يوم ذاك ؟ ، وقد كان مُنظروا ومُطبلوا الحزب الاشتراكي وإعلامييهم يبرّروا وبشكل علني وبشجاعة غريبة لظاهرة الفقر والبؤس والحرمان ، وبأنها ظاهرة ضرورية ، وضرورة موضوعية في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وتجربة التوجه الاشتراكي في اليمن الديمقراطية ، كان الجميع منا يجاهر باعتزاز بظاهرة الفقر والجوع للكاد. حين المعد. مين في جنوب اليمن ، منطلقين من القاعدة المعروفة بأن توزيع الظلم والفقر بعدل وإنصاف للجميع هي العدالة بعينها .
في ظلال هذه الأجواء ( الثورية ) المجنـ. ـونة برز إبداع وقدرات الشاب الصحفي / حسن عبدالوارث ككاتبٍ موهوب ، وبقلم رشيق ومقالات جاذبة للقراء ، وكنت واحداً من هؤلاء.
وحينما بدأ نشاطه الصحفي ككاتب شاب مبتدئ وموهوب من أحد أحياء ضواحي مدينة عدن الفقيرة ، وبروزه ككاتبٍ صحفي له مستقبل واعد ، لكنه و في منتصف الثمانينات من القرن العشرين ، صادف بدء الصـ. ر اع الدوري بين قيادات الحزب الاشتراكي المتوارث من زمن تاريخ الجـ. ـبهة القو. مية لتحرير الجنوب اليمني المحتل ، والذي عُرف عن قياداته النـ ز. قة أنهم يديرون صـ. را عهم الد. مـ. و ي كل خمس سنوات في المتوسط وحينها يعلنون عن صـ. ـراع عـ. نيـ. ـف في ما بين أجنحته المتنافسة على السلطة ، ويخترعون لها مسميات وعناوين ما أنزل الله بها من سلطان مثل [ محا. ر.بة بقايا ركائز الا. ستعما. ر ، واليمين المـ. تطـ ر ف ، واليمين الا. نتها. ز ي ، واليمين الا. نتها. ز ي الطـ. ـفيـ. لي ، وبقايا البر. جو. از. ية وغيرها من المسميات المستوردة يومها من دفاتر وكراسات أدبيات تر و تسكي ، وبو خار ين، وستا. لين ، وليـ. ـنيـ ن ولين بيـ. ـاو وغيرهم ].
اصطف صديقنا / حسن عبدالوارث رحمة الله عليه ، وبحكم التأثير الجـ ـهو. ي بصلا بتـ ـه كـ ـمد افع شـ. ر س عن التيار السياسي والحزبي لتيار ( فتاح / عنتر ) وكانوا يسمونهم آنذاك بتيار الطغمة في الحزب الاشتراكي اليمني المنتصر عسـ ـكر ياً ، وكان بروزه بتشجيع ودعم من قيادات الحزب الاشتراكي آنذاك ، وهاجم بكل ما أسعفته مفرداته الإعلامية الثرية ضد التيار المـ نهـ زم من الحزب الاشتراكي في 13 يناير 1986 م ، أي ضد الز.مرة وهم تيار ( علي ناصر / باذيب / أنيس ).
لم يشفع له موقفه المبدئي من التيار المنتصر في الحزب آنذاك وربما استغلوا مهارته الصحفية لحين ، وفي منتصف الطريق تركوه وحيداً شارد الذهن والبصيرة حتى من حصوله على أبسط الحقوق الاعتيادية له كصحفيّ منافح عن قناعاته التي آمن بها واعتنقها كعقيدة فلسفية منهجية له ولأصدقائه المقربين ولأسرته العدنية الصغيرة ، فهو الشاب العدني المدني البسيط الذي لا يتكئ على جماعة قبلية متـ. ـو حـ. شأ او شـ. ـلـ. ـلية انتـ. ـها. ز ية أو منـ. ـا طـ. ـقية عـ ـفـ ـنة أو دينية ضـ. ـيقة ، وهنا تاه الرجل وفقد البوصلة في تضاريس اليمن الو. عرة ووصل حد الإ. حباط النـ. ـفسي والوجودي الذي عبر عنه في أكثر المقالات انز عا جاً من رفاقه الذين تركوه في منتصف الطريق وبحثوا في مصالحهم الشخصية والخاصة.
جمعتنا لقاءات عدة في عدن , لكن كان لقائي الأخير به هنا في العاصمة صنعاء حين زارني بتنسيق إلى مكتبي وتحدثنا كثيرا عن هموم اليمن بتاريخه العظيم وعن العد. و ان السعو. دي الإ. مار اتي وا لحـ. ـصا ر المفروض على المدن اليمنية ، فالرجل وطني يمني بامتياز ، كان قد عُرض عليه مغادرة صنعاء إلى دول الجوار لكنه رفض لأنه مؤمن بالوطن اليمني حراً أبياً مهما تكالبت عليه النوائب والأ. عد. اء ، وعًرضت عليه أموراً عدة ولكنه فضّل البقاء في مدينته التاريخية آزال التي تغنى بها كثيراً وبتوأمها عدن طويلاً طويلاً طويلاً .
بسم الله الرحمن الرحيم ( ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) صدق الله العظيم.
رحم الله صديقنا العزيز والكاتب الإعلامي الجميل / حسن عبدالوارث ، بواسع رحمته ومغفرته ، وأسكنه الله جنان جناته الواسعة ، وألهم الله أهله وذويه ومحبيه وأنصاره ومريديه الصبر والسلوان ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وفوق كل ذي عليم عليم.
*عضو المجلس السياسي الأعلى
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الحزب الاشتراکی حسن عبدالوارث فی منتصف
إقرأ أيضاً:
الجميل بحث مع لودريان في آخر التطورات حول مساعي وقف اطلاق النار
التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، وجرى بحث في آخر التطورات حول المساعي الجارية للتوصل إلى حلّ يوقف النار وينهي الوضع القائم.
ووفقاً لبيان صادر عن "الكتائب"، شدد الجميل أمام مضيفه أن "أي اتفاق لا يضمن استعادة لبنان لكامل سيادته ويحصر السلاح بيد الجيش هو أمر مرفوض، ومن غير المسموح أن توضع على الطاولة مصالح إسرائيل وحزب الله فيما مصلحة لبنان الدولة غائبة عن المباحثات الجارية". وأكد أن "القرارات المصيرية التي تناقش اليوم، يجب أن يطّلع عليها الشعب اللبناني بشكل صريح وأن يوافق عليها قبل إقرارها وليس أن يتفرد بها الطرف الذي أخذ لبنان إلى الحرب من دون موافقة أبنائه ويحاول اليوم أن يصادر قرارهم". وشدد على أن "من حق الشعب اللبناني بعد كل المآسي التي مر فيها، أن يعيش في وطن يكون سيدا وحرا يتساوى فيه الجميع تحت سقف القانون والدستور، وهو أمر غير قابل للمساومة".