جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-16@16:22:15 GMT

السابع عشر من أكتوبر

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

السابع عشر من أكتوبر

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

تتلحف السماء بالغيوم وتتمازج الأمطار مع لون ابتسامة المرأة العُمانية في يومها الخالد الذي أصبح يومًا خالدًا محفورًا في ذاكرة الوطن والتاريخ العُماني ورغم مرور السنوات، إلّا أن المرأة العُمانية تستحق وبكل جدارة وفخر واعتزاز يوما وأياما طويلة احتفاءً بها؛ فهي الشمس المشرقة في سماء عُمان، وهي العطاءات المتجددة وهي النبت الصالح والأرض الخصبة والهواء العذب الذي ينبض بكل معاني الحياة وهي الحياة.

والمرأة العُمانية تحتفي بيومها السنوي الذي أمر به سلطاننا الخالد في القلوب والأرواح ومضى على نهجه سلطاننا المُحب لشعبه ووطنه الذي أعطى المرأة مكانة مرموقة بين أبناء المجتمع العُماني ووقف معها وساندها وبوأها مناصب قيادية.

عُمان والعُمانيات بشكل عام يفخرن بكونهن نساء لم تُهضم حقوقهن في هذا البلد الشامخ، فقد كانت منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، شعلة ثقافية واجتماعية وسياسية، والعمود الرئيسي للمجتمع، وحُق لها أن تتباهى في يومها الماجد، وحُق لها أن تفخر بهذه المناسبة الغالية التي كانت وما زالت تشكل دعمًا معنويًا كبيرًا لها وحافزًا مُهمًا لكل عُمانية على هذا الوطن العظيم.

والمتتبع لمسيرة النهضة الحديثة يرى أن مكانة المرأة العُمانية قد حُفظت وكان لها الدور البارز في ترسيخ قيم ومبادئ الديمقراطية التي أصبحت اليوم مصدر ثقة للجميع وحازت الصدارة بتبوئها أعلى المناصب القيادية، ولم تكن هناك أي عثرات أو عقبات أمامها؛ لأن مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، مبدأ معمول به في السلطنة ولا تفرقة بين الجنسين، فلكل منهما حقوقه وواجباته الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية ولكل منهما دور واضح وفعَّال ومؤثر على المستوى العُماني.

سابقًا كانت المرأة العُمانية تفخر بإنجازاتها على كل المستويات، والآن تفاخر العالم كون أن الداعمة الأكبر لها هي السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- فأصبحت تفتخر وتباهي وترى أننا محظوظون بما حققناه بدعم وتشجيع. ولا شك أن مساندة السيدة الجليلة الأولى ووقوفها مع المرأة العُمانية بشكل كبير، حافز إيجابي كبير يعطي الفرصة لكل النساء اللاتي يجدن الكثير والكثير من الصعوبات والتحديات في سبيل تحقيق أفضل حضور ممكن بين الدول ونساء تلك الدول.

إنَّ عُمان من أقصاها لأقصاها وهي تحتفل بيوم المرأة العُمانية ترسم ملامح مستقبل المرأة وتقف وتشجع وتعطي وتهب تلك المرأة المناضلة في كافة الميادين إن كانت المرأة قيادية أو سياسية أو طبيبة أو مستشارة أو معلمة أو موظفة أو ربة منزل؛ فهي الآن في قمة الاهتمام؛ حيث إنه لم تُنسَ أيضًا ربات البيوت من إحدى المنح المؤمل البدء في العمل على صرفها لهن فهن عمود عُمان وما زال الاهتمام بهن في أعلى المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛ فهي دائمًا عظيمة وشامخة وخدومة ومعطاء ترسم ملامح المرأة الكريمة في كل المواقف والمناسبات تبعث فينا المحبة والأمل والفخر والاعتزاز والتقدير الذي يجعل المرأة قادرة على تحقيق أهدافها وتحقيق طموحها وتحقيق أحلامها والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية وتحقيق تطلعات الوطن والمواطن الذي يسعى إلى الارتقاء بمستوى الحياة الوطنية الكريمة.

