رسالة عن “عضة ثعبان” تثير فزعا بمصر.. ومسؤول يكشف التفاصيل
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
#سواليف
شهدت الساعات القليلة الماضية تداول مقطع صوتي على مجموعات تطبيق “واتس آب”، في مصر، يحذر من تناول #الطماطم التي تحتوي على #ثقوب_سوداء.
وزعم المقطع الصوتي أن هذه الثقوب ناتجة عن ” #عضة_ثعبان “، وأن تناولها قد يؤدي إلى الوفاة. وأثار الأمر تساؤلات واسعة خلال الساعات الماضية بشأن مدى صحة ذلك.
من جانبه قال حسين عبدالرحمن أبو صدام الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين في مصر إن المقطع الصوتي المتداول، الذي يحذر من #طماطم تحتوي على ثقوب سوداء واصفا الثقوب بأنها عضة ثعبان، لا أساس له من الصحة مؤكدا أنها شائعة سوداء.
وأشار خلال تصريحات صحفية له بأن الثقوب على ثمار الطماطم قد يكون سببها الإصابة بحشرة التوتا ابسليوتا (سوسة الطماطم ).
كما أضاف أن هذه الحشرة في طور اليرقة تصيب الطماطم وتتسبب في دمار كبير للمحصول حيث تحفر أنفاقا بالأوراق وبالثمار ما يؤدي لتلف الكثير من الثمار وتساهم في قلة الإنتاج كما تصيب أحيانا البطاطس والباذنجان والفلفل لكنها تفضل الطماطم وتسبب في دمار الكثير من المحاصيل إذا لم يتم مكافحتها.
وأوضح نقيب الفلاحين أن الثعابين لا تتغذى على النباتات وإنما هي تتغذى على الحشرات والقوارض لأنها حيوانات ليست نباتيه تتغذى علي اللحوم ولم نر حالة واحدة طوال حياتنا لمثل هذه الادعاءات ولو كانت هذه الادعاءات صحيحه لامتلأت المستشفيات من الوفيات نتيجة لذلك فلا يخلو أي بستان أو حقل من الأفاعي، وفقا لتصريحات لوسائل إعلام مصرية.
وأكد أبوصدام أن مصر تنتج أكثر من 6 ملايين طن من الطماطم كل عام وهي آمنة تماما، مناشدا المواطنين بعدم الاشتراك في نشر الشائعات التي تهدف بالأساس لبث البلبلة والرعب بين المواطنين، ناصحا المواطنين بالاعتناء بغسل الخضراوات جيدا وإزالة أي أجزاء فاسدة وعدم شراء أي ثمار فاسدة أو بحجم أو شكل غير طبيعي أو لها روائح كريهة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الطماطم ثقوب سوداء عضة ثعبان طماطم
إقرأ أيضاً:
نافذة سوداء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"حسن الظن" ركيزة أساسية لبناء العلاقات الصحية وتحقيق التلاحم بين الأفراد. إلا أن مقابل هذا المفهوم السامي، يقف "سوء الظن" كعقبة قاتمة تُظلم بها العلاقات، وتتشوّه بها الصور، وتهدم بها الروابط.. سيئو الظن هم أولئك الذين يرون العالم من نافذة سوداء قاتمة، يفترضون الأسوأ، ويتوقعون الشر حتى في أسمى النوايا.
إن سوء الظن غالبًا ما ينشأ من تجارب سابقة قاسية أو خيبات أمل متكررة، إذ يتحول الألم الداخلي إلى درع حماية ظاهري يُبنى على الشك والارتياب.. ولكن هل يبرر الألم الشخصي إيذاء الآخرين؟ وهل يمكن اعتبار سوء الظن وسيلة للنجاة أم أداة للهدم؟
سيئو الظن يعيشون في حالة من الصراع الداخلي المستمر؛ فهم يشعرون بأن العالم يتآمر ضدهم، وأن الآخرين يخفون أجندات خفية. هذا الشعور يخلق جدرانًا لا تُرى، لكنها تحول بينهم وبين الآخرين، مما يجعلهم أسرى داخل دائرة مفرغة من العزلة والخوف.