إنَّ المرأة العُمانية في يومها الماجد الذي يحمل شعار التميز والرقي الذي تمنحها إياه الدولة وتُعزز فيه من قيمتها ما هو إلّا يوم استثنائي يعد متنفساً لها فهي مصدر نجاح في مسيرة التنمية والتطوير الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والثقافي وما كانت تقدمه لعُمان وما حققته من نجاحات وإنجازات كبيرة يعد دافعاً لها ولتكريمها بيوم المرأة العُمانية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المرأة العٌمانية ودورها في ترسيخ الهُوية الوطنية

الهوية الوطنية من الموضوعات المهمة في عصرنا الحالي، في خضم التسارع في استحداث التقنيات وتضخم المعلومات وسهولة إتاحتها للجميع، والتطورات الهائلة في عالم التكنولوجيا والاتصال، وظهور منصات التواصل الاجتماعي التي سهلت وسرعت من تدفق المعلومات والأفكار المستوردة.

إنها ثورة عصرية بلا شك نشهدها منذ فترة، ومحاولات مستمرة لذوبان الهويات، وخلق قوالب موحدة لهويات عالمية.

ويبقى التحدي في كيفية التمسك بالأصالة والقيم والسمت في المجتمعات، والتكيف مع التطورات، وتوظيف الأدوات والتقنيات الحديثة بطرق إيجابية تخدمنا جميعًا، لا أن ننجرف نحو تيارات تنسف هويتنا الأصلية. وفي دراسة سابقة قمت بها لتحليل مفردات أولوية رؤية عُمان 2040 «الهوية والمواطنة والتراث والثقافة الوطنية»، لربط هذه المفردات ببعضها البعض، ومحاولة إيجاد الترابط الجوهري فيما بينها، وإيجاد تعريفات للهوية الثقافية العُمانية والسمات والسلوكيات المتوارثة التي جعلت من المجتمع العُماني مختلفًا عن باقي الشعوب، وجدت أن معرفة الهوية الوطنية والثقافية لعُمان مطلب أساسي، لرفع درجة وعي المواطن بهويته الوطنية، والاعتزاز والتمسك بها. وإن معرفة تاريخه وأمجاد العمانيين عبر الزمن، يفسح المجال لمعرفة مدى عمق التاريخ العُماني، وأثره على المستويات: المحلية، والإقليمية، والدولية، حتى بزوغ حضارة عُمان من فجر التاريخ الإنساني، وكشف عما قدموه من خير وأثر وفضل للبشرية، وفي نشر الإسلام أيضًا. وعن ما غرسوه في مواطنيهم من هوية متكاملة، تميزت بها سلطنة عُمان عن سائر البلدان. كما أوصلني ذلك، أن معرفة مفهوم المواطنة والمواطنة المسؤولة يسهم في تعزيز الهوية الوطنية للأفراد والانتماء للأرض، ومعرفة المساحة المتاحة للمشاركة الفاعلة لبناء المجتمع، وأمثلتها النموذجية. كما أن الأسرة هي شريك أساسي يساند المدرسة في تربية وتأهيل الناشئة لمعرفة وتأصيل الهوية الوطنية والثقافية ومعرفة ما يميزنا عن باقي الشعوب. وإن تغيرت بعض من ملامح الهوية مع التحديثات والمتغيرات ومتطلبات العالم المعاصر، إلا أنها تبقى أصيلة الجوهر، ويصعب الانسلاخ كليًا عنها. وبذلك تكون درجة الولاء متجذرة أكثر عند الأفراد الذين يرفضون عمليات التغيير ومقاومتهم عالية للتحديث والانفتاح. كما أن الولاء للوطن عبارة عن مجموعة من الممارسات والسلوكيات الإيجابية التي يحملها الفرد تجاه وطنه، وتترجم في العطاء المستمر، والمسؤولية تجاه الأرض، والتضحية من أجل رفعة الوطن وبنائه، والعمل الدؤوب لخدمته، وهذه المشاعر قد تكون بالفطرة وقد تكون مكتسبة من المحيط والبيئة، والتنشئة الصحيحة، فالشعور بالولاء والانتماء للوطن يعني وجود شعور بالطمأنينة والاستقرار وأنه جزء لا يتجزأ من هذه الرقعة الجغرافية، وهذا الشعور لا يتحقق إلا بالمعرفة الكافية حول قيمة الوطن وبناء معتقدات وقيم متجذرة في العمق، لذلك ولكل ما ذكرت ولإيماني التام بضرورة نشر الوعي حول الهوية الوطنية ومعرفة هويتنا الثقافية، أرى أن الدراسات حول موضوع الهوية من الضروريات الحتمية لتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 ولتحقيق ممارسات أولويتها، ولترسيخ الهوية، وإذا ما تحدثنا عن أهمية نشر الوعي حول الهوية، فإن المرأة العُمانية تلعب دورًا محوريًا منذ القدم في توارث ونقل ثقافة المجتمع، فهي الأم والمربية والمعلمة والقدوة لتنشئة أجيال متمسكين بالقيم والسمت الأصيل، مقدرين لتاريخهم وأمجادهم، ومفتخرين بهويتهم وثقافتهم بين الشعوب، وبحكم أن الأم لها نسبة تأثير أكبر على الأبناء في غرس القيم والعادات والتقاليد في مرحلة الطفولة والتنشئة، وأن هذه المرحلة تعتبر من أهم المراحل التي تسبق المدرسة لمعرفة ماهيتنا، وبناء معتقدات وروابط اجتماعية وعلاقات وممارسات تحدد مستوى انتماءاتهم، والتي تتكون وفق عمليات اجتماعية متراكمة يمر بها الفرد منذ النشأة، ويندمج من خلالها إلى جماعات مختلفة، تبدأ من الأسرة، ثم المدرسة، والمنطقة..إلخ، وطوال هذه الفترة تكون الأم هي الأكثر ملازمة لأطفالها حتى يتمتع بالشخصية الاجتماعية، وهذه الشخصية تبدأ في الانغماس مع الآخرين، وممارسة السلوكيات التي تعلم عليها، مما يؤدي إلى انتمائه بلا وعي للمكان والمعتقدات والقيم ويتحلى بالسمت الأصيل. إن المرأة العُمانية تقوم بأدوار عظيمة شملت التربية والتعليم وتنشئة الفرد فكريًا وعاطفيًا وأخلاقيًا، لبناء مجتمع سليم يستمد قوته من قوة أفراده، فالنمو وتنشئة الفرد بقدر ما هو أساسي للتربية، فهو غاية من غايات تطور المجتمعات القائمة على شبابه المعتز بثقافة وطنه ومقدر هويته الوطنية وبتفاخر بها بين الشعوب في العالم.

د. حنان بنت محمود أحمد / باحثة في الهُوية الوطنية والدراسات الإعلامية

مقالات مشابهة

  • المرأة العُمانية .. وطنٌ بأكمله
  • المرأة العُمانية.. تمكين وعطاء وريادة
  • يوم المرأة العُمانية.. إشراقة في سماء الإنسانية
  • المرأة العُمانية.. رمز القوة والعطاء
  • العُمانية تفوح ألقًا
  • التقاعد المبكر.. والحماية الاجتماعية للمرأة العُمانية
  • المرأة العٌمانية ودورها في ترسيخ الهُوية الوطنية
  • تحقيق مكسب للمرأة العُمانية في كل عام
  • معركة تحقيق الذات.. عندما أصبحت المرأة الرجلَ الذي كانت تريد أن تتزوجه