سوء الظن يعصف بالثقة، تلك العملة النفسية الثمينة التي ترتكز عليها العلاقات. فعندما تُزرع بذور الشك، تبدأ العلاقات بالتآكل تدريجيًا، إذ يصبح كل تصرف بريء محل ريبة وكل كلمة طيبة موضع تساؤل. يعيش سيئو الظن حالة من التوتر الدائم. فهم يستهلكون طاقتهم في التفكير في "المؤامرات" التي تحاك ضدهم. ومع الوقت، تتحول هذه الأفكار إلى أعباء نفسية تُثقل كاهلهم، وتجعلهم عرضة للقلق المزمن والاكتئاب.
في العمل، يمكن أن يكون سوء الظن فيروسًا معديًا يقتل روح الفريق ويعوق الإنتاجية. فالتشكيك في نوايا الزملاء أو القادة يخلق أجواء سلبية تعيق التعاون وتدمر الحوافز.
ولكن كيف يمكن مواجهة سوء الظن؟ الخطوة الأولى نحو التغلب على سوء الظن تكمن في إدراك الشخص بأنه يُفرط في الشك. من المهم أن يسأل نفسه: هل هذا الشك مبرر؟ وهل لديّ أدلة كافية تدعمه؟ الوعي بهذه الأسئلة يُعد بداية الطريق نحو التخلص من هذه العادة السلبية.
الحوار هو المفتاح لفهم الآخر. عندما تُبنى الجسور بين الأشخاص من خلال النقاش الصادق، تتضاءل فرص سوء الظن. فالوضوح يزيل الغموض، والغموض هو بيئة خصبة لنمو الظنون.
والإسلام يحث على حسن الظن بالناس. قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" (الحجرات: 12). فالقيم الدينية تُعد مرجعًا أساسيًا يعيد للإنسان توازنه ويُرشده إلى التفكير الإيجابي.
في كثير من الأحيان، ينبع سوء الظن من شعور داخلي بعدم الكفاية أو الخوف من الاستغلال. لذا فإن بناء الثقة بالنفس يساعد في كسر هذه الحلقة المفرغة، لأن الشخص الواثق لا يخشى النوايا الخفية. فالبيئات التي يغلب عليها التشكيك والنميمة تعد أرضًا خصبة لنمو سوء الظن، لذا من الأفضل للمرء أن يحيط نفسه بأشخاص إيجابيين يدعمون ثقافة الاحترام والتفاهم.
رُوي أن أحد الخلفاء طلب من أحد وزرائه رأيه في مسألة شائكة. فقال الوزير: "أرى في المسألة وجهين: أحدهما خير، والآخر قد يكون سوءًا". فرد الخليفة: "إنه لأهون علي أن أعيش على وجه الخير من أن أحيا في ظلال الشر".. هذه القصة تُبرز لنا درسًا مهمًا؛ أن حسن الظن ليس غباءً أو سذاجة، بل هو قوة تُضفي على حياتنا طمأنينة وتمنحنا مساحة لفهم الآخر.
سيئو الظن يثقلون كاهلهم بظلال داكنة، ويجعلون من حياتهم وحياة من حولهم ساحة دائمة للصراعات النفسية. ولكن الأمل يكمن في أن الإنسان قادر على التغيير. فمع قليل من الوعي والإصرار، يمكن لكل فرد أن يتحرر من قيود سوء الظن، ليعيش حياة مليئة بالسلام الداخلي، وينعم بعلاقات أكثر صدقًا ودفئًا.
إن طريق حسن الظن قد يبدو شاقًا في بدايته، لكنه طريق النور الذي يفتح أمامنا آفاق الأمل، ويعيد لنا إنسانيتنا